Tuesday, January 18, 2011

بخصوص إسماعيل في القرآن

بخصوص إسماعيل في القرآن

بقلم : حيران محتار

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْـزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْـزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا

أعلاه إسماعيل رسول ونبي وقد أنزل الله عليه وأوحى 
=======
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ
وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 

ونفهم من هذه الآيات بأنه لم يبعث في العرب نبي قبل محمد

آمل المشاركة وإبداء وجهة النظر في هذا الإشكال.

تقبلوا تحياتي،،،





إضافة بقلم :/ Abu Lahab



ما يلي ملخص أفكاري حول الموضوع المطروح. وكنت قد توصلت لهذه الافكار منذ مدة طويلة وقد وجدت
 استجابة إيجابية لها ، وخصوصا من قبل بعض المسيحيين المتدينيين، الذين اشتكوا لي صراحة عن غياب
 أي حكمة من هذه القصص. كنت قد بدأت بعض العمل في الكتابة حول هذا الموضوع من مدة طويلة ولكني 
لم أتمكن للآن من أنهاءه.

أولا يمكن الإجابة على مداخلة الزميل حيران محتار (من وجهة نظر إنسان مسلم متدين كالتالي):
من المتفق عليه عند المسلمين أن أسماعيل هو أبوهم ، ولهذا لمن يكن هناك من عرب قبله ، فهو المؤسس
 الأول لكل القبائل العربية التي جائت من بعده. ولهذا فإن نبوته لم تكن للعرب ، الذين لم يوجودوا عندها،
 ولكن ربما أنها كانت لتجهزه روحيا وسياسيا لهذه المهمة الصعبة، أي مهمة تكوين أمة كاملة.  ولهذا لا تناقض
 في الآيات.
بالطبع أنا متفق تماما مع الزميل حيران محتار بأن كاتب القرآن قد سها عن تناقض الآيات.

ثانيا مداخلة الزميل الطفيلي

بالرغم من السذاجة الظاهرة لقصة إبراهيم وإسماعيل بالنسبة لعصرنا، فإنها كانت تحمل الكثير من المعاني
 القيمة ، والتي يمكن حتى أن نثمنها في عصرنا هذا.

1-   قصة شجار سارة وهاجر ونفي هاجر إلى الصحراء لها مغزى ورمز كبيرين يتعلقا بأهمية موقع المرأة
 في المجتمع العربي القديم لدرجة أنها توحي بقوامة النساء على الرجال والتي كانت متبعة في ذلك العصر الغابر.  فإبراهيم يرمي زوجته وإبنه في الصحراء للموت ، فقط لأن زوجته الأخرى وشت بها،  وبهذا يكتسب كل صفات الرجل الأرعن الغير مسؤول . ولكن هاجر بالمقابل تثبت أمومتها ومسؤليتها
 بشموخ وإباء. إبراهيم يدير ظهره لزوجته وإبنه الرضيع ويرجع حيث الحياة الرغدة المريحة ، فتنهض
هي لمواجهة تحدي الحياة القاسية بهمة وبطولة وتأخذ تركض في الصحراء ، ودون أدنى أي علامة
بالإستسلام أو الخنوع إلى أن تجبر إله الكون أن يخرج ما تروي به ظمأ ولدها أسماعيل من صلب الجفاف
 والموت ، وهي بذلك لم تبقي طفلا على قيد الحياة فحسب ، بل حملت على ظهرها تأسييس مدينة مكة ،
 ومن بعدها أمة كاملة. من أجل هذا نصب أجدادنا العرب تمثالي أساف ونائلة بين الصفا والمروة كرمز للخصب
 والحياة، ومن أجل هذا ركضوا كل عام ، وما زالوا ، احتفالا بذكرى تلك المرأة البطلة التي تجسد الأمومة
 والفداء بأسمى معانيها. بالتدريج خسرت المرأة مركز صدارتها في المجتمع العربي الجاهلي ولكن حتى في
 عصر محمد، كان هناك بعض بقايا من قوة نفوذهن في المجتمع. لهذا أتمنى لو كانت هذا الطقس من طقوس
 الحج يسمى بعيد الأمومة أو عيد المرأة.

