Saturday, January 15, 2011

نقد كتاب اليهودية العهد القديم الباب الثامن عشر1

الباب الثامن عشر والأخير

_________________________

ما أخذته اليهودية من التراث والأديان والثقافات الشرقية الوثنية كالعراق وفلسطين وسوريا ومصر





هناك عدة أشياء أخذها واقتبسها الكتاب العبراني المُقدَّس من الديانات التي سبقته كالدين السومريّ والدين البابلي في العراق(دول وحضارات ما بين النهرين)،وأشياء من الدين الكنعاني(الفلسطيني) ،وأشياء أقدم في الاقتباس من الدين المصري الوثني القديم،بل ووجدت حالة نادرة للاتصال أو التشابه بين التقاليد والمعتقدات اليهودية واليابان! لكن تلك ليست أول مرة أجد فيها اتصالاً ونقلاً للعقائد من اليابان إلى الشرق الأوسط،فقد وجدت حالة مشابِهة في الدين المصري القديم!

هذا البحث سيكون نموذجاً وتدريباً مميزاً على علم مقارنة الأديان وعلاقتهن ببعضهن.



#الإله يهوه إله التوحيد في اليهودية،كان إلهاً وثنياً كنعانياً



يقول الأستاذ فراس السواح في كتابه مدخل إلى نصوص الشرق القديم _دار علاء الدين_سوريا:

‘‘على أن نصوص مدينة أوغاريت التي ترجع إلى أواسط القرن الرابع عشر قبل الميلاد هي التي قدَّمت لنا أوضح وأكمل صورة عن مجمع الآلهة الكنعاني،الذي تربع على قمته كل من إيل كبير الآلهة، وزوجته عشيرة التي تلقبها النصوص بخالقة الآلهة أو أم الآلهة،وتجعلها أماً لسبعين إلهاً يشكّلون المجمع الأوغاريتي.هذه الأمومة أسبغت على عشيرة قوى تتصل بخصب الإنسان والطبيعة. يرد الاسم عشيرة بالأحرف الأوغاريتية الساكنة التي لا يوجد فيها تشكيل أو أحرف مد بصيغة (أ ث رت) ،ولكنّ الباحثين الغربيين المحدَثين قد حرّكوه بناءً على اللفظ التوراتيّ لنفس الاسم فقالوا (أثيرة) أو كما ورد في العهد القديم(عشيرة).

من ألقابها الأخرى إضافةُ إلى (أم الآلهة) و(عشيرة البحر)،لدينا في نصوص أوغاريت لقبان آخران، الأول (إيلة) أو(إيلات) وهو مؤنّث الاسم (إيل) الذي يعني الإلهة مثلما يعني الاسم (إيل) الإله إذا لم يكُنْ مضافاً إلى اسم إلهٍ آخر.’’

‘‘وهذا تشهد نصوص أوغاريت،ولا سيما ملحمة كرت،[لقد أوردَ فراس السواح نص هذه الملحمة الفلسطينية الأوغاريتية في كتابه فعودوا إليه] على أنَّ عشيرة كانت الإلهة الرئيسية في مدن الساحل الفينيقيّ ولا سيما حاضرتيه صور وصيدون. كما نستدل من الأعمال التشكيلية التي اكتُشِفت في مدينة جبيل على أنّ عشيرة قد عُبِدت تحت اسم بعلة،الذي يعني السيدة أو الربّة، وكانت هناكَ زوجةً للإله إيل أيضاً.ثم تأتي الشواهد لتدفعَ عبادةَ عشيرة من عصر البرونز الأخير ،عصر ازدهار مدينة أوغاريت الفلسطينية ،إلى عصر الحديد الثاني في القرن التاسع قبل الميلاد. فمِن سِفر الملوك الأول الإصحاحين 16و18 نعرف أنّ ملك إسرائيل المدعوّ آخاب بن عمري قد تزوّجَ من إيزابل ابنة ملِك الصيدونيين،التي جاءَت معها بعبادة الإله بعل و الإلهة عشيرة من فينيقيا ونشرتها في مملكة إسرائيل [المملكة الشمالية بعد انقسام إسرائيل الكبرى إلى مملكتي إسرائيل ويهوذا] على حساب عبادة الإله العبري يهوه.’’

[وقد وردتْ الإلهة عشيرة في نصوص قرية أوغاريت بفلسطين في قصة صراع الإله بعل مع الإله يم]

‘‘إذا جئنا إلى فلسطين وجدنا شواهد نصية على عبادة عشيرة تحت الاسم إيلات،وذلك منذ القرن الثالث عشر ق.م ،من هذه الشواهد جرة فخارية نذْريّة عُثِر عليها في موقع تل الدوير (مدينة لخيش القديمة في وسط فلسطين).على الجرة هناك رسم باللون الأحمر مُنفَّذ بأسلوب شريط الأشكال المعروف في الأختام الأسطوانية،تتكون وحدته الأساسية من شجرةٍ منفَّذة بأسلوبٍ نمطي،وعن يمينها ويسارها تيسان في وضعية الوقوف،يليها باتجاه اليسار طائر وثلاثة حيوانات برية هي على التوالي غزالة،وغزال ذو قرون متشابكة،ثم أسد الإلهة عشيرة الذي يشب على قائمتيه الخلفيتين في وضعية الانقضاض. فوقَ الرسم كتابة نادرة تعدّ من أولى نماذج الخط الأبجديّ السامي القديم تقول :"من المدعوّ متان تقدِمةً إلى ربتي إيلات"،وهنا فإن أي مطّلع على المنظومة الرمزية لثقافات الشرق القديم سوف يعرف أن الشجرة إذا وُضعت في بؤرة التكوين الشكلي وكان عن يمينها ويسارها حيوانان أو إنسانان أو كائنان مجنحان،فإنها ترمز إلى ألوهة الخصب المؤنَّـثة.وقد تحل الإلهة محلَّ شجرتِها كما نرى في العديد من الأعمال التشكيلية السورية والرافدَيْنيّة.مثل هذا التكوين التشكيلي المزي شائع في ثقافات الشرق القديم.’’

‘‘لدينا من الموقع نفسه جرة أخرى تحمل تكويناً تشكيلياً مشابها ،ولكن الشجرة هنا أو الإلهة نفسها ،قد استُبدِلت بمثلَّث الأنوثة وعن يمينه ويساره تيسان يشبانِ على قوائمهما الخلفية. المثلث مرسوم باللون الأحمر ومنقَّط بالأسود للإشارة إلى شعر العانة. وهذا ما يعود بنا إلى القطع النحاسية الأوغاريتية حيثُ رُسِمت عشيرة في تأكيدٍ على منطقة العانة التي ينبعث منها غصن شجرة مورِق.’’



ثم يتحدث عن أثر هو نموذج مجسَّم لمعبد فلسطيني:

‘‘ومن موقع تعنك بشمال فلسطين وصلنا مجسّم طقسي فريد من نوعه،مجوَّف من الداخل بارتفاع 50 سم،مزينة سطوحه الخارجية بمشاهد تنتمي إلى المنظومة الرمزية المشرقية نفسها بأسلوب النحت البارز. والمجسم يمثل بنية معمارية هي على الأغلب معبد مؤلّف من أربع طبقات،أو جونب مختلفة من معبد ذي طابق واحد. في الطابق الأعلى لدينا مشهد يمثِّل عجلاً أو حصاناً يحمل على ظهره قرص الشمس المجنَّح منفّذاَ بأسلوب نمطي.وهذا القرص هو رمز للإله الأعلى في معظم الثقافات المشرقية.أما العجل أو الحصان فهو مركبة الإله...وهو هنا إما بعل أو يهوه،فكلا الإلهين حلَّ في فلسطين محلَّ الإله إيل في سياق الألف الثاني قبل الميلاد وما تلاه.

في الطابق الثاني من الأعلى لدينا شجرة مقدسة يشب عن يمينها ويسارها تيسان يقضمان من أوراقها،وهي تمثل هنا ،كما في جرة لخيش، الإلهة عشيرة. في الطابق الثالث لدينا تجويف فارغ يحفّ به كائنان مجنحان لهما وجه امرأة وجسد أسد. وهذا الفراغ إما أنه يمثل مدخل المعبد أو يعبِّر عن الحضور اللا مرئيّ للإله الخفيّ. في الطابق الأسفل لدينا مشهد يكرّر مضمون المشهد الثاني من الأعلى. ولكن الشجرة المقدَّسة قد استُبدِلت بالإلهة العارية عشيرة التي تسند كفيها على رأسي أسدين يحفان بها.’’

‘‘فإذا انتقلنا إلى المشهد الديني العام لفلسطين الكبرى،فإن أول ما يلفت نظرنا هو آلاف التماثيل الأنثوية الصغيرة المصنوعة على هيئة جذع ورأس ونهدين عاريين،والتي وُجدت في كل موقع أثريّ تقريباً، سواءً في المعابد والمقامات الدينية أم في بيوت الناس العاديين. ولم تكن أراضي مملكتي إسرائيل ويهوذا ،والتي من المفترض أنهما كانتا على الدين التوراتيّ،خاليةً من هذه التمثيلات،بل العكس هو الصحيح. فلقد بلغ عدد القطع المكتشفة في منطقة يهوذا حتى الآن ثلاثة آلاف قِطعة،وذلك في المستويات الأثرية التي تعود إلى فترة ما بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد،أي منذ نشوء مملكة يهوذا وحتى سقوطها.يدعو علماء الآثار هذا النوعَ من التمثيلات بالدُمى الجذعية ويُجمِعون على أنها تمثِّل عشيرة إلهة فلسطين الكبرى،والإلهة الرئيسية التي عُبِدت في مملكتي إسرائيل ويهوذا.

وردت الإشارة إلى عشيرة في كتاب العهد نحو 40 مرة،وأكثر من ذكر أي إله آخر خلا يهوه. ونفهم من هذه الإشارات المتنوعة أن عشيرة قد عُبدت في المملكتين من خلال ثلاثة تجسيدات كانت ترمز إلى حضورها بينهم في معابدهم. في التجسيد الأول كانت الإلهة حاضرة من خلال صورها وتماثيلها الموضوعة في المنازل وفي المعابد على حد سواء. فقد صنعت أم الملك يهوذا المدعو آسا تمثالاً لعشيرة ووضعته في محرابها المنزلي،على ما يورده لنا سفر الملوك الأول15: 13،وقام ملك آخر اسمه مَنَسَّىَ بنحت تمثال لعشيرة ونصبه في هيكل أورشليم الذي يُنسَب بناؤه للملك سليمان .الملوك الثاني21: 7. أما في التجسيد الثاني فكانت الإلهة حاضرة من خلال شجرة خضراء تُزرَع قُربَ المذبح،ولا سيما في المقامات الدينية المكشوفة في الهواء الطلق التي يدعوها النص بالمرتفعات،على ما يورده لنا سفر التثنية16: 1،وسفر القضاة 6: 25. أما في التجسيد الثالث فكانَ يرمز للإلهة بجذع شجرة مقتَطَع يُدعَى بالسارية ويُنصَب في المعبد أو المرتفعة إلى جانب المذبح. والإشارات في نص العهد القديم إلى هذا التجسيد كثيرة،ومنها على سبيل المثال الملوك الأول16: 33 ،الملوك الثاني 14:7 ،الملوك الثاني23: 6.

لكن ما لم يقله لنا محررو الأسفار التوراتية الذين كانوا يؤسسون لعبادة يهوه وحده خلال الفترة المدعوة بفترة ما بعد السبي البابليّ،هو أنَّ عشيرة لم تُعبَد وحدَها في المملكتين بل مع زوجها الذي هو يهوه بالذات،وذلك قبل أن تتبدّل صورته المشرقة كإله فلسطيني للخصب [والرياح والأمطار] ويغدو أقربَ إلى الكائنات الشيطانية الظلامية في النص التوراتي. ومصدرنا عن هذا الثنائيّ الإلهيّ هو عدد من النصوص القصيرة التي ترجع يتاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد،والتي تمَّ اكتشافها في منطقة يهوذا نفسها،وفي بعض محطات القوافل شماليَّ سيناء. ففي موقع خربة الكوم،على مسافة قريبة من مدينة الخليل(حبرون القديمة) تم اكتشاف قبر على شكل غرفة مبنية بالحجر نُقِشت على جدارِها الكتابة التالية: "لتحِلَّ عليك بركة الإله يهوه وعشيرته". وفي موقع عجرود في شماليّ سيناءَ تم اكتشاف محطة قوافل تجارية،وبها معبد صغير وُجِدت فيه جرار فخارية عليها نقوش تذكر أسماء الآلهة إيل وبعل ويهوه. كما وردَ في بعضِها ذكر يهوه وزوجته عشيرة حيث نقرأ: "لتحلَّ عليك بركة يهوه إله تيمن وعشيرته". وأيضاً: "لتحل عليك بركة يهوه وعشيرته.ليباركك يهوه ويحفظك ويَكُنْ إلى جانبك". وأيضاً: "لتحلَّ عليكَ بركة يهوه إله السامرة وعشيرته". وتحت هذا النص الأخير صورة تمثل يهوه وعشيرته في هيئة ثور وعِجلة[وهذا رمز الخصوبة والجنس كما يعرف كل دارس للديانات الشرقية القديمة]،وفي خلفية المشهد امرأة جالسة على كرسي تعزف على آلة وترية. في المنطقة الخلفية من الجرة الفخارية التي صُوِّرَ عليها المشهد نجد شجرة الإلهة عشيرة فوق أسدٍ يقصدها تيسان يقضمان من أوراقها.’’

ثم يتحدث الكاتب عن تطور الإلهة من اسمها إيلات إلى الإلهة اللات ابنة الله العربي في ديانة الوثنية بجزيرة العرب قبل الإسلام! ا.هـ

بتصرف من ص76-84 من كتاب مدخل إلى نصوص الشرق القديم-دار علاء الدين –دمشق-سورية



اسمحوا لي كذلك أنا راهب العلم أن أؤكدَ على سرقة اليهود للإله يهوه من التراث الفلسطيني،ومدى التداخل القديم بينهما عن طريق النص التالي الخاص بفترة ملك إسرائيل الشمالية بعد انقسام المملكة،الملك يربعام بن ناباط،وهو يعتبر شاهداً نصياً إضافياً على شواهد علم الآثار:



(25وَبَنَى يَرُبْعَامُ شَكِيمَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَسَكَنَ بِهَا. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَبَنَى فَنُوئِيلَ. 26وَقَالَ يَرُبْعَامُ فِي قَلْبِهِ: «الآنَ تَرْجعُ الْمَمْلَكَةُ إِلَى بَيْتِ دَاوُدَ. 27إِنْ صَعِدَ هذَا الشَّعْبُ لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، يَرْجعْ قَلْبُ هذَا الشَّعْبِ إِلَى سَيِّدِهِمْ، إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا وَيَقْتُلُونِي، وَيَرْجِعُوا إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا». 28فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ وَعَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: «كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». 29وَوَضَعَ وَاحِدًا فِي بَيْتِ إِيلَ، وَجَعَلَ الآخَرَ فِي دَانَ. 30وَكَانَ هذَا الأَمْرُ خَطِيَّةً. وَكَانَ الشَّعْبُ يَذْهَبُونَ إِلَى أَمَامِ أَحَدِهِمَا حَتَّى إِلَى دَانَ. 31وَبَنَى بَيْتَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَصَيَّرَ كَهَنَةً مِنْ أَطْرَافِ الشَّعْبِ لَمْ يَكُونُوا مِنْ بَنِي لاَوِي. 32وَعَمِلَ يَرُبْعَامُ عِيدًا فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، كَالْعِيدِ الَّذِي فِي يَهُوذَا، وَأَصْعَدَ عَلَى الْمَذْبَحِ. هكَذَا فَعَلَ فِي بَيْتِ إِيلَ بِذَبْحِهِ لِلْعِجْلَيْنِ اللَّذَيْنِ عَمِلَهُمَا. وَأَوْقَفَ فِي بَيْتِ إِيلَ كَهَنَةَ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا.) الملوك الأول12: 25-32





#لوياثان المخلوق الأسطوري:

قد تناولت أنا راهب العلم في كتابي هذا مسألة المخلوق الأسطوري الذي معنى اسمه بالعبرية أي ملفوف أو أسطواني،والمقصود تنّين مائيّ،وقد ذكرت أن قصة هذا الوحش كلها مألوفة في ديانات العراق القديمة سواءً السومرية أو البابلية أو الآشورية أو الأكدية،أرجو أن تراجعوا ما ذكرته عن لوياثان في باب الخرافات والخزعبلات في كتاب اليهودية،وأنا هنا سأذكر نماذج من أساطير الثعبان المائي وعودوا لتقرؤوا النصوص العراقية في الكتب التي سأعطيكم أسماءَها ،وأود الإشارة إلى المتعة الأدبية الرائعة من قراءة الأساطير والأدب العراقي والسوري والفلسطيني:



الأول: أسطورة (إينوما إليش) أي عندما في الأعالي وهي الجملة الاستهلالية لقصة الخلق أو التكوين عند البابليين.



عندما في الأعالي لم يكن هنالك سماء،

وفي الأسفل لم يكن هنالك أرض

لم يكن من الآلهة سوى أبسو أبوهم،

وممو،وتيامة التي حملت بهم جميعاً،

يمزجون أمواهَهم معاً.

قبل أن تتشكَّل المراعي وسبخات القصب،

قبل أن يظهر للوجود الآلهة الآخرون،

قبل أن تُمنَح لهم أسماؤهم وتُرسم أقدارهم.

في ذلكَ الزمان خلقَ الآلهة الثلاثة في أعماقهم

"لخمو" و"لخامو" ومنحوا لهما اسميهما

يستمر تناسل أجيال الآلهة الجدد النشيطة المنظّمة وينجبون آن الأعظم وإيا(إنكي) قائد الآلهة في تلك القصة بسبب قوته وحكمته وسعة علمه وإدراكه حتى يصبحوا بنشاطهم داخل الماء مصدر إزعاج للآلهة الكسولة الخامدة التي تريد النوم والاستراحة ليلَ نهارَ،لكن تآمرهم بشكلٍ ما تصل أنباؤه للآلهة الشابة .

إلى آخر القصة التي تنتهي بانتصار الآلهة الجدد الأبناء على الآلهة البدائية الوحشية التي تمثِّل الجوهر المائي البدائي الفوضويّ والخامِد الساكِن،وسيقوم إيا (ويسمى إنكي كذلك) بقتل أبسو ويصبح هذا الآبسو أي أعماق الماء مسكنَه، ويأسر ممو ويربطه بحبل ممسكاً به بالحبل فهو الرطوبة والضباب الملازمين للماء أينما وُجِدَ،ثم سيقوم مردوخ الإله الأكبر والأقوى وهو ابن الإله إيا بعدما زوَّدَه الآلهة قوة السِحر المقدّسة بقتل تيامة بعدما اصطادها بشبكة إذ فتحت فمها لتبتلعه فوضع فيه الرياح والأعاصير فانتفخت فضربها بسهم فانفجرت وماتت وشقها نصفين جعل منهما السماء والأرض ( ثم اتكأ الرب يتفحَّص جثتَها المسجاة،لِيصنعَ من جسدها أشياءَ رائعة،شقها نصفين فانفتحت كما الصدفة ،ثم نزع شبكتَه عنها وقد تحوَّلت إلى سماءٍ وأرض.)، وقتل الوحش كينغو قائد جيشها بنى مردوخ مع الآلهة مدينة بابل التي رفع بنيانها أمهر الآلهة الحِرفيون لتكون بيتاً لهم. ومن دماء كينجو فيما بعد سيخلق إله الماء إيا البشر مع الإلهة الأم مامي.



الثاني:وفي قصة فلسطينية عن كيف صار بعل إلهَ الآلهةِ مع أنه ليس أولهم ولا أكبرهم سناً ،وتفسِّر ذلك بانتصاره على إله الآلهة الظالم المسمّى الحاكم يَمّ وكذلك القاضي نهر،ومعناه البحر،وبعد معركته معه ورفضه الخضوع والإذعان ورسالة يم له على لسان مبعوثَيْه لوتان(لويثان الكتابيهويّ) وتونان(التنين الكتابيهويّ)وحارب يم وتمكَّن من قتله وصار إلهَ الريح والأمطار والسماء والرعد والبرق، وسيد الآلهة وكبيرهم، وللأسف لم نعثر حتى الآن في الآثار على قصة خلق فلسطينية،ولو أني أرى مؤشِّراتٍ تدلّ على عدم وجود تلك القصة من الأساس لدى الفلسطينيين.

والقصة الأولى مذكورة في وإنجيل بابل للدكتور خزعل الماجدي_الأهلية للنشر والتوزيع_عَمَّان _الأردنَ،بشكل كامل رائع،ومذكورة بشكل رديء فيه تحريف في كتاب مدخل إلى نصوص الشرق القديم لفراس السواح،وكتاب مغامرة العقل الأولى لفراس السواح وأشار لها باختصار في قصة الديانات المؤلف سليمان مظهر_مكتبة مدبولي_مصر.

والقصة الثانية عن بعل في صراعه مع يم مذكورة بشكل جيد في كتاب مدخل إلى نصوص الشرق القديم _لفراس السواح _دار علاء الدين للنشر والترجمة_دمشق _سورية.



الثالث:كذلك ذكر د.خزعل الماجدي في كتاب(متون سومر)_ الجزء الأول _الأهلية،قصصاً وأساطيركثيرة عن التنين أو الإله المُسمَّى كور،وهو إله مياه العالم السفلي المالحة النتنة،وعندما قام الإله ننورتا إله الحرب والوباء بقتل كور لمحاولته الاعتداء على عالم الأحياء أدَّى ذلك لفقدان السيطرة على المياه المالحة النتنة المليئة بالأقذار المندفعة من العالم السفلي ،وماتت النباتات والمزروعات،وجاعت الآلهة،فاحتاج الأمر لتدخل ننورتا وكدّسَ الحجارة على جثة كور حتى صنَعَ سدَّاً منعَ الماء المتدفِّق،وسمح بعودة المياه العذبة مياه دجلة والفرات،انظر فصل أساطير تدمير الكون من كتابه.

وهناك نسخة مكررة بنفس التفاصيل تقريباً بين التنين أساج والإله ننورتا،فصل أساطير تدمير الكون

وهناك قصة ذكرها ص242 عن قتال الإلهة إنانا(عشتار) لكور.وأنها قتلته هي الأخرى!.



الرابع:الصراع المستمر المعروف لكل من قرأ في الدين الفرعوني منذ الأزل يومياً بين الإله رع أي الشمس والثعبان أبيب الذي يُحاوِل كلَّ يومٍ قتلَ رع أو منع مركبته من المرور،وهو صراع يومي دائم حتى صار روتينياً ،مثله مثل الفصول الأربع،والليل والنهار،أو أي شيء روتيني عادي! ولدى المصريين القدماء طقوس سحرية لمساعدة الإله رع على الانتصار تقوم على ترديد اللعنات والتعاويذ ضد الثعبان وقد ذكرها والاس بَدج في كتبه (آلهة المصريين)_ ص370 وص309مكتبة مدبولي_القاهرة_مصر

وذكر خيالات المصريين ومعتقداتهم عن رحلة الشمس رع اليومية. وذكرها كذلك أدولف إرمان في كتابه (ديانة مصر القديمة)_مكتبة مدبولي.


#تراتيل إلى الإله بعل الكنعانيّ،يسرقها كُتَّاب كِتاب الديانة اليهودية ويحولونها لترانيم وتسابيح لرب اليهود الواحد (يهوه):



نقلاً عن المفكِّر فراس السوَّاح في كتابه مدخل إلى نصوص الشرق القديم

(الرب بطيء الغضب وعظيم القدرة،ولكنه لا يُبَرِّئ البتة. الرب في الزوبعة،وفي العاصف طريقه،والسحاب غبار رجليه.) ناحوم 1: 3



(الباسط السماواتِ وحدَهُ،والماشي على أعالي البحر.) أيوب9: 8



(المُسقّف علاليَه بالمياه.الجاعل السحابَ مركبتَه،الماشي على أجنحةِ الريح.) مزمور 104: 3



(وحيٌ من جهةِ مصرَ:هوذا الربُ راكبٌ على سحابةٍ سريعةٍ وقادمٌ إلى مصر،فترتجف أوثان مصر من وجهه،ويذوب قلبُ مصر في داخلها.) إشعياء19: 1

(في ضيقي دعوتُ الربَّ،وإلى إلهي صرختُ،فسمعَ من هيكله صوتي،وصراخي قدّامَه دخلَ أذنيه.فارتجت الأرض وارتعشت ،أسس الجبال ارتعدت وارتجت لأنه غضبَ. صعدَ دخانٌ من أنفه،ونارٌ من فمِه أكلت.جمرٌ اشتعلت منه.طأطأ السماواتِ ونزلَ،وضبابٌ تحت رجليه.ركبَ على كروبٍ وطارَ،وهفَّ على أجنحةِ الرياح.) مزمور18: 6-10



(1قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَعِزًّا. 2قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ.

3صَوْتُ الرَّبِّ عَلَى الْمِيَاهِ. إِلهُ الْمَجْدِ أَرْعَدَ. الرَّبُّ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ. 4صَوْتُ الرَّبِّ بِالْقُوَّةِ. صَوْتُ الرَّبِّ بِالْجَلاَلِ. 5صَوْتُ الرَّبِّ مُكَسِّرُ الأَرْزِ، وَيُكَسِّرُ الرَّبُّ أَرْزَ لُبْنَانَ 6وَيُمْرِحُهَا مِثْلَ عِجْل. لُبْنَانَ وَسِرْيُونَ مِثْلَ فَرِيرِ الْبَقَرِ الْوَحْشِيِّ. 7صَوْتُ الرَّبِّ يَقْدَحُ لُهُبَ نَارٍ. 8صَوْتُ الرَّبِّ يُزَلْزِلُ الْبَرِّيَّةَ. يُزَلْزِلُ الرَّبُّ بَرِيَّةَ قَادِشَ. 9صَوْتُ الرَّبِّ يُوَلِّدُ الإِيَّلَ، وَيَكْشِفُ الْوُعُورَ، وَفِي هَيْكَلِهِ الْكُلُّ قَائِلٌ: «مَجْدٌ». 10الرَّبُّ بِالطُّوفَانِ جَلَسَ، وَيَجْلِسُ الرَّبُّ مَلِكًا إِلَى الأَبَدِ. 11الرَّبُّ يُعْطِي عِزًّا لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ.) المزمور29



وكما نرى كل تلك الأوصاف لا تنطبق على مفهوم الرب (يهوه ) الإسرائيلي المُجَرَّد،بل هذا توصيف مجسَّم لإله وثني وظيفته البحار والأنهار والأمطار والأعاصير والرعود وهذه صفات الإله الفلسطيني بعل. إله وثنيّ كنعانيّ حياته ما بين السحاب والبحار.

ولدينا في هذه النصوص ما لا يدع مجالاً للشك أنها على ضوء ترويض الإله بعل وقتله ليم الذي يُمثِّل المياه الهائجة التي تهدد نظام العالم.

وتلك النصوص العبرية الكتابيهوية ترتبط كذلك مع صراع الرب مع لوياثان التنين المائي الأَوَليّ.



ولنقارن تلك الصفات بنصوص قصة بعل وصراعه مع يم :



(هذه رسالة سيدكم يم ومولاكم القاضي نهر:

"أن سلِّموا إليَّ ذاك الذي تحمون،

من تخشاه الجموع،سلموا إليَّ بعلَ وغيومَه،

سلموا ابنَ داجون فأرثَ فأسَه")

يقول الإله كوثرحاسيس للإله بعل:

("إنني أقول لكَ أيها الأمير بعل،

إنني أكرِّر يا فارسَ الغيومِ:

هوذا عدوك يا بعل.

هوذا عدوك سوف تقتله؛

ها أعداؤك سوف تفنيهم؛

ولسوف تفوز بالمُلك إلى الأبد،

وتبسط سيادتَكَ على الكلِّ دوماً".)

يقول بعل للإلهة عناة:

(وإليَّ فلتسرع قدماك،

تسابقي إليَّ تحملك ساقاكِ،

فعندي كلمة أقولها لكِ،

عندي قصة أسردها عليكِ؛

إنها كلمة الشجر ووشوشة الحجر،

همسة السماء إلى الأرض،

ونجوى البحار إلى النجوم،

فأنا أفهم البرقَ الذي لا تدرك السماءُ كنهَه،

إلخ النص)



وعندما تم بناء بيت الإله بعل،تقول الإلهة عناة:

(هوذا بعل الآنَ سيبتدئ،موسم الأمطار،

موسم الوديان التي يغمرها فيض الماء.

سوف تردّد الغيومُ صدى صوته،

ويضيء الأرضَ برقُه.

دعْه يصنع بيتَه من خشب الأرز،

دعه يرفع بيتَه من لبنات القرميد.)



وفي قصة الإله موت والإله بعل ،عندما قرر الموت أخذ بعل

(عليك أن تأخذ معك غيومَك،

ورياحك وعواصفك وأمطارك،

وتأخذ معك أتباعَكَ السبعةَ وخنازيرَكَ الثمانية،

ومعك أيضاً بدرية ابنة النور،

ومعك طلية ابنك المطر،

فأرفع الجبل على يديك والتلَّ على راحتيكَ،

واهبط إلى أقاصي الأرض العميقة،

حتى تصبحَ مع من غادرَ هذه الأرضَ.)

وعندما يعود الإله بعل للحياة من الموت بعدما قتلت الإلهة عناة الإله موت يرى أكبر الآلهة إيل حلما ً يبشره بعودة البعل للحياة :

(في حلم إيل الشفوق، إله الرحمة،

في رؤيا خالقِ الكائناتِ الحية،

كانت السماوات تقطر زيتاً ،والوديان تجري بالعسل،

فابتهجَ اللطيفُ إلهُ الرحمة،

إلخ النص)

النص السادس من العمود الثالث

ويأمر الإله إيل ابنتَه الإلهة عناة:

("وأنتِ أيتها البتولُ عناة طيري فوقَ الهِضاب،

ونادي:إن الظافرَ بعل حيٌّ،

وإن راكبَ السحابِ موجودٌ،

وإن البعلَ سيعود إلى الأرض حتى يحييَ كلَّ مَوَاتٍ ،

وينجو النباتُ على يدي بعل المحارِب")

النص الحادي عشر من العمود الأول









#سرقة كتاب الدين اليهوديّ للأسلوب الأدبيّ الفلسطينـيّ



يقول فراس السواح:

‘‘ولكن اكتشاف نصوص مدينة أوغاريت قد أظهرَ الخلفيةَ الكنعانية المباشِرة لكتاب التوراة، والمصدر الأكثر قُرباً لإلهام محرِّري أسفارِهِ،سواء من حيث الأساليب الأدبية أم من حيث الأفكار الدينية المستعارة. وسنبدأ فيما يلي بتقصِّي تشابه الأساليب الأدبية بين هذين الموروثين ولا سيما فيما يتعلَّق بالمقاطع الشعرية في كتاب العهد اليهوديّ’’



واسمحوا لي أن أتصرفَ بشكلٍ مختلف الآنَ عن أستاذي فراس السواح من جهة طريقة تقديم الأمثلة،سوف أعرض لكم أولاً نصوصاً من الأدب الكتابيّ أو العهدقديميّ ،ثم نصوصاً مكتشفة من قرية أوغاريت الكنعانية (=الفلسطينية) والتي قدَّمها لنا الأستاذ المفكِّر الكبير والمهتم بتراث وفلكلور وآثار الشام والعراق.



@أولاً من كتاب اليهودية العبريّ:

نموذج أو مثال 1/ترنيمة موسى ومريم المزعومة عندما نجّاهم الربُّ من فرعون وجنوده

(1حِينَئِذٍ رَنَّمَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ هذِهِ التَّسْبِيحَةَ لِلرَّبِّ وَقَالُوا: «أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ. 2الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي. هذَا إِلهِي فَأُمَجِّدُهُ، إِلهُ أَبِي فَأُرَفِّعُهُ. 3الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ. 4مَرْكَبَاتُ فِرْعَوْنَ وَجَيْشُهُ أَلْقَاهُمَا فِي الْبَحْرِ، فَغَرِقَ أَفْضَلُ جُنُودِهِ الْمَرْكَبِيَّةِ فِي بَحْرِ سُوفَ، 5تُغَطِّيهِمُ اللُّجَجُ. قَدْ هَبَطُوا فِي الأَعْمَاقِ كَحَجَرٍ. 6يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ. 7وَبِكَثْرَةِ عَظَمَتِكَ تَهْدِمُ مُقَاوِمِيكَ. تُرْسِلُ سَخَطَكَ فَيَأْكُلُهُمْ كَالْقَشِّ، 8وَبِرِيحِ أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمَجَارِيَ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ. 9قَالَ الْعَدُوُّ: أَتْبَعُ، أُدْرِكُ، أُقَسِّمُ غَنِيمَةً. تَمْتَلِئُ مِنْهُمْ نَفْسِي. أُجَرِّدُ سَيْفِي. تُفْنِيهِمْ يَدِي. 10نَفَخْتَ بِرِيحِكَ فَغَطَّاهُمُ الْبَحْرُ. غَاصُوا كَالرَّصَاصِ فِي مِيَاهٍ غَامِرَةٍ. 11مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِالتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟ 12تَمُدُّ يَمِينَكَ فَتَبْتَلِعُهُمُ الأَرْضُ. 13تُرْشِدُ بِرَأْفَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي فَدَيْتَهُ. تَهْدِيهِ بِقُوَّتِكَ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِكَ. 14يَسْمَعُ الشُّعُوبُ فَيَرْتَعِدُونَ. تَأْخُذُ الرَّعْدَةُ سُكَّانَ فِلِسْطِينَ. 15حِينَئِذٍ يَنْدَهِشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ. أَقْوِيَاءُ مُوآبَ تَأْخُذُهُمُ الرَّجْفَةُ. يَذُوبُ جَمِيعُ سُكَّانِ كَنْعَانَ. 16تَقَعُ عَلَيْهِمِ الْهَيْبَةُ وَالرُّعْبُ. بِعَظَمَةِ ذِرَاعِكَ يَصْمُتُونَ كَالْحَجَرِ حَتَّى يَعْبُرَ شَعْبُكَ يَا رَبُّ. حَتَّى يَعْبُرَ الشَّعْبُ الَّذِي اقْتَنَيْتَهُ. 17تَجِيءُ بِهِمْ وَتَغْرِسُهُمْ فِي جَبَلِ مِيرَاثِكَ، الْمَكَانِ الَّذِي صَنَعْتَهُ يَا رَبُّ لِسَكَنِكَ الْمَقْدِسِ الَّذِي هَيَّأَتْهُ يَدَاكَ يَا رَبُّ. 18الرَّبُّ يَمْلِكُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ». 19فَإِنَّ خَيْلَ فِرْعَوْنَ دَخَلَتْ بِمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ إِلَى الْبَحْرِ، وَرَدَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ مَاءَ الْبَحْرِ. وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَمَشَوْا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ.

20فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. 21وَأَجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ».) الخروج15: 1-21

نموذج أو مثال2/ترنيمة النبية دبورة :

(1فَتَرَنَّمَتْ دَبُورَةُ وَبَارَاقُ بْنُ أَبِينُوعَمَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلَيْنِ: 2«لأَجْلِ قِيَادَةِ الْقُوَّادِ فِي إِسْرَائِيلَ، لأَجْلِ انْتِدَابِ الشَّعْبِ، بَارِكُوا الرَّبَّ. 3اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْمُلُوكُ وَاصْغَوْا أَيُّهَا الْعُظَمَاءُ. أَنَا، أَنَا لِلرَّبِّ أَتَرَنَّمُ. أُزَمِّرُ لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. 4يَا رَبُّ بِخُرُوجِكَ مِنْ سِعِيرَ، بِصُعُودِكَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ، الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضًا قَطَرَتْ. كَذلِكَ السُّحُبُ قَطَرَتْ مَاءً. 5تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، وَسِينَاءُ هذَا مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ.

6«فِي أَيَّامِ شَمْجَرَ بْنِ عَنَاةَ، فِي أَيَّامِ يَاعِيلَ، اسْتَرَاحَتِ الطُّرُقُ، وَعَابِرُو السُّبُلِ سَارُوا فِي مَسَالِكَ مُعْوَجَّةٍ. 7خُذِلَ الْحُكَّامُ فِي إِسْرَائِيلَ. خُذِلُوا حَتَّى قُمْتُ أَنَا دَبُورَةُ. قُمْتُ أُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ. 8اِخْتَارَ آلِهَةً حَدِيثَةً. حِينَئِذٍ حَرْبُ الأَبْوَابِ. هَلْ كَانَ يُرَى مِجَنٌّ أَوْ رُمْحٌ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا مِنْ إِسْرَائِيلَ؟ 9قَلْبِي نَحْوَ قُضَاةِ إِسْرَائِيلَ الْمُنْتَدِبِينَ فِي الشَّعْبِ. بَارِكُوا الرَّبَّ. 10أَيُّهَا الرَّاكِبُونَ الأُتُنَ الصُّحْرَ، الْجَالِسُونَ عَلَى طَنَافِسَ، وَالسَّالِكُونَ فِي الطَّرِيقِ، سَبِّحُوا! 11مِنْ صَوْتِ الْمُحَاصِّينَ بَيْنَ الأَحْوَاضِ هُنَاكَ يُثْنُونَ عَلَى حَقِّ الرَّبِّ، حَقِّ حُكَّامِهِ فِي إِسْرَائِيلَ. حِينَئِذٍ نَزَلَ شَعْبُ الرَّبِّ إِلَى الأَبْوَابِ.

12«اِسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي يَا دَبُورَةُ! اسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي وَتَكَلَّمِي بِنَشِيدٍ! قُمْ يَا بَارَاقُ وَاسْبِ سَبْيَكَ، يَا ابْنَ أَبِينُوعَمَ! 13حِينَئِذٍ تَسَلَّطَ الشَّارِدُ عَلَى عُظَمَاءِ الشَّعْبِ. الرَّبُّ سَلَّطَنِي عَلَى الْجَبَابِرَةِ. 14جَاءَ مِنْ أَفْرَايِمَ الَّذِينَ مَقَرُّهُمْ بَيْنَ عَمَالِيقَ، وَبَعْدَكَ بَنْيَامِينُ مَعَ قَوْمِكَ. مِنْ مَاكِيرَ نَزَلَ قُضَاةٌ، وَمِنْ زَبُولُونَ مَاسِكُونَ بِقَضِيبِ الْقَائِدِ. 15وَالرُّؤَسَاءُ فِي يَسَّاكَرَ مَعَ دَبُورَةَ. وَكَمَا يَسَّاكَرُ هكَذَا بَارَاقُ. اِنْدَفَعَ إِلَى الْوَادِي وَرَاءَهُ. عَلَى مَسَاقِي رَأُوبَيْنَ أَقْضِيَةُ قَلْبٍ عَظِيمَةٌ. 16لِمَاذَا أَقَمْتَ بَيْنَ الْحَظَائِرِ لِسَمْعِ الصَّفِيرِ لِلْقُطْعَانِ. لَدَى مَسَاقِي رَأُوبَيْنَ مَبَاحِثُ قَلْبٍ عَظِيمَةٌ. 17جِلْعَادُ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ سَكَنَ. وَدَانُ، لِمَاذَا اسْتَوْطَنَ لَدَى السُّفُنِ؟ وَأَشِيرُ أَقَامَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَفِي فُرَضِهِ سَكَنَ. 18زَبُولُونُ شَعْبٌ أَهَانَ نَفْسَهُ إِلَى الْمَوْتِ مَعَ نَفْتَالِي عَلَى رَوَابِي الْحَقْلِ.

19«جَاءَ مُلُوكٌ. حَارَبُوا. حِينَئِذٍ حَارَبَ مُلُوكُ كَنْعَانَ فِي تَعْنَكَ عَلَى مِيَاهِ مَجِدُّو. بِضْعَ فِضَّةٍ لَمْ يَأْخُذُوا. 20مِنَ السَّمَاوَاتِ حَارَبُوا. الْكَوَاكِبُ مِنْ حُبُكِهَا حَارَبَتْ سِيسَرَا. 21نَهْرُ قِيشُونَ جَرَفَهُمْ. نَهْرُ وَقَائِعَ نَهْرُ قِيشُونَ. دُوسِي يَا نَفْسِي بِعِزّ.

22«حِينَئِذٍ ضَرَبَتْ أَعْقَابُ الْخَيْلِ مِنَ السَّوْقِ، سَوْقِ أَقْوِيَائِهِ. 23اِلْعَنُوا مِيرُوزَ قَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ. اِلْعَنُوا سَاكِنِيهَا لَعْنًا، لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا لِمَعُونَةِ الرَّبِّ، مَعُونَةِ الرَّبِّ بَيْنَ الْجَبَابِرَةِ. 24تُبَارَكُ عَلَى النِّسَاءِ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ. عَلَى النِّسَاءِ فِي الْخِيَامِ تُبَارَكُ. 25طَلَبَ مَاءً فَأَعْطَتْهُ لَبَنًا. فِي قَصْعَةِ الْعُظَمَاءِ قَدَّمَتْ زُبْدَةً. 26مَدَّتْ يَدَهَا إِلَى الْوَتَدِ، وَيَمِينَهَا إِلَى مِضْرَابِ الْعَمَلَةِ، وَضَرَبَتْ سِيسَرَا وَسَحَقَتْ رَأْسَهُ، شَدَّخَتْ وَخَرَّقَتْ صُدْغَهُ. 27بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ، سَقَطَ، اضْطَجَعَ. بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ، سَقَطَ. حَيْثُ انْطَرَحَ فَهُنَاكَ سَقَطَ مَقْتُولاً. 28مِنَ الْكُوَّةِ أَشْرَفَتْ وَوَلْوَلَتْ أُمُّ سِيسَرَا مِنَ الشُّبَّاكِ: لِمَاذَا أَبْطَأَتْ مَرْكَبَاتُهُ عَنِ الْمَجِيءِ؟ لِمَاذَا تَأَخَّرَتْ خَطَوَاتُ مَرَاكِبِهِ؟ 29فَأَجَابَتْهَا أَحْكَمُ سَيِّدَاتِهَا، بَلْ هِيَ رَدَّتْ جَوَابًا لِنَفْسِهَا: 30أَلَمْ يَجِدُوا وَيَقْسِمُوا الْغَنِيمَةَ! فَتَاةً أَوْ فَتَاتَيْنِ لِكُلِّ رَجُل! غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ لِسِيسَرَا! غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةٍ! ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةِ الْوَجْهَيْنِ غَنِيمَةً لِعُنُقِي! 31هكَذَا يَبِيدُ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا رَبُّ. وَأَحِبَّاؤُهُ كَخُرُوجِ الشَّمْسِ فِي جَبَرُوتِهَا».) القضاة5: 1 -31



نموذج أو مثال3/قول موسى في سفر التثنية

(«اِنْصِتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ فَأَتَكَلَّمَ، وَلْتَسْمَعِ الأَرْضُ أَقْوَالَ فَمِي. 2يَهْطِلُ كَالْمَطَرِ تَعْلِيمِي، وَيَقْطُرُ كَالنَّدَى كَلاَمِي. كَالطَّلِّ عَلَى الْكَلاءِ، وَكَالْوَابِلِ عَلَى الْعُشْبِ. 3إِنِّي بِاسْمِ الرَّبِّ أُنَادِي. أَعْطُوا عَظَمَةً لإِلهِنَا. 4هُوَ الصَّخْرُ الْكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لاَ جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ.) التثنية32: 1-4



نموذج أو مثال4/مزمور9 لداوود:



اَلْمَزْمُورُُ التَّاسِعُ

لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. عَلَى «مَوْتِ الابْن[1]». مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ



(1 أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ. 2أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ. أُرَنِّمُ لاسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ. 3عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ، يَسْقُطُونَ وَيَهْلِكُونَ مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ، 4لأَنَّكَ أَقَمْتَ حَقِّي وَدَعْوَايَ. جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلاً. 5انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. 6اَلْعَدُوُّ تَمَّ خَرَابُهُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَدَمْتَ مُدُنًا. بَادَ ذِكْرُهُ نَفْسُهُ. 7أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الدَّهْرِ يَجْلِسُ. ثَبَّتَ لِلْقَضَاءِ كُرْسِيَّهُ، 8وَهُوَ يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِ بِالْعَدْلِ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ. 9وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ. 10وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ.

11رَنِّمُوا لِلرَّبِّ السَّاكِنِ فِي صِهْيَوْنَ، أَخْبِرُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ. 12لأَنَّهُ مُطَالِبٌ بِالدِّمَاءِ. ذَكَرَهُمْ. لَمْ يَنْسَ صُرَاخَ الْمَسَاكِينِ.

13اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ. انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ مُبْغِضِيَّ، يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِالْمَوْتِ، 14لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ، مُبْتَهِجًا بِخَلاَصِكَ.

15تَوَرَّطَتِ الأُمَمُ فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي عَمِلُوهَا. فِي الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفَوْهَا انْتَشَبَتْ أَرْجُلُهُمْ. 16مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. ضَرْبُ الأَوْتَارِ. سِلاَهْ. 17اَلأَشْرَارُ يَرْجِعُونَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، كُلُّ الأُمَمِ النَّاسِينَ اللهَ. 18لأَنَّهُ لاَ يُنْسَى الْمِسْكِينُ إِلَى الأَبَدِ. رَجَاءُ الْبَائِسِينَ لاَ يَخِيبُ إِلَى الدَّهْرِ. 19قُمْ يَا رَبُّ. لاَ يَعْتَزَّ الإِنْسَانُ. لِتُحَاكَمِ الأُمَمُ قُدَّامَكَ. 20يَا رَبُّ اجْعَلْ عَلَيْهِمْ رُعْبًا لِيَعْلَمَ الأُمَمُ أَنَّهُمْ بَشَرٌ. سِلاَه[2].) مزمور9



المثال أو النموذج 5/ من مزمور145

(13مُلْكُكَ مُلْكُ كُلِّ الدُّهُورِ، وَسُلْطَانُكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فَدَوْرٍ.

14اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ. ) مزمور145: 13-14







--------------------------------------------------------------------------------

31 موت الابن:المقصود لحن معين أو تيمة موسيقية معينة أو آلة موسيقية ما _ قاموس الكتاب المقدس



32 سِلاه:علامة موسيقية معناها توقف الموسيقى مع استمرار ترنيم الجوقة،أو العكس ،أو توقف الاثنينِ معاً.
المثال أو النموذج6/من سفر العدد قول النبـيّ بلعام

(7فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «مِنْ أَرَامَ أَتَى بِي بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ، مِنْ جِبَالِ الْمَشْرِقِ: تَعَالَ الْعَنْ لِي يَعْقُوبَ، وَهَلُمَّ اشْتِمْ إِسْرَائِيلَ. 8كَيْفَ أَلْعَنُ مَنْ لَمْ يَلْعَنْهُ اللهُ؟ وَكَيْفَ أَشْتِمُ مَنْ لَمْ يَشْتِمْهُ الرَّبُّ؟ 9إِنِّي مِنْ رَأْسِ الصُّخُورِ أَرَاهُ، وَمِنَ الآكَامِ أُبْصِرُهُ. هُوَذَا شَعْبٌ يَسْكُنُ وَحْدَهُ، وَبَيْنَ الشُّعُوبِ لاَ يُحْسَبُ. 10مَنْ أَحْصَى تُرَابَ يَعْقُوبَ وَرُبْعَ إِسْرَائِيلَ بِعَدَدٍ؟ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ».) العدد23: 7-10



(فَقَالَ لَهُ بَالاَقُ: «مَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟» 18فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «قُمْ يَا بَالاَقُ وَاسْمَعْ. اِصْغَ إِلَيَّ يَا ابْنَ صِفُّورَ. 19لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟ 20إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُبَارِكَ. فَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فَلاَ أَرُدُّهُ. 21لَمْ يُبْصِرْ إِثْمًا فِي يَعْقُوبَ، وَلاَ رَأَى تَعَبًا فِي إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ إِلهُهُ مَعَهُ، وَهُتَافُ مَلِكٍ فِيهِ. 22اَللهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ. لَهُ مِثْلُ سُرْعَةِ الرِّئْمِ. 23إِنَّهُ لَيْسَ عِيَافَةٌ عَلَى يَعْقُوبَ، وَلاَ عِرَافَةٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فِي الْوَقْتِ يُقَالُ عَنْ يَعْقُوبَ وَعَنْ إِسْرَائِيلَ مَا فَعَلَ اللهُ. 24هُوَذَا شَعْبٌ يَقُومُ كَلَبْوَةٍ، وَيَرْتَفِعُ كَأَسَدٍ. لاَ يَنَامُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً وَيَشْرَبَ دَمَ قَتْلَى».) العدد 23: 17-24



(«وَحْيُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ الرَّجُلِ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. 4وَحْيُ الَّذِي يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ. الَّذِي يَرَى رُؤْيَا الْقَدِيرِ، مَطْرُوحًا وَهُوَ مَكْشُوفُ الْعَيْنَيْنِ: 5مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ، مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ! 6كَأَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ. كَجَنَّاتٍ عَلَى نَهْرٍ، كَشَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ. كَأَرْزَاتٍ عَلَى مِيَاهٍ. 7يَجْرِي مَاءٌ مِنْ دِلاَئِهِ، وَيَكُونُ زَرْعُهُ عَلَى مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ، وَيَتَسَامَى مَلِكُهُ عَلَى أَجَاجَ وَتَرْتَفِعُ مَمْلَكَتُهُ. 8اَللهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ. لَهُ مِثْلُ سُرْعَةِ الرِّئْمِ. يَأْكُلُ أُمَمًا، مُضَايِقِيهِ، وَيَقْضِمُ عِظَامَهُمْ وَيُحَطِّمُ سِهَامَهُ. 9جَثَمَ كَأَسَدٍ. رَبَضَ كَلَبْوَةٍ. مَنْ يُقِيمُهُ؟ مُبَارِكُكَ مُبَارَكٌ، وَلاَعِنُكَ مَلْعُونٌ».) العدد 24: 3-9





@ثانياً:نماذج من الأدب الكنعانيّ المكتشف في قرية أوغاريت الأثرية:

نموذج أو مثال1 /من قصة صراع بعل مع الإله يم



(امضيا أيها الشابان ولا تتقاعسا؛

يمما وجهيكما شطرَ مجمعِ الآلهة.

وفي وسط جبل لالا

اسجدا عند قدمي إيل واركعا أمام مجلس الآلهة.

قولا لأبي الثور إيل،وأعلنا أمامَ المجمع

رسالة سيدكما يم ومولاكما القاضي نهر:

"أن سلِّموا إليَّ ذاكَ الذي تَحمون،

من تخشاه الجموعُ،سلموا إليَّ بعل وغيومَه،

سلِّموا ابنَ داجون فأرثَ فأسَه".

فانطلقَ الشابان،واتجها نحو مجمع الآلهة في جبل لالا.

وعندما جلسَ الآلهة للأكل،

عندما جلسَ بنو القدوُّس إلى المائدة،

اتخذَ بعل مكانَه إلى جانب إيل.

فلما رأى الآلهة الرسولين،

لما رأَوْا مبعوثي القاضي نهر،)

ثم يقول بعل في سياق القصة:

(وسأنبري أنا للرد على رسوليْ يم،مبعوثيْ القاضي نهر".)

يقول الرسولان:

(هذه رسالة سيدكم يم وملاكم القاضي نهر:

"أن سلِّموا لي ذاك الذي تحمون...إلخ) يقومون بتكرار كلام الإله نهر أعلاه



(فأجابه أبوه الثور إيل:

"ليكن بعل عبداً لكَ إلى الأبد،يا يمّ.

ليكن ابنُ داجون أسيرَكَ أيها القاضي نهر،

وكجميع الآلهة سوف يُقدّم لك الطاعةَ،

نعم،وسيبذل لكَ التقدماتِ كأبناءِ القدوس".)

تعترض الإلهتان عناة وعستارت على ما كاد بعل أن يفعله:

(كيف تصرع رسلَ يم؟كيف تقتل مبعوثي القاضي نهر)



يقول الإله كوثرحاسيس

(إني أقول لك أيها الأمير بعل،

إني أُكرِّر يا فارسَ الغيوم:

هوذا عدوك يا بعل.

هوذا عدوك سوف تقتله،

ها أعداؤك سوف تفنيهم،

ولسوف تفوز بالمُلك إلى الأبد،

وتبسط سيادتك على الكلِّ دوماً)



(اعصف بيم،ادفع به عن كرسيِّه،

ادفع بالقاضي نهر عن عرش سلطانه.

سوف تنطلق من يد بعل،

وكالصقر تندفع من بين أصابعه،

فتصيب كتفي الأمير يم،صدر القاضي نهر".)



يقول البعل:

(عند قدمي الإلهة عناة انحنيا واركعا،اسجدا وبجِّلاها

وقولا للعذراء عناة،أعلنا لسيدة الأبطال

رسالة بعل العليّ،وكلمة بعل الظافر:

"أنْ أقيمي في الأرض وِئاماً،

وابذري في التراب المحبّة،)



(فعندي كلمة أقولها لكِ،

عندي قصةٌ أسردها عليكِ)

تقول عناة للإله إيل مهددِّةً:

(أجعل الدمَ يخضِّب شعرَكَ الأشيبَ،

وأجعل النجيعَ يصبغ لحيتَكَ البيضاءَ")



نموذج أو مثال2/من قصة الإله بعل والإله موت

(لن أرسل بإتاوةٍ إلى موت بن إنليل،

ولا فدية للبطل حبيب إيل.

دعوا موت يستتر في هُوَّتِه السفلية،

دعوا حبيب إيل يكمن في مخابئه.)

(أنا وحدي من سيشبِع الآلهةَ والبشرَ،

أنا وحدي من سيُعيل جموعَ الأرض.)



(حتى لا يجعلكما إلى فمه كما الحَمَل،

ويسحقكما بين فكيه كالجدي الصغير.)

إنليل وموقفه:

(حرثَ صدرَه كما يُفعل بحقل،وثلَّم صدرَه مثلَ وادٍ.

رفعَ صوتَه وصرخَ:

"بعل ماتَ،ماذا سيحلُّ بالبشر؟

يا ابن داجون ماذا سيحل بجموع الأرض؟) إلخ

موقف عناة:

(يومٌ وأيامٌ تنقضي،

وعناة المحبة تفتِّش عن بعل.

كقلب بقرةٍ تحن إلى عجلها،

كقلب شاةٍ تحن إلى حَمَلها،

هكذا كان قلب عناة نحو بعل.

أمسكت الإله موت بذيل ثوبه وجذبته،

بطرف ثوبه أمسكته ثم رفعَت صوتَها:

أنتَ يا موتُ أعِدْ لي أخي)

كان القدماء يعبِّرون عن الزوج والعشيق بأخي وهذا متواتر في أدب العراقيين والفراعنة والعبرانيين، ونفس الكلام على كلمة أختي.



نموذج3/من ملحمة كرت

ومنها في ملحمة كرت

(بينما هو يبكي غلبه النوم.

بينما دموعه تسيل أخذه السُبات

غلب عليه النوم بينما كان مضطجعاً

أخذه السبات بينما كان مستلقياً

عندها في حلمه رأى إيل ينزل.

رأى أبا البشر يقترب.

وفيما هو يقترب سأل كرت:

لماذا يبكي كرت؟

ولماذا تدمع عينا الطيب ابن إيل؟

هل يرغب في مُلك كمُلك أبيه الثور؟

أم يبغي سلطاناً كسلطان أبي البشر؟



وقد ذكَرَ فراس السواح في كتابه (مدخل إلى نصوص الشرق القديم) ملحمتين فلسطينيتين عُثِرَ على نصوصِهما في أنقاب قرية أوغاريت الأثرية ،هما ملحمة كرت،وملحمة أقهات،فعودوا للكتاب وستجدون عشرات الأمثلة على أن هذا الأسلوب ما هو إلا أسلوب أدبي فلسطيني.

وهذا دليل قاطع على أن نصوص التوراة التي تنسب لموسى ويقولون أنها كُتِبت في سيناء إنما كتبت كلها بعد سنين طاول في فلسطين وليس في سيناء وأيام موسى.!

يبدو أنَّ اللهَ كان له هدف أن يُعوِّد اليهودَ على الأساليب الأدبية الفلسطينية،أو لعله ضاقت به الحال ولم يتمكن من ابتكار أساليب أدبية خاصة به وبرسله فاضطر للسرقة الأدبية...هاها

واضح أننا أمامَ مؤَلَّف بشريّ بحت متأثِّر ببيئته وليس وليدَ وحيٍ إلهيٍّ.





# كسر الجرار(القلل) أسطورة مأخوذة من أساطير وسحر وخزعبلات المصريين القدماء:



يوجد تعبير مألوف لدى الشعب المصري عن الشخص الغير مرغوب فيه(دا لو مشي دا احنا نكسر وراه قلة) أو لو كان رحل( كنا كسرنا وراه قلة)،والمقصود أنَّ كسرَ القلة يجعله لا يعود أبداً!

لكنَّ المصريين اليومَ يستعملون هذا التعبيرَ على سبيل الاستعارة والمجاز،أو على سبيل المزاح والدعابة،أو لو أنهم استراحوا من شخص ما،إلا أنَّ هذا التعبير يعود لمعتقد فرعونيّ قديم.



يقول أدولف إرمان في كتابه (ديانة مصر القديمة) _ فصل السِحر_ص408 صادر عن مكتبة مدبولي:



‘‘ولحماية الملِكِ (هذا إن كانَ لنا أن نثقَ في بياناتِ أحدِ الكتب المتأخِّرة) كانَ يؤَّدَى من أجله في كل صباح ضربٌ من السحر يحميه من أعدائه. ويتضح لنا ذلك أيضاً مما كُشِف من أشياءٍ غريبة تبين لنا كيف كان المصريون يستعينون كذلك بفن الساحر فيما كان يهدِّد الملِك والحكومة من أخطار.فمن متون الأهرام نفسها نسمع عن تهشيم القدور،أما كيف كان يؤدَّى هذا الضرب من السِحر فإنه يدل عليه تلٌّ من كِسَر الفخَّار ،عُثِر عليه في طيبة ومحفوظة الآن في متحف برلين. وهو يرجع على ما يُظنّ إلى العصر الذي حكمت فيه الأسرة الحادية عشرة،التي قضى امنمحات الأول على حكمها (حوالي2000ق.م). وما من شك في أن هذا السحر قد عُمِل لأحد هؤلاء الملوك.فقد كُتِب على عدد كبير من القدور والصِحاف قائمة بأسماء كل من يُخشى خطره على المَلِك،مزودة ببيانات دقيقة عن كلِّ فرد منهم ،ومرتبة بعناية وِفقَ بلادهم،وذلك لكي يَسهُل على الآلهة والأرواح ممن عليهم تأدية السحرِ الاهتداءُ إليهم. وفي بداية القائمة أمراء البلاد المجاوِرة الجنوبية مثل: "حاكم أوباتس،باكواي،الملقَّب زاي،الذي ولدته إيحاسي،والذي أبوه أونكات،مع سائر خلصائه الذين بجواره". ولكي لا يُترك أيُّ شريرٍ أُضيف إلى هذا "سائر زنوج كوش،وميجر،وشات" ،زنوج بلاد أخرى كثيرة،"أقوياؤهم وعدَّاؤوهم، وحلفاؤهم وشركاؤهم،الذين سيُصبحون أعداءً،والذين سيتآمرون،والذين سيقاتلون،والذين يقولون إنهم سوف يقاتلون،والذين يقولون أنهم سيصبحون أعداءً في هذه البلاد جميعاً". وعلى هذا النحو كذلك سردت سائرَ أسماء الأعداء من أمراء فلسطين،تليها أسماء الليبيين في فقرة موجزة،تليها أسما ألدّ الأعداء جميعاً،وهم المصريون أنفسهم،رجالاً ونساءً،وكبار "المستشارين الذين سوف يصبحون أعداءً،والذين سيتآمرون"....إلخ

.....ولقد كان الساحر يعتقد أن مصير الموت سوف يلحق بهم إن هو هشَّمَ القدور التي عليها أسماؤهم،وتدل كِسَرُ الفخَّار على أنه قد قامَ بدقةٍ بهذا الأمر.

