Tuesday, January 18, 2011

تفنيد الإله الإسلامي – تحليل جسماني ونقد نفساني -

تفنيد الإله الإسلامي – تحليل جسماني ونقد نفساني -

بقلم : فراس

1- (( إنهم يتصورون الله قيصرًا أو زعيمًا ضالاً، ينشرح صدرُه للنفاق وقصائد الامتداح، ويفقد بذلك وقارَه )) عبد الله القصيمي

مدخل :

لمّا كانت فكرة وجودة الله ملازمة لعقلية الانسان في مختلف الأحقاب التاريخية المختلفة ...
لم تتوقف الانتقادات الموجهة لوجوده وذلك يعود إلى هشاشة فكرة وجود إله كحاكم للكون ومنظم لقوانين الطبيعة أو كما يرى البعض أن الله ليس من الضروري وجوده استناداً – على سبيل المثال - إلى مبدأ موسى أوكهام ( يجب ألّا نفترض وجود موجودات أكثر من ما ينبغي ) أو كما يقول جميل صدقي الزهاوي :
لما جهلت من الطبيعة أمرها *** وأقمت نفسك في المقام معلل
أثبت رباً تبتغي حلاً به *** للمشكلات فكان أكبر مشكل
أو إلى أمور أخرى يراها النقاد في مسألة افتراض وجود الله .
ولا مجال للنقاش بأن الله هو أحد أركان الثالوث الديني
( الإعتقاد , الأسطورة , الطقس ) <1> فالله يدخل في مضمار الإعتقاد قولاً واحداً ثم يتم التعبير عنه – أي عن الإعتقاد بوجود إله -
من خلال أدبيات معينة – الأساطير – تترجم تلك الأدبيات عن طريق طقوس دينية يقوم بها المؤمنون لترسيخ اعتقاداتهم .
عندما بدأ الإنسان يتصور الله أخذ يفسره بحسب عقلية الزمان والمكان اللذان عاشاهما هذا الإنسان نفسه فينعكس ذلك تماماً على نتيجة التصور للإله الذي يؤمن به ويكفينا بذلك أن نعوزه إلى عدم قدرة الإنسان القديم على تفسير كثير من الأمور الغامضة التي أوضحها العلم الحديث فيما بعد فمن الطبيعي أيضاً أن تبقى فكرة الإله ملازمة للموروث الثقافي الديني للإنسان , هذا ما جعل مفهوم العلة الأولى متأصل في نفوس المؤمنين أو بحكم الخبرة الدينية Religious  Experience  النابع من شعور شخصي للمؤمن بوجود خالق <2> .
ليس في وسعي في هذه السطور الشحيحة أن أستفيض أكثر من اللازم كون ذلك يحتاج إلى دراسة معمقة لتاريخ فكرة التصور الجسمونفساني - أي الصفات النفسية والجسمية التي ألحقها الإنسان في الإله الذي يعبده -  وهذا ما لم يكن غائباً في التراث الإسلامي أيضاً , فلم يضيف القرآن في تكلمه عن أسماء الله وصفاته الجسمية والنفسية شيئاً جديداً بل كان تكراراً وتجسيداً للموروث الديني القديم من أساطير وغيرها ولكنه أضاف نكهات جديدة ذات طابع عقائدي محنطة ومحصنة من قبل المجاهدين والغيورين على دينهم .
وغالباً ما يكون التحدث عن الله في الإسلام محفوف بالمخاطر والعديد من الخطوط الحمراء ومع ذلك قد تعددت آراء المذاهب الإسلامية الفكرية في تفسير صفات الله الجسمية والنفسية وبالتالي امتلأت فتاوى التكفير – كونها مسألة اعتقادية – التي تراشقها المسلمون في بداية عهد الدولة الاسلامية وحتى اليوم
 وما يحير البال أن الرسول قال " لا تجتمع أُمتي على ضلالة "
<3> إلاّ أنَّ المسلمون لم يجتمعوا على ضلالة بل أخذت كل فرقة تُثبت أن الفرقة الأخرى هي الضالة , فقد وصلت في زمن الخليفة العباسي المأمون<4> – الميال إلى الفكر الاعتزالي - إلى حد استخدام السلطة السياسية من قبل المعتزلة في فرض آرائهم وأفكارهم على كل من يخالفهم الرأي في المسائل الإعتقداية من المسلمين .
وأتمنى من خلال هذا المقال المُبسط أن تسعفني الكلمات لأستطيع أن أصل إلى توضيح الفكرة التي أصبو إليها وهي : أن الله يحمل الصفات الجسمونفسانية ذاتها التي يحملها الإنسان وهذا ما يدل على أن تصور الإنسان لطبيعة الله هو تصور بشري صرف , هذا ما أقره الإسلام بكل وضوح عندما تناول مسألة طبيعة الله الجسمونفسانية وسأثبت ذلك فيما سيأتي .