2-   قصة محاولة إبراهيم ذبح إسماعيل تحمل أيضا معنى ساميا ، خصوصا بالنسبة للقدماء .
علينا فقط أن نتذكر أن تقديم القرابين البشرية للآلهة كان منتشرا في ذلك الزمن، ولهذا أعتبر أن قصة
إبراهيم كانت مظاهرة حية مؤثرة للإيذان بانتهاء هذه العادة الهمجية ، والتي كانت منتشرة في جميع أركان
 العالم بين جميع الحضارات. كان التعويض عن إسماعيل بكبش عظيم بقصة لها هذا الوقع العظيم في النفس ،
 أي والد يذبح إبنه، إعلانا مدويا انتشر عبر العصور أن الله لا تحتاج أي تضحية بشرية من ذلك الزمن فصاعدا.
ويبدو أن لقصة ذبح المسيح على الصليب علاقة بهذه القضية وأن لها نفس المغزى، خصوصا أنها ابتدعت 
من قبل الإغريق، وهم شعب غير سامي لإثبات نفس المبدأ بينهم.
تحياتي.


الموضوع الأصلي

3 comments:

  1. الايات لم تقول ان اسماعيل اخذ كتاب قالت عن داززد فقط واما المبشر تتكلم عن الجاهليه فقط

    ReplyDelete
  2. الرد سهل النبي اسماعيل رسول جاء الي العرب ولكن ليس منهم ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    ReplyDelete
  3. يصبح هناك تناقض إذا كانت الأيتين فيها "أُمَّةٍ" أو الأيتين فيها " قَوْمًا" ايه تقول قوم واخري تقول امه
    قيل المقصود بالقوم كما قال غير واحد من أهل التفسير: قريش ومن حولها من القبائل فهم المخاطبون ابتداء ولم يأتهم نذير قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وأما إبراهيم وإسماعيل فكانا قبل وجود هذه القبائل، فقريش من العدنانيين، وبين عدنان وإسماعيل قرون كثيرة، وكذلك ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ما يقدر بستمائة سنة. وقال بعضهم: المراد بالقوم في الآية الكريمة المعاصرون للنبي صلى الله عليه وسلم إذ هم الذين يتصور إنذاره لهم دون أسلافهم الماضين، قال الألوسي: ولعله الأظهر

    و أن المراد بالأمة في الآيات المثبتة: الأمة العظيمة المعتنى بشأنها ، لذلك وردت في جميع الآيات منونة دلالة على هذا، والآيات التي فيها نفي النذير ورد النفي فيها على قوم وهم أقل من الأمة، حكاه الألوسي عن بعضهم حيث قال:
    وأظن أنك تجعل التنوين في أمة للتعظيم أي وإن من أمة جليلة معتنى بأمرها إلا خلا فيها نذير ولقد بعثنا في كل أمة جليلة معتنى بأمرها رسولاً أو تعتبر العرب أمة وبني إسرائيل أمة ونحو ذلك أمة دون أهل عصر واحد وتحمل من لم يأتهم نذير على جماعة من أمة لم يأتهم بخصوصهم نذير ، ومما يستأنس به في ذلك أنه حين ينفي إتيان النذير ينفي عن قوم ونحوه لا عن أمة فليتأمل.

    قال ابن عاشور في تفسيره:
    {لكل أمة رسول} . فالمعنى: ولكل أمة من الأمم ذوات الشرائع رسول معروف جاءها مثل عاد وثمود ومدين واليهودِ والكلدان. والمقصود من هذا الكلام ما تفرع عليه من قوله: .. فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ.

    وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    ما معنى قوله تعالى: ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ ) وقوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ) وأيضاً الآية: ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ ) ؟
    فأجاب:
    " هذه الآيات لا تتعارض ؛ فإن الله تعالى بعث في كل أمة رسولاً ؛ كما قال تعالى ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ) ...
    فلابد لكل أمة من رسول ، ولكل أمة من نذير ينذرها عذاب الله عز وجل ويبشرها برحمته لمن أطاع .
    وأما قوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ) فالمراد : أن الله تعالى لم يرسل إلى العرب نذيراً قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا ليس من العرب رسول إلا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو دعوة إبراهيم وإسماعيل ، حيث قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
    فلم يبعث الله عز وجل نذيراً إلى العرب إلا محمداً صلى الله عليه وسلم ، بعثه الله تعالى نذيراً ، ولكافة الناس ، كما قال الله تعالى ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)
    " انتهى مختصرا من " فتاوى نور على الدرب للعثيمين " (5/ 2) بترقيم الشاملة .

    ReplyDelete