Tuesday, January 18, 2011

الإسلام أفضل مسحوق للغسيل.النتيجة...بياض ناصع.

الإسلام أفضل مسحوق للغسيل.النتيجة...بياض ناصع.

بقلم : أبو عمار

ظاهرة من ظواهرنا الهزلية الدينية و التي سيطرة على كل و طن عربي ،أحيانا ما تضحكني و لشد ما أحزنتني و شر البلية ما يضحك ،إنه اللباس الغريب و المضحك الذى لا يمت لثقافتنا و لا لتاريخنا بصلة ،سروال مضحك و قميص مقرف و شماغ على الرأس بدون عقال فيبدوا الضحية هنا بمظهر كهان الجاهلية حين لا يبدوا من وجهه سوى لحيته الكثة المقرفة و عينيه المكحلتين يتقطران حقدا وكرها و مسكا شغيرا يثير العطاس و الأعصاب يشم من عشرات الأمتار،إنها بدايات التحول،تحول الإنسان إلى وحش ديني.
لقد كانت الأيديولوجيا الشيوعية في الماضي من أخطر الأيديولوجيات التي كانت تنتشر بغسل الأدمغة إذ بعد دراسات علمية مكثفة اهتمت بهذه الظاهرة النفسية تم التوصل الى أن السوفيات كانوا يقومون بغسل أدمغة شعوبهم  بعدة وسائل ..كالتخويف،العزل ،التجويع أو التقليل من الطعام ،التلقين باستخدام مكبرات الصوت،ترديد الكلام عبر الإعلام،و غيرها من الوسائل المعروفة أدى بتلك الشعوب إلى انفصال ذهني و تحولوا إلى عقول مغسولة لا تدرك ما تفعل.
عندما كنت أقرأ عن الشيوعية و كيف كانت تنتشر و تتوسع في العالم بطريقة رهيبة و مذهلة بدأت أفهم كيف تمكنت منظماتنا الإرهابية من السيطرة على العقول و استغلالها لقتل الأبرياء انتحارا.
غسل المخ ليس أمرا جديدا على البشرية و الأديان على مر التاريخ كانت تعتمد في السيطرة على الإنسان على السيطرة على عقله و التحكم في أفكاره ليتحول إلى (ربوت)في خدمة ذلك الدين .
في تارخنا اللإسلامي مثلا  ،نرى نماذج من ذلك في العصر الأموي ثم العباسي و ما بعدهما وكيف كان يقوم أحبارنا بصناعة أحاديث و صياغتها حسب ما يلائم واقعهم السياسي ،ثم صناعة الفتوى التي تناسب ارادة أمرائهم أو سلاطينهم و الذين كان بقاؤهم ببقاء أيديولوجيتهم فكانت تلك الفتوى هي عصاهم التي يضربون بها قطيع الدهماء من شعوبهم الذين تم غسلهم دماغيا و بها كانوا يجلدون و يمزقون أجساد مفكريهم و أذكيائهم إلى أشلاء كل ممزق حين يتمرد ذكاؤهم أو يحاولون التفكير.
أما اليوم فقد نستطيع إدراك الغسيل الدماغي في كل تفاصيل حياتنا في وطننا العربي،في مناهجنا الدراسية،في ألعاب أطفالنا-اللإرهابية فلة-،في قنواتنا الفضائية،في مواقعنا الإلكترونية،في إعلامنا و إعلاناتنا ،في جرائدنا و كتبنا...لم يتركوا صغيرة و لا كبيرة إلا حشوه بأفكارهم و أيديولوجيتهم ليغرسوها في مجتمع خصب لذلك،مجتمع متخلف منهزم ذاتيا،يبحث عن من يريحه من التفكير و يقدم له حلوله الساذجة ،مجتمع راضخ يبحث عن من يقيده و يقوده،مجتمع لا زال يعتقد بمثالية الحياة و أن الحقيقة ناصعة البياض تساير إرادته باحثا عن حياة ملائكية خالية من الشرور و الأخطاء و الاثام تعتريها هالة من القداسة و الطهارة الملائكية .هذا المجتمع المثالي هو نفسه صديق الارهاب و شبابه هو من يسهل تجنيده لقتل الأبرياء،مجتمع بسيط ساذج يسهل غسله دماغيا ،و يتم ذلك وفق ما يلي..
العزل..و هي أهم خطوة في عملية الغسيل،عزل عن التلفاز،عزل عن الموسيقى،عزل عن القراءة و الثقافة و العلوم الإنسانية و تعويضها بالعلوم الدينية و الماورائيات .
إعلان الولاء..الولاء للدين و رجالاته هي أهم خطوة حين يكون فوق كل شيئ ،يبدأ بخيانة الوطن ثم التنكر للأهل ثم مقاطعة الأصدقاء و الأحباب إذ يصبح الدين هو كل شيء بالنسبة له حينها يسهل على رجالاته التحكم الجيد.
فقدان الشخصية..و هي مرحلة بداية نجاح الغسيل ،إذ يلجأ الشخص في هذه المرحلة إلى الإنعزال عن المجتمع متخلصا من ماضيه و أحيانا حتى من إسمه و متحولا إلى إنسان اخر كثير الصمت و لا يتكلم إلا بكلام غريب لا يفهم ككلام الكهنة و المشعوذين يسميه تسبيحا.
تحديد العدو..و الذي سيتم إلقاء اللوم و إسقاط كل النقص و العجز و مشاعر الذنب الناتجة عن الفشل الوجودي عليه و هذا العدو نوعين العدو الظاهر-الشيوعية سابقا أمريكا لاحقا و إسرائيل دائما-و العدو الخفي-عفاريت الجن و الشياطين-و هذا العداء يفسر خوفا دائما من الأذى كما يعلل هذا الأخير الأحداث التي تفلت من السيطرة و يستعصي تفسيرها و تبرر ما يود التستر عليه من عيب أو تقصير بزعم الوقوع تحت تأثير الشيطان ،ما يساعده على الحفاظ على سمعته.
هكذا اختل التوازن الوجودي لدى هذا البائس،حتى أصبحت الحياة غير ممكنة لديه و تجاوزت طاقته على الإحتمال ،مست قيمته الحميمية و أفقدته اعتباره الذاتي،حياة قاسية و الشر مسيطر من كل مكان،خلق معانات فجرت عدوانية طفلية كامنة في أعماق لا وعي هذا المسكين ليرتد على ذاته على شكل تهديد خارجي حمله على تفجير ذاته باحثا عن الحياة.
...هذا هو المسلم الحقيقي.



الموضوع الأصلي

No comments:

Post a Comment