Wednesday, January 12, 2011

قصة الخلق

اقدم ما وصل عن حياة الانسان المعيشية واسباب وجوده على الارض هو ما وصلنا من مدونات السومريين على الألواح الطينية التي ظلت مدفونة تحت الأنقاض قروناً طويلة في أرض مابين النهرين قبل أن يتمّ العثور عليها في العصور الحديثة .
تروي إحدى أقدم هذه المدونات التي اكتشفت من قبل علماء آثار ألمان في عام 1939 في تلة ورقة في العراق أسطورة الخلق فتقول :
في البدء لم يكن فوق الأرض غيرُ الآلهة وكان على الآلهة أن تتكلّف المشقات لكي تستنبت من الأرض قوتها وأسباب عيشها .. كانت تشقّ الأقنية وتنظفها عاماً إثر عام . تلهث من الجهد خلف المحراث , تضرب بمعاولها في الحقول الوعرة الصلبة حتى تكلّ سواعدها , وحين يستحصد الزرع تنكبّ على الحصيد بمناجلها إلى أن تتصلّب ظهورها فتأبى أن تستقيم إلابعد عناء .
هذا العمل الشاق أصبح مع مرور السنين ثقيلاً عليها فراحت تبحث عن الخلاص . فاتجهت الآلهة إلى الإله إنكي . وكان الإله إنكي الحكيم غارقاً في نوم عميق حين جاءت الآلهة تلتمس منه الحل . فلما صحا من رقاده اقترح عليها أن يخلق لها الإنسان . ولم ينتظر طويلاً , أخذ طيناً من أعماق المياه ثم عجنه وشكّل منه صورة الإنسان ثم نفخ فيه الروح من أنفاسه بقدر يضمن له العيش سنوات محددة هي سنوات عمر الإنسان .
وكمكافأة له على صنيعه فرض على الإنسان أن يمدّ الآلهة بما تحتاج إليه من طعام وشراب , وأقطعه أرض ما بين النهرين وأمره قائلاُ : حوّلها إلى فردوسٍ .
فامتثل الإنسان في التوّ لأمر الإله إنكي وقام بما عهد إليه من التكاليف التي تبقي موائد الآلهة عامرة بما لذّ لها وطاب .
بهذا فسرت الأسطورة السومرية خلق الإنسان , وهي تبدو لنا اليوم ساذجة لاتخرج عن كونها أسطورة من أساطير الأولين . ولكننا حين نعلم أن هذا التفسير ظلّ في جوهره سارياً في معتقدات الناس من أصحاب مايدعى بالديانات السماوية إلى يومنا هذا رغم مرور آلاف السنين على نشأته

النص الاصلي
sam 1971 بقلم

No comments:

Post a Comment