وفضلاً عن ذلك فقد حاول بهذه المناسبة أن يزيل شراً آخر،فقد أضاف إلى قائمة الأعداء: "كل العبارات السيئة،وسائر الكلام السيء،وكل سِبَاب سيء وسائر الأفكار السيئة،وسائر الدسائس السيئة،وسائر المنازعات السيئة،وسائر المشاجرات السيئة،وسائر التدابير السيئة،وسائر الأشياء السيئة،وسائر الأحلام السيئة،وكل نوم سيء". وهكذا إذا محى هذا كله،انمحى كذلك كل ما يمكن أن يرهق الملك في اليقظة أو النوم. ’’



والآنَ لِنقارِنْ هذا بأسطورة شعبية يهودية من سِفر القضاة عن النبيّ السفَّاح جدعون :



(9وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: «قُمِ انْزِلْ إِلَى الْمَحَلَّةِ، لأَنِّي قَدْ دَفَعْتُهَا إِلَى يَدِكَ. 10وَإِنْ كُنْتَ خَائِفًا مِنَ النُّزُولِ، فَانْزِلْ أَنْتَ وَفُورَةُ غُلاَمُكَ إِلَى الْمَحَلَّةِ، 11وَتَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ، وَبَعْدُ تَتَشَدَّدُ يَدَاكَ وَتَنْزِلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ». فَنَزَلَ هُوَ وَفُورَةُ غُلاَمُهُ إِلَى آخِرِ الْمُتَجَهِّزِينَ الَّذِينَ فِي الْمَحَلَّةِ. 12وَكَانَ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَكُلُّ بَنِي الْمَشْرِقِ حَالِّينَ فِي الْوَادِي كَالْجَرَادِ فِي الْكَثْرَةِ، وَجِمَالُهُمْ لاَ عَدَدَ لَهَا كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ فِي الْكَثْرَةِ. 13وَجَاءَ جِدْعُونُ فَإِذَا رَجُلٌ يُخَبِّرُ صَاحِبَهُ بِحُلْمٍ وَيَقُولُ: «هُوَذَا قَدْ حَلُمْتُ حُلْمًا، وَإِذَا رَغِيفُ خُبْزِ شَعِيرٍ يَتَدَحْرَجُ فِي مَحَلَّةِ الْمِدْيَانِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى الْخَيْمَةِ وَضَرَبَهَا فَسَقَطَتْ، وَقَلَبَهَا إِلَى فَوْق فَسَقَطَتِ الْخَيْمَةُ». 14فَأَجَابَ صَاحِبُهُ وَقَالَ: «لَيْسَ ذلِكَ إِلأَّ سَيْفَ جِدْعُونَ بْنِ يُوآشَ رَجُلِ إِسْرَائِيلَ. قَدْ دَفَعَ اللهُ إِلَى يَدِهِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَكُلَّ الْجَيْشِ».

15وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ جِدْعُونُ خَبَرَ الْحُلْمِ وَتَفْسِيرَهُ، أَنَّهُ سَجَدَ وَرَجَعَ إِلَى مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «قُومُوا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ إِلَى يَدِكُمْ جَيْشَ الْمِدْيَانِيِّينَ». 16وَقَسَمَ الثَّلاَثَ مِئَةِ الرَّجُلِ إِلَى ثَلاَثِ فِرَق، وَجَعَلَ أَبْوَاقًا فِي أَيْدِيهِمْ كُلِّهِمْ، وَجِرَارًا فَارِغَةً وَمَصَابِيحَ فِي وَسَطِ الْجِرَارِ. 17وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا إِلَيَّ وَافْعَلُوا كَذلِكَ. وَهَا أَنَا آتٍ إِلَى طَرَفِ الْمَحَلَّةِ، فَيَكُونُ كَمَا أَفْعَلُ أَنَّكُمْ هكَذَا تَفْعَلُونَ. 18وَمَتَى ضَرَبْتُ بِالْبُوقِ أَنَا وَكُلُّ الَّذِينَ مَعِي، فَاضْرِبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِالأَبْوَاقِ حَوْلَ كُلِّ الْمَحَلَّةِ، وَقُولُوا: لِلرَّبِّ وَلِجِدْعُونَ».

19فَجَاءَ جِدْعُونُ وَالْمِئَةُ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى طَرَفِ الْمَحَلَّةِ فِي أَوَّلِ الْهَزِيعِ الأَوْسَطِ، وَكَانُوا إِذْ ذَاكَ قَدْ أَقَامُوا الْحُرَّاسَ، فَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ وَكَسَّرُوا الْجِرَارَ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ. 20فَضَرَبَتِ الْفِرَقُ الثَّلاَثُ بِالأَبْوَاقِ وَكَسَّرُوا الْجِرَارَ، وَأَمْسَكُوا الْمَصَابِيحَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُسْرَى وَالأَبْوَاقَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُمْنَى لِيَضْرِبُوا بِهَا، وَصَرَخُوا: «سَيْفٌ لِلرَّبِّ وَلِجِدْعُونَ». 21وَوَقَفُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ حَوْلَ الْمَحَلَّةِ. فَرَكَضَ كُلُّ الْجَيْشِ وَصَرَخُوا وَهَرَبُوا. 22وَضَرَبَ الثَّلاَثُ الْمِئِينَ بِالأَبْوَاقِ، وَجَعَلَ الرَّبُّ سَيْفَ كُلِّ وَاحِدٍ بِصَاحِبِهِ وَبِكُلِّ الْجَيْشِ. فَهَرَبَ الْجَيْشُ إِلَى بَيْتِ شِطَّةَ، إِلَى صَرَدَةَ حَتَّى إِلَى حَافَةِ آبَلِ مَحُولَةَ، إِلَى طَبَّاةَ. 23فَاجْتَمَعَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ نَفْتَالِي وَمِنْ أَشِيرَ وَمِنْ كُلِّ مَنَسَّى وَتَبِعُوا الْمِدْيَانِيِّينَ.

24فَأَرْسَلَ جِدْعُونُ رُسُلاً إِلَى كُلِّ جَبَلِ أَفْرَايِمَ قَائِلاً: «انْزِلُوا لِلِقَاءِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَخُذُوا مِنْهُمُ الْمِيَاهَ إِلَى بَيْتِ بَارَةَ وَالأُرْدُنِّ». فَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ أَفْرَايِمَ وَأَخَذُوا الْمِيَاهَ إِلَى بَيْتِ بَارَةَ وَالأُرْدُنِّ. 25وَأَمْسَكُوا أَمِيرَيِ الْمِدْيَانِيِّينَ غُرَابًا وَذِئْبًا، وَقَتَلُوا غُرَابًا عَلَى صَخْرَةِ غُرَابٍ، وَأَمَّا ذِئْبٌ فَقَتَلُوهُ فِي مِعْصَرَةِ ذِئْبٍ. وَتَبِعُوا الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَتَوْا بِرَأْسَيْ غُرَابٍ وَذِئْبٍ إِلَى جِدْعُونَ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ.) القضاة7: 9-25




#تقديس موسيقى الآلات الوتريـة الموسيقية،واعتقاد أنها طريقة لتنزيل الوحي الإلهي،من اليابان إلى اليهود بفلسطين (أو إسرائيل كما يقولون) اكتشاف راهب العلم بالصدفة ومع كثرة الدراسة لنصوص الديانات:



قرأت في كتاب الكوجيكي اليابانيّ المُقدّس الخاصّ بديانة الشنتو البدائية شبه المنقرِضة،في عدة مواضع من الكتاب أنهم كانوا يعزفون بالعود للشخص الذي تتنزل عليه أرواح الآلهة (أو الكوامي يعني الجمع العربي لكلمة كامي أي إله أو إلهة أو امبراطور)،لأنَّ هذا يستدعي الوحيَ وإلهاً ما أو آلهة عدة.

ولا أذكر الآنَ إلا موضعاً واحداً من هذه المواضع لكنه أهم تلك المواضع،يحكي عن احتلال اليابان لكوريا(مملكتي سيلا وبايكتش وقتَئِذٍ) بزعم وعد وحق إلهي،بنفس طريقة اليهود والمسلمين فيما يفعلونه بالشعوب الأخرى من احتلال وفرض جزية وسبي نساء!

ففي الجزء أو السفر الثالث من كتاب الكوجيكي جاءَ هكذا:



(الإمبراطور جينغو وغزو مملكة سيّلا

كانت الامبراطورة -جلالة –الأميرة- أوكيناغاتاراشي (الامبراطورة جينغو) مسكونةً بإلهٍ. عندما أرادَ الامبراطور أنْ يغزوَ بلاد كُماسو،وكانَ يُقيم في قصر كاشيئي بـ تسكشي،أخذَ بالعزف على الـ كوتو ،بينما كانَ الوزير تاكيؤتشي –نو – سكنيه في الحديقة المُقدَّسة لاستشارة وسيط الوحي الإلهيّ. عندئذٍ استدعت الامبراطورة إلهها الذي تكلّم بفمِها هي: "في الغرب بلادٌ،وفي هذه البلاد جميع أنواع الكنوز النادرة التي تبرق أمامَ العيون،من الذهب إلى الفضة ،والآنَ سوف أُلْحِق هذه البلادَ بكَ". عندئذٍ أجابه الامبراطور: "عندما أصعد إلى التِلال وأنظر نحوَ الغربِ،لا أرى أيةَ أرضٍ. لا شيءَ سوى البحرِ الشاسع". اعتقدَ أنَّ الإله يكذُب، فرمى الـ كوتو جانباً وتوقَّفَ عن العزف ليجلسَ هكذا صامتاً. والحالة هذه ،غضبَ الإله غضباً شديداً وقال: "باختصار،لن تحكم تلك البلادَ بعدُ. وسوف تمشي على طريق الموت الوحيدة". عندئذٍ ،قالَ الوزيرُ تاكيؤتشي-نو-سكنيه : "مشوّش لا أعي شيئاً،أرجوكَ يا امبراطوري أن تعزفَ على الكوتو من جديد". عندئذٍ،تناولَ الامبراطورُ آلته وراحَ يعزف من دونِ رغبةٍ. غيرَ أنَّ صوتَ الكوتو أخذَ بالخفوتِ رُوَيْداً رويداً حتى انطفأَ تماماً بعدَ لحظاتٍ،وعندَ الاستقصاءِ اكتشفوا أنَّ الامبراطورَ قد ماتَ.)



الترجمة العربية للكوجيكي _دار الكنوز الأدبية_بيروت وكذلك هي نفسها صدرت عن دار التكوين_دمشق،قام بترجمتها عن اللغة اليابانية الأستاذ محمد عضيمة من الذين سكنوا اليابان وعملوا فيها،فله كل الشكر.

وتنتهي القصة بأنه في اليوم التالي سأل الوزير الإله من أنتَ ويتضح أنه أربعة من أكبر الآلهة وأخطرهن وأكبرهن الإلهة الشمس أماتيراسو، وآلهة كواكب أخرى، ويسأله الوزير عن شق(نوع) جنين الامبراطورة فيخبره الكامي أنه ولد!ويبشِّره الإله بأنه لا يحكم تلك البلاد إلا ابنٌ من صلبه ،ويأمره بوضع تمثال على سفينة الغزو للإله وتقديم قربان يتم إلقاؤه في البحر ليأكلَه الإله هو قرعة بداخلها رماد خشب ومعها مهشات أي عصي الأكل الآسيوية وأطباق فيها ورق شجرة بلوط مطبوخ!

وعندما بدأت الرحلة دفعت الأسماك والريح السفينة مبارِكةً لها واندفعَ الموج مغرقاً نصفَ أراضي مملكة سيلا وكما تزعم الأسطورة وأعلن طاعته للأبد لليابان وأنه سيكون لهم سائسَ خيولٍ ويرسل القوارب المحمّلة بالخراج والجزية إلى اليابان بلا انقطاع،وجعلت الامبراطورة من بلاد سيلا بلاد السائسين والخدم! واحتل جنودها كذلك مملكة بايكتش وجعلوها مخزن للطعام يعني يأخذون منها المؤونة والمحاصيل،ورجعوا لليابان بعدما غرسوا عصاً على باب ملك سيلا،رمزاً للاحتلال اليابانيّ واحتلال جيش الامبراطورة جينغو لهم.

هذا باختصار ملخص للقصة المذكورة من ص245-248 من طبعة دار الكنوز الأدبية_بيروت.

وسينتهي الأمر تاريخياً باستقلال كوريا(سيلا) عن اليابان وانهزام الجيش الغازي الياباني المكون من خمسمئة سفينة سنة515م،وسنة524 نجحت سيلا في استرداد وضم مستعمرة ميمانا إلى أراضيها،ثم سيطرت على كل مستعمرة ميمانا عام562م.

وفي الحرب العالمية الثانية لما احتلت اليابان كوريا،أثناء انسحاب جيشها،قاموا بخطف آلاف النساء والفتيات الكوريات بهدف الترفيه الجنسي وقاموا باغتصابهن ،ولم يعيدوا منهن إلا من حملت من الاغتصاب ولم تعد نافعةً لهم!

طبعاً هذا كان مع صعود تيار قومي شنتوي همجي متعصب مغالي في القومية والتكبر والعنصرية، واليوم اليابان دولة متقدّمة متحضِّرة مختلفة تماماً وصارت دولة سلام بحقٍّ. بعد هزيمتها الساحقة في الحرب العالمية الثانية على يد أمِرِكا.



والآنَ لِنقارِنْ هذا بنصين من كتاب اليهوديّة:



(14وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 15فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ:

«هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ يَبْغَتُكَ. 16فَلْيَأْمُرْ سَيِّدُنَا عَبِيدَهُ قُدَّامَهُ أَنْ يُفَتِّشُوا عَلَى رَجُل يُحْسِنُ

الضَّرْبَ بِالْعُودِ. وَيَكُونُ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، أَنَّهُ يَضْرِبُ بِيَدِهِ فَتَطِيبُ». 17فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «انْظُرُوا لِي رَجُلاً يُحْسِنُ الضَّرْبَ وَأْتُوا بِهِ إِلَيَّ». 18فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ رَأَيْتُ ابْنًا لِيَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ الضَّرْبَ، وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ، وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ، وَالرَّبُّ مَعَهُ». 19فَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ دَاوُدَ ابْنَكَ الَّذِي مَعَ الْغَنَمِ». 20فَأَخَذَ يَسَّى حِمَارًا حَامِلاً خُبْزًا وَزِقَّ خَمْرٍ وَجَدْيَ مِعْزًى، وَأَرْسَلَهَا بِيَدِ دَاوُدَ ابْنِهِ إِلَى شَاوُلَ. 21فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى شَاوُلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ، فَأَحَبَّهُ جِدًّا وَكَانَ لَهُ حَامِلَ سِلاَحٍ. 22فَأَرْسَلَ شَاوُلُ إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «لِيَقِفْ دَاوُدُ أَمَامِي لأَنَّهُ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ». 23وَكَانَ عِنْدَمَا جَاءَ الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَلَى شَاوُلَ أَنَّ دَاوُدَ أَخَذَ الْعُودَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ، فَكَانَ يَرْتَاحُ شَاوُلُ وَيَطِيبُ وَيَذْهَبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيءُ.) صموئيل الأول 16: 14-23



(8فَقَالَ: «مِنْ أَيِّ طَرِيق نَصْعَدُ؟». فَقَالَ: «مِنْ طَرِيقِ بَرِّيَّةِ أَدُومَ». 9فَذَهَبَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَمَلِكُ يَهُوذَا وَمَلِكُ أَدُومَ وَدَارُوا مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلْجَيْشِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي تَبِعَتْهُمْ. 10فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «آهِ، عَلَى أَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ!». 11فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: «أَلَيْسَ هُنَا نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ الرَّبَّ بِهِ؟» فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «هُنَا أَلِيشَعُ بْنُ شَافَاطَ الَّذِي كَانَ يَصُبُّ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا». 12فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: «عِنْدَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ». فَنَزَلَ إِلَيْهِ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ وَمَلِكُ أَدُومَ. 13فَقَالَ أَلِيشَعُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «مَا لِي وَلَكَ! اذْهَبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ أَبِيكَ وَإِلَى أَنْبِيَاءِ أُمِّكَ». فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «كَلاَّ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ». 14فَقَالَ أَلِيشَعُ: «حَيٌّ هُوَ رَبُّ الْجُنُودِ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لَوْلاَ أَنِّي رَافِعٌ وَجْهَ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، لَمَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلاَ أَرَاكَ. 15وَالآنَ فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ». وَلَمَّا ضَرَبَ الْعَوَّادُ بِالْعُودِ كَانَتْ عَلَيْهِ يَدُ الرَّبِّ، 16فَقَالَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اجْعَلُوا هذَا الْوَادِيَ جِبَابًا جِبَابًا. 17لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَرَوْنَ رِيحًا وَلاَ تَرَوْنَ مَطَرًا وَهذَا الْوَادِي يَمْتَلِئُ مَاءً، فَتَشْرَبُونَ أَنْتُمْ وَمَاشِيَتُكُمْ وَبَهَائِمُكُمْ. 18وَذلِكَ يَسِيرٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَيَدْفَعُ مُوآبَ إِلَى أَيْدِيكُمْ. 19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ، وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ، وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ، وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ، وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ».) الملوك الثالث 3: 8-19



وربما يسألني سائلٌ :ومتى وكيف حدثَ اتصالٌ ما بين اليابان واليهود في الشرق الأوسط،وما جابَ اليابانَ إلى الشرقِ الأوسط وإسرائيل؟! الإجابة هي لا أعرف بالضبط وقد ظللتٌ أُردِّد في عقلي (ما جابَ اليابانَ إلى اليهود؟!) لكن تلك ليست الحالة الوحيدة التي حدث فيها انتقال للفكر والعقائد البدائية من اليابان إلى الشرق الأوسط،ولعلَّ ذلك يعود إما لتشابه الفكر البشري ووحدة المراحل التي يمرّ بها من التطور والارتقاء،أو لعله يعود لأجدادٍ بدائيين مشتركين لتلك الشعوب فكانوا شعباً واحداً منذ آلاف السنين قبل أنْ يتفرَّقوا،وأّذكر أن د.خزعل الماجدي حكى عن تشابه مزعوم بين اللغة الصينية القديمة والسومرية في الكتابة والأصوات والألفاظ والمعاني في كتابه (متون سومر) وأنه قد يكون الشعبان السومري العراقيّ والصيني لهما أصل بشري واحد قديم جداً لا نعرفه ولم يؤرَّخ.

وربما بسبب تشابه عادات ومعتقدات الشعوب البدائية.وهذا موروث في اليهودية يعود إلى طبقة أقدم موغلة في القدم.

إذن هذه فرضيات متعددة وقد يكون الاتصال بين البشر من أقاصي الأرض إلى أقاصيها لم ينقطع يوماً وكان أكثر مما نتخيل وأعمق ،وفيه ما لا نعرفه،وما لن نجد له وثائق مكتوبة حفظها لنا الحظ والقدر.



على العموم سأقدِّم لكم مثالاً عن تشابه ميثيولوجي بين قصة للإلهة اليابانية أماتيراسو التي هي الشمس في الكوجيكي الكتاب المقدَّس ،وقصة أخرى عن رع الإله الشمس المصري



من الكوجيكي/الجزء أو السِفر الأول/ص124-128:

(3-تأكيد جلالة الذكر القوي السريع العنيف الإله هاياسُسَانو لانتصاره

عندئذٍ قال جلالة الذكر القوي السريع العنيف هاياسًسانو للإلهة الكبيرة المهيبة أماتيراسو: "قلبي نقيّ وصافٍ. كذلك الأطفال الذين أنجبتُ هنَّ نساءٌ وديعات. وإذا استخلصتُ من كل هذا اعتباراً واحداً، فإنني الظافر طبعاً". عندما انتهى من هذا الكلام،ولكي يُخلِّدَ انتصارَه،هشّم رعوشَ حقول أرُزّ الإلهة الكبيرة المهيبة أماتيراسو،سدَّ مجاريَها،كما ذرَّ أقذارَ المراحيض في الهيكل حيثُ كانت تتذوّق بواكير حصاد الأرُزِّ. وعلى الرغم من هذه الأفعال،قالت له الإلهة الكبيرة المهيبة أماتيراسو دونَ مؤاخذةٍ : ما يبدو أنه أقذار مراحيض ليس سوى ما كان جلالة أخي قد أفرغَ قيئاً أثناءَ سُكرِهِ. كذلكَ ،ما حطَّمه من رعوش حقول الأرُزِّ كان يمنع الجريان. إنَّ جلالة أخي ،وقد فعلَ ما فعلَ ،يستعيد الأرضَ التالفة". ومع أنها حوّلت جميع سيئات أخيها إلى حسناتٍ،فإنه تابع التدميرَ أكثرَ. وفيما كانت الإلهة الكبيرة المهيبة أماتيراسو تحيك أقمشةً من أجل الآلهة في هيكل الحياكة المُقدَّس،فتحَ هو ثغرةً في أعلى السطحِ ومرّرَ منها حصاناً سماوياًَ أبقع كان قد سلخ عجزَه[1]. وما إن رأت إحدى الحائكات هذا المشهد حتى صُعِقَتْ وماتت وقد اخترقَ فرجَها مكوكُ الحِياكة.



4-المغارة السماوية

والحالة هذه،خافت الإلهة الكبيرة المهيبة أماتيراسو فانزوَت داخلَ مغارة سماوية. عندئذٍ اكفهرَّ مدُّ السماء الأعلى كلُّه،كما أظلَمَتْ بلادُ وسطِ حقول البوص[2]. وهكذا صارَ ليلٌ لا يزول. وارتفعت أصوات آلاف الآلهة من كل ناحيةٍ كأنها الذباب عند شتل الأرُز. وحلَّتْ كوارثُ لا تُحصى.

عندئذٍ ،اجتمعَ ثمانية مليون إلهٍ في مجرى نهر السكينة السماوي،وطلبوا من الإله العرَّاف ،ابن إله الإنتاج الأعلى المهيب أن يفكِّر بوسيلة لإخراج الإلهة الكبيرة،فجمعوا ديكة ذات صياح طويل متواصل وجعلوها تصيح[3]،ثم أخذوا سنداناً حجرياً سماوياً من المجرى العالي لنهر السكينة السماويّ، وحديداً من المنجم السماويّ،وطلبوا من الحدَّاد أماتسُمارا أن يصنعَ لهم سيفاً،وطلبوا من جلالة سيدة التصلب أن تصنع مرآةً،ومن جلالة جد التاما أن يصنعَ فصوص تاما معقوفة منَّضدة داخلَ خيوطٍ طويلة،واستدعوا جلالة كويانيه السماويّ،وجلالة فُتوداما،واقتلعوا عظمَ كتفي أيلٍ من جبل العطر السماويّ،وأخذوا بعضَ قشور شجرة كَرَز سماوية كانت في هذا الجبل،واستخدموا كلَّ هذا للتنجيم،واقتلعوا من جبل العطر السماويّ شجرةً معطاءةً جداً وذاتَ إيراقٍ دائمٍ،وعلَّقوا في الأغصان العليا فصوص التاما المعقوفة المنّضدة داخل خيوطٍ طويلة،وفي الأغصان الوسطى علَّقوا مرآةً كبيرةً،وفي الأغصان السفلى أنسجة نباتية بيضاء وخضراء،اعتبَرَ جلالةُ فُتوداما هذه الأشياءَ

قرابينَ مقدَّسةً،ونغَّمَ جلالة كويانيه برتابةٍ ،بينما كانَ الإله الذكر ذو القبضة القوية يقف مختبئاً إلى جانب باب المغارة،وربطت جلالة أُزُميه الأنثى السماوية أكمامَها بعارشةٍ سماويةٍ من جبل العطر السماويّ،كما رتَّبَتْ شعرَها بأغصانِ المُضاضِ السماويّ ،وحملت بيدها حزمةً من أغصان الخيزران من جبل العطر السماوي،ثم قلبت برميلاً فارغاً أمامَ باب المغارة وفرقعت بكعبيها. وأثناءَ اشتدادِ رقصِها،أخذت تكشف عن صدرها،وأنزلت حزام الثوب لحد فرجها. عندئذٍ،امتلأ َ مدُّ السماء الأعلى بالصخب والضجيج وأخذ الثمانية مليون إلهٍ يضحكون.

والحالة هذه،تحيَّرَت الإلهة الكبيرة المهيبة أماتيراسو وانشغلَ بالُها،فشقَّت باب المغارة السماوية وقالت من الداخل: "أعتقد أنه بسبب انزوائي اكفهرَّ مد السماء بنفسِهِ ،وأظلمت تماماً بلاد وسط حقول البوص. لكنْ لماذا أُزُميه الأنثى السماوية ترقص،ولِمَ يضحكُ الثمانية مليون إلهٍ هكذا سويةً؟.

عندئذٍ ،أجابت أُزُميه الأنثى السماوية : "هنا،يوجد إله أنبلُ منكِ،يا مولاتي. ولذا نحنُ فرِحونَ،نرقص ونضحك". وفيما كانت تنطق هذه الكلماتِ ،مدَّ جلالةُ كويانيه السماويّ وجلالةُ فُتوداما المرآةَ كي تنظرَ فيها الإلهة الكبيرة المهيبة أماتيراسو. عندئذٍ،تحيَّرت هذه الأخيرةُ وانشغلَ بالُها أكثرَ فأكثر،فخرجت بهدوءٍ وشاهَدَت. وفي تلك اللحظة ،أمسك الإله الذكر ذو القبضة القوية،الذي كان يقف متخفِّياً،بيديها كي يشدَّها إلى الخارجِ بقوةٍ. وفي اللحظة ذاتها تماماً مدَّ جلالة فتوداما الحبلَ المقدّسَ خلفَها قائلاً: "لا تمري من هنا!". وهكذا،عندما خرجَتْ الإلهة الكبيرة المهيبة أماتيراسو ،أضاءَ مدُّ السماءِ الأعلى ،وأضاءت بلاد وسط حقول البوص بشكلٍ طبيعيّ.

تشاور الثمانية مليون إله من أجل معاقبة جلالة الذكر القويّ السريع هاياسُسَانو :هكذا،أجبروه على تقديم القرابين فوق مسلة،وعلى قصِّ لحيته وقلع أظافرِ يديه وقدميه،ثم نفوه.[4])

هناك نسخ متعددِّة ومتباينة الصياغة والحكي من قصة صراع حوريس مع ست عمه ،وهذه نسخة منها ،من كتاب (ديانة مصر القديمة)_ أدولف إرمان مكتبة مدبولي_ص122،123:

(وجلس تحوت وكتب خطاباً بأسلوب القصر ختمه بهذا السؤال: "ماذا سنفعل بهذين الرجلين اللذينِ ظلا واقفينِ طوال ثمانين عاماً أمامَ هذه المحكمة؟" ،فكان الجواب الذي وجَّهته نيت للآلهة واضحاً غايةَ الوضوحِ: "اعهدوا بمنصب أوزوريس لابنه حوريس ولا ترتكبوا ظلماً كبيراً،وإلا فإني سأغضب وستسقط السماءُ على الأرض"، واقترحت فوق ذلك أن يأخذَ ست بصفة تعويضٍ عناة وعشترت الابنتان الأجنيتان لرع.[5]

وعندما وصل خطاب نيت قرأه تحوت أمامَ الآلهةِ فأعلنَ الجميعُ في صوتٍ واحد: "إن هذه الإلهة على حق". بيدَ أن سيدَ العالَم غضبَ على حوريس وقال له: "إن جسمك ضعيف جداً،وإن هذا المنصب لثقيل جداً عليك أيها الغلام السيء".

وعندئذٍ استاءَ أونوريس جداً وكذلك التاسوع كله في طبقتيه،وبقيَ رع حو آختي وحيداً، واجترأ "بابا" وهو إله ضئيل الشأن على السخرية من رع بأن قال له: "إن محرابَكَ فارغ" فأثارت هذه الدعاية غضبَ الآلهة الأخرى فصاحت: "اذهب"،ثم تركوا المحكمةَ وذهبوا إلى مخيماتهم.

ولكنَّ نفس رع كانت مليئةً بالحزن،فألقى رع بنفسه على الأرض من فرط استيائه،وأمضى الإله العظيم يوماً بأكمله مستلقياً على ظهره في قاعته والحزن يملأ قلبَه ،والوحدة تحيط به. على أنَّ حتحور ،سيدة شجرة الجميز الجنوبية [6]حضرت إلى والدها سيد الجميع ومكثت عنده وكشفَتْ عن عورتِها،فانفجرَ الإله ضاحكاً وقام واتخذَ مكانَه في وسط التاسوع العظيم.)







#قصة خلق الإنسان من طين،وخلق آدم وحوَّاء:

(7وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً. 8وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.)التكوين2: 7 -8



طبعاً في دراستي لأساطير العراق بأديانها السومرية والبابلية والأكدية وجدت العديدَ من النسخ والأساطير المتنوعة المختلفة في كل منها ،وهذا يعود لحرية أو لنقل فوضوية أي دين وثنيّ،فكل إقليم يعبد إلهاً ويتعصَّب له ويصبح رمزاً للمحافظة،وهكذا كل إقليم ينسب لإلهه الأفضال وفعل الأشياء وربما رئاسة مجمع الآلهة وأنه الأقوى،وهكذا نجد فعلاً واحداً كخلق البشر أو قتل التنين كور منسوباً مرةً لإنليل ومرة أخرى لإنكي(إيـا) ،أو مرة لننوروتا ومرة أخرى لعشتار(إنانا) ،وهكذا.

نفس الكلام ينطبق على الدين الهندوسيّ وغيره تجد عدة قصص عن أصل الحياة وتحديد من هو الإله الأول ومن هو الإله الخالق للبشر والكون وكيفية خلقه للإنسان وكيف ظهر الإله....إلخ

بالتالي أنا لديَّ في أديان العراق القديم قصص عن خلق الإنسان من طين ،أو طين وماء البحر، أو طين ودم إله أو آلهة ضحَّوْا بحياتهم في سبيل إيجاد الإنسان، وقصة عن خلقِ الإلهِ إيا الإنسانَ من دماء الإله الفوضوي الشرير كينجو قائد جيش تيامة الذي قتله الإله مردوخ في قصة أو لنقل ملحمة الخلق البابلية المسمَّاة (إينوما إليش) أي عندما في الأعالي ،وأسطورة أخرى عن زراعة إنليل البشرَ كالحشيش والنجيلة.

على العموم من المنطقيّ أن مكونات الإنسان بل وكل الكائنات هي نفس مكونات الطين وحتى اللادينيين يعتقدون ذلك،الإنسان وكل الكائنات تأكل إما نباتات تخرج من الطين فمكوناتها مكونات الطين لأنها تخرج منه وتعيش عليه،وإما حيوانات أخرى فإن كانت نباتية فهي تأكل النباتات التي تخرج من الأرض ،وإن كانت مفترِسة فهي تأكل حيوانات نباتية تأكل مما يخرج من الطين، وبالتالي القول بأنَّ الإنسان وفي الواقع كل الكائنات التي ليست من خلية واحدة هي من الطين هي شيء معروف وليس بجديد في علم الإنسان منذ قديم الأزمان، وقول كتاب الدين اليهوديّ والقرآن وأحاديث محمد وكتب العراقيين القدماء وكتب الهندوس والمصريين القدماء عن أن الإنسان من طين ويثبت علم الكيمياء ذلك فهذا ليس إعجازاً علمياً ولا معجزة،إن هذا كمن يعرِّف الماءَ بأنه هو الماء الذي نشربه والذي هو سائل غير صلب،والذي يأخذ شكلَ إنائِه.

الفارق الوحيد أنَّ العلم البيولوجي يقول أن الإنسان والخلية الأولى نشأت من الطين وعنه،وليس أنها هي الطين نفسه،وبالتأكيد هي لها كيان مختلف عن الطين،أما الأديان الشرقأوسطية الأربع ومنها الإسلام واليهودية فتقول أن الله جاءَ بالطين وعمل منه تمثالاً على شكل الإنسان ثم نفخ فيه الروح فصارَ الطين لحماً وكائناً حياً إنساناً وبالتالي لديهم أن الإنسان هو نفسه الطين وليس أنه ناشئاً عن الطين ومنبعثاً منه.



القصة الأولى:خلق نمو للإنسان من طين ودم إله وفقاً لملحمة أتراحاسس (نوح البابلي)



أسطورة هي نص بابلي يعود تقريباً إلى عام 1700 ق.م وهناك نسخة آشورية من نفس القصة وجدت في مكتبة الملك آشور بانيبال بنينوى تعود إلى ما بين 668-633 ق.م،لكن هذه القصة كما يفهم كل دارس تعود قلباً وقالباً إلى السومريين لأنها قد ذُكِر فيها الإلهة أم الآلهة والمياه الأولى التي خلقت الجبل الكوني الأول آن –كي أي السماء والأرض اللذينِ نشأ منهما الكون والآلهة. وذلك على عكس قصة الخلق البابلية المتسِّمة من بدايتها بالصراع والعنف وسفك الدماء وكانت في قصة بابل أن الأم تيامة كانت إلهة شريرة فوضوية،وهذا يعود لاختلاف طبيعة حضارة سومر التي كانت طوال عمرها ماعدا آخر فترة فيها مدن سلمية مربوطة بلغة وفكر واحد دون مركزية،قبل قيام الملك لوكال زاكيزي وغيره بتوحيد المدن السومرية كامبراطورية تحت حكمه،والتوسع واحتلال دول الشعوب الأخرى غير العراقية ونهبها،أما حضارة بابل فدائماً كانت قائمة على



--------------------------------------------------------------------------------

33 سلخ عجز حصان لدى الشنتويين يعني سحر تطير شؤم استحضار أرواح شريرة

34 بلاد وسط حقول البوص: هكذا كان يُسمّي الشنتويون البدائيون جزر اليابان وطنهم

35 طقس قديم لجعل الشمس تطلع أو تصور معين

36 إلى الأرض..إلى اليابان ،وكان اليابانيون البدائيون قديماً لا يعرفون من كوكب الأرض إلا اليابان وكوريا.



37 هما أصلاً إلهتان شاميّتان دخلتا ضمن آلهة المصريين فشوهوا ملامحهما ولم تكونا واضحتا المعالم عندهم على عكس الآلهة المصرية الأصلية وجعلوهما ابنتي رع وزوجتي ست!



38 الشجرة في الأديان الوثنية القديمة رمز لإلهة الخصوبة الأنثى والجنس والحب وإلهة الزراعة والنماء والمحاصيل ....إلخ.وكان هناك في كل أقاليم مصر أو كثير منها أشجار مقدَّسة ترمز للخصوبة والتناسل يقوم النساء بزيارتها بغرض طلب الإنجاب أو عبادة إلهة ما وخاصةً حتحور
الحروب والغزو والاحتلال والأمجاد العسكرية ومن مشاهيرها نبوخذراصَّر الثاني وأمثاله كحمورابي وسرجون وشلمنأسر وتغلث فلاسر.

تجري أحداث القصة في الزمن المبكر الذي تلى أحداث الخلق والتكوين.

وتحكي كيف اقتسم الأنوناكي الآلهة الكبار فيما بينهم مجالات الكون الثلاث وهي السماء والأرض والأعماق المائية،وفرضوا عبءَ الكدح والعمل لصنع الطعام لغذاء الآلهة على الإيجيجي آلهة الأرض:

عندما كان الآلهة مثل البشر،

قاموا بالعمل،حملوا عبئه.

كان عبؤهم ثقيلاً،

كان عملهم شاقاً وعناؤهم بالغاً.

والأنوناكي العظام السبعة،

جعلوا الإيجيجي يحملون عبءَ العمل.

آن أبوهم كان ملكَهم،

وإنليل المحارب كان مستشارهم،

وننورتا كان حاجبهم،

وإينوجي كان الموكَّل بقنواتهم.

جاؤوا بصندوق القداح ليقترعوا،

رمَوْا القداح وقسَّموا الحصص.

فارتفع آن إلى السماء،

وإنليل أخذ الأرض لسكن شعبه،

والرتاج الذي يحجب البحر أعطَوْه لإنكي.

بعد أن ارتفع آن إلى السماء،

ونزل إنكي إلى الآبسو[1]،

الأنوناكي ،آلهة السماء

جعلوا الإيجيجي ،آلهة الأرض،تحمل عبء العمل.

حفر الآلهة القنوات،

وأُلزِموا بتنظيف الترع،أخاديد حياة الأرض،

وحفروا مجرى نهر دجلة،ثم حفروا مجرى نهر الفرات.

(بضعة أسطر مشوهة غير واضحة تعدد بقية ما قام به الإيجيجي من أعمال)

أحصَوْا سنواتِ التعب،

فبلغت 3600 سنة حملوا خلالها المشقة،

حملوا المشقة ليل نهار.

تذَّمَروا ولاموا بعضهم بعضاً.

وأخيراً قرَّر الإيجيجي التمرد ورفض العمل،فأحرقوا أدواتِ عملهم ومضَوْا في هياج وثورة وحاصروا الإيكور،قصر إنليل سيد الآلهة عند منتصف الليل،والإله يغط في نومه:

حوصِر الإيكور وإنليل غافٍ.

ولكنَّ كلكال كان يقِظاً،فأغلقَ الأبوابَ

أحكمَ الرتاجَ وراحَ يُراقِب البوَّابة.

ثم قام كلكال بإيقاظ نوسكو،

وراحا ينصتان إلى ضجة الإيجيجي.

فمضى نوسكو وأيقظ سيدَه إنليل،

جعله يقوم من فراشه وقال له:

"يا سيدي،إن بيتك محاصَر

والتمرد صار إلى بابك.

أي إنليل،إن بيتك محاصر

والتمرد صار إلى بابك".

أمرَ إنليل بجلب الأسلحة إلى مقره ثم أرسل في طلب زملائه من آلهة الأنوناكي فاجتمعوا إليه للتداول في الأمر،وقرَّروا إرسالَ نوسكو لمقابلة المتمردين والتعرف على مطالبهم،ومعرفة المحرض على الشغب. ففتح نوسكو الباب وأخذ أسلحتَه معه ومضى إلى الآلهة المتمرِّدين وطرحَ عليهم السؤال من زعيم هذا التمرد،وكان غرضه أن يعاقب فرداً منهم

آلهة الأنوناكي أجابوه:

"كل واحد منا نحن الآلهة أعلن الحرب.

لقد وضعنا نهاية لعملنا الشاقّ.

عبء العمل ثقيل،إنه يقتلنا.

عملنا شاقّ وعناؤنا بالغ.

فقرَّرنا مجتمعين أن نرفع شكوانا إلى إنليل.

عادَ نوسكو ونقل للأنوناكي ما سمع من الإيجيجي ،فدمعت عينا إنليل من التأثر لما سمع. ثم تشاورَ الآلهةُ في ما يتوجب عليهم فعله. فوقف إيـا[2] في وسطهم قائلاً:

"لماذا نلقي اللومَ عليهم؟

عملهم كانَ شاقاً،وعناؤهم كان عظيماً.

في كل يوم تضج بهم الأرض.

في كل يوم نسمع ضوضاءَهم تحذيراً لنا.

إن ربة الرحِم بيليت إيلي[3] حاضرة بيننا،

فلندعُها تخلق الإنسان الفاني

لكي يحملَ الِنِيرَ،

ولندعْ الإنسانَ يرفعْ العبءَ عن الآلهة".

ثم دَعَوْا الإلهةََ

وتوجهوا بالقول إلى قابِلة الآلهة، مامي الحكيمة:

"أنتِ عون الآلهة،مامي،أيتها الحكيمة

أنتِ الرحم الأم أيتها الخالِقة.

اخلقي الإنسانَ الفاني ليحملَ النيرَ،

دعيه يحمل النير،عملَ إنليل،

وليرفع عن الآلهة عبَ العمل".



فتحت ننتو[4] فمَها وقالت للآلهة العظام:

"ليس بمقدوري أن أفعل ذلك،إن القدرة بيد إيا

فهو الذي يصنع كل شيء طاهر

ليته يعطِيني طيناً وأنا أعجنه".

فتحَ إنكي فمَه وقالَ للآلهة العظام:

"في اليوم السابع والخامس عشر من الشهر،

سأجهِّز مكاناً للاغتسال،

وليذبح الآلهة إلهاً من بينهم إذ لا بد للطين من روح،جسد الأرض سيكون من الآبسو ، نفسه روحه ستكون من إله



ثم يتناقش ويحتار الآلهة من منهم سيذبحون حتى اقترح عليهم مردوخ ذبح الإله كنجو زوج تيامات الذي كانوا قد حبسوه في السجن فقالوا ليذبح كنجو،ليذبح كنجو، لتكن دماؤه هي السبب في ظهور المخلوق الذي يحمل عنا العناء. يغتسل الآلهة ثم يقومون بذبح كونجو.



عجنت مامي الطينَ مع الدم وقطَّعته إلى أربع عشرة قطعة صنعت منها سبعة رجال وسبع نساء وهي تتلو تعويذة لقَّنَها إياها الإله إنكي إله العلم والتعاويذ. وبعد أن انتهت من مهمتها بمعونة إلهات الولادة، حملت بالإنسان وولدته بشكل أسطوري ميثيولوجي ما بعد تسعة شهور





قال الآلهة العظام:

دعونا نسمع الطبل من أجل مصير الأيام القادمة، وبسبب لحم الإله نود أن يسكن شبح الموت جسد الإنسان إلى الأبد ليذكره بالموت ، ليت شبح الموت يسكن الإنسان حتى لا يكون بالإمكان نسيانه.



قالت الإلهة مامي مخاطبة الآلهة العظام:

"حمَّلتموني مهمةً فأديتُها بكمال.

أرحتكم من عناء عملكم الشاقّ،

وحمَّلتُ البشرَ عناءَكم.

رفعتم النداءَ لأجل البشر،

فأزحتُ النِيِرَ وأقمتُ الحريةَ".

عندما سمعوا كلامَها هذا

تراكضوا وقبَّلوا قدميها قائلينَ:

"لقد تعوَّدنا أن ندعوَكِ مامي،

ولكنَ اسمَكِ سيكون الآنَ سيدةَ كلِ الآلهةِ.









القصة الثانية خلق الإلهة نمو للبشـر بمعونة إنكي من طين مع ماء البحر،قصة مختلفة جديدة:



هذه أسطورة سومرية مكتوبة بالسومرية ،وهي شهيرة جداً،تحكي أنه بعد أنْ تم خلق الكون والآلهة توجب على الآلهة العمل وتزويد أنفسهم بالطعام والشراب،فقد وصل الآلهة الصغار (الإيجيجي) العاملون إلى مرحلة الإجهاد والشقاء،فذهبوا ليشتكوا للإله إنكي الذي كان نائماً في أعماق مياهه ولذا لم يسمع أصواتَهم،غير أن الإلهة الأم (نمّو) _ وهي الإلهة السومرية الأم الأولى التي خلقت جبل الكون الأول الذي كان عبارة عن السماء والأرض في كتلة واحدة ملتصقة،ثم قام السماء بمضاجعة الأرض فأنجبا كلَّ الآلهة _،أخبَرَت ولدَها إنكي بشكوى الآلهة قائلةً:

أي بني انهض من مضجعك،انهض من[......]

واصنع أمراً حكيماً.

فأنتَ من خِلال حكمتك تدرك كلَّ فن

اجعل للآلهة عبيداً يخدمونهم ويقومون بأودهم.

اصنع بديلاً عن الآلهة حتى يحمل سلَّة العمل عوضاً عنهم.

نهض الإله إنكي على كلمات والدته الإلهة نمو

ودخل إلى القاعة المقدسة،وأخذ يضرب فخذه وهو يفكِّر

الحكيم،العليم،البصير،الذي يُدرِك كلَّ شيء وكلَّ فن

تأمل إنكي في الأمر ملياً،ثم دعا الصنَّاع الإلهيينَ المهرة،وقال لأمه (نمو)

إن المخلوق الذي نطقتِ باسمِه سيوجَد[5]،

ولسوف تعملينه على صورة الآلهة.

امزجي حفنةً من الطين الذي تأخذينه من أعماق البحر

وامزجي ال[....] بالطين ، (الماء؟!)

وأعطِها للحِرفيين الإلهيينَ ليعجنوا الطينَ ويُكثِّفوه.

وبعد ذلك قومي أنتِ بتشكيل الأعضاء،

بمعونة ننماخ،الأم –الأرض.

وعندها تقف إلى جانبك ربات الولادة،

وتقدِّرين للمولود الجديد يا أُماه مصيرَه

وتعلِّق ننماخ عليه صورة الآلهة[6]

إنه الإنسان[.....].

بعد ذلك يتشوَّه اللوح الفخاري، ويبدو أن الإله إنكي حدد شكل الإنسان و طبيعته وأعطاه في داخله شيئاً من حكمته،ثم ترك أمره لننماخ وإلاهات الولادة السبع اللواتي يساعدن ننماخ في تشكيله ثم يزرع إنكي الإنسانَ في رحم إحدى الإلهات اسمها غير واضح ثم يولَد منها بمساعدة إلاهات الولادة.

وعندما يتَّضح النصُّ ثانيةً،نجد الآلهة وقد أقاموا مأدبة احتفالاً بمولد الإنسان،وعلى ما يبدو شرب إنكي وننماخ من الخمر حتى الثمالة وغياب العقل ويبدو أن ننماخ على سبيل اللهو أخذت الطين من أعماق البحر وشكَّلَت وخلقت ستة بشر كلهم معوَّقون يعانون الأمراض،وتطلب من إنكي على سبيل الدعابة والتحدِّي أن يُقرِّر لكلٍّ منهم مصيراً ويجد له مكاناً وعملاً في مجتمع البشر،وهم كالتالي:

1 الإنسان المتصلب المفاصل:يدخله إنكي في خدمة الملك

2 الإنسان الأعمى:يجعله إنكي مغنياً ومنشداً للملك

3 الإنسان مشلول الساقين:يجعله إنكي بهياً خارقاً للطبيعة

4 الإنسان الذي لا يستطيع الاحتفاظَ بمنيِّه:يغسله ويعَوِّذه إنكي فيشفى

5 الإنسان المرأة العاقر:يعينها إنكي في بيت الحريم

6 الإنسان الذي لا قضيب له ولا خصيتين:يجعله تحت تصرف الملك لخدمة بيته،وسمَّاه الأجبّ[7].

وهكذا يفعل إنكي ما طلبته على أكمل وجه،ثم يقوم من ناحيته بعمل مشابه فيخلق بمساعدة ننماخ إنساناً سماه بـ(أومول) ومعناه (أيامي بعيدة) أو (يومي بعيد)،وكان يعاني من ضعف شديد (رأس خامد،ونفس قصير،قفص صدري ناقص،بطن خامد،قلب خامد،يداه تتحركان بصعوبة،كتفاه منهارتان، رجلاه غير قادرتين على السير حافيتين.)

ويبدو أن إنكي تعمَّد صنعَ هذا الإنسان المشوَّه ليُحرجَ ننماخ ويجعلها في موقف العاجزة،بعد أن انتصر هو على تحدِّيها وتدبَّر مصير الستة،ويقول لها عيِّني مصيراً وحياةً وعملاً لمخلوقي هذا:

لقد قدَّرتُ مصيرَ من صنعَتْهم يداكِ،

وأعطيتُهم خبزاً ليأكلوا.

فهل بإمكانِكِ أنْ تُقرِّري مصيرَ ما صنعَتْ يدي،

وتعطيه خبزاً ليأكل

استدارت ننماخ عندئذٍ نحو (أومول) وتأمَّلته

اقتربَتْ منه ونادته

ولكنه لم يستطِع الإجابةَ

قدَّمَتْ له خبزاً

ولكنه لم يكن قادراً على[رفع يده إلى فمه،أو تحريك فمه على الأغلب ،النص هنا محطَّم]

إذا كانَ واقفاً،لم يكن قادراً على الجلوس أو الاستلقاء،

وكان غير قادر أن يَعُدَّ لنفسه مأوىً أو غذاءً!

ولذلك فقد أجابَتْ ننماخ إنكي:

"إن ما صنعتَه هنا ليسَ بالحيِّ ولا بالمَيْتِ

إنه غير قادر على عمل أي شيء!"

وتفشل ننماخ فشلاً واضحاً أمامَ معضلة الإنسان المصاب بالشيخوخة ،ويذكرها كيف أنه منح وسيلة لمعيشة البشر اللذينَ خلقتهم هي وعيّن لهم مصيراً وحياة ووظائفَ،ويبدو أن ننماخ برَّرت ذلك بأنها في أزمة فقد تركت مدينَتَها ومعبدَها بسبب هجوم الغزاة الأجانب على المدينة وأنها اضطرت للإلتجاء لمعبد إنليل في مدينة نَفَّر،ثم يطلب منها إنكي إبعاد مخلوقه العاجز عن حضنها ويقول لها أن تكون راضيةً عن المخلوقات التي خلقتها بعد أن قرّر هو مصيرَها ثم يطلب الاحتفاءَ بمقدرته الخلاّقة والإنشاد له،ويطلب من الآلهة إنشاء معبد خاصّ له.

وتغضب الإلهة ننماخ (=ننخرساج) وتلعنه لعنةً كبيرة يغوص على إثرها إلى العالم الأسفل. وعند هذه النقطة ينكسر اللوح الفخاري ولا نعرف نهاية القصة للأسف،لكن لنا أن نتوقَّع النهاية الأخيرة أنه سيعود الإله إنكي من هناكَ بشكلٍ ما بعد مغامرة أو مغامرات وأساطير لأنه من الآلهة الكبار الرئيسية اللذين تقوم عليهم أركان العالم لدى المعتقد السومريّ.ونأمل أن نجد كل النصوص والتراث المندثِر في حفريات وتنقيبات الآثار في العِراق.





القصة الثالثة والرابعة خلق الزوجين البشريين الأوليْنِ



نقرأ في نص بابليّ لم يصلنا كاملاً عن خلق إنكي(ويسميه البابليون إيـا) :

عندما خلق الآلهة في مجمعهم كلَّ الأشياء

بعدَ أن شكَّلوا الأرضَ وكوَّنوا السماءَ،

بعد أن أخرجوا للوجود الكائنات الحية،

قام إيا بخلق زرجين شابَّيْنِ،

وأعلى من شأنِهما فوقَ جميعِ المخلوقات.



وفي نصٍّ سومريٍّ آخر نرى تكراراً لنفس القصة مع تنويعات طفيفة:

بد أن شُكِّلَت الأرضُ وسُوِّيَتْ،

بعدَ أنْ تحدَّدَتْ مصائرُ الأرض والسماء،

بعد أن استقرَّت شطآن دجلة والفرات،

عندها،الآلهة الكبار آن وإنليل وإيا،

وبقية الآلهة المَهِيبيِنَ،

جلسوا جميعاً في مجلسهم المقدَّس،

وتذاكروا ما قاموا به من أعمال الخلق:

"أما وقد حدَّدنا مصائرَ السماء والأرض،

ونظمنا الجداول والقنوات[8]،

وثبَّتْنا شواطئَ دجلة والفرات،

عندما قال الإله إنليل لهم:ماذا تريدون أن نعمل الآنَ؟

ماذا تريدون أن نخلقَ الآن أيتها الأنونا،الآلهة العظيمة؟

ماذا تريدون أن نعمل الآن؟ ماذا تريدون أن نخلقَ الآنَ؟

الحضور من الآلهة العظيمة،آلهة الأنونا،التي تُقرِّر المصير

أجابوا سوياً على سؤال إنليل:

"في أوزموا _من منطقة دورإنكي _

نريد أنْ نذبح بعض آلهةِ الحِرَف،

لكي نخلقَ من دمائِهم البشرية،

ولكي تصبح واجبات عمل الآلهة واجباتها

وعليهاأن تعمل إلى الأبد على تثبيت قنوات الحدود

وأن تضع في يدها المعول وسلة العمل

فيبني للآلهة هياكلَ مقدَّسةً تليقُ بمقامِهم،

ويسقي الأرضَ بأقاليمها الأربعة،

ويُخرِج من جوفِها الخيراتِ الوافرة،

ويستخرج الماءَ العذبَ ويحتفل بأعياد الآلهة.

سنخلق زوجين ويكون اسمهما: أوليجار وألجار"





--------------------------------------------------------------------------------

39 الآبسو أي الأعماق المائية

40 إيا هو إنكي

41 = مامي،الأم،نمو، الماء والإلهة الأولى الطيبة لدى السومريين

42 ننتو= مامي، نمو

43 المقصود أنه يقول أن الكائن الذي ارتأيْتِ خلقَه وإيجادَه سيوجَد.



44 وفي ترجمة أخرى: وتعمله ننماخ على صورة الآلهة

45 في الأصل السومريّ: كيكال.

46 في ترجمة أخرى: وأجرينا القنوات في مجاريها





القصة الخامسة:أسطورة حشيش إنليل أو فأس إنليل



هذه الأسطورة ذكرها العلاَّمة العراقي د.خزعل الماجدي،وهي من القصص الطريفة، وهي لا تختلف جداً عن فكرة خلق الإنسان من طين،بل من وجهة نظري من نفس النغمة:

يقول الدكتور خزعل في(متون سومر/ الكتاب الأول) :

"في هذه الأسطورة نلمح منحىً مختلفاً عن الأسطورة السابقة،حيثُ يقوم الإله إنليل بوضع بدايات البشرية (أي بذورها) في شقوق الأرض وبعدها بدأ البشر يظهرون من هذه الشقوق مثل الحشيش."

ومن رأي الدكتور:"إن فكرة هذه الأسطورة التي ترجع الخلقَ البشريّ إلى الإله إنليل وليس إنكي لا تتفق مع ما قرّرناه من وظائف إنكي وإنليل ولذلك نرى أنها ترجع إلى أصل بعيد لم تكن فيه العقيدة الدينية والميثيولوجيا قد وُضِعَت على أسسٍ سومرية دقيقة."

ولو أني أخالف رأي الدكتور وقد عرضت رأيي في مقدِّمة هذا الباب عن فوضوية أو حرية الوثنية.

وفيما يلي مقطع من الأسطورة المسمّاة بأسطورة المِعْوَل،وهي قصيدة طولها 108 أسطر:

السيد الإله إنليل قد جعلَ كلَّ ماهو نافع يبدو ناصعاً

السيد الذي تقريره للمصير لا يمكن أن يتغير

قد أسرَعَ لفصل السماء عن الأرض

وبعد ذلك جعل في أوزو – موا الإنسانَ الأولَ يظهر

وحفرَ شِقاً في الأرض في منطقة دورإنكي

وخلقَ المِعول ،وعندها انتهى النهار

وقرّر واجبات العمل وقرّر المصير

وبينما كان يثبِّت مِقبضَ المعول ومقبض سلَّة العمل

مجَّدَ الإلهُ إنليل مِعولَه

وجلبَ المعولَ إلى أوزو – إيا

ووضعَ بداياتِ البشرية في الشقّ

وعندما بدأَ البشرُ يظهرون مثلَ الحشيش من الأرض

كان الإله إنليل مرتاحاً إلى شعبِه السومريّ

ووقفت جنبَه آلهة الأنونا

واضعةً أياديها على أفواهها

وهي تُقدِّم الصلواتِ للإله إنليل

ووضع المعول في أيدي الشعب السومري.



ثم في موضع آخر من كتاب متون سومر المذكور ص173 في أساطير تنظيم الكون ،أسطورة الفأس:

وهي قصيدة طولها 108أسطر،وتبدأ بمقدِّمة هامة تصلح أن تكونَ ضمنَ أساطير خلق الكون وتنظيمه ثم تبدأ بذكر الفأس وكيف أن إنليل أعطى هذا الفأس للإنسان لكي يعمل به ثم يذكر مواصفات الفأس:

هو الذي جاء بالفأس إلى الوجود وخلقَ اليومَ

هو الذي خلق العمل وقدّر المصير

إن فأسه من الذهب ورأسها من حجر اللازورد

فأس بيته[...]من الفضة والذهب

فأسه التي[...]هي من حجر اللازورد

ثم يخصِّص النص ذكره للناس من ذوي الرؤوس السود(أي السومريين) وكيف أن إنليل خصَّهم بالفأس ووضعَ الفأسَ هديةً في أرضهم،وبعد ذلك تنتهي القصيدة بذكر فوائد الفأس .

الفأس والسلّة تبني المدن

الدار الثابتة الأركان بنتها الفأس

الدار الثابتة الأركان أنشأتها الفأس

الدار الثابتة الأركان هي التي سبّبت الازدهار

الدار التي ثارت ضدّ المَلِك

الدار التي لا تستسلم لملكها

الفأس يجعلها تستسلم

للرديء.. النبات تحطِّم الرأس [ربما تكون العبارة :سيء المنبت]

تجتث الجذور،تسقط على التاج

الفأس تطعن..النبات

الفأس قرر مصيرها الأب إنليل

المجد للفأس



وهناك قصتان أخريان مذكورتان يمكنكم أن تراجعوها في كتاب إنجيل بابل للعلاَّمة الدكتر خزعل الماجدي.واحدة عن بناء الآلهة الحِرفيين لمدينة بابل لتكون استراحة لهم عند الصعود من أو النزول إلى الأرض ثم خلقَ إيا للبشر من دماء الإله القتيل كينغو بمزج دمه مع الطين ،ووضع مردوخ للبشر الأوائل فيها،والأخرى لا علاقة لها بموضوعنا في أسطورة (لاهار وأشنان) أي الإله الراعي و الإلهة المزارعة تجدونها في كتابيه (متون سومر) و(إنجيل بابل). وقد أورد فراس السواح هذه القصص في كتابيه (مدخل إلى نصوص الشرق القديم) و(مغامرة العقل الأولى) بشكل مختصر .





هل هناك قصة خلق للإنسان من الطين في الهندوسية؟

الإجابة هي نعم،وقد قرأتها في العديد من الكتب التي أمتلكها،منها كتاب قصة الحضارة لـ ول ديورانت:الهيئة المصرية العامّة للكِتاب /المجلد2/الهند ص33 :





وفي أحد أسفار الأوبانيشاد يُعزى خلق العالم إلى خالقٍ أول قدير:

‘‘حقاً إنه لم يشعر بالسرور1،فواحد وحده لا يشعر بالسرور،فتطلَّبَ ثانياً2،كان في الحق كبير الحجم3 حتى ليعدل جسمه رجلاً وامرأةً تعانقا،ثم شاء لهذه الذات الواحدة أن تنشقَّ نصفين،فنشأ من ثَمَّ زوجٌ وزوجةٌ،وعلى ذلك تكون النفس الواحدة كقطعة مبتورة وهذا الفراغ تملؤه الزوجة،وجامع زوجته وبهذا أنسلَ البشرَ،وسألت الزوجة نفسَها قائلةً : "كيف استطاع مجامعتي بعدما أخرجني من نفسه،فلأختفِ". واختفت في صورة البقرة،وانقلب هو ثوراً،فزاوجها،وكان من تزاوجهما أن تولّدت الماشية،فاتخذت لنفسها هيئة الفرس،واتخذ لنفسه هيئة الجواد،ثم أصبحت هي أتاناً فأصبح هو حماراً،وزاوجها حقاً،وولدت لهما ذوات الحافر،وانقلبت عنزة فانقلب لها تيساً،وانقلبت نعجة فانقلب لها كبشاً،وزاوجها حقاً،وولدت لهما الماعز والخراف،وهكذا حقاً كان خالق كل شيء4، مهما تنوعت الذكور والإناث،حتى تبلغ في التدرُّج أسفله إلى حيث النمل،وقد أدرك هو حقيقةَ الأمر قائلاً: "حقاً إني أنا هذا الخلق نفسه،لأني أخرجته من نفسي،من هنا نشأ الخلق".’’[1]







والجدير بالذكر هو التناقض والاختلاف في الوثنية بسبب حريتها الشديدة كما أشرتُ سابقاً فهناك قصة عن بوروشا الإنسان العملاق الأول الذي قدَّم نفسه قرباناً للآلهة وفقاً لأسطورة في رج فيدا، أي كتاب الترانيم:

عندما قسموا بوروشا،كم جزءً صنعوا منه؟

البراهمانات كانوا من فمه،ومن ذراعيه الاثنتين صارتا الراجانيا

فخذا أصبحتا الفايسيا،ومن قدميه

خرج الشودرا

القمر تكوَّن من عقله،ومن عينيه وُلِدت الشمس،

من سرته خرج الهواء المتوسِّط،ومن رأسه

تكونت السماء وصُوِّرَت،

والتراب من قدميه

وكما نرى الأسطورة هنا تقدم تفسيراً أسطورياً لنظام الطبقات العنصريّ الاجتماعيّ الهندوسيّ الشهير.الذي يقسم البشر لأربع طبقات لا يجوز لإحداها الزواج من أخرى،ولا يجوز لمس المنبوذين.



وهل هناك قصة أخرى مصرية عن خلق الإنسان من طين؟

القصة الشهيرة لكل من درس الدين الفرعونيّ في النصّ الفرعونيّ (كتاب معرفة نشوء رع وكيفية رجم أبيب) تقول أن الإله رع أول ما ظهر في الكون من محيط الماء الأزلي (نون)،كان ما حوله عدماً فلم يجد مكاناً يقف ويرتكز عليه ليبدأ الخلق،فصنع تميمةً سحرية ساعدته على خلق مكان،ثم خلق الإلهين ولديه :الهواء الإله شو والسماء نوت،أما عن الطريقة التي خلقهما بها فهي الاستمناء ثم وضع البذور في فمه! ثم هناك قطعة غامضة المعنى من النص ذكرها بحروفها العلاّمة والاس بَدْج،وحاول شرحها،لكن المهم أن شو وتفنوت أخرجا عين رع أي الشمس من محيط الماء نون،ويُسمِّيها رع عينَ نون، وهكذا تصبح عين نون الإله الأب هي عين رع الابن،وهذا تشابه لاهوتيّ مع المسيحية وغموض عقيدتها التثليثية،ثم هناك قطعة غامضة المعنى من النَصِّ تقول على لسان الإله رع: (والآنَ بعدَ هذه الأحداث وحَّدتُ أعضائي وبكيت عليها والرجال والنساء جاؤوا من الدموع التي انهمرت من عيني)،وكما أبانَ والاس في موضع آخر من كتابه بعد خمس صفحات بالضبط أن المقصود من أعضاء رع أي أعضاءَه الذكرية،وبمجرد سقوط دموعه عليها نَتَجَ البشر بشكل تلقائيّ،ويُعَلِّق على هذا: ومن النقاط الجديرة بالملاحظة أيضاً أن الرجال والنساء لم يُصمّموا بواسطة خيبرا أو نب-ار-تشير(=رع) نفسه وأنهم قد جاؤوا للوجود على الأغلب كما يظهر عن طريق الصدفة بعكس الآلهة التي جاءت بِناءً على تصميم وإرادة خيبرا. أي أن الرجال والنساء كانوا مجردَ دموعٍ سقطت من عينه بدون إرادة تقريباً. (المصدر:آلهة المصريين _مكتبة مدبولي بالقاهرة_ص335-348)



وبالتالي لا يوجد لدى أتباع مذهب رع الهيليوبوليسي أو العينشمسيّ قصة أصل طينيّ.



نأتي لمذهب أهل قرية إسنا في أقصى صعيد مصر ومن كان من عُبّاد إلههم الأعظم في مذهبهم وهو خنوم ،إله له شكل إنسان برأس الخروف،يقولون أنه كان يخلق جسد الطفل الوليد على عَجلة الفخَّارِيّ أي صانع الفخّار ثم يزرعه في رحم الأم.وهو خلق حسب معتقدهم كل الآلهة بذات الكيفية لذا سموه أبا الآلهة وأبا الآباء وأم الأمهات،وسموه خنوم رع،واعتقدوا أنه فيه اتحدَ رع الشمس وشو الجو وأوزير أي أوزيريس إله العالم السفلي وجب الإله اِلأرض. انظر كتاب عنوانه (آلهة مصر العربية –للدكتور علي فهمي خشيم –الهيئة المصرية العامة للكتاب/مادة خ ن م)



وأنا أشكر هذا الدكتور على جهده الكبير في شرح الدين واللغة الهيلوغريفية،وتوضيحه نقطة هامة في دراسة اللغة المصرية وهي أنها ليس فيها رموز مد صوتي أعني حروف علة (ا،و،ي) ولا حروف تشكيل،وبالتالي نحن لا نعرف فعلاً كيف ننطق كلمات مثل خ ن م، أ م ن،أم ن ت،ب ت ح،بالتاي نطق الكلمات على أنها خنوم وآمون أو أمِن أو آمونت أو آمونيت أو بتاح،هو مجرد من أي أساس وادعاء لمعرقة الكيفية الصحيحة لنطق الأسماء والكلمات وهذا مستحيل ومن باب معرفة الغيب. ونفس الكلام بالنسبة للغة السومرية إله اسم ا ن نسمِّيه اصطلاحاً آن أو أحياناً آنو ،و كذلك ا ن ك،وانظر عن الإله خنوم أو خينمو كما ينطقه العلاّمة والاس بَدْج في (آلهة المصريين) ص610.



وكذلك فقد وجدتً نصاً فرعونياً بالتأكيد سيُمكِن لمتخصصي المِصريات أن يجدوا المئات مثله ، أوردَه فِراس السوّاح في كتابه مدخل إلى نصوص الشرق القديم ،وهو من وصايا الحكيم وكبير كتبة القصر الملكيّ المسمّى :أمن إم أوبيت لتعليم وتوجيه ابنه الأصغر ، ومما جاء في تلك الحِكَم:

لا تهزأْ من أعمى ولا تسخرْ من قزَم،

ولا تنفجر غضباً في وجهِ من يرتكب خطأ ً،

فما الإنسان إلا قشٌ وترابٌ،صنيعة الإله.

إن الإله يخلق ألفَ إنسانٍ بائس إذا شاءَ،

ويخلق ألفَ إنسانٍ قويٍّ أيضاً.

عندما تأتي ساعة الإنسان المُزمَعة،

كم هو سعيدٌ الإنسان الذي يصل أرضَ الغرب،(مملكة الموتى)

عندها يكون آمناً ومطمئناً بينَ يديْ الإله.





#هابيل وقايين[2] ابنا آدم،ويعقوب وعيسو (صراع البدويّ والمزارع)

وكما أشار إياد الخطيب في فهرس منتدى اللادينيين،ودكتر خزعل الماجدي ،أن قصة لاهار وأشنان وهما إله الرعي وإلاهة الزراعة، وقصة إيميش وإينتين وهما الصيف راعي الآلهة والشتاء فلاّح الآلهة،وقصة تنافس تموز(دموزي) الإله الراعي مع إله فلاح على حب والزواج من الحسناء الربة عشتار، ويتمكن من إقناعها أنه أفضل من المزارع عن طريق حججه وأدلته وبراهينه ومنطقه انظر القصص بكاملها في (متون سومر) أو انظر كذلك (إنجيل سومر)،وكلها تدق على وتر الصراع والمفاضلة بين الحياة الرعوية وحياة الزراعة،وتكون القصة تحقِّق الأفضلية لمن تكون تلك المرحلة من تاريخ الدولة والحضارة تمارس نفس وظيفته سواءً بداوة ورعي،أو زراعة وحضارة، وحتى في الحضارة الواحدة يختلف قيمة التفضيل تبعاً لغير القِيَم لدى المجتمع البشري وانتقاله من البدو إلى الحضر والمدنية والزراعة،وهذا لا يُلقي بظلاله فقط على قصة هابيل وقايين (قابيل) الراعي والمزارع،بل وعلى قصة الصراع في التوراة بين عيسو البدوي الصياد ويعقوب الذي تصفه التوراة بـ(إنساناً كاملاً يسكن الخيام) وأنه كان يزرع المزروعات كالعدس في القصة الشهيرة عن اضطرار عيسو لبيع بكوريته ليعقوب بسبب الجوع. التكوين25

ويرى عالم النفس الكبير ألفرِد آدلر(يهودي أو يهودي علماني نمساوي) أن صراع يعقوب وعيسو مثال رائع على الصراع بين الإخوة والتنافس.انظر كتابه (معنى الحياة) _الهيئة المصرية العامة للكتاب. وأنا لي منظور آخر مختلف هو هذا السابق. ويلاحَظ أن تفضيل هذا أو ذاك ليسَ ثابتاً بل يختلف تِبعاً لزمن الكتابة وهناك لدى أي مجموعة بشرية تسمح ظروفها بانتقال من حالة البداوة والرعي إلى الزراعة والمدنية.



#قصة برج بابل وتعدد اللغات تيمة مكرَّرة في كل الأديان وسخيفة للغاية(مقارنة)

وإذا كانت التوراة في قصة برج بابل في سفر التكوين تحكي قصة بالغة السذاجة عن أصل اللغة سبق أن أوردناها في باب صورة الله في التوراة،فإنني كان يجب أن أضعها في باب الخرافات والخزعبلات كذلك ،ومن المعروف أن اختراع اللغة جاء بعد انقسام البشر وتوزعهم في أرجاء كوكب الأرض ، وبعد ذلك تم اختراع اللغات،فكل شعب أسّس لغة مستقلة لنفسه بنفسه،وأكبر دليل على ذلك هو علم اللغات،فأسرة اللغات الهندوأوروبية تتشابه في البنيان والتركيب للجمل والقواعد[مثلاً في اللغة السنسكريتية الهندية القديمة الصفة تسبق الموصوف وهكذا الحال مع كل اللغات في أورُبا،في حين اللغات الشرق أوسطية أو السامية الصفة تأتي بعد الموصوف كالعربية والعبرية]،وحتى نجد الكثير من الكلمات المتشابهة بين السنسكريتية واللغات الأوربية واللغة اللاتينية واضح أنها كانت كلمة مشتركة في لغة جمعت كل تلك الشعوب؛ فالشعب الآريّ الذي احتلَّ الهند قبل الميلاد وكان قادماً من أوروبا،والشعب الإيرانيّ، والشعوب الأوروبية،كل تلك الشعوب كانت شعباً واحداً اخترع لنفسه لغة بدائية جداً،ثم تفرّقت بسبب ضغوط الحياة والبحث عن الطعام وأماكن الرعي والزراعة تلك المجموعة البشرية شتاتاً في مختلف أرجاء الأرض في أوربا وإيران والهند،نفس الكلام بالنسبة لأسرة اللغات الإفريقية أو الحامية التي تضم لغة المصريين القدماء ولغات إفريقية أخرى بعضها مازالت حية في إفريقيا،وهناك أسر لغات أخرى كالأسرة المغولية وتضم التركية والصينية واليابانية والمنغولية والكورية والفيتنامية وهنود أمِرِكا والإسكيمو،وأسرة لغات الشرق الأوسط ويسميها البعض اللغات السامية وتضم العربية والعبرية والآشورية والآرامية والمندائية الصابئية والأمهرية الأثيوبية ولهجة عربية حمير في اليمن وغيرها.

وكل أسرة من تلك اللغات المنتمية لأسرة واحدة متشابهة بشكل غريب بسبب أن اللغة اختراع بشري أنشأه الإنسان، وكل مجموعة من هؤلاء كان لهم لغة قديمة جداً مشتركة وشديدة البدائية، واللغات تنشأ مثلها مثل نشوء وارتقاء دارون في البيولوجيا واللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية نفسها مثلاً قديماً لم تكن موجودة،وحتى العربية قديماً لم تكن موجودة وإنما كل تلك اللغات اخترعها وأبدعها البشر إبداعاً،واللغة تتطوّر حتى قد تُصبح في النهاية لغة أخرى غير الأولى تماماً مثلاً هنود اليومَ لا يفهمون حرفاً من اللغة القديمة السنسكريتية التي كانت لغة التكلم والكتب المقدسة الهندوسية ولغة الأدب والمسرح والشعر والعلوم الطبيعية،مع أن تلك اللغة الهندية الحالية منحدرة ومتطورة عنها،وليست قادمة من خارجها، ولا يفهم السنسكريتية إلا من درس تلك اللغة لسنين طوال، سواءً من رجال الدين البراهمة أو من خريجي كلية الآداب قِسم اللغة السنسكريتية، واللغة قد تتطوَّر وتنهض مثل اللغة الإنجليزية اليوم،أو للأسف تنهار لدى متكلميها وتضمحل وتصبح ضعيفة كاللغة العربية وأحوالها لدى أهلها فنِعمَ اللغة وبئس المتكلِّمون!

ويعلم علماء الآثار وجود العديد من اللغات والأبجديات القديمة المنقرضة حلَّت محلها العربية في شبه الجزيرة العربية وانظروا مواضيع وروابط مواقع وضعها العضو (خليجي) في منتدى الإلحاد في باب التاريخ والميثولوجيا.

الإنسان في البدء اخترع بعض الإشارات للتعبير ثم بعض المقاطع الصوتية البسيطة للتعبير عن مشاعره واحتياجاته،ترافق هذا مع تطور في حجم الدماغ للجنس البشري،والانفصال عن جنس القرود،ثم مع ازدياد التطور سواء الفكري أو البيولوجي البحت بدأ اختراع كلمات صوتية بسيطة، ثم اخترع الإنسان أقدم اللغات المعروفة كالمصرية القديمة والسومرية والصينية القديمة.

،ثم إننا مع تقدم البشرية نرى اللغة الهيلوغريفية تتطور إلى اللغة القبطية ،ومع أنها متطوِّرة عنها وكل كلامها تقريباً عبارة عن تحريف لكلمات فرعونية قديمة بعض الشيء لكنها أصبحت لغة أخرى تماماً اختلطت بكلمات يونانية، ولم يعد المصريون في العصر اليوناني والروماني يفهمون الهيلوغريفية لدرجة أنهم نسوا تلك اللغة وكيفية قراءة النصوص الفرعونية القديمة تماماً ونسوا حتى رموز تلك الحروف القديمة حتى جاء شامبليون مع حملة الاحتلال الفرنسي لمصر.نفس القضية في نسيان اللغة السنسكريتية الأصلية لدى الهنود،ماعدا بعض رجال الدين الهندوسي ومتخصصي اللغات القديمة.

ثم اخترع الإنسان الكتابة،ولم يأتِ الأمر مرة واحدة بل بدؤوا من لغات كالمسمارية الخاصة بأقدم حضارة في العالم حضارة سومر،وكان كل شكل أو رسم فيها له معنى معين،فلم تكن قائمة على أساس الرموز الصوتية كلغات أوربا أو اللغة العربية أو لغات الأفارقة اليوم،ثم نشأت أعظم حضارة في العالم القديم وهي المصرية واخترعت نظام الحروف الصوتية،كل حرف يعني رمزاً صوتياً، ولو أن المصرية نفسها مرت بمرحلة الرمز الذي يعني شيئاً ما، مثلها مثل المسمارية،

وحتى في العصور التالية ظل أثر تلك المرحلة موجوداً فكلمة نترو أي إله بدل كتابتها كانوا يرسمون شكلاً معيناً هو شكل رجل له لحية، نفس الكلام بالنسبة لكلمة نتريت أي إلهة على شكل امرأة، وفي قصة حورس وست نرى جنود ست اللذينَ تنّكروا في شكل ذكور أفراس النهر،نرى تلك الكلمة تُكتَب على شكل رسم فرس نهر ثم رسم للعضو الذكري بخصيتيه قاذفاً!، والسماء بدل كتابتها يرسمون مستطيلاً رمزاً للإلهة السماء نوت بنت رع ،وفي عصور أخرى كان هناك اعتقاد مختلف لدى البعض أن السماء بلاطة معدنية يحملها من الجهات الأربع أربعة آلهة فكتبوا وسط كلامهم المكتوب بحروف صوتية اسم السماء على شكل مستطيل تحته أربعة أعمدة،راجع (آلهة المصريين) لـ والاس بَدْج وستجد أمثلة كهذه كثيرة،

يشير الدكتور خزعل في كتابه متون سومر،عن اللغة السومرية،ولنأخذها هي وكتابتها المسمارية كمثال:أنها تطورت من الطور الصوريّ السابق الذكر إلى الطور الرمزي فأصبح يمكن التعبير عن الأشياء والأفكار المتعلقة بها بما يوحي بها،فأصبح الشكل الذي معناه المحراث يعني الفلاح أيضاً،ورمز الفم مع رمز الماء معناه الفعل شربَ،

ثم تطوَّرت الكتابة المسمارية إلى الطور الصوتي فأصبح مثلاً الرمز الذي معناه السهم،يعني كذلك الحياة، دون الاهتمام بالمعنى الأصلي للرمز،لأن كلمة سهم عندهم هي (تي) ومعناها كذلك حياة(تي).

ثم جاء طور الكتابة المقطعية أو الرموز الصوتية يعني ،وهي المماثلة للفرعونية والقبطية والعربية ومعظم اللغات الحية اليوم.

وهناك شعوب منغلقة شديدة الحفاظ على التقاليد العتيقة كاليابان والصين وكوريا وغيرهم ما زالوا متمسِّكين بمرحلة الكتابة الرمزية وهي المرحلة الأولى،فكل رمز في كتابة الصينيين مثلاً هو ليس حرفاً بل كلمة كاملة ،يعني كل رمز يعني شيئاً ما. وهذا ما يجعل تعلم كتابة تلك اللغة في منتهى الصعوبة سواء للصينيين أو للأجانب،لأنك تحتاج لتكتب كل كلمة تحتاج أن تحفظ لها شكلاً ورسمة.

وقرأت في كتاب قصة الحضارة لـ ول ديورانت أنه في عصر الحداثة قد حاول أحد العلماء الصينيين اختراع كتابة صينية قائمة على الحروف الصوتية،واخترع رموز أبجدية صينية كاملة،لكن الناس وقتها صلّبوا رؤوسَهم ورفضوا قبول الفكرة مع أنها مريحة لهم ولأطفالهم ولو أنها تحتاج لانقلاب في كل حياة الصين العظيمة.





--------------------------------------------------------------------------------





47

(1)الضمير هنا يعود على الإله الخالق الأول الذي لم يكن سواه،والذي هو من أوجد كل الآلهة الآخرين والبشر،وكل الآلهة صور وتجليات له،فكلهم إله واحد،أو روح واحدة هي روح أتمان أو براهما أو براهمان ومعنى هذا المصطلح :روح العالم،فكل البشر وكل الآلهة قطع من روح الإله الواحد الأزلي الخالق،والهدف الأخير في الهندوسية أن يصل الإنسان للنرفانا أي عودة الروح للاتحاد مع مصدرها الأصلي وكيانها الكلي والذوبان فيه وهو الرب براهما،الله الهندوسي إن جاز التعبير. والكثير من مؤلفات الهندوس من الكتب المقدَّسة كالأوبانيشاد Upanishads والبورانات Puranasوالبهاجافاد جيتا تؤكِّد أن كل الآلهة هي إله واحد يسمِّيه الناس بأسماء متعددة وفقا لتجلِّيه ومظهر قوته. بل والإنسان هو براهما وأتمان وكذلك الحيوانات والنباتات والآلهة وبراهما نفسه،انظر ول ديورانت في قصة الحضارة/مجلد2 الهيئة المصرية العامة للكتاب،والمعتقدات الدينية لدى الشعوب ل جفري بارندر_ مكتبة مدبولي _القاهرة،وتاريخ الأديان/الكتاب الرابع_دار علاء الدين _دمشق _سورية، والبهاجافاد جيتا صادرة عن دار الحوار_ بمدينة اللاذقية _سورية. لتتعمق في فهم الهندوسية.

وتُسمَّى هذه العقيدة بنفي الثنائية وبالهنديةAdvaitam وكما تلاحظون حرف الـa في أول الكلمة هو بمعنى اللا،وهذا مماثل تماماً لنفس الاستعمال في اللغات اليونانية واللاتينية والإنجليزية وغيرهنَّ من لغات الغرب.

ويتم التركيز والتأكيد على هذه العقيدة في وحدة الوجود في أسفار الأوبانيشادUpanishad والڤيدانتاVidanta بالذات

اختلف الهندوس من هو الإله الأعظم والأول والخالق لكل البشر والآلهة تبعاً لطوائفهم فيقول البعض براهما وآخرون يقولون براجاباتي رب الأحياء وآخرون يقولون فشنو وآخرون يقولون شيفا وآخرون يقولون الإلهة الأم كالي التي تسمّى كذلك بلقب بارافاتي Paravatiأي سيدة الجبال.

(2) و(3)المقصود أن الله أو براهما يعني ،أراد إيناس وحدته فرغب في خلق الإنسان،فخلقه من الطين كتلة واحدة ضخمة فيها الذكر والأنثى ،ثم شق الكتلة نصفين زوجين .