أولاً - التصور العام للإله في الإسلام :

يُقدم لنا كتاب " أصل الدين والإيمان " تفسيراً لغوياً واضحاً لكلمة (الله) فيقول : (( الله : لفظ الجلالة , اسم جامد لا اشتقاق له ولا يسمى به غيره )) <5>
الله – كتعريف - : الله في الإعتقاد الإسلامي هو الخالق للكون والبشر والمتحكم الوحيد في نواميس الطبيعة الكونية , لهُ ملائكة يعبدونه ويطيعون أوامره دون عصيان ولكنهم لا يشاركونه الحكم فيتميز الله بحكم فردي مطلق وهو أزلي أي قديم غير مُحدث وهو علة الموجودات كلها , وهذا ما نصت عليه سورة الإخلاص في القرآن  :
(( قل هو الله أحد |1| الله الصمد |2| لم يلد ولم يولد |3| ولم يكن له كفواً أحد |4| )) <6>
وهذه السورة كان لها عند الرسول مكانة كبيرة إذ أنها كانت تعدل ثلث القرآن نظراً لأهميتها في العقيدة الاسلامية وهذا يؤكد ما نقله لنا ابن كثير في كتابه " تفسير القرآن العظيم " :
(( قال البخاري : ....... عن أبي سعيد أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ ( قل هو الله أحد ) يرددها , فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لهُ وكأن الرجل يتقالُّها فقال النبي صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن " )) <7>
والله يؤثر فيما دونه ولا يتأثر ولكن هنا يقع مفهوم التأثير في مغالطات فادحة أهمها أن الله على العكس تماماً يتأثر بأفعال عباده من طاعة ومعصية وعبادة ... الخ وذلك عن طريق التأثير في انفعالات الله التي تتحول من شكل معنوي
( غضب مثلاً ) إلى شكل سلوكي ( انتقام مثلاً ) .
فحينما يتحول غضب الله من أحد العباد إلى سلوك انتقامي يبرهن لنا ذلك على وجود تحولات سيكولوجية يخضع لها الله التي ستغدو هذه التحولات في مراحلها العليا إلى سلوكيات يقوم بها الله استجابةً لإنفعالاته . وكما سنرى لاحقاً في صفات الله أنّ الله يفرح ويضحك ويحزن ويغضب هذا يدل إذاً أن الله ينتقل من حالة إلى حالة متأثراً بأفعال البشر وما أعنيه يختزله الأستاذ عبد الله القصيمي بكلامه : (( إن الدعاء والصلاة لله اتهام له. إنك، إذا دعوت الله، فقد طلبت منه أن يكون أو لا يكون. إنك تطلب منه حينئذٍ أن يغيِّر سلوكه ومنطقه وانفعالاته. إنك، إذا صليت لله، فقد رشوتَه لتؤثر في أخلاقه ليفعل لك طبق هواك. فالمؤمنون العابدون قوم يريدون أن يؤثروا في ذات الله، أن يصوغوا سلوكه )) <8>
بشكل عام لا يختلف المسلمون في كون الله المدبر الأول والأخير للكون ولا ينفون عنه صفة الأزلية والعلة الأولى الموجدة للموجودات ولكن الإختلاف بات في أمر الصفات والذات – أي ذات الله وصفاته - فتارةً يوحدون بين الذات والصفات ( المعتزلة ) وتارةً يفصلون بينهما (السنة أو أصحاب الحرف ) وتارةً يأخذون حل وسط بين المعتزلة و أصحاب الحرف ( الأشاعرة ) وسنعمل في السطور القادمة على تبينان الاختلافات تلك .


يتبع ..........

-----------------------------------------------------

<1> للإستزادة مراجعة كتاب " دين الإنسان " للمفكر السوري فراس السواح في صفحة 47 تحت عنوان " المكونات الأساسية للدين " , دار علاء الدين , الطبعة الرابعة 2002
<2> للتوسع قراءة كتاب " الفلسفة مواضيع مفتاحية "
 “Philosophy Key Themes “  للمؤلف جوليان باجيني Julian Baggini  , آفاق ثقافية – العدد 36 - 2006
<3> راجع : زيادة الجامع الصغير، والدرر المنتثرة، الإصدار 2.05 - للإمام السيوطي كتاب "الدّررَ المنتثِرة"، للسيوطي
<4> المأمون ( 786 - 833م ) : سابع الخلفاء العباسيين (813 - 833م) . ابن هارون الرشيد. رقي عرش الخلافة بعد أن هزم أخاه الخليفة الأمين واستولى على بغداد عام 813 للميلاد. تعاطف مع المعتزلة وحاول فرض مذهبهم على جميع رعاياه. شجع العلم والعلماء، وكان هو نفسه عالما , أنشأ في بغداد، عام 830 للميلاد، (بيت الحكمة) لترجمة الكتب الفلسفية والعلمية اليونانية إلى العربية . عن " موسوعة المورد الإلكترونية " إصدار شركة العريس .
<5> كتاب " أصل الدين والإيمان " للدكتور مأمون حموش , صفحة 378 .
<6> جزء عمَّ , 30 , سورة الإخلاص
<7> كتاب " تفسير القرآن العظيم " لمؤلفهِ ابن كثير صفحة 571 تحت عنوان " تفسير سورة الإخلاص .  
<8> عبد الله القصيمي , عن كتاب " أيها العقل من رآك ؟. "

2 -ثانياً - صفات الله الجسمونفسانية في الإسلام :

(( إن صفات آلهة الإنسان موجودة في ذات الإنسان، لا في ذات
الآلهة )) عبد الله القصيمي


1- أسماء الله في العقيدة الاسلامية :


لله في الدين الإسلامي تسع وتسعين اسماً , تتراوح بين هذه الأسماء دلالات متفرقة , رحيم وسميع وعليم ومنتقم وجبار
ومتكبر وقدوس ... قد وردت في القرآن , وأمثلتها :
( فتعالى الله ُالملكُ الحقُّ ) <9>
( هو اللهُ الَّذي لا إِلَهَ إِلّا هُوَ المِلكُ القُدُّوسُ ) <10>
( الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ وما بينهُمَا في سِتَّةِ أيامٍ ثمَّ استوى على العَرشِ ) <11>
 ( السَّلامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ العَزيزُ ) <12>
( الله نور السماواتِ والأرضِ مثلُ نورهِ كمشكاةٍ فيها مصباحٌ المصباحُ في زجاجةٍ الزُّجَاجَةُ كأنها كوكبٌ دريٌّ في السماء يوقد من شجرة مباركةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ ... ) <13>
وكذلك النبي تحدث بأنَّ من أحصاها دخل الجنة ..
وأنا لستُ بصدد التكلم عنها ولكن أحببت الاختصار والايجاز قدر الامكان للتعرف بها وللربط بما هو مكتوب هنا وبما سيكون مكتوب من انتقادات و أفكار في الفقرات التالية  .

 2- صفات الله في العقيدة الاسلامية :

 صفات الله هي قسمين من حيث الاثبات والنفي :
ثبوتية : أي ما أثبته الله لنفسه كـ : الاستواء , النزول , الوجه
سلبية : ما نفاه الله عن نفسه كـ : الموت , المرض ....
 تنقسم الصفات من حيث تعلقها بذات الله وأفعاله – كما يحدثنا كتاب أصل الدين والايمان <14> – إلى قسمين :

1- صفات ذاتية :

 وهذه الصفات تتعلق بذات الله أي أعضائه الجسمية والنفسية وكل ما يدور حول الأمور التي تتحدث عن شخصية الله ( وجه , يد , رجل , سمع , بصر , فرح , ضحك , كلام , غيرة ,  )
أمثلة :
صفة الضحك : في الصحيحين عن أبي هريرة .. عن النبي قال : { يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر , كلاهما يدخل الجنة } البخاري ( 2671 ) في الجهاد
صفة الفرح : في الصحيحين عن أنس قال : قال الرسول :
   { لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضلّه في أرض فلاة } البخاري ( 5949 ) في الدعوات : باب التوبة
وفي مسند الامام أحمد ( المجلد الثاني 63 – 182 ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (‏ لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته في فلاة من الأرض عليها طعامه وشرابه قال وقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إذا جاءني عبدي شبرا جئته بذراع وإذا جاءني بذراع
جئته بباع وإذا جاءني يمشي جئته أهرول‏)‏‏.
صفة الغيرة : في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي قال : { إن الله تعالى يغار , وإن المؤمن يغار وغيرةُ الله أن يأتي المؤمن ما حرّم الله عليه } رواه أحمد والترمذي – صحيح الجامع ( 1897 ) .
وكذلك كتاب " عقيدة المسلم " للغزالي يؤكد على تلك الصفات الذاتية ويشرحها فيقول : (( و أكثر فواصل القرآن تنتهي بصفة من صفات الله تعالى , أو بالمزاوجة بين صفتين من صفاته .
فمن النوع الأول قوله تعالى ( إن الله كان بكل شيء عليم )
وقوله تعالى ( وكان الله بكل شيء عليم )
ومن النوع الثاني وهو الأعمّ الأغلب , قوله تعالى ( وكان الله غفوراً رحيماً ) , ( والله واسعٌ عليم ) , ( لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم ) , ( إنه كان بعباده خبيراً بصيراً )
ولا شك أن هذه الصفات – كما قلنا – كلما ذُكرت ذكر معها (ذات) تعمل في الوجود بهذه الصفات وأن تلك الصفات لابد أن تضاف إلى ذات تقوم بها .
وأكثر من هذا , فقد جاء في القرآن آيات تذكر (للذات) يداً , وعيناً ويدين وأعيناً كقوله تعالى ( وَلِتُصْنَعَ على عيني )
وقوله ( يد الله فوق أيديهم ) وقوله ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلّت أيديهم ولُعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء )
وقوله ( واصنع الفُلْك بأعيننا ) .
كذلك ورد في السنة المطهرة أحاديث تذهب هذا المذهب كقول الرسول الكريم ( خُلق آدم على صورة الرحمن ) , وقوله صلى الله عليه وسلم
( لا تزال جهنم تقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع رب العزَّة قدمه فيها , فتقول : قطٍ , قطٍ وعزّتِك , فيزوي بعضها إلى بعض ) وقوله ( قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن يصرِّفه كيف يشاء ) )) <15>
ثم يقول الغزالي في الكتاب ذاته قولاً عجيباً :
(( وفي هذا ( المفهوم ) عاش الصحابة والتابعون – رضوان الله عليهم – لا يسألون : ما يد لله ؟ وما عينه ؟ وما علمه ؟
فلقد هُدوا بفطرتهم ألاّ جواب لهذه الأسئلة إلاّ ما يجده المرء في قلبه وفي كيانه , من تقديس الله وجلاله , ونسبة الكمال المطلق إليه )) <16>
يغيب عن ذهن الغزالي هنا أنّه مفهوم الفطرة أمر مختلف على ما يعرفه المسلمون فالفطرة ليست تلك الحقيقة المطلقة التي تقوم على الايمان بالله كما يراها نبي الاسلام بأن كل مولود يولد على الفطرة أي على الايمان بالله الواحد ( إله المسلمين ) فأهله إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ولكن بالأحرى العوامل الاجتماعية ( الأسرة مثلاً ) هي التي تلعب دور التلقين لأبنائها فيغدو الانسان ابن بيئته وليس ابن فطرته أليس كذلك ؟..
أي كما يقول الأستاذ عبد الله القصيمي : (( لا يولد موقفُ الإنسان معه. كلُّ إنسان يولد بلا موقف، حيث يصنع موقفَه تحت عدد لا حصر له من الاحتمالات الحمقاء )) <17>
وأيضاً لماذا لم يسأل الصحابة عن يد الله ورجله ... ؟
أليس من الواجب لمن يبحث عن الحقيقة الشك للوصول إلى اليقين النسبي !! ولو عذرناهم – أي للصحابة كون عقليتهم مختلفة في تلك الفترة عن مستوى وعينا وتفكيرنا الآن – هل نستطيع اذاً أن نعذر المسلمون اليوم ؟
لي أيضاً تعقيب آخر على حديث الرسول الذي يشبه الحديث الذي ذكره الغزالي في كلامه والحديث هو ( خلق الله آدم على
صورته ) <18>
نجد أن لهذا الحديث أثراً في أدبيات الحضارات القديمة وأساطيرها عند السومريين واليونان القدماء ( الاغريق ) ثم انتقلت هذه الأدبيات والأساطير إلى التوراة والاسلام فقد تميز الانسان القديم بعقلية بدائية تعتمد على النقل الشفوي من فرد إلى آخر فيذكرني ذلك بقول الشاعر العراقي صدقي الزهاوي :

