Friday, January 14, 2011

العنف والدين

العنف المسيحي :

الاصلاح :

من المعروف ان الكنيسه الكاثوليكيه قد كانت وعبر العصور الوسطى فاسده، الامر الذي ادى الى تزايد الدعوات للاصلاح والتطوير ، فقد كان لعلاقات البابا يوحنا الثاني والعشرين الغراميه وطرق البابا اوربان الدمويه بتصفيه معارضيه من الكاردينالات واعتراف البابا انسونت السابع وبفخر بأبناؤه غير الشرعيين والصرف غير المبرر على هؤلاءالابناء من مال الكنيسه كل هذه التصرفات وغيرها ادت الى تزايد تزايد الدعوه الى الاصلاح الا ان هذه الدعوات قوبلت بكثير من المقاومه من قبل الكنيسه الكاثوليكيه بل ان الكثير من الذين تجرؤا على الدعوه الى الاصلاح دفعوا حياتهم ثمنا لهذه الجرأه التي سميت كفرا وهرطقه ومن هؤلاء كان ارنولد البريسكي والذي تم حرمانه من الكنيسه في عام 1100 ومن ثم شنقه واحراقه علنا .وكذلك كان مصير جون وايكلف الانكليزي الذي تجرأ وترجم الكتاب اللا_مقدس _ الى الانكليزيه وحتى اتباعه لم يسلموا من هذا المصير حيث تم مطاردتهم واقضاء عليهم ،ولم يكن مصير جون هس من براغ بأحسن من هؤلاء فقد تم حرمانه من الكنيسه وفي عام 1415 تم القبض عليه واحرق علنا رغما عن انه كان يحمل كتابا من الامبراطوار يضمن حياته .
ولكن كان لازدياد حركه الاصلاح وثقلها المتنامي في الشارع وبين رجال الدين اثره في تقويه هذه الحركه وبقاؤها على قيد الحياه ،ولكن بثمن باهض دفع ملايين من الناس حياتهم ثمنا له وذلك اثناء القتال الضاري الذي نشب بين الحركه البروتستانتيه والكاثوليكيه في كل مدن اوروبا . ولعبت نقاط مارتن لوثر ال95 والتي علقها على باب ابرشيته اثرها باشعال فتيل المواجهه الدمويه . فقد افلح الامراء الالمان وبعد قتال عنيف مع جيوش اتباع الكنيسه الكاثوليكيه بتحقيق نوع من حقيقه الامر الواقع وتوصل الطرفان الى هدنه في عام 1555 وكان نتيجه هذه الهدنه معاهده اكسبروغ التي سمحت للهراطقه البروتستانت بالعيش في بعض مدن المانيا دون غيرها من الممالك والدول .الا ان هذا الصلح الهش لم يدم طويلا ففي الاعوام 1618- 1648 عاشت اوروبا ما سمي حرب الثلاثين عاما ، هذه الحرب التي حولت المانيا الى ارض خراب بعد ان ذهب ضحيه هذه الحرب ملايين من البشر فبعد ان شاهد الامبراطور الكاثوليكي فرديناند الثاني ان جيوشه بدأت بتحقيق الانتصار تلو الاخر على جيوش البروتستانت حاول ان يسحق هذه الحركه مره واحده والى الابد مماادى الى مجازر دمويه هذه المجازر دفعت ملوك الدنمارك والسويد الى التحرك المشترك لمواجهه هذا العنف الدموي وكانت النتيجه وكماهو عليه الحال في مثل هذه الحروب انه لم يحقق اي من الاطراف ما يمكن تسميته انتصارا حقيقيا وادت هذه المجازر باسم دين الرحمه والحب الى انخفاض عدد سكان المانيا من 18 مليون نسمه الى 4 ملايين فقط ، هذا النقص الهائل في القوى البشريه ادى الى انتشار المجاعه حيث لم يكن هناك مايكفي من الايدي العامله لاعمار ما خربته الحرب او العمل في الحقول وانتشرت الامراض والاوبئه والتي قصفت بدورها حياه بضعه مئات الالاف من البشر هذا ومثله كان من ثمار المسيحيه في اوروبا .

تصفيه البروتستانت :

في فرنسا حيث عرفت هذه الدوله تواجد اكبر عدد من البروتستانت والذين كانوا يدعون الهوكنوت والذين عانوا الامرين من ملاحقه الكنيسه وبدون رحمه وقد وصل الامر بالملك هنري الى ان شكل محكمه خاصه لمحاكمه اولئك المارقين والخارجين عن الكنيسه وعن مفاهيم الحب والرحمه وسميت هذه المحكمه بصاله النار المحرقه تيمنا بنار جهنم التي اعدها رب الحب والحنان والرحمه لنا نحن الملاحده ومن امن بغير يسوع او محمد .والحكم العادل الذي كانت تنزله هذه المحكمه بالهراطقه هو الحرق بالنار .

وفي ليله 24 اوغست 1572 والمسنى يوم غيد القديس سانت بارتيليمو اندفع جنود الحق الكاثوليك الى الاحياء التي كان يسكنها اغلبيه من هؤلاء الهراطقه هذا العمل المقدس كان نتيجته قتل مئات الاف الهراطقه هذه المجزره التي غطت ببشاعتها حتى على مجازر النازيه بعدها بمئات السنين .
وكنتيجه هذا العمل المقدس كتب البابا جيورجي الثالث والعشرين الى ملك فرنسا شارل التاسع :نحن سعداء لانك وبفضل الله قد خلصت العالم من هؤلاء الهراطقه الاشرار .
اما البابا بيوس فقد فعل ماهو افضل من ذلك وعملا بتعاليم يسوع السمحاء فقد قام بأرسال الجيوش الى فرنسا للمساعده في عمليات القمع بل وامر قائد جيوشه بقتل جميع الاسرى وبدون رحمه .وماذا كان جزاء هذا البابا ؟ كان جزاؤه ان يرسم قديسا وذلك لاعماله المتميزه خدمه للمسيحيه وبودي ان اسأل بعض من اتباع هذه الكنيسه وهذا الدين السمح لماذا لم ترفع صفه القداسه عن هذا السفاح ؟اليس هذا اقل ماكان يمكن ان تفعله الكنيسه ؟
اما في منطقه الفلاندر ابلجيكيه فقد تم وبعون الله وتعاليم يسوع السمحاء فقد تم اعدام جميع الهراطقه حرقا وكانت ملكه بريطانيا ماري رحيمه وعطوفه جدا لذا فقد امرت رحمها الله بوقف عمليات الاعدام حرقا والاكتفاء بقطع رقاب الرجال من الهراطقه اما النساء فدفنا وهم احياء لانهن لايستحققن شرف الموت بالسيف وسحق فيليب الثاني المئات من الاف الهراطقه في مدينه انتويرب البلجيكيه وهارلم الهولنديه حيث كانت اسبانيا تحكم هاذين البلدين .

تصفيه الكاثوليك :

قد يتصور البعض ان البروتستانت كانوا رحماء في تعاملهم مع الكاثوليك الا ان هذا لم يكن حقيقه فالبروتستانت وفي محاولتهم تطبيق النصوص اللا _ مقدسه_ حرفيا قدموا رؤيه اشد تطرفا والتصاقا بحرفيه فهم النصوص وتقديسها بل ان قوانين وشرائع العهد القديم قد طبقت نصا وكما وردت في تلك النصوص وبدون مراجعه او تأويل كما ان قسم من هؤلاء _المجددين_ قد تبنوا بعضا من اشد تأويلات رجال اللاهوت الكاثوليك سوءا وعنصريه كنظريات اوغستين في الاراده الحره او فكره الخطيئه الاصليه المتوارثه وكما قال لوثر في عام 1518 : ان الاراده الحره يعد سقوط الانسان ليست الاكلمه فمهما عمل الانسان فأن الخطيئه مجبوله به وخالده معه .
وفي سويسرا قام جون كالفن بتاسيس دوله ثيوقراطيه وتم تشكيل قوه من شرطه الاخلاق مهمتها مراقبه سلوك الافراد ومدى انطباقه على تعاليم الكتاب اللا_مقدس_ وتم وفق هذه القوانين معاقبه الافراد وبقسوه على مجموعه كبيره من التصرفات والتي اعتبرت مخالفه للتعاليم الدينيه فقد منع الغناء والرقص وشرب الخمر وحتى الحفلات العامه وتك ووفقا للتعاليم الكالفنيه اعدام اي مخالف للتفسير او الرؤيه الكالفنيه فقد اعدم العالم والمفكر مايكل سرفاتس لانه تجرا بالتشكيك بالثالوث المقدس كما بيفعل الاخ سيك اند فايند .وليس غريبا ان نرى ان اسوأ انواع المتشددين المسيحين في الولايات المتحده الامريكيه هم من اتباع كالفن .
وخلال الحروب الدينيه التي كانت مشتعله في فلرنسا قام الجنود الهوكنوت بمطارده القسسه الكاثوليك وقتلهم كما تقتل الحيوانات السائبه حتى ان احد قاده جيوش الهوكنوت كان قد عمل قلاده من اذان القتلى من رهبان الكاثوليك . وفي انكلترا وبعد ان قام هنري الثامن بتاسيس الكنيسه الانجليكانيه امر هذا الملك بملاحقه والقضاء على كل من البروتستانت والكاثوليك وحتى ان احد اشهر رجالات بريطانيا في حينه وهو السير توماس مور لم يسلم من العدام وذلك لكونه كاثوليكيا . وعندما اعتلت ابنته ماري عرش انكليرا في عام 1553 تم اطلاق لقب ماري الدمويه عليها وذلك لانها حاولت اعاده الكاثوليكيه كدين الدوله الرسمي ولهذا قامت بملاحقه رجالات الكنيسه الانجيليكانيه الا ان محاولاتها ذهبت ادراج الرياح وتمسكت بريطانيا ببروتستانتيها .
كلمه اخيره :
من الطبيعي ان هناك في مجال العنف والارهاب الدموي الديني الكثير مما يمكن ان يقال ولكن مما عرضته كموجز سيرع يمكن ان يساعد الجميع على الاستنتاج ان الدين وبشكل عام والميسحيه بشكل خاص لم تقم باي محاوله يمكن اعتبارها جاده او ناجحه لمنع هذا العنف الدموي بل بالعكس من هذا تماما وكما شاهدنا ان اختلاف المذاهب والرؤى الدينيه ةاختلاف التاويلات والتفسيرات قد كانت ولاتزال هي السبب الحقيقي الذي دفع باتجاه العنف والقتل وفي مثل هذه الحالات يمكن القول ان هذا العنف والارهاب لم يكن ممكن الحدوث لولا الدين .


مراجع:
helen ellerbe
the dark side of christian history

james A haught
holy horrors

j. n. hillgarth
christianity and paganism

edward peters
hersey and authority in medieval europe


النص الاصلي
waked بقلم

No comments:

Post a Comment