(4)الضمير يعود على براهما.،فكل الكائنات على مراحل تناسخها و(كارما)تها أي جزاآتها وفقاً لعملها من خير وشر،هي قطع من روح براهما الخالق وفقاً للمعتقد الهندوسي.



48 تسمي أحاديث أصحاب محمد كابن عباس وجعفر الصادق قايين باسم قابيل على سبيل تضخيم الأسطورة اليهودية أكثر وعلى سبيل السجع السخيف.
إذن قصة أن تعدد اللغات سببه الله وغضبه على البشر وبلبل لسانَهم،لذلك أصبحَ اسم المكان بابل في العراق،لا تختلف عن قصة أن الإله مردوخ هو من بنى مع الآلهة مدينة وحضارة بابل لتكون بيت الآلهة الكبرى ومكان استراحتهم عندما يصعدون إلى أو ينزلون من السماء وللاجتماعات وغيره ثم أسكنَ البشرَ فيها بعدما خلقهم إيا من دم الوحش كينغو المهول الثعبانيّ،

وقصة خلق أو اختراع الإله إنليل للفأس ثم كيف زرع بذور البشر فخرجوا كالحشيش من الطين،وأعطاهم الفأس وعلّمهم أنها للزراعة وبناء البيوت وإنشاء المدن والحضارات والقتال،

وقصة العراقيين القدماء أن الآلهة هم من اخترعوا وصنعوا القنوات والترع والسدود، والسواقي، وربَّوْا المواشي،وحلبوا اللبن وصنعوا الجبن والزبد والسمن وابتكروا الفأس، وصنعوا قوالب الآجر وبنوا المدن الأولى ثم لما تعبوا من العمل وضعوه في يد الإنسان ليعملَ على خدمتهم ووضعوا بين يديه كل أدواتهم ومبتكراتهم،ثم قاموا ببناء أول خمس مدن للبشر وهي أريدو وبادتبيرا ولاراك وسبار وشروباك ثم قام إله السماء آن بإنزال نظام الملوكية من السماء وأول ما أنزلت في مدينة أريدو العراقية للملك الأول آدابا الحكيم!

انظر ص188وص 42 من (متون سومر) للدكتر خزعل،وانظر قصص خلق البشر وبداية بناء المدن في كل الكتب التي تورد نصوص أساطير العراق. و أفضل المراجه هنَّ (إنجيل بابل) للدكتور خزعل الماجدي و(إنجيل سومر) ، و(متون سومر)، أما كتب فراس السواح فرديئة في عرض النصوص ولا يعتمد عليها في الاطلاع على النصوص والأساطير والمعتقدات. لكنها مفيدة للأبحاث الإلحادية ومقارنات الأديان .

وقصة سرقة الإلهة عشتار(=إنانا) لنواميس الحضارة السبعين التي تُسمَّى الـ مي،من الإله إنكي بعدما قامت بإسكاره بالخمر ثم في غير وعيه أعطاها النواميس واحدةً تلوَ واحدة،ومنها الكهنوت ودرجات مختلفة ووظائف مختلفة من الكهنوت كسكب القرابين ،والحقيقة،والخنجر والسيف، وعقص الشعر،وإسدال الشعر،الكنانة،الراية،فن ممارسة الجنس،تقبيل القضيب،فن الكلام الصريح ،الكلام المنمّق،فن اللسان السليط،الحانة المقدّسة،طقوس التطهير،المشورة،إصدار الأحكام،وصنع القرارات،الخديعة،فن الخيانة،إبهاج القلب،فن البطولة،فن السلطان،فن الغناء،فن الموسيقى،فن الاستقامة، سلب المدن،إقامة المناحات،الحنان،حِرَف الكتابة والنجارة والنِحاسة والحدادة والكتابة وصناعة الجلود والجزارة والبناء ، الدعارة المقدَّسة وغيرها . وهكذا انتقلت حسبَ الأسطورة تقاليد وقواعد الحضارة من مدينة أريدو وإلهها إنكي،إلى مدينة أوروك مدينة إنانا،وهي محاولة لتفسير قصة الحضارة،إذ بدأت الحضارة في أريدو،ثم انتقلت إلى أوروك،ثم تفوّقت الأخيرة على الأولى في مقياس التحضر والازدهار مع أنها في الأصل بدأت كناقلة ومقلِّدة لا أكثر. لدرجة أن حدث العكس كما يقول علم الآثار وأصبحت مدينة أريدو تقلِّد النموذج المعماري الأوروكي .وهذا هو مغزى القصة.

والقصة بكاملها أوردَها فراس السواح في كتابه(مدخل إلى نصوص الشرق القديم)،وأوردها د.خزعل في كتابه (متون سومر) في كلٍ من ص258-261 وص200،وكذلك ربما(إنجيل سومر).



وصولاً إلى أساطير الصينيين في كتاب التاريخ الذي كتبه حكيم الصين كونفوشيوس وغيرها من كتابات مؤرخي الصين القدماء التي تقول أن البشر كانوا أصلاً قملاً على جسد العملاق بان كو ،الذي مات وصار لحمه هو الطين وأنفاسه الرياح والسحاب وعروقه الأنهار والبحار وشعره النبات والشجر وعظمه المعادن وعرَقه المطر،ثم حكم البلاد خمسة ملوك من الآلهة 18ألف عام لكل واحد منهم وكان الناس قبل حكم الآلهة وكفاحهم لجعل قمل بان كو خلائق متحضرين يلبسون الجلود ويأكلون اللحوم نيئةً ويعرفون أمهاتهم فقط ولا يعرفون آباءهم نظراً للفوضى الجنسية الحيوانية،ثم بعد نجاح الآلهة في هذا،

،حكم البلاد ملوك بشريون يعزو الكاتب إلى كل شخص فيهم،اختراع أشياء هي أصلاً نتاج كدح

الأجيال والقرون الطويلة واختراع البشرية عبر تطورها لآلاف السنوات،فالامبراطور فوشي علم الناس بمعونة زوجته الزواج والموسيقى والكتابة والرسم وصيد السمك بالشِباك واستئناس الحيوان وتربية دود القزّ للحصول على الحرير.

وخلفه من-نونج فأدخل للبلاد الزراعة واخترع المحراث الخشبي وأقام الأسواق وأوجد التجارة،وأنشأ علم الطب بما عرفه من خواص النباتات والأعشاب العلاجية.

وحكم الامبراطور هوانج دي مئة عام فقط فجاء للبلاد بالمغناطيس والعجلات ووظف موظفي الدولة يعني وضع كيان الدولة الوظائفي والروتيني لوحده وغيرها من أفعال تنسب له.

وحتى الامبراطور الخليع جوسين آخر ملوك هذه الأسرة وكان هو وزوجته فاسقين ماجنين هو من اخترع عصي الطعام الصينية، وأقاموا حفلات الرقص الخليع والعري والفساد الأخلاقي، ولما اعترض حسب القصة التاريخية الناس قاموا بتعذيب المعترضين والمتذمرين بالنيران والحديد المحميّ.

وتنسب الأساطير الصينية للوزير جوان جونج السياسي العبقري أنه لولاه (لظللنا حتى اليوم ذوي شعرٍ أشعث، ولظلت ملابسنا تزرّر جهة الشِمال) على حد تعبير كنفوشيوس أو كونج فو دزة. فتزعم أساطير الصين أنه من اخترع تسريح وتصفيف الشعر والفرشاة،وأن الناس كانوا يجعلون أزرارهم ليس في وسط الثوب بل من جهة اليسار! (ول ديورانت /قصة الحضارة/مجلد2الصين)

ولا نملك إلا أن نتحسِّر مع العلاّمة المؤرِّخ ول ديورانت و الأستاذ فراس السوّاح على عدم وعي البشر البدائيين إذ ينسبون ما صنعوه عبر الأجيال والكفاح والابتكار والتطور التدريجي، وعزو إنجازات البشرية وكفاحها إلى رب أو أرباب أسطوريين لمجرَّد أن بعض إنجازات البشرية تمَّت قبل اختراع الكتابة بكثير فضاعت لدى البدائيين حقائق إنجازهم لها.

وبالنسبة لتلك القصص الصينية فقد أضحت تراثاً شعبياً فلكلورياً لدى الصينيين أنفسهم اليومَ ، إلا قلة من أتباع الكونفوشيوسية المتسمة بالتقاليد والرسميات القديمة المرتبطة بالدولة ،تلك القصص التي تجعل من الملوك دوناً عن غيرهم مخترعين يستحقون بمقاييس عصرهم الحصول على جوائز نوبل عن اختراعاتهم للبشرية،بل وكل اختراع من تلك الاختراعات يحتاج مئة بل مئات السنين ناهيك عن أن يكون اخترع العديد من أمثال تلك الاختراعات التي هي نتاج جهد الجنس البشري كالطب والتجارة واختراع العملة بدل نظام التبادل ناهيك عن أن العملة نفسها مرت بتطور فكانت قديماً تكون ذهباً أو فضة لكي تكون لها قيمة ،ثم أصبح لكي تكون لها قيمة أنه يجب على التاجر إيداع ذهب أو فضة لدى الدولة لكي تصبح لنقوده قيمة،وصولاً إلى العملة والنقود بشكلها الحالي،وهكذا كما تعلّمنا في المدارس عن الاقتصاد والحضارة.

ثم هل كانوا ملوكاً هؤلاء أم مخترعين،وواضح سر نسبة الاختراعات للملوك والشرفاء لغرض التعظيم لا أكثر.لأن لو أن كل حاكم يكون هو المخترع العظيم وكانت تلك قاعدة لرأينا ذلك.



















#جنة اليهودية في عدن،وفردوس أرض دلمون الأسطورية في الديانة العراقية القديمة



ما هي مواصفات الجنة التي سكنَها آدم وحوِّاء في التوراة في سِفر التكوين؟:

1- لا يوجد فيها مرض ولا جوع ولا احتياج لأي نوع من الطعام يكون ناقصاً ولا يحتاج الإنسان للعمل أو الزراعة أو الصيد أو تربية الحيوانات،ليس فيها برد ولا حر ولا شقاء.

2- تنبع منها حسبما تزعم لأسطورة متفرِّعة من نهرٍ واحدٍ هناك أربعة أنهار هي فيشون في حويلة (نهرٌ ما في اليمن) ،والثاني اسمه جيحون المحيط بكل أرض كوش أي أثيوبيا الحبشة والظاهر أنه نهر النيل،والنهر الثالث اسمه حِدَّاقل الجاري شرقيَّ آشور(واضح أنه هو نهر دجلة)،والنهر الرابع هو الفُرات. بالتالي هي منبع لكل أنهار العالم الكبرى المعروفة لدى الإسرائيليين،ولو كانوا يعرفون نهر الأمازون أو المسيسبي أو أي من أنهار القارة الأوروبية العذب العظيمة،لكانوا بلا شكٍّ أضافوها للقصة.

بالتالي تُعتبّر تلك الجنة الأسطورية منبعَ الأنهار. بشكلٍ أسطوريّ مع أن العلم الحديث علم الجغرافيا ينفي أن تكون تلك الجنة مصدراً لمياه الأنهار،ومغذِّية مُمِدَّةً لها،بل كل منها نعرف منابعه بدقة،مثلاً نهر النيل منابعه في أثيوبيا حيث تقوم الأمطار الموسمية بتغذية نهرين هما النيل الأزرق والنيل الأسود ويصبّ هذان في نهر لنيل.

3- لا يمكن لأحد الوصول إليها أو السعي للذهاب إليها بالسير على الأقدام أو ركوباً.

مع ذلك فهذه الجنة المذكورة في التوراة يبدو أنها ليست الجنة التي في السماء السابعة والتي يذهب إليها الصالحون اليهود بعدَ الموت،بل هي مكان أسطوريّ رغمَ كونه عادياً وفقاً للفكر اليهوديّ في العصور اللاحِقة.

الإصحَاحُ الثَّانِي من سفر التكوين



1فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.

4هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. 5كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. 6ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ. 7وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً. 8وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. 9وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. 10وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَنْقَسِمُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ: 11اِسْمُ الْوَاحِدِ فِيشُونُ، وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ الذَّهَبُ. 12وَذَهَبُ تِلْكَ الأَرْضِ جَيِّدٌ. هُنَاكَ الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ. 13وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّانِى جِيحُونُ، وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ كُوشٍ. 14وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّالِثِ حِدَّاقِلُ، وَهُوَ الْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابعُ الْفُرَاتُ.

15وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. 16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ». 18وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». 19وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا، وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. 20فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ. 21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». 24لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 25وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ.





الإصحَاحُ الثَّالِثُ من سفر التكوين



1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. 7فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.

8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». 10فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». 11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». 16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».

20وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. 21وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.

22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.)

التكوين: الإصحاحين الثاني والثالث.



فلنقارن هذا ببعض قصص السومريين،تحديداً قصتين،الأولى تقول أن تلك الأرض الطاهرة الأسطورية التي لا ولن يمكن لأحدٍ أنْ يصل إليها أحدٌ من البشر بأي حالٍ من الأحوال،كان يسكن فيها الإلهان إنكي إله الماء والزراعة،وننماخ(=ننخرساج كذلك) في أول الخليقة،يصفها النصّ بأنها لا مكان فيها للجوع أو البرد أو الحرّ أو المرض أو الحزن أو أي صوت مزعج كنعيق الغراب مثلاً.



أما النص الثاني فيقول أنه لما غضب الإله الأكبر إنليل رئيس مجمع الآلهة الكِبار(الأنوناكي) قرّر إرسال طوفانٍ يفني كلَّ البشرية،لكنَّ الإله إنكي خان المجمع وقرارَه ولما كانوا قد أخذوا عليه وعلى الجميع عهداً ألاّ ينقلَ الخبرَ إلى البشر فيتخذوا احتياطاتهم،فما كان من إنكي إلا أنْ قام بمنتهى البساطة بالتجلِّي أمامَ الإنسان الصالح زيوسودرا(=كذلك أتراحسيس) وشرعَ يكلِّم كوخ القصب الذي يسكن فيه زيوسودرا ويحذِّره من الطوفان القادم بعد مدة معينة من الزمان،ويأمر الكوخَ أن يبني لنفسه سفينة يضع فيها نفسه وذريته ومن كل كائن زوجين ذكر وأنثى،ثم يسد باب السفينة بالقار أي الزفت،وبعد انتهاء الطوفان عندما يخرج الإنسان المسكين الضعيف من السفينة ويشرع في ذبح القرابين وإشعال البخور شكراً للآلهة يستغرب الإله إله السماء والعواصف والأمطار والرعود والبروق الإله إنليل ألم آمر بألا ينقل أحدٌ منكم الخبرَ للبشر ،ويرغب في القضاء على الإنسان الباقي، لكن الآلهة تمنعه وتُقنعه بتركه،ثم يقوم إنليل بمباركة الزوجين البشريين اللذين حفظا بذور الحياة من الهلاك،ومكافأةً لهما يضعهما في أرض دلمون أرض الخلود الأسطورية تلك ويعطيهما نعمة الخلود وعدم الموت كالآلهة.

ووفقاً للعقيدة الدينية لدى أديان العراق الأربع الوثنية القديمة لم ولن يصل أو يسكن تلك الأرض ولن يحصل أحدٌ على الخلود إلا هذين الأبوين للبشرية.

ومن قراءة كتب الدكتور خزعل الماجدي (متون سومر)و(إنجيل سومر) و(إنجيل بابل)،وكتب فراس السواح مثل (مدخل إلى نصوص الشرق القديم) ولو أن عرض فراس للنصوص رديء جداً جداً، ، من خلال النصوص الدينية القديمة المقدّسة فإن العراقيين كانوا يعتقدون أنَّ الإنسان بعد الموت يصبح روحاً شبحية تعيش في العالم السفلي تحت الأرض حياةً مظلمة بائسة على شكل أرواح يغطيها الريش،وتأكل الطين والفضلات الآدمية،وتمارس حياةً رتيبة،عديمة المعنى والمضمون، ولا وجود لديهم لمفهوم قيامة جسد أو نعيم في جنة أو عقاب إلهي على الشرور بل المصير واحد، إلا أنه في نصٍ من أسطورة جلجامش وإنانا وشجرة الحولوبو في كتاب(مدخل)المذكور ص209 يدل على بدايات بدائية لفكرة الثواب والعقاب على أساس عدد الأبناء الذينَ يُنجبهم الرجل على اعتبار أنَّ هذا واجب قوميّ أرادَت الأسطورة الحث عليه بأسلوب الثواب والعقاب والطمع في مكانة أعلى ،فالذي لم يُنجب أي ابن [عن قصد] مصيره سيء جداً لكنه غير واضح بسبب تشوه في اللوح الطينيّ، ثم الذي ينجب ابناً واحداً يبكي منتحباً جوار الجدار ،ثم الذي أنجب اثنين يعيش في بيت من الآجر ويأكل من الخبز،والذي أنجب ثلاثة يشرب من ينابيع الأعماق،والذي أنجب خمسة قبله مبتهج مثل ... والكتابة مشوّهة،ثم الذي أنجب خمسة يده مبسوطة مثل الكاتب ويسكن في قصر بالعالم السفلي ففي ذلك العصر القديم كان الكتبة في العراق ومصر من الأعيان والأغنياء،..إلخ

القصة الأخيرة عن أرض دلمون هي أسطورة محاولة وسعي وبحث الملك النصف إله لأنه ابن الإلهة ننسون وملك أوروك المدعو لوجال بندا،الملك ثلثا الإله جلجامش( ينطق بجيمين غير معطشتين) للحصول على الخلود،وهذا في سياق ملحمة طويلة جميلة عرضها المؤلِّف السوري فراس السواح بنصوصها الكاملة الأصلية المترجمة من الأكدية البابلية إلى العربية نقلاً عن الكتب الإنجليزية التي نقل منها الأستاذ فراس السواح،وهي فعلاً أحد أجمل الملاحم الأسطورية البشرية،نشرها تحتَ عنوان(جلجامش ملحمة الرافدين الخالدة)-دار علاء الدين-دمشق،كما عرضها بشكل مختصر جداً في كتابه(مدخل إلى نصوص الشرق القديم)،و عرضها كذلك الدكتور خزعل الماجدي بأسلوب مريح أكثر وكامل في كتابيه (إنجيل بابل) و (إنجيل سومر) حيث قام بعملية ترقيع واصطفاء للنصوص التي فيها أجزاء متكسِّرة وغير واضحة لكن دون تحريف،عارضاً النسختين السومرية والبابلية من الأسطورة في كل من كتابيه على حدة.

تقول القصة في الجزء الذي نتحدّث عنه أن جلجامش خاضَ الملاحمَ الطويلة وقطع كلَّ الأرض من أقصاها إلى أقصاها بحثاً عن(أوتونابشتم) ومعناها الذي نال الخلود[1]، وهو نفسه من يُسمَّى أتراحسيس أو زيوسودرا،لأنه الوحيد الذي أسبغت عليه الآلهة نعمة الخلود والحياة الأبدية، بعدما نجا من الطوفان ،وينجح في الوصول لجبل ماشو الأسطوري وساعدَته العقارب البشرية الأسطورية الساكنة في الجبل على الوصول إلى الفوهة التي تعبر منها الشمس جيئة وذهاباً بين طرفي العالم الشرقي والغربي،و بإنجاز مهول تمكن من عبوره في أقل من ليلة واحدة قبل أن تعبر منه الشمس المحرقة،ليصل إلى الجانب الآخر من العالم في مكان غامض ليس معروفاً على الخريطة ويقابل ساقية حانة الآلهة (سيدوري) التي تدله على ملاح مركب أوتونابشتم الذي كان بالصدفة جاءَ من أرض دلمون الأسطورية ليحتطبَ لسيده،هكذا تبرِّر بنية القصة وحبكتها وجود الملاّح في نفس الوقت



--------------------------------------------------------------------------------

49 [ويقول الدكتر خزعل الماجدي في إنجيل بابل أن معناها الذي أعطاه الإله أوتو الإله الشمس الخلود، ويُسمى كذلك أحياناً في لغة أخرى (شمش نابشتم)، مع أن من أنقذه في القصة من الطوفان هو إله الماء إنكي(إيا) والذي وهبه الخلود بعد الطوفان هو الإله إنليل، ولعل هذا الاسم إن صح كلام الدكتر خزعل يعود لكون شمس كان إلهاً له علاقة بالأقدار؟!] انظر متون سومر مادة أوتو ص117.



1 comment: