Saturday, January 15, 2011

نقد العهد الجديد والمسيحية الباب الثاني 3

ما دلالة هذا كله؟ أليس أن مريم شاعت عنها "أمور منكرة" وفق الأخلاق اليهودية،وأن دور يوسف "لاستدراك الفضيحة" جاء بعد فوات الأوان؟

أليس في مواجهة هذا كله يكون من أفضل ما يقال أنه ابن يوسف النجار لدفع الشبهة عن أمه،لو أمكن، والاستناد إلى نسب "مشروع" وفق الشرع اليهودي يستطيع أن يعيش به وسط الناس (اليهود المتخلفين طبعاً والمتعصبين الدينيين)

ناهيك عن تهمة أنها خانت خطيبها مع الجندي الروماني

هذا إذن هو الخيار الأفضل،سواء بالنسبة له أو لأمه،وإن كان دور يوسف غامضاً وغير مفهوم!! ومن ثم جاء قول لوقا:

«ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة،وهو _على ما كان يُظن _ابن يوسف» لوقا3: 23

ولعله كان يود أن يقول: إن هذا كان يقال عنه عند من "يحسنون الظن آنذاك بالأم" !! "لأن ألسنة الآخرين كانت سليطة"،و "تعريضهم كان مراً"،وكم جرعوه من "كؤوس الألم حتى الثمالة"!!

ونخلص من هذا كله إذن إلى أن موقف اليهود المتنصرين (المسيحية المتهودة) والأبيونيين والبوليانيين ومن وافقهم مثل بولس السميساطي،وكيرنثوس وغيره من رفض أسطورة العذرية واعتقادهم بالميلاد البشري ليسوع من رجل وامرأة ،ورفضهم إنجيلي متى ولوقا وقصتهما عن الميلاد العذري، كان له مبرراته وأسبابه المقنعة! وأن قولهم آنذاك بأنه ابن يوسف كان أفضل ما لديهم من خيارات، خاصة وأن يسوع لم يواجه هذا الموقف بكشف الحقيقة عن ولادته من عذراء،واكتفى بالصمت المطبق ولم ينطق بتلك الأكذوبة الكبيرة والأسطورة العجيبة !

ثم إن هناك عاملاً آخر لا ينبغي إغفاله يناقض به الإنجيليان المذكوران (متى ولوقا) دعواهما بالولادة من عذراء،وذلك هو أمر هاتين القائمتين بسلسلة نسب يسوع اللتين أتيا بهما، فهما حقاً تثيران الشك والحيرة، لأنه إذا كان حسب دعواهما قد ولد من عذراء لم يباشرها رجل بالجنس، فالمفروض إذن ألا ينسبَ قط إلى طرف أو شخص ليس له به علاقة نسب أصلاً.

ولكننا نجدهما يذكران هاتين القائمتين بسلسلة نسب (يوسف النجار) الذي ادعيا أنه كان خطيب مريم وقتَ ولادةِ يسوع باعتبار أنها سلسلة نسب يسوع إلى داود.

فنرى الكاتب متى يبتدئ سلسلة نسبه بقوله: «كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم.. ........) إلى أن يختمها بقوله: «ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلِدَ منها يسوع الذي يدعى المسيح») متى1: 1 ،16

أما الكاتب لوقا فيذكر إرسال الملاك «إلى عذراء مخطوبة لرجلٍ من بيت داود اسمه يوسف،واسم العذراء مريم» ويأتي بقوله:

«ويعطيه الربُّ الإلهُ كرسيَّ داودَ أبيه» لوقا1: 27 ،32

ثم يبتدئ سلسلة النسب التي أوردها بقوله: «ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة، وهو على ما كان يُظنُ ابن يوسفَ،ابن هالي،.........إلخ ثم يمضي مرتفعاً بنسبه إلى داود،ثم يواصل إلى أب البشرية الأول الأسطوري الذي دعاه «آدم ابن الله» لوقا3: 23-38

وإن المرء ليتساءل : ماذا عسى أن تكون العلة في ذكر نسب رجل لم يكن المسيح يسوع من صلبه على أن نسب يسوع نفسه؟ إن نسب الأب هو نسب ابنه الذي من صلبه،هذه بديهية لا تنقض،ولا تفتقر إلى برهانٍ،لأن النسب يورَث من الوالد للمولود،ويشهد عليه الأب لابنه، ونسب يوسف النجار مذكور عند متى ولوقا على أنه نسب المسيح المولود في حجره من خطيبته مريم، والنتيجة المرفوضة من المسيحيين والمسلمين إذن،وإن أقرَّها المنطق والعقلانية،أنه أبوه،وأن هذا من صلبه.

ومما يجدر ذكره أن ولا واحد من الأناجيل ذكر مريم أو"العذراء" أو«خطيبة يوسف النجار» على أن لها نسباً في بيت داود كما أرادوا وزعموا ليطبقوا عليه نبوآت الكتاب اليهودي القديم الأسطورية عن المسيح القائد العسكريّ والنبيّ القادم،وإن كان كذلك نسب الأم لا يؤخذ به، والذرية عند كل الشعوب بما فيها الشعب الإسرائيليّ تكون من جانب الذكر لا الأنثى.(انظر كتابهم الذي يسميه المسيحيون العهد القديم)

وإن كان يمكن عمل استثناء ليسوع المعجزة! لكنهم لم يعطوا نسبه من جهة أمه بل من جهة من يعتبرون هكذا اعترفوا أنه أبو يسوع.

ويسترعي النظر ما ذكره لوقا من أن يسوع حين ابتدأ كان له نحو ثلاثين سنة، وهو على ما كان " يُظَنُّ " ابن يوسف،وكذلك إشارة لوقا إلى مواجهةٍ بينه وبين اليهود هكذا:

(22وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هذَا ابْنَ يُوسُفَ؟» 23فَقَالَ لَهُمْ:«عَلَى كُلِّ حَال تَقُولُونَ لِي هذَا الْمَثَلَ: أَيُّهَا الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ! كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ، فَافْعَلْ ذلِكَ هُنَا أَيْضًا فِي وَطَنِكَ» 24وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ.) لوقا4: 22-24

ولم يخبرنا هذا الذي تتبع «كل شيءٍ من الأول بتدقيق» متى تغير،ولماذا تغير هذا "الظن" بأنه ابن يوسف، ومن الذي أخبر به،حتى نتبين درجة اليقين التي يحتملها قوله،كما لا يخبرنا لوقا أيضاً بسر تلك المرارة التي كان يعانيها مسيحه في مواجهة مواطنيه من أبناء مدينة الناصرة،وأقرب الناس إلى العلم بأصله ونسبه،ولماذا كانوا يندهشون منه ويقولون : «أليس هذا ابن يوسف»، كأنهم يعلمون عن "أصله" "دون ما يستأهل المبالاةَ بشأنه"_(وفق معتقدهم اليهوديّ الرجعيّ)_ ولم يفسر لنا قولهم له: «أيها الطبيب،اشفِ نفسكَ»ودواعيهم إلى مشاغبته،ولماذا كان ينسل منهم هارباً دون أن يشغلهم ببعض أعاجيبه ومعجزاته التي كان يصنعها مع مساكينِ كفر ناحوم!