إنها العادات لا يخلعها غير ذاك المارق المنطلقِ
قد تلقاها تراثاً سيئاً أحمق عن أحمقٍ عن أحمقِ .

ولبيان انتقال آثار الحضارات القديمة ( من أساطير وغيرها ) إلى الأديان وخاصة الاسلام :

(( يقول الشاعر والفيلسوف الاغريقى اكسينوفانيس " لقد خلق الانسان آلهته وجعل لها اجسادا مثل جسده واصواتا مثل صوته وملابسا ترتديها مثل ملابسه ولو ان الخيل والاسود والثيران كان لها أيادى ماهرة يمكن ان تستخدمها فى الرسم والنحت لرسمت الخيل الاله على هيئة الخيل ولنحتت الثيران تماثيل للاله على هيئة الثور ..... يقول فراس السواح : والاسطورة السومرية المتعلقة بخلق الانسان , هى اول اسطورة خطتها يد الانسان عن هذا الموضوع . وعلى منوالها جرت اساطير المنطقة , والمناطق المجاورة , التى استمدت منها عناصرها الاساسية , وخصوصا فكرة تكوين الانسان من طين , وفكرة تصوير الانسان على صورة الالهة (مغامرة العقل الاولى , فراس السواح , طبعة 9 , دار المنارة سوريا ص 45 ) .... وتنقل نفس الاسطورة القديمة سفر التكوين 1 26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض 27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم سفر التكوين 2 : 7 و جبل الرب الاله ادم ترابا من الارض و نفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية )) <19>

ويجب ألاّ يغيب عن ذهنا أنّ كل ما ذكرته لكم يدخل عند المسلمين بما يسمى توحيد الأسماء والصفات ولكن عندي ملاحظة بسيطة عابرة حول توحيد الألوهية وتوحيد الألوهية هو (( إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة وأن الله وحده هو المستحق للعبادة ... وهو معنى قوله تعالى ( لا إله إلا الله ) فإنه الإله المألوه المعبود )) <20> ولكن يقع مفهوم الألوهة هنا في مغالطة وهي أنّ الدين الاسلامي لقد تأثر كثيراً بأفكار الوثنيين فأصبحت عبادات المسلمين شركية أي أنهم في عباداتهم يتبركون بأحجار أو قبور أو أضرحة أو أماكن مباركة لتقربهم إلى الله زلفا
وأذكر لكم على سبيل المثال :
الطواف حول الكعبة لأداء العبادة ومناسك الحج
تقبيل أيادي العلماء والمشايخ المسلمين
تقبيل الحجر الأسود ....
كأن يقولوا : اللهم بجاه الجيلاني اغفرلي أو بجاه الرفاعي استجب لي ... أي كما في الأبيات التالية :
عبد القادر يا جيلاني *** يا ذا الجود والاحسان
صرت في خطب شديد *** من إحسانك لا تنساني
أو :
اللهم يا رفاعي اني *** أنا الحسوب أما المنسوب
رفاعي لا تضيعنني *** أنا المحسوب أنا المنسوب

وهذه الأقاويل منتشرة في بلاد الشام ومصر بحكم أنها مناطق يعتنق معظم مسلميها التصوف والطرق الصوفية ( النقشبندية والشاذلية والرفاعية ... ) ومن أجل الإنصاف فإنّ مشائخ السعودية - المسلمين الوهابيين -  لا تتمسك بهذه الأقاويل أي دعاء الله  بجاه فلان أو بجاه الرسول وكل من يقول ذلك يجعلونه ) أي مشائخ السعوديين المسلمين  مشرك شرك ألوهية وللوهابيين السعوديين فتاوى وكتب ومقالات كثيرة
في ذلك ولسنا بصددها الآن .
ألا يتضح من هذه الأفعال بأنها وثنية وشركية تتناقض مع ( لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك ) وأيضاً تتناقض مع قول المسلمين بأنهم موحدين ومن ثم وصف المسيحيين بأنهم مشركين
قبل أن يقول القرآن ومفسريه من مشائخ المسلمين عن هذا أو ذاك بأنّه شرك ليبحثوا في دينهم أولاً ليجدوا العجب العجاب وكل تلك العبادات والأبيات التي ذكرتها لكم كانت تتلى في حلقات الذكر و طبعاً تتناقض مع مفهوم الألوهية آنف الذكر .

2- صفات فعلية :

(( صفات متعلقة بالمشيئة والقدرة إن شاء الله فعلها وإن شاء لم يفعلها ))<21> ( المكر والكيد , النزول , الاطلاع , المجيء ... الخ )
أمثلة :
المجيء : { كلّا إذَا دُكَّتِ الأَرضُ دكّاً دكّاً |21| وجاءَ ربُّك والمَلكُ صَفّاً صَفاً } <22>
النزول : روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي قال : { ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ }
صفة المكر : { ومَكرُوا وَمَكَرَ اللهُ واللهُ خيرُ الماكِرينَ }
<23> .
تلك الصفات الفعلية والذاتية ولقد نشبت حروب فكرية بين المسلمين وأضرمت فتاوى التكفير في الآثار الاسلامية وحتى اليوم ما زال تلك الاختلافات موجودة ... فقد طرحت كثير من الاستفهامات حول ذكر القرآن ليد الله ورجله وعينه مثلاً
 ألا يدل على أن لله جسماً محدداًَ كون له يد ورجل ؟
صفة النزول والاستواء على العرش , كيف تتم تلك العملية أي صفة النزول وهل الله يتنزل بروحه الى السماء الأولى أم يتنزل بكليته أم يتنزل بشكل شفافي ؟ هل يتوجب علينا أن نسأل هذه الأسئلة أم أنّ هذا السؤال كما يقول ابن تيمية :
 " السؤال عنه بدعة " !! هل ذات الله مغايرة لصفاته ؟ هل هي منفصلة عنها ؟ هل هي موحدة أي لا يوجد انفصام بين الذات والصفات؟ وسنتحدث بذلك فيما سيأتي ..

يتبع ....


----------------------------------------



<9> طه : 114
<10> الحشر : 23
<11> الفرقان : 59
<12> الحشر : 23
<13> النور : 35
<14> راجع " أصل الدين والإيمان " للدكتور مأمون حموش , صفحة 160
<15> كتاب " عقيدة المسلم " محمد الغزالي , دار القلم , دمشق , صفحة 40
<16> المرجع السابق , صفحة 41
<17> عبد الله القصيمي , " أيها العقل من رآك "
<18> أخرجه الشيخان , من حيث أبي هريرة
<19> أسطورة خلق الانسان من طين
على الرابط : http://www.ladeeni.net/pn/Article106.html
<20> من كتاب " أصل الدين والإيمان " للدكتور مأمون حموش , صفحة 45
<21> راجع " أصل الدين والإيمان " للدكتور مأمون حموش , صفحة 160
<22> الفجر : 21 - 22
<23> آل عمران : 54

3- ذات الله وصفاته بين محنة التفسير وفتاوى التكفير :


تحدثنا فيما مضى عن الأسماء والصفات التي اتصفت بها الذات الإلهية حيث أنَّ الصفات الذاتية هي الصفات التي تدور حول ذات الله ( ضحك , كلام , غضب , سمع  .. ) أما الصفات الفعلية هي الصفات التي تقوم بها تلك الذات ( نزول , اطلاع , مكر , مجيء ... ) ولكن احتار المسلمين في تفسير تلك الصفات من حيث امكانية انفصالها عن الذات أو اتحادها معها أو موقف آخر وسطي بين هذا وذاك ..
ولنبدأ بعرض اختصار شديد لأفكار وآراء الفرق الفكرية الاسلامية التي نشبت بينها حرب دينية فكرية تحولت في كثير من الأحيان إلى استخدام القوة السياسية لفرض الآراء على باقي المسلمين وسنبدأ بالمعتزلة ولو أجهدتم نفسكم قليلاً في التمعن في أفكارهم ستجدون وكأنهم ديناً آخر يختلف عن دين باقي المسلمين وكذلك ستجدون الأشاعرة وكأنهم ديناً آخر وكذلك أصحاب الحرف الذين يأخذون بظاهر الآيات دون تأويل 

1 – نشأة المعتزلة وأفكارها في الصفات والذات <24> :

* تعريف :

 وهي فرقة كلامية من أهل السنة ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري، واعتمدت على العقل في تأسيس عقائدها، وتميزت بثرائها الفكري والعلمي واطلقت عليها مسميات متعددة كالعدلية والموحدة والمفوضة والقدرية والمعطلة وغيرها.

* ويرجع سبب تسميتها بالمعتزلة حسب تصور المؤرخين إلى أمرين لأمرين :

 الاول : يتعلق بالاعتزال السياسي الذي قام به مجموعة من الصحابة في الخلاف بين الامام علي ومعاوية.
الثاني : يتعلق باعتزال واصل بن عطاء عن شيخه الحسن البصري في مسائل فقهية فكرية .
* من عوامل ظهور المعتزلة :

 لما انتشرت افكار المجبّرة الداعية الى تحجيم دور العقل وتغييبه وتبني السلطة الرسمية لفكرة الجبر، برزت المعتزلة كتيّار يدعو الى حرّية اختيار العبد (الانسان) في افعاله واطلاق دور العقل البشري وتأكيدهم على استقلالية الانسان في سلوكه، ساعد هذا العامل على تعاطف الناس معهم.

* سبب الظهور :

ملخص سبب الظهور : بأنّ واصل ابن عطاء ( مؤسس المعتزلة ) اعترض على شيخه الحسن البصري في فتوى اصدرها البصري بأنّ مرتكب الكبيرة كافر فقال واصل معترضاً بأنّه لا كافر ولا مؤمن بل هو في منزلة بين المنزلتين .
* أبرز الشخصيات :
واصل ابن عطاء ( 699 م – 749 م ) , الجاحظ , العلاف , النظام , أبو علي الجبّائي وهو من كبار المعتزلة .... وللتذكير فقط أنّه هناك من الفلاسفة المسلمين ليسوا معتزليين ولكن كانوا يعتمدن على التأويل العقلي منهم :ابن رشد , الفارابي , ابن سينا ....

* أفكار المعتزلة في تأويل الذات والصفات :

كانت نتيجة اعتماد المعتزلة على التأويل العقلي واعتبار العقل مصدر من مصادر المعرفة والتشريع أنْ واجهت المعتزلة مشكلة مع تفسير الذات والصفات الإلهية اختلفت بذلك التفسير عن باقي الفرق الاسلامية خاصة أصحاب الحرف والأشاعرة وقد خلصت إلى الأفكار التالية :
- الله وحده لا شريك ( قل هو الله أحد ) 
نفي الصفات واعتبارها عين ذاتها – أي للذات - وغير منفصلة عنها وهي متحدة مع الذات .
- رفضوا الجسمية : أي أن يكون لله جسماً محددا مادياً في مكان معين وبالتالي وجدوا أنّ الصفات تجعل من الله جسماً فأكدوا على ضرورة تأويلها بما يتناسب مع التنزيه ورفضوا رؤية الله يوم القيامة لأنّ ذلك يؤدي إلى التجسيم وقد خالفوا بهذا باقي المسلمين الذي يقرون رؤية الله يوم القيامة .
- إنّ تعدد الصفات للذات – الواحدة – هو تعدد للذات ولذلك أكدوا على عدم انفصال الذات عن الصفات لأنّه يؤدي ذلك إلى الشرك
اعتمدوا على تفسير الصفات على التأويل العقلي بما يتوافق مع التنزيه فقالوا : تماشياً مع مبدأ رفض الجسمية رفضوا أن يكون لله عيناً ويداً كما البشر .
- للمعتزلة في تفسير صفات الله شكل خاص ومعنى ذلك كالتالي : الله عالم هو ( هي ) وقادر بقدرة هي ( هو ) فالعلم ليس على هذا الأساس صفة لله بل يعني نفي الجهل عن ذات الله والقدرة نفي العجز عن ذات الله والحياة نفي الموت عن ذات الله 
- اذاً لا شيء عند المعتزلة غير الذات والصفات تختلف باختلاف إدراكاتنا نحن لمعاني ذاته المنزهة , لأنّ صفات الله إذا كانت قديمة – أي غير مخلوقة - فقد شاركت الذات في القدم فأصبحت آلهة أخرى .

 * مذهب المعتزلة و الفرق الشاسع بين اعتقادهم واعتقاد باقي المسلمين :

لقد كان للمعتزلة أثراً كبيراً في تحرر العقل الاسلامي إلاّ أنهم حاولوا فرض آرائهم بالقوة السياسية في الفترة حكم المأمون – الخليفة العباسي – وهجومهم المعروف في تعذيب الامام محمد ابن حنبل في مسألة القرآن فقد أصرّ المعتزلة على أنّ القرآن مخلوق وليس كلام الله لأنهم ينفون الصفات عن الله وقد كان يرى أحمد ابن حنبل أن القرآن كلام الله فشنّ المعتزلة ضده حملة سياسية وسجنوه وعذبوه ...
وقد كان ذلك عاملاً من عوامل انقراضهم وليس السبب الرئيسي كما يوهمنا المسلمون فقد كان للمسلمين الباقين في تلك الفترات هجوم لا بأس به على المعتزلة ( ولمن يريد معرفة ذلك فكتاب " اجتماع الجيوش الاسلامية في غزو المعطلة والجهمية " لابن قيم الجوزية – تلميذ ابن تيمية – أكبر مثال على ذلك )
يقول ابن تيمية في كتابه " الرسالة التدمرية " رداً على المعتزلة في ايمانهم بأن الذات هي نفسها الصفات أي ( القول بالصفات كالقول بالذات ) يقول ابن تيمية :
(( إذا قال : كيف ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ؟ قيل له : كيف هو ؟ فاذا قال : لا أعلم كيفيته , قيل له ونحن لا نعلم كيفية نزوله , اذا العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف وهو فرع تابع له فكيف تطالبني بالعلم بكيفية سمعه وبصره وتكليمه واستواءه ونزوله وأنت لا تعلم ذاته .... ةهذا الكلام لازم لهم في العقليات في تأويل السمعيات : فان من أثبت شيئاً بالعقل – اذاً – ألزم فيما نفاه من الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة نظير فيما يلزم اثباته ولو طولب بالفرق بين المحذور في هذا وهذا : لم يجد بينهما فرقاً ,
ولهذا لا يوجد لنفاة الصفات دون بعض الذين يوجبون فيما نفوه :
اما التفويض  واما التأويل المخالف لمقتضي اللفظ – قانون مستقيم . فاذا قيل لهم لم َ تأولتم هذا وأقررتم هذا والسؤال فيما واحد ؟ لم يكن لهم جاوب صحيح فهذا يتناقض في النفي . وكذلك تناقضهم في الإثبات فان من تأويل النصوص على معنى من المعاني التي يثبتها فانهم اذا صرفوا النص عن المعنى الذي هو مقتضاه الى معنى آخر : لزمهم في المعنى المصروف إليه ما كان يلزمهم في المعنى المصروف عنه , فاذا قال قائل – ويقصد بذلك ابن تيمية قائل معتزلي – تأويل محبته ورضاه وغضبه وسخطه : هو ارادته للثواب والعقاب , كان ما يلزمه في الإرادة نظير ما يلومه في الحب والمقت والرضا والسخط .... )) <25>
يقول الشيخ عبد الكريم الرفاعي في كتابه " المعرفة في بيان عقيدة المسلم " ما يلي : (( يقسم الحكم إلى ثلاثة أقسام : شرعي وعادي فالشرعي : يأتي في فن الأصول – يُعرف فن الأصول بأنه خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين مثلاً : الاقتضاء , التخيير – والعادي : هو إثبات أمر لأمر أو نفيه بوساطة التكرار كالحكم على الملح الانجليزي بأنه مسهل وعلى الأسبرين بأنه مسكن وعلى النار بأنها محرقة ...... ويرى المعتزلة أن الملازمة بين النار والإحراق وغيرها هي ملازمة عادة وهذه التأثيرات الحاصلة من هذه المؤثرات بقوة جعلها الله بها ومعتقد هذا المذهب مبتدع )) <26>
ثم يقول في حاشية الصفحة ذاتها : (( الفرق بين مذهب أهل السنة والمعتزلة أن أهل السنة يقولون : إن الله يخلق هذه التأثيرات – يقصد الرفاعي التأثيرات التي مرّ ذكرها قبل قليل - عند وجود هذه الأسباب أما المعتزلة فإنهم يقولون : إن الله جعل القوة في هذه الأسباب هي التي أثّرت في هذه المسببات )) <27>
لقد كان هناك اختلاف بين المعتزلة وباقي الفرق الاسلامية اختلافاً كبيراً جداً فهم اختلفوا في أمور عقائدية فأين اذاً تلك الأمة التي هي خير أمة اخرجت للناس وأين الوحدة الفكرية للمسلمين طالما أنهم أصبحوا أديان وليس ديناً واحداً ؟؟ ويمكنك مراجعة الهجوم الدائم الذي يشنه أصحاب الحرف ( أو السنة الذين يأخذون بظاهر الكلام دون تأويل ) على المعتزلة بالذات <28> وعلى الأشاعرة أيضاً .
فلكل منهم رأيه ليس في أمور فقهية بل في أمور العقيدة الاسلامية وهنا تكمن المشكلة التي يتستر عليها المسلمون فيقولون " اختلاف الفقهاء رحمة " يا سادتي هنا أصبح الكلام أعظم بكثير فهو يتحدث عن اعتقاد وليس عن تيمم أو وضوء أو اسبال اليدين أو غسل وغيرها من الأمور الثانوية الفقهية فهذه الأمور لا تصل إلى حد التكفير أمّا في العقيدة فتصل إلى التكفير أو إلى حرب سياسية بين المسلمين أنفسهم كما حدث في حادثة الصفين ووقعة الجمل ...

يتبع ...

