Tuesday, January 18, 2011

إن الله يخاطب أفهام تلك الفترة (الجواب المكرر)

إن الله يخاطب أفهام تلك الفترة (الجواب المكرر)

بقلم : حيران محتار

تمهيد:
في حواري دائما مع الأخوة المسلمين أجد إجابة الهدف منها تبرئة (الإله) ومحاولة إخراجه من قفص الاتهام:

- عندما تتجادل مع مسلم (إعجازي) عن سبب عدم ذكر كروية الأرض صراحة (على سبيل المثال)
ونذكر له هاتين الآيتين:
(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)

{لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}

ونسأله أليس ما تدعيه من تفسيرات حديثة هو إدعاء صريح بأن محمد لم يبين ولم يعلم أصحابه القرآن كما ينبغي وترك الصحابة (اللذين أنزل القرآن في زمنهم) يفهمون فهما خاطئا أو لنقل لا يفهمونه الفهم الصحيح الدقيق؟
إما أن تقول بأن محمد أدى الرسالة وبين للناس ما أنزل إليهم وفهم أصحابه لتفسير القرآن هو الفهم الصحيح والدقيق
وإما أن تقول بأنه بيّن نصفه أو أكثره ولم يبينه كله
وإما أن تقول بينه بشكل غير دقيق (لم يوفه حقه من البيان والتعليم) مما جعل الصحابة يخطئون أحيانا فابن عباس يذكر بأن الأرض على ظهر حوت "وأبي يتكلم عن غروب الشمس في عين سوداء" ولذلك فتفسيراتهم خاطئة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال المكرر:

إن الله يخاطب أفهامهم في تلك الفترة.

(طبعا هذه إجابة توحي بأن خالق الأفهام شخص ومن أنزل القرآن  شخص آخر)

ومن خلق الأفهام والعقول أليس هو الله ألا يستطيع التأثير على هذه الأفهام حتى تتفهم كروية الأرض صراحة أو ليس إدعاء النبوة أثقل على الأفهام أوليس إدعاء الصعود إلى الأفق الأعلى
أثقل على الأفهام أو ليس التخويف بظهور دابة الأرض أثقل على الأفهام !!!! (مع أن التاريخ يذكر لفيثاغورس قوله بكروية الأرض ولم ينقل تكذيب تلامذته له) 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثال يوضح الفكرة بشكل أفضل:

لو كان هنالك قبيلة يشكون جميعهم من ضعف النظر في القراءة (وأنا أعلم ذلك جيدا)
وأعطيتهم كتابا مكتوب على برنامج وورد وكان بنط الخط كبير جدا بحيث يستطيعون
قراءته ولكنني وضعت هوامش صغيرة لم يستطيعوا قراءتها مما جعلهم يفهمون بعض
ما كتبته خطأ
فهل يجادل أحد بأنني مسئول مسئولية مباشرة عن فهمهم الخاطئ وغير الدقيق (لأنني قادر) على تكبير حجم الخط بالنسبة للهوامش ولم أفعل
كيف كانت لي القدرة على تكبير خط الهوامش (التأثير على الأفهام لاستيعاب الخطاب) ولم أفعل إلا إن كنت:
نسيت
تكاسلت
لم أنتبه
أريد تضليلهم
أريد أن أعرف من منهم يستطيع أن يفهم المبهم (انتقي البعض منهم) ولم اهتم بالفروق العقلية والسن وغير ذلك.

في جميع الحالات أعلاه تتضح مسؤوليتي أنني السبب المباشر في الفهم الخاطئ
وليست عليهم أدنى مسؤولية لأنني كنت (قادر وأعلم وضعهم) ولم أفعل ذلك

هل يستطيع أحد الأخوة أن يخرجني بريئا وهل من العدل توجيه اللوم إلى نظر أفراد هذه القبيلة
فما بالك إن كنت خالقا لهذه القبيلة 


هذا ردي فقط لمن يقول (إن الله يخاطب أفهامهم في تلك الفترة)



ثم أضيف إلى ما ذكرته الآتي:
كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
أَيْ بُيِّنَتْ وَفُسِّرَتْ
قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " كِتَاب فُصِّلَتْ آيَاته " أَيْ بُيِّنَتْ مَعَانِيه وَأُحْكِمَتْ أَحْكَامه " قُرْآنًا عَرَبِيًّا " أَيْ فِي حَال كَوْنه قُرْآنًا عَرَبِيًّا بَيِّنًا وَاضِحًا فَمَعَانِيه مُفَصَّلَة وَأَلْفَاظه وَاضِحَة غَيْر مُشْكِلَة

186043 - أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل
الراوي: -  -  خلاصة الدرجة: له إسناد معروف  -  المحدث: ابن تيمية  -  المصدر: مجموع الفتاوى  -  الصفحة أو الرقم: 17/407

قال أبو عبدالرحمن السلمي - أحد أكابر التابعين، الذين أخذوا القرآن ومعانيه، عن مثل: عبدالله بن مسعود، وعثمان ابن عفان، وتلك الطبقة: "حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، وعبدالله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فتعلمنا القرآن والعمل أخرجه ابن أبي شيبة (29920) وأحمد (410/5) والفريابي في فضائل القرآن (169) بإسناد صحيح
2653 - خذوا القرآن من أربعة ، من عبد الله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ ، وأبي بن كعب
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: البخاري  -  المصدر: الجامع الصحيح  -  الصفحة أو الرقم: 4999

فما تقول أيها الزميل عندما تأتي لتخطأ تفسير أبي بن كعب وعبدالله بن مسعود مثلا أوليس ذلك تخطئيا لما تعلموه من نبيهم ولا إيه
ـــــــــــــــــــــــــــــ

وأخيراً:قال ابن تيمية:
وقد تبين بذلك أن من فسر القرآن والحديث، وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة، والتابعين، فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه (فما بالك يابن تيمية فيمن يخطأ تفسير الصحابة)
قال أبو عبدالله الحاكم في مستدركه: وتفسير الصحابي عندنا في حكم المرفوع.
ومراده: أنه في حكمه في الاستدلال به والاحتجاج إعلام الموقعين (153/4).
- قال الحافظ ابن حجر: أطلق الحاكم النقل عن البخاري ومسلم أن تفسير الصحابي - رضي الله عنه - الذي شهد الوحي، والتنزيل، حديث مسند كتاب ابن الصلاح (531/2)
ــــــــــــــــــــ



الموضوع الأصلي

No comments:

Post a Comment