ونجيب نحن على ما لم يجِبْ عليه أصحاب الأناجيل! :

معلوم أن اليهود والمسيحيين مجمعون على وجود المصلوب تاريخياً وهو المسيح ابن مريم ،

وقد نسبه اليهود إلى أب له يدعى(فنديرا) أو (بنديرا) أو (بنتيرا) panthera ،ويصرون على ذكر انتسابه إليه حتى حين يستنزلون عليه اللعنة _كمهرطق مضاد للدين اليهودي هدام له_عند أداء صلواتهم وطقوسهم وأدعيتهم قائلين: «لتحل اللعنة على يسوع بن بنتيرا» !

وهذا الذي ينسبونه إليه جندي روماني زعم اليهود أنه كان على علاقة جنسية بمريم وأولدها إياه

،في نفس وقت خطوبتها مع يوسف النجار!

وتذكر القصة اليهودية أن مريم «عندما حبلت به طردها النجار الذي كانت مخطوبةً له، لأنها اتهمت بـ"الزنا" ،وأنها قد ولدت طفلاً لعسكريّ روميّ يدعى يدعى بانتيرا panthera »

وقالت عن يسوع: «إنه قد نشأ خفيةً وأجر نفسَه كعاملٍ في مصر،وبعد أن جرب يده في بعض قواتٍ سحريةٍ عاد من هناك،وبسبب هذه القوات لقب نفسه إلهاً »15

وتوضح القصةُ ذلكَ باتهامه بأنه :«اخترع موضوعَ ميلاده من عذراء» .

ثم تقول بأنه: «قد وُلِدَ في قريةٍ يهوديةٍ معروفة من امرأة فقيرة في تلك البلاد كانت تحصل على معيشتها من الغزل ،وطردها خطيبها النجار "لاتهامها" بـ"الزنا" ،وبعد أن طردها خطيبها، وهامت على وجهها وقتاً ما،ولدت يسوع في "خزيٍ وعار" ،وهو طفل "غير شرعيّ" ،وإذ استؤجرَ في مصرَ كخادمٍ بسبب فقره،وإذ حصل على قوةٍ لإجراء "المعجزات"، تلك القوة التي يفتخر بها المصريون عاد إلى وطنه منتفخاً جداً بسببها ،وبواسطتها أعلن أنه الربّ « (1)

(1) المرجع: الرد على كلسس _أوريجانوس: ك1 ف28، 32 ،تعريب القمص مرقس داود.

هذه الفقرات من القصة اليهودية أوردها أوريجانوس origen من كبار علماء المسيحية (وُلِدَ سنة 185م،ومات سنة 254 م) في كتابه (الرد على كلسس Contra Celsus ) ،وكلسس هذا فيلسوف يونانيّ كان قد وضع كتاباً (حوالي سنة180م) أسماه (العلم الحقيقي) أو(البحث الصحيح Alethos Logos ) هاجمَ فيه معتقداتِ اليهود والمسيحيين ،وعرَّض فيه للمسيح مستشهداً بالقصة اليهودية التي أوردنا بعضَ فقراتها نقلاً عن أوريجانوس.

وقد عرف المسلمون أقوالَ اليهود في علاقة المسيح بيوسفَ النجارِ حكى بعض من أسلم منهم أنهم يقولون:

«ولده يوسف النجار "سفاحاً"» (1)

(1) إفحام اليهود_السموأل بن يحيى المغربي _ص29



وقد حكى المسلمون القصةَ اليهودية هكذا نقلاً عن اليهود:

«فمنهم من يقول :إنه كان رجلاً منهم يعرفون أباه وأمه،وينسبونه لـ"زانية".. ويسمون أباه "الزاني" البنديرا الروميّ،وأمه مريم الماشطة.

ويزعمون أن زوجها يوسف بن يهوذا لما وجد البنديرا عندها على فراشِها شهرها بذلك،وهجرها وأنكرَ ابنَها» (2)

(2) راجع الإعلام للقرطبي ،وهداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم....وغيرهم

وقد ذكر بعض المحدثين من علماء المسيحيين أن الاعتقاد بالولادة من عذراء أو الميلاد العذري بدأ ظهوره بعد سنة 70م ،وحلَّ محلَ الاعتقاد بأنه ابن يوسف النجار من سنة 150م ،وهنالك شاعت القصة اليهودية التي تدعي "كونه ابناً غير شرعي" من علاقة مريم بجنديّ رومانيّ،ويعتبرونها مختلقة من جانب اليهود متعللين بزعم أنهم لم يكونوا يقولون بها من قبل،ومستشهدين بأن الأناجيل الثلاثة المتشابهة الأُوَل Synoptics لم تذكرنها ،وإن تكن قد وردت عنها إشارة مقتضبة في الإنجيل الرابع الذي يًقال بتدوينه حوالي سنة100م(3)، حيث جاء فيه على لسان المسيح : (أنتم تعلمون أعمالَ أبيكم، فقالوا له: إننا لم نولد من "زنا" ) يوحنا8: 41 !!

(3)A,c.Bouquet : comparative Religion,p.237-238

ولنا أن نقول أن الاحتجاج على بطلان القصة اليهودية بأن الأناجيل لم تذكرها ليس بشيءٍِ، فطبيعي جداً أن تتجاهل وتخبئ قصةً فيها "خدش لشخص أمه ولشخصه" وفقاً للمعتقد اليهوديّ والبدائيّ، و"انتقاص من منزلته"،وتشكيك في أصله ونسبه.

ولا ننسى أنهم حرموا قراءة الكثير من الكتب وأحرقوها ،وقتلوا وعذبوا أصحابها ومالكيها وحرقوهم ومزقوهم.

وطبعاً لن يلذ لهم حكاية شأن مريم و"افتضاحها" بين قومها وخيانتها لخطيبها يوسف النجار وطرده لها وفقاً لإحدى القصص،وفي القصة الأفضل أن يوسف هو من مارس معها الجنس دون زواج وليس غيره.

ومن ثم فاتهام اليهود لمريم،وافتضاحها بين قومها،أمر ثابت الوقوع منذ حملها وولادتها ليسوع، وليس بمستحدث في وقتٍ متأخر من القرن الأول أو الثاني كما يدعي المسيحيون ستراً لما يؤدي من نقض لقصة الميلاد وكشف لتحريف وتحوير الحقائق وتزييفها.

ثم ما المانع من أن يكون صمت اليهود قبل ذلك _لو سلمنا بدعوى هؤلاء _راجعاً إلى السبب الذي ذكرته أناجيلهم،وردده الناس،بأنه (ابن يوسف النجار) حتى لو كانوا يظنون أنه قد يكون من صلب غيره؟ إذ ما حاجتهم إلى الجدل والنقاش لتصحيح وتحري القول في نسب رجل لم يكونوا يبالون بشأنه،ولا ينزلونه منزل الاهتمام والتكريم والكرامة؟ أليس الأولى من ذلك إذن أن يقال إن دافعهم لإذاعة القصة لم يكن عن حرص على تحقيق القول في نسبه فقط،وإنما هو أيضاً _وهو الأهم_ بسبب ظهور الادعاء بولادته من "عذراء" لإنكار كل أبوة بشرية له ،وما رتبوه على ذلك من دعوى تأليهه،فمن ثم نطقوا وأعلنوا ما سكتوا عنه من قبل أو تغاضوا عنه بدافع الازدراء والاحتقار وعدم الاهتمام والاكتراث،أو ربما عدم رغيتهم التجريح في مريم خاصة بعد موتها.

على أية حال فقد ذهب اثنان من أتباع الكنيسة الإنجليزية،وهما البروفيسيرJ.M.Creed ،و الدكتُرDr. H.D.A.Major إلى بعض آراء نراها نحن موافقة لما استخلصناه من دراستنا هذه، وإن كان المخالفون لهما يرونها متطرفة وغير سائغة لديهم.

لقد ذهب هذان العالمان إلى القول بأن يسوع كان مسجلاً على أنه مولود عن رابطة زوجية شرعية كاملة،ثم تم تعديل ذلك حوالي سنة 70 م إلى كونه مولوداً من عذراءَ ميلاداً عذرياً، وعندهما أن البينة الواضحة على ذلك من أسفار العهد الجديد هي فيما أوردته رسالة بولس إلى روما ،وهي أسبق تدويناً من الأناجيل الثلاثة المتفقة،وذلك حيث يقول بولس: «عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد» روما1: 31

كما يدعمان رأيهما بما ورد في الرسالة إلى العبرانيين حيث يقول بولس:

«فإنه واضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا الذي لم يتكلم عنه موسى شيئاً من جهة الكهنوت» عبرانيين7: 14

وما ورد في رؤيا يوحنا،حيث ينسب ليسوع القول: «أنا أصل وذرية داود» رؤيا يوحنا22: 16

وما ورد في إنجيل يوحنا: «وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع بن يوسف الذي من الناصرة» يوحنا1: 45

وما ورد فيه أيضاً: «قالوا :أليس هذا هو يسوع بن يوسف الذي نحن عارفون بأبيه وأمه» يوحنا6: 42

وفي مواضع عديدة من الأناجيل الثلاثة المتفقة الأُوَل حيث يُخاطَب يسوع بأنه: (ابن داود) وحيث يُشار إلى يوسف ومريم على أنهما أبواه. [وقد ذكرت أنا راهب العلم هذه النقطة من قبل في مسألة هل تزوجت مريم من يوسف]

وهنا نعود إلى لقاء يوسف ومريم في وقت الاكتتاب،وحيث تمت أيامها لتضع مولودها،لتحقيق القول في تلك الرابطة الزوجية الكاملة التي أشار إليها المحدثون من علماء المسيحية:

لقد ذكر لوقا أن الخطيبين قد صعدا معاً من مدينتهما "الناصرة" إلى "اليهودية" إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم،لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى.

فلو لم يكونا متفقين على الاكتتاب معاً كزوج وزوجة لما كان هناك من مسوغ لأن يرافقها أو ترافقه إلى حيث بلدته هو، وعشيرته هو،التي يكتتب منتسباً إليها.

ولو افترضنا أنه ذهب برأسه،منفصلاً ومستقلاً عنها وذهبت هي وحدها لتكتتب، لما خرجت من ذلك حتى تضع كلمتها عن الذي تحمله في أحشائها،وتقول له بأبٍ تدعيه حياً أو ميتاً،ولكنها تثبته على كل حالٍ.

ولعل أقرب من تتعلق به آنئذٍ هو خطيبها،لأن احتمال "الشبهة" معه أقرب،و"أدنى إلى التبرير"، ومن ثم يجد يوسف نفسه رضي أم لم يرضَ مشدوداً بأغلالٍ لا مخلصَ له منها إلى الاكتتاب معها ،والقبول بنسبة الطفل إليه.

وهكذا فإن رواية متى،وكذلك رواية لوقا الذي انفرد برواية خبر الاكتتاب ،كلتاهما تبرران القول بأن يسوع كان مسجلاً على أنه مولود من رابطة زوجية كاملة.

أما تعديله بعد سنة 70م إلى ولادة من عذراء(ميلاد عذريّ)،ثم إدراجه بعد سنة150م كعقيدة أساسية من عقائد الكنيسة فقد يرجع إلى أسبابٍ منها:

أولاً: أنه في حدود سنة 70م حدث تخريب الهيكل اليهودي السليماني على يد تيتُس الرومي عقب ثورة يهودية على الحكم الروماني بزعامة ابن كوكبا Bar Cocheba،وبذلك انهارت السلطة الدينية لبني إسرائيل، وتشتتوا خارج فلسطين وهُجِّروا منها،فتحقق الأمان للمسيحيين للجهر بعقيدة الولادة من عذراء،دون خوف أو حذر من اليهود، وتكذيبهم لهم، وتشنيعهم على المسيح وأمه على نحو مؤثر .

ثانياً: أنه في حدود هذه السنة كانت قد انتشرت العقيدة المسيحية أكثر وتصبح لها شعبية أكثر نوعاً.

ثالثاً: حدثت استثارة لجماعات المتهودين المسيحيين القائلين بنفي العذرية ونفي ألوهية المسيح يسوع.

رابعاً: تأسس ركيزة وقوة وظهور لطبيعة العقيدة بعد وضع الأناجيل والرسائل والنصوص للديانة الجديدة مما وطد وثبت أركانها وأعمدتها.

خامساً: كان من الطبيعي إذن،نتيجة للأسباب السابقة،وما حدث من اهتمام جمهور المسيحيين في القرنين الثاني والثالث بالتعرف على حياة مريم وطفولة وحياة المسيح يسوع ،وما كان يسمعه المسيحيون المؤلهون ليسوع من أقاصيص وحكايات وأساطير آلهة الوثنيين الرومانيين واليونانيين، ورغبتهم في أقاويل وأحدوثات وقصص وخرافات مثلها عن المسيح،أن قامت الكنيسة بتدوين بعض الحكايات والخرافات والمعجزات المزعومة بصرف عن الحقيقة التاريخية والحقائق والأحداث الفعلية، بغرض نشر عقيدة ألوهية ونبوة يسوع.

وبذلك سجلت قصة الولادة من عذراء التي جمعت ما قد يكون قليلاً من الحق إلى كثيرٍ من الباطل والأكاذيب التي اختُلِقَت،واختُلِس بعضَها من أساطير الوثنيين الروم والجريك،وخرجت لنا بروايتين خياليتين أسطوريتين لقصة الميلاد.

وهكذا تم القول بولادة المسيح من عذراء ،ليصير منذ سنة150م عقيدة أساسية مسلَّمة من عقائد الكنيسة!



أما ما ورد في قصة الميلاد بإنجيل متى والتي اختطف كاتبها عبارةً من سفر إشعياء الذي كان قبل مسيحهم،وزعم كاتب القصة أنها كانت نبوءة من إشعياء عن يسوع الناصريّ، وهي هكذا حسب اقتباسه:

( 21فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.) متى1: 21-23

وقد اتهمهم اليهود واللادينيون بالكذب والتحريف والتزوير في اقتباس هذه العبارة للاستشهاد بها على ولادةِ صاحبِهم ذلك من "عذراء" لأن الأصل عند اليهود في الكتاب العبريّ ليس به لفظة العذراء تلك، بل فتاة أو شابة (بالعبرية علمة Almah ) ،فقد تكون عذراء أو متزوجة دون تحديد، ثم إنه حسب السياق الواردة به هذه العبارة يتبين أنها لا علاقة لها بولادة المسيح يسوع،بل تتحدث عن زوجة إشعياء النبيّ الشابة ،والتي حسب المعجزة النبوئية المزعومة قبل أن يبلغ وليدها من زوجها إشعياء سن التمييز، يحدث التالي:

(1وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، أَنَّ رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ صَعِدَ مَعَ فَقَحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَتِهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُحَارِبَهَا. 2وَأُخْبِرَ بَيْتُ دَاوُدَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ حَلَّتْ أَرَامُ فِي أَفْرَايِمَ». فَرَجَفَ قَلْبُهُ وَقُلُوبُ شَعْبِهِ كَرَجَفَانِ شَجَرِ الْوَعْرِ قُدَّامَ الرِّيحِ. 3فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ: «اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ، أَنْتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ، إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا، إِلَى سِكَّةِ حَقْلِ الْقَصَّارِ، 4وَقُلْ لَهُ: اِحْتَرِزْ وَاهْدَأْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكَ مِنْ أَجْلِ ذَنَبَيْ هَاتَيْنِ الشُّعْلَتَيْنِ الْمُدَخِّنَتَيْنِ، بِحُمُوِّ غَضَبِ رَصِينَ وَأَرَامَ وَابْنِ رَمَلْيَا. 5لأَنَّ أَرَامَ تَآمَرَتْ عَلَيْكَ بِشَرّ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا قَائِلَةً: 6نَصْعَدُ عَلَى يَهُوذَا وَنُقَوِّضُهَا وَنَسْتَفْتِحُهَا لأَنْفُسِنَا، وَنُمَلِّكُ فِي وَسَطِهَا مَلِكًا، ابْنَ طَبْئِيلَ. 7هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ تَقُومُ! لاَ تَكُونُ! 8لأَنَّ رَأْسَ أَرَامَ دِمَشْقَ، وَرَأْسَ دِمَشْقَ رَصِينُ. وَفِي مُدَّةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً يَنْكَسِرُ أَفْرَايِمُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَعْبًا. 9وَرَأْسُ أَفْرَايِمَ السَّامِرَةُ، وَرَأْسُ السَّامِرَةِ ابْنُ رَمَلْيَا. إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا».

10ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَكَلَّمَ آحَازَ قَائِلاً: 11«اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق». 12فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ». 13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ! هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلهِي أَيْضًا؟ 14وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». 15زُبْدًا وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ، تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا».) إشعياء7: 1-16





--------------------------------------------------------------------------------

15 قارن مع ما جاء في يوحنا: (31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ:«لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ 37إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».) يوحنَّا10: 33-34

وفي متى كذلك: (وَلكِنْ أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَ:«هذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟» 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ». 65فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً:«قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا :«إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ». 67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَ:«تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟». متى26: 60-68


وهناك تحريف آخر أدخله متى على النص الأصلي فقد ذكره هكذا: (ويدعون اسمَه عمانوئيل)، والأصل في إشعياء هو (تدعو) أي الشابة زوجة إشعياء المتعلقة بها النبوءة الأسطورية هي التي تدعو وليدها أنه (عمانوئيل) ،وليس الناس هم الذين يدعونه بذلك.

وقد ناقض متى نفسَه بذلك، إذ كان القول إلى يوسف حسب روايته والقول إلى مريم حسب رواية لوقا؛ هو أن يدعواه أي يوسف ومريم باسم (يسوع) بعلة (أنه يخلص شعبه من خطاياهم) كما ذكر متى،وكلمة يسوع معناها بالعبرية مثل اسم يشوع أي (الربُّ خلاصٌ) .

ولم نعلم أن يوسف أو مريم ،أو أحداً من الناس دعا هذا الناصريَ بأنه (عمانوئيل) إلا متى هذا !!

وقد كان كاتب متى حريصاًَ على أن ينسب إلى مسيحه أنه مولود من عذراء دون البوح بحقيقة الأمر،فمن ثمة استباح لنفسه أن يفعل ما يحسن في عين هواه، كما افتعل في أسطورته الخالدة حين ادعى حدوث مذبحة أطفال بيت لحم التي تستهدف الطفل المسيح، وما كانت هناك مذبحة ولا شيء من ذلك تاريخياً، وإلا لرواها المؤرخون سواء من اليونانيين أو الشاميين أو اليهود. وكان غرضه الاستشهاد بنص في الكتاب اليهودي لا علاقة له بما يحكيه ويخترعه من أسطورة المذبحة الوهمية وأن يسوعه قد تم التبشير به في الكتاب اليهودي.

وما محاولة إشعياء إسناد خبر الولادة من عذراء إلى نبوءة إشعياء السابق ذكرها،إلا محاولة ساذجة للتغطية على وطمس الأحداث الحقيقية .



وبعد

فإن تناقض إنجيلي متى ولوقا في رواية قصة الميلاد،وتناقضهما بادعاء الولادة من عذراء في نفس الوقت الذي يوردان فيه قائمتي نسب له إلى يوسف النجار خطيب مريم ،و"المتهم" من بعض اليهود بأنه هو الذي أحبلَ مريمَ "بعلاقةٍ غيرِ شرعيةٍ" (1) ،

(1) إفحام اليهود_السموأل بن يحيى المغربي: ص29

وادعاء الأناجيل نسب يسوع ليوسف،بالإضافة إلى الشواهد التي أومأ إليها العالمان الإنجليزيان الآنف ذكرهما، وعدم وجود تصريحٍ ليسوع في الأناجيل عن حقيقة ميلاده،رغم معاناته من مواطنيه بسبب ذلك على ما رأيناه في إنجيل يوحنا فيما قدَّمنا، كل أولئك الأسباب تبرر الرفض لقصة الميلاد العذري واعتبارها أكذوبةً سخيفة وغير صحيحة ولم تكن أصيلة بل تم إضافتها فيما بعد للعقائد والنصوص.

_____________________________________________________

ويبدو لنا من مقارنة روايتي قصة الميلاد المذكورتين أنهما تمثلان تصنيفاً لجملة من الأخبار والحكايات التي راجت حول ذلك في تيارين رئيسيين:

أحدهما يحسن الظن بيوسف النجار، ويحاول إثبات براءته من أي تقصير في حماية مريم و"الستر" عليها،وهذا تمثله الرواية بإنجيل متَّى.

والثاني يذهب إلى أنه كان قد تخلى عنها،وتردّد حتى "انكشفت وافتضح أمرها" ولم يحقق ظهوره المتأخر أي فائدةٍ تُذكَر ،وهذا ما ألمحَ إليه لوقا من طرفٍ خفيٍّ، كما أفصحنا عن ذلكَ بجلاءٍ.



ونختتم هذه المناقشةَ بشاهدٍ من التقليد المتناقل بينهم من أقدم عصورهم يؤكد كلَّ ما قررناه.

وقد بلغنا هذا التقليدُ عن طريق رجل قالوا عنه إنه :«كان لاهوتياً ضليعاً وضع كتاباً بعنوان (الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة) أوضحَ فيه طقوسَ الكنيسةِ وتعاليمَها في سطوعٍ وإخلاص، حتى لقد وصفه المستشرق الألمانيّ (جراف) بأنه من كبار العلماء،وبأن كتابه من المؤلفات المسيحية ذات العبارة الفصيحة، ودقة البحث» (1)

(1) قصة الكنيسة المصرية_إيريس المصري _ج2، ص146 ،ط2)

كما أن من رؤساء الكنيسة المعاصرين، ومؤلفيها، من يرجعون إلى كتابه الذي نأتي منه بالتقليد المومأ إليه،وينقلون عنه بالموافقة والتوثيق (2)، وهي شهادة منهم تدعم ضمناً روايته التي نحن بصددها ، إذا لم تواتهم الشجاعة للجهر بإقرارها.

(2) على سبيل المثال :البابا شنودة الثالث: مرقس الرسول _الفصل التاسع في عدة مواضع

والقمص زكريا بطرس: الأرثوذكسية والحقائق الخلاصية: ص31-33

والقمص منقريوس عوض الله: منارة الأقداس: ج2، ص63: 106 ،108 ،117 ،119 ،124 إلخ

وانظر أيضاً الأب جورج شحاتة قنواتي: المسيحية والحضارة العربية ص223-224 _المؤسسة العربية لدراسات والنشر _ بيروت _ حيث يضع تقريراً عن الكتاب وطبعاته المختلفة .

هذا الرجل يدعى حسب تسميتهم له «القبطيّ الأرثوذكسيّ العلامة يوحنَّا بن زكريا المعروف بابنِ سباع» ويذكرون أنه (من علماء القرن الثالث عشر الميلاديّ) حسب الوارد على لسانه في الباب الثالث والثلاثين من كتابه، وكذلك في ختامه.

قال هذا العالم في الباب الثاني والثلاثين من كتابه (الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة) ما هذا نصه عن السبب في صوم الميلاد وهو يبدأ من يوم16 هاتور لمدة43 يوماً:

«وصوم الميلاد المجيد الذي ترتب في أيام البابا الأنبا خريستو ذولوس السادس والستين من باباوات الإسكندرية (سنة762 للشهداء) سببه هو أن السيدة الطاهرة، أم النور مَرْتَ(3) مريم البتول، كانت في الشهر السابع والنصف من حملها الطاهر بالبشارة المملوء خلاصاً للعالم ،قد كثرت تعييراتها من يوسف النجار وغيره بكونها كانت تدعي البكورية، وقد وُجِدَت حُبلى ،فكانت تتفكر دائماً في التعيير، ولذا صامت شهراً ونصفاً باكية حزينة على ما تسمعه من التعيير، ولأنها أيضاً لم تعلم ما ستلده» (4)



(3) مرتَ: معناها بالقبطية أي القديسة ،وهي مؤنث مارِ أي القديس .

(4) الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة: ص54-55

فهذا هو يوسف النجار يعايرها ويتعمد إيلامها بذكر "العار" "الذي لحق بها" وهو اتهام صريح لها "بارتكاب الفاحشة" حسب المعتقد والتشريع اليهوديّ والعوائد اليهودية،وهذه إذن ضربة لصميم الرواية في متى !

وها هي ذي مريم لم تكن تعلم ما ستلده،وهذه إذن ضربة أخرى لصميم الرواية في لوقا التي ادعت أن الشارة المزعومة كانت إليها،وحوار الملاك كان معها، وضربة قاصمة لما التقت عليه الروايتان من كون الملاك أخبرهما_ يوسف ومريم _ بشأن المولود، والعلة في الحمل به، والغاية من وجوده!

وهكذا نرى "عذراوية" مريم ،أو"البكورية" كما في نص هذا التقليد، مرفوضة تماماً،وصارت "تمتضغها الألسنة" حتى من أقرب الناس إليها، مع ما عانته من "خزي وعار".1

[وصوم الميلاد الذي يكون في 16 هاتور، غير عيد الميلاد المجيد للإخوة المسيحيين في29 كيهك(انظر السنكسار).]

__________________________________

(1) ولعلنا نرى من هذا التقليد ما يثبت أمانة المؤلفين الإسلاميين فيما ذكروه من اتهامات اليهود لمريم

،وأن يوسف النجار تنكَّرَ لها،و "شهرها" بالحمل من غيره، ورفضَ ابنَها.

كما ينبهنا أيضاً إلى (حكمة) الصمت في القرآن المحمدي عن أي ذكرٍ أو تلميح إلى صاحبِ مريمَ هذا،رغم ما أنبأنا به من قصتها في سورة منه عرفت باسمها،وكذلك سورة آل عمران،وغيرهما من الآيات في السور الأخرى،وما تعمده فيها من الإبانة والتفصيل، وما ألعنه من افتضاح أمرها بيت قومها، حتى بلغ الإنكار عليها أن تجاوزوا "اتهامها" بـ"الزنا" إلى رميها بالبغاء وهو احتراف التكسب بالجنس مقابل مال مع أي شخص بلا تفرقة أو تمييز،

ولم تشذ جوامع الحديث الصحيح والحسن عن خطة القرآن، فرأيناها هي أيضاً لا تروي عن محمد مؤسس الإسلام شيئاً عن شخصٍ يُدعَى بهذا الاسمِ كان صاحبَ مريمَ أو خطيبَها،رغم ما تعرَّض له حديث محمدٍ من مسالك الدساسين والمدلسين الذين كانوا ينحلون عليه ما لم يكن من قوله .

ورغم هذا لم يرد ذكر يوسف النجار ولا حتى في حديث ضعيف واحد.

ولا يرجع الصمت في القرآن والحديث إلى الجهل بما ورد في الإنجيل عن خطيبِ مريمَ هذا، ولا إلى التجاهل بلا مبرر، وإنما مرجعه إلى أنه لم يكن له دور حقيقيّ مؤثر في سير الأحداث، كما أنه ظهر في دوره المنسوب إليه _ في إنجيل لوقا الذي يتسم بالواقعية أكثر من إنجيل متى _ متأخراً بعد أن "وقع المحظور" و"شاع عن مريمَ ما كانت تخشاه" ،سواء كان ذلك بسببه أو بسبب غيره!!

وهكذا فقد كشفنا وجوهاً من تناقض المسيحية في هذا الأمر الذي جعلوه محوراً من محاور عقيدتهم في تأليه المسيح يسوع وحجة على ذلك.

ونجد أن فرق الموحدين القدماء الرافضين لتأليه يسوع،وبسبب ارتباط دعوى الميلاد العذري بدعوى ألوهية يسوع، رفضوا خرافة الميلاد العذري وقالوا بإنجاب يسوع من جماع رجل وامرأة أي يوسف ومريم ككل البشر،وهم الأبيونيون والبوليانيون وبولس السميساطي وكيرنثوس وغيرهم كـ كربوكراتوس.

___________________________________________________

وهكذا نرى أن القول الذي كان ظاهراً آنذاك، شائعاً ومعترفاً به من الناس ،أنه كان ابنها _أعني مريم_ من يوسف النجار عن علاقة زوجية جنسية شرعية، وقد ظل ذلك بلا جحد أو إنكار حتى سنة 70م التي كانت بداية التفكير والهمس بفكرة الولادة من عذراء، الأمر الذي تأخر كثيراً ،وكان جديراً بإثارة شكوك أتباع المسيحية المتهودة التوحيدية، خاصة أن بولس نفسه وبطرس أكبر التلاميذ الداعيان الكبيران العظيمان إلى المسيحية ماتا قبل ذلك التاريخ ،ولم يذكرا ذلك بل ولا ألمحا إليه أو إلى ما يوحي بأنهما كانا يعلمان تلك القصة في رسائلهم الموجودة بين أيدينا في العهد الجديد!

إن إقرار القول بولادة المسيح يسوع من عذراء كعقيدة أساسية من عقائد الكنيسة لم يتم قبل سنة 150م، وهذا يعني أن هذه العقيدة استوجبت بعض الوقت حتى تتمكن الكنيسة من تهيئة وجدان الشعب حسب لتقبل هذه الأسطورة المضحكة المذهلة!

يقول أحد مفسري الإنجيل وهو الدكتور وليم إدي ،في (الكنـز الجليل في تفسير الإنجيل) _شرح بشارة متَّى 1: 13-16

«إن سرَّ ولادة فادينا من عذراء لم يُفهَم دفعةً واحدة،بل بالتدريج، ولذلك كانت الحاجة إلى ما يدرأ عنه شوائب العار مدةَ بقاءِ ذلك السرِّ مكتوماً، فكان الاحتياج شديداً إلى حجاب الزيجة المكرمة»

وليس صحيحاً أن المسيح لم يتعرض "للعار من جهة أمه" كما يدعي هذا المفسر وغيره، فإن ذلك ثابت بشواهد قاطعة، كما أوضحناه من قبل في مناقشتنا لقضية ولادته من عذراء! وإنما سقنا هذا النص لتسجيل اعترافهم بأنهم قالوا بهذه الولادة من "عذراء" (بالتدريج) لتبرير عدم علمهم بذلك من قبل !!

لقد اقترن القول بالولادة من عذراء بنشاط القائلين بتأليهه لاستثماره على أوسع نطاقٍ ، وهو أمر كان من الطبيعي أن ينفِّرَ الموحدين من الإقرار به حذراً من هذه النتيجة.

ومع ذلك فإن أقلية من الموحدين النصرانيين ،وهو فرقة الناصريين إحدى جماعات الأبيونيين أقروا بولادته من عذراء، لكنهم أصروا على رفض الادعاء له بالألوهية .

وإذن فإنكار الموحدين لعذراوية مريم، وتحديداً لولادة المسيح يسوع من عذراء، كان لتأخر القول به، وحفاظاً على نقاء عقيدتهم التوحيدية المتهودة.



اسمحوا لي أنا راهب العلم كذلك أن أنقل لكم نفس المعلومات من مصدر آخر لمزيد من التأكد والتوثيق،وهو مصدر مسيحي غربي يتحدث عن التلمود وما يحتويه، وهو كتاب (فضح التلمود_ تعاليم الحاخامين السرية_ الأب آي.بي.برانايتس _دار النفائس _بيروت _لبنان ، وهو كتاب موثق بنصوص من التلمود مباشرةً، ص58-61:

(عن المسيح يقول التلمود إن يسوع الناصريّ مجنون ومشعوذ ومضلل،وهو موجود في لجات الجحيم بين القار والنار، أما أمه مريم "فأتت به سفاحاً" من العسكريّ الرومانيّ بانديرا (Pandira) وقد "كانت عاهرةً" ،وإنه _أي المسيح _ لقيَ ميتة حقيرة بشنقه على الصليب في ليلة عيد الفصح عقاباً له على جرائمه وعقوقه..ثم دفن في جهنم، فنصبه أتباعه منذ ذلك الحين "وثناً" لهم يعبدونه.)



جاء كذلك في كتاب (الكنز المرصود في قواعد التلمود) _دار القلم بدمشق ودار العلوم ببيروت _ ص27

(أن يسوع الناصريّ موجود في لجات الجحيم بين الزفت والنار، وأن أمه مريم أتت به من العسكريّ بانديرا "بمباشرة الزنا" .....) إلخ تصريحات عنصرية حقيرة ضد الدين المسيحيّ وأتباعه بعد هذه الفقرة. ومن المزعوم أنه تم ترجمتها في تحقيقات عن محتوى التلمود اليهودي في عهد الملك لويس التاسع في جلسة برئاسة الملكة بلانش في سراي الملك في24 يونيو1240م



نرجو مراعاة أن معظم محتوى المرجع الأخير أعلاه مجرد أكاذيب وتشويه ضد اليهودية من مجموعة جهلة.



انتهت المسألة الثالثة والعشرون
#المسألة الرابعة والعشرون : عقيدة وفكرة (الكلمة) (The Logos) مسروقة ومأخوذة من الفلاسفة اليونانيين الذين كانوا قبل المسيحية ويسوع وكتبة الأناجيل ورسائل الرسل





إن كلمة الكلمة لم تستعمل في الكتاب اليهوديّ العتيق The Jewish Bible or The Old Testament إلا بمعنى ومدلول الوحي الإلهي أو الرسالة النبوية أو الأمر الإلهي،ولم يتجاوز مدلولها هذا الحد من المعنى

وإلى نقيض ذلك كله ذهب صاحب الإنجيل الرابع (يوحنا)، فشذَّ عن المأثور في الكتب النبوية القديمة اليهودية الأسطورية، واستخدم الكلمة Wordبمعنى اللوجوس Logos في وصف المسيح يسوع، عامداً إلى مضمونٍ مخالفٍ، مستسقياً مصادر فكرية أجنبية يونانية من بيئات غربية غريبة عن العقيدة اليهودية كانت سائدةً العالمَ كلَّه وقتئذٍ، وتراثٍ مناقضٍ تمامَ التناقضِ للتراث الديني اليهودي، الذي وُلِدَت فيه واغتذت به وبنت نفسها عليه دعوة يسوع الناصريّ.

لقد نقل كاتب يوحنا مفهومه الشاذ عن الكلمة من الفلسفة اليونانية واضعاًَ إياها كجزءٍ من العقيدة المسيحية دعماً لفكرتها ومعتقدها في تأليه يسوع الناصرة.

فالمضمون الفلسفيّ اليونانيّ عند هيراقليطس Heracletus ،ثم مِنْ بعدِهِ عند الفلاسفة الرواقيين تلاميذ المعلم الفيلسوف زينون ،يجعل (الكلمة) بمعنى اللوجوس أي : العقل الإلهيّ الضابط لحركة الموجودات ،والمهيمن على الكون، باثاً فيه سائر نظمه ونواميسه.،وكان مقصودهم بالكلمة أي الأمر الإلهي.

فلما جاء يوحنا ليكتبَ إنجيلَه، التقطَ تلك الفكرة الفلسفية التي هي رأي نظري فلسفي لا يستمد مضمونه من أي أصلٍ ديني صحيح سواء يهودي أو حتى وثني، وهو تصور فلسفي لا يسوغ في العقل أن يقوم أساساً لعقيدة دينية بنت نفسها على أساس اليهودية ونصوصها، وهكذا اعتمد على تلك الفكرة الفلسفية فكان ما قاله في أول إنجيله مفهوماً جداً وتماماً للمثقفين بالثقافة اليونانية التي كانت سائدةً وقتئذٍ !

وهذا سر حديثه عن الكلمة بهذه الأطروحة العجيبة كما نرى في أول إنجيله والتي لا علاقة لها بأي نصٍّ يهوديّ! لقد جاء بها من الفلسفة اليونانية إذن واعتبرها من المسلمات الدينية ليدعم بها المعتقد المسيحي ويؤيده بعملية دمج مع الفلسفة اليونانية حول معتقد بعض الفلاسفة اليونانيين الوثنيين في كلمة الرب الأزلي أي أوامره الكونية والقدرية وهو عند الوثنيين إله غير زيوس إله الجريكيين والرومان (أو جوبيتور حسب اسمه عند الرومان)،إله خلق الكل وكل الكون والآلهة والبشر وهو إله خفي لا يعرفه أحد. (انظر كتاب مسخ الكائنات للشاعر أوڤيديوس، في مقدمة أوڤيديوس لكتابه_ نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب).

كما نرى فحتى الفكرة الفلسفية اليونانية عن الكلمة التي يستشهدون بها والتي كانت معروفة مشهورة لصفوة المثقفين وعلية القوم وقتئذ ،على عقيدتمهم التأليهية ليسوع، لا علاقة بها من قريبٍ أو بعيدٍ لما يقصدون إليه.

ومضى يوحنا يزخرف هذا التصور ويوشيه،ثم ألقى به على مسيحه معتبراً إياه التجسدَ المحسوسَ لذلك اللوجوس المزعوم !

ومن ثمَّ فهو «عقل» الرب على مقتضى تصورهم !

وحيث أن عقل الرب لا يجوز تخلفه عنه، أو انفصاله دونه، أو أن يكون شيئاً آخر غيره، وإنما هو الرب ذاته، فكذلك هو المسيح !

يقول يوحنا:

(في البدءِ كانَ الكلمةُ، وكانَ الكلمةُ عندَ اللهِ، وكانَ الكلمةُ اللهَ) يوحنا1: 1

(الكلمة) إذن عند يوحنا إنما يراد بها القول بمعلول ذاتيَ لله، وصدور إيجابي عنه، بما ينافي القصدَ والاختيارَ، شأنها شأن الضوء الصادر من الشمس فإذ لا شمسَ بغيرِ شعاعٍ، وإذ لا تمتلك الشمسُ أن تختارَ أو تقصدَ إلى أن تشعَ أو لا تشعَ، فكذلك الحال مع اللهِ حيث تصدر منه (الكلمة) أو اللوغوس.

وهنا الملتقى مع الملحدين القائلين بأزلية المادة والنشوء الذاتي للكون والأفلاك والكائنات، والمنكرين لحدوث فعل من الرب كبعض مذاهب الإلهيين اللادينيين، بخلاف الأديان المعروفة الإبراهيمية الأربع والهندوسية معهم القائلين لله بكمال إرادةٍ واختيارٍ وصفات عنايةٍ وتدبيرٍ.

ثم ذهب يوحنا فاصطنع للكلمة كياناً مستقلاً:

(والكلمةُ صارَ جسداً بيننا) يوحنا1 :14

وهذا تصور عقلي عجيب غير عقلي ولا عقلاني ،لا يطيقه أي عاقلٍ من أي مذهب أو عقيدة.

ثم مضى بعد ذلك فجعلها وحدها قادرة على الإبداع والخلق:

(هذا كان في البدءِ عندَ اللهِ، كل شيءٍ به كانَ ،وبغيرِهِ لم يكنْ شيءٌ مما كانَ) يوحنا1: 2-3

وهنا ندرك فطنة بولس السميساطي مؤسس المذهب البولياني النصراني المتهود التوحيدي، ووعيه بالمفهوم الدخيل على اليهودية والتوحيد لمصطلح (الكلمة) ،والذي تعلَّقَ به مؤلهو المسيح، إذ قال بوضوحٍ ودقةٍ :

« إن جميع معلولات الله تعالى إرادية، وليس له معلول ذاتيّ البتةَ ،لذلك لم يلد، ولم يولد، ولهذا لم يكن المسيح كلمةَ الله» (1)

(1) تاريخ مختصر الدول _ابن العبريّ _ص 76



إنه لا ينكر الكلمة بالمعنى المراد لها في ديانات التوحيد كاليهودية من قبل، ثم الإسلام من بعد، وعند فرق الموحدين النصرانيين، وإنما ينكرها في المضمون الفلسفي اليوناني الدخيل الذي يصادم العقل والعقيدة التوحيدية معاً، بل ويصادم ويناقض فكر الفلاسفة اليونانيين أنفسهم ويضع على لسانهم وفي فكرهم ما لم يقولوه ويتناقض مع المنطق.

انتهت المسألة الرابعة والعشرون

{™انتهى الباب الثاني˜{


انتهى نقد العهد الجديد والمسيحية











مراجع البحث



1- الكتاب المقدس _دار الكتاب المقدس _القاهرة_74ش الجمهورية بجوار ميدان رمسيس

2- العهد الجديد_طبعة خاصة_دار الكتاب المقدّس _القاهرة_رقم الإيداع بدار الكتب المصرية 2594/2000

،والظاهر أنه اسمه العهد الجديد220، وهي طبعة صغيرة الحجم ذات غلاف أسود عليه شمعة في وسط ظلام وشمس أمامها صليب في الظل أو الظلام. وتمتاز بعمل روابط رقمية داخل كل إنجيل على نفس المواضيع في الأناجيل الثلاث الأخرى،وأحيانا على سفر أعمال الرسل، تلك الأرقام موضوعة تحت كل عنوان موضوع من تلك العناوين المجعولة المضافة على النص كتبويب وعنونة للقصص،وهذا مفيد جداً لدراسة اختلافات الأناجيل الأربع وهي مسألة غاية في الصعوبة بدون هذه الطبعة. الطبعة كلَّ مرة لا أجدها في دار الكتاب المقدّس التي هي المصدر وأجدها في دار الثقافة التي في نفس الشارع بعدها بقليل،ولعل ذلك مجرد صدفة.

3- إظهار الحق _الشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهنديّ _مكتبة النافذة_القاهرة_مصر

4- قصص الأنبياء_الشيخ عبد الوهّاب النجار_في موضوع المسيح_مكتبة دار التراث

5- دراستي الشخصية للأناجيل وأعمال الرسل ورسائل بولس وسفر الرؤيا،وكل العهد الجديد.

6- عقائد النصارى الموحِّدين _حسني يوسف الأطير_مكتبة النافذة_القاهرة_مصر

7- البعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي_مكتبة وهبة_القاهرة

8-الإلياذة_ترجمة واختصار دريني خشبة_دار الهلال_القاهرة

9- الأوديسة _ترجمة واختصار دريني خشبة _دار الهلال _القاهرة

10- ديانة مصر القديمة _أدولف إرمان_مكتبة مدبولي _القاهرة

11- آلهة المصريين _والاس بَدْج _مكتبة مدبولي_القاهرة

12- آلهة مصر العربية (جزآن) _د.علي فهمي خشيم _الهيئة المصرية العامة للكتاب _القاهرة.

13- قصة الديانات_أ/سليمان مظهر _مكتبة مدبولي _القاهرة.

14- مدخل إلى نصوص الشرق القديم _ فراس السوّاح _دار علاء الدين _دمشق_ سورية

15- مقالات الأستاذ سواح المصري،عضو منتدى اللادينيين العرب.

16- نقد كتاب اليهودية (العهد القديم) _راهب العلم _منتدى الملحدين العرب.

17- دائرة المعارف الكتابية_ وليم وهبة _نسخة إلكترونية.

18- الإلياذة _ترجمة ونشر المجمع الثقافي بدمشق _وهي ترجمة حرفية لكل الإلياذة كاملةً.


النص الاصلي

بقلم مرشد الى الالحاد

No comments:

Post a Comment