--------------------------

<24> راجع الموسوعة الحرة ويكبيديا 
<25> الرسالة التدمرية , ابن تيمية , المكتب الاسلامي , بيروت , صفحة 29 – 30
<26> المعرفة في بيان عقيدة المسلم , عبد الكريم الرفاعي , مكتبة الغزالي , صفحة 20 – 22
<27> المرجع السابق , صفحة 22
<28> راجع موقع ( أهل السنة والجماعة )
 " ضلالات المعتزلة " على الرابط :
http://www.sunna.info/Lessons/islam_1080.html

3 comments:

  1. انت تؤمن بشيئ غيبي لايمكن أن يثبته علماء الدنيا بأسرها علمياً و مادياً بخضوعه للتجربة لتحصل لهم النتيجة المادية الملموسة والمحسوسة حسب أصول اسيادك يا محترم . ومع ذلك فأنت تعبده وتقدسه (وهو العقل). وعليه فليزمك أن تكفر به أو تؤمن بما لا تستطيع إثباته بالتجربة العلمية.ماهو هذا التحدي؟ إنه خيال الإنسان الذي يتخيله:للتوضيح أكثر: لايمكن لأي إنسان أن يصور ما يتخيله في عقله ويرى تصويره كفيلم أو صور للذي تخيلهم؟ مثال: لو تخيل إنسان أنه يرى رؤساء دول أمريكا وأوروبا وإسرائل وروسيا والصين وكوريا الشمالية واليابان مجتمعين محرمين يصلون في المسجد الحرام فهل يستطيع أن يصور خياله وينشره في اليوتيوب؟ ليثبت للعالم أنهم أسلموا؟ أو يأت إنسان مجرم ليتخيل نساء من جيرانه أو معارفه عاريات يزنين مع رجال فيصورهن ويبث الفبلم ليرى الناس النساء عاريات؟ ليقول للعالم بأنهن زانيات عاهرات؟ أقول وبكل ثقة لن يستطيع أحد أن يفعل ذلك فهو من معجزات الله سبحانه في عقل الإنسان وفي التخيل الذي لانراه بأعيننا في رؤوس غيرنا. فهو غير ملموس وغير مادي وغير خاضع للتجربة العلمية وغير قابل للإثبات التي يحتج به الملحد على عدم وجود الله حيث إنه غير ملموس وغير مادي وفكرة غير خاضعة للتجربة العلمية لإثباتها علمياً.النتيجة:" على جميع الملحدين أن يكفروا بعقولهم لأنهم كفروا بربهم لاستواء الطرفين في النتيجة والإثبات. أو يؤمنوا بربهم وبعقولهم لعجزهم عن إدراك ماهية الغيب. ملاحظة: طرحت هذا السؤال فجاءني شخص برابط يوتيوب فيه محاولة في اليابان لتصوير ما ذكرت لكنه مجرد كلام وثرثرة ومحاولات ولن تستطيع أبداً وأقسم بالله على ذلك....

    ReplyDelete
  2. العلم لا يفسر خالقه و الكلام هنا يجب ان يكون بالفلسفه و اقصد بخالق العلم هنا الله و ممنهجه هو الانسان و للاجابه علي معتقدات عقليه بلاساس يرد علي كل كلامك فلسفياً و العلم لا يوجد فيه الا اشارات لوجود الله و ليس دليل مادي زي امسك الله اهوه شفت عينه شوفت يده هذا لن يحدث و بعدين انتا تتحدث عن ان الله يشبه الانسان في صفاته اذا انه من وصف الانسان هذا خطأ الله هوا من وصف ذلك لنفسه و ذلك ليفهم الانسان انه يفهمه و يسمعه ليس بنفس ادوات الانسان و انما بصفات و نفس حواسه يعني الله يسمعك ليس باذن و انما هوا يسمك بوسيله لم يخبرنا بها هوا و ذلك لان تشبيه الله بشئ موجود مادياً هوا يضحض في الحقيقه فكره الالله الذي لا يوجد لقدرته حدود و الذي قالها الله علي نفسه لذلك الله متسق مع نفسه فيما يقول

    ReplyDelete
  3. لالحاد قد يكون أن يعتمد الانسان على العقل وعدم الايمان بما جاء به الانبياء هل تعتقدون أن قصص الانبياء كلها أساطير لم يكن لها من الصحة إن إقناع الملحد كي يؤمن هو أن يطلب معجزة ليس كل الاشياء لها تفسر بالعقل... قصص الانبياء ليس اساطير فقد آمن السحرة بموسى بعدما رأو االمعجزة وآمن الحواريون بطلبهم من عيسى أن ينزل عليهم مائدة من السماء ومعجزة انبياء أخرون ......لم يمكن أن ينزل الله الى الارض كي يروه ويؤمنوا به وكان ذلك طلب موسى من ربه .....بل الله معكم اينما كنتم موجود في كل زمان ومكان وفي اي عالم وهو الاول والاخر.... اذا اراد ان يكلم الناس يرسل رسول من البشر اليهم (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ
    وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء

    إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ سورة الشورى أية 51......فقط الانبياء والأولياء) انتهت بعثة الانبياء والذي يقضي على عدم الايمان هي أن يروا المعجزة ... المعجزات من صنع الله لا تفسير علمي لها ولا هي سحر ولكن هي قدرة الله كي يؤمنوا ومعجزات الانبياء كانت حقيقة لا أسطورة فهل يجد ملاحدة هذا العصر معجزة كي يؤمنوا ؟ وماهي معجزة العلماء الملحدين كي يخرج المؤمنين من الإيمان إلى الإلحاد.؟

    ReplyDelete