Tuesday, January 18, 2011

الفلســــفـــة النبويــــــة للأشجار والأحجار

الفلســــفـــة النبويــــــة للأشجار والأحجار

بقلم : حيران محتار

الأخوة الزملاء: تحية طيبة:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما نقرأ القرآن أو نقرأ كتب السنة تستوقفنا دائما بعض النقاط الغريبة
والتي نجد فيها حديثا عن بعض الجوامد وكأنها (عاقلة أو واعية) ولكن يبدو أن تأثير الثقافة المحيطة بمحمد ألقت بظلالها على خطابه وفهمه مع نبذه لصرف العبادة لغير الله ولكن لكي أختصر الموضوع فسأقوم بإلقاء الضوء على الموضوع على شكل نقاط حتى تسهل قراءته وفهمه:
ـــــــــــــــــــــــــــ
تمهيد: (لماذا اعتقد محمد بأن الجوامد عاقلة بشكل أو بآخر) 

الأشجار والأحجار والجبال والشمس والقمر والسماء والأرض ...الخ
من المعروف سابقاً عبادة البشر لأحجار وكواكب وجبال وعبادتهم للقمر والشمس وغيرها واعتقادهم بأن هذه الجوامد عاقلة لها أرواح 

أمثلة:

عبدة القمر‏:‏ الجندريكينية زعموا‏:‏ أن القمر ملك من الملائكة يستحق التعظيم والعبادة وإليه تدبير هذا العالم السفلي والأمور الجزئية
http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=241&CID=15#s7
عبدة الشمس‏:‏ الدينيكيتية زعموا‏:‏ أن الشمس ملك من الملائكة ولها نفس وعقل ومنها نور الكواكب وضياء العالم وتكون الموجودات السفلية وهي ملك الفلك فتستحق التعظيم والسجود والتبخير والدعاء
(نفس المصدر)

لنرى أيضا فلسلفة للديانة المانوية عن النور والظلمة:

النور أجناسه خمسة‏:‏ أربعة منها أبدان والخامس روحه فالأبدان هي‏:‏ النار والنور والريح والماء وروحها النسيم وهي تتحرك في هذه الأبدان‏.‏

الظلمة أجناسها خمسة‏:‏ أربعة منها أبدان والخامس روحها‏.‏

فالأبدان هي‏:‏ الحريق والظلمة والسموم والضباب وروحها الدخان وتدعى الهامة وهي تتحرك في هذه الأبدان‏.‏
http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=241&CID=8#s2
أكتفي بهذا القدر من الأمثلة اختصارا للبحث
والحضارات السابقة (للدعوة الإسلامية) مليئة بمثل هذه الخرافات وباعتقاد تكلم الجوامد ووعيها
ــــــــــــــــــــــــــــ
أبدأ أولا بهذا الحديث الذي يضعنا على أول عتبة لفلسفة محمد للجوامد:

إذا كنت في البوادي ، فارفع صوتك بالأذان . فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يسمعه جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر ، إلا شهد له 
الراوي: أبو سعيد الخدري  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: الألباني  -  المصدر: صحيح ابن ماجه  -  الصفحة أو الرقم: 597

فهل يسمع الشجر والحجر حتى يشهد !!!!!!
ليس هذا وحسب بل إن الحجر يستطيع أن يسلم حتى قبل بعثته وهذا مما يؤكد لنا بأن الفكرة متأصلة قبل دعوته واستمرت كذلك ولكن بتصرف 


1785 - إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث . إني لأعرفه الآن 
الراوي: جابر بن سمرة  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: مسلم  -المصدر: المسند الصحيح  -  الصفحة أو الرقم: 2277

ولا ننسى ذكر هذه الآية من القرآن:
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ
فالجبال أيضا عاقلة تسبح وتحب وتفهم وتخشع: 


188019 - إن أحدا جبل يحبنا ونحبه 
الراوي: أنس بن مالك  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: مسلم  -  المصدر: المسند الصحيح  -  الصفحة أو الرقم: 1393

وهنا تفهم وتدرك وتنصاع للأوامر:

114836 - صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فضربه برجله وقال : ( اثبت أحد ، فما عليك إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيدان ) .
الراوي: أنس بن مالك  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: البخاري  -  المصدر: الجامع الصحيح  -  الصفحة أو الرقم: 3686

أما الحجر الأسود فلا ينقصه سوى عينان وأذنان ولسان حتى ينطق ويشهد فإن لم يكن عاقلا وواعيا وأدخل إليه "الإله" العقل ومعطياته ومعلوماته فما فائدة شهادته إلا أن تكون شهادة الإله بواسطة الحجر الأسود :

84600 - و الله ، ليبعثنه الله يوم القيامة يعني الحجرله عينان يبصر بهما ، و لسان ينطق به ، يشهد على من استلمه بحق 

الراوي: عبدالله بن عباس  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: الألباني  -  المصدر: صحيح الجامع  -  الصفحة أو الرقم: 7098

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الحجار والجبال نأتي للشجر:

فنجد أن النخلة لها مشاعر بحيث تتفاعل مشاعرها مع الضمة (النبوية)
ونجد محمد يضمها فهو إذا يعتقد بأن هذه الشجرة عاقلة تتأثر لحد البكاء
عندما تسمع كلام الله :
 


112188 - أن امرأة من الأنصار ، قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه ، فإن لي غلاما نجارا . قال : ( إن شئت ) . قال : فعملت له المنبر ، فلما كان يوم الجمعة ، قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع ، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها ، حتى كادت تنشق ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه ، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت ، حتى استقرت ، قال : ( بكت على ما كانت تسمع من الذكر ) . 
الراوي: جابر بن عبدالله  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: البخاري  -  المصدر: الجامع الصحيح  -  الصفحة أو الرقم: 2095
ــــــــــــــــــــــــــ
نأتي هنا للنار والنار أيضا كانت تعبد أو لنقل تقدس فاعتقد محمد بأنها عاقلة وتستطيع التمييز والكلام ولكن نلاحظ هنالك إهانة لها في هذا الحديث بإدخال الإله قدمه فيها:

تحاجت الجنة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم . قال الله تبارك وتعالى للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار : إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملؤها ، فأما النار : فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول : قط قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا ، وأما الجنة : فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا
الراوي: أبو هريرة  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: البخاري  -المصدر: الجامع الصحيح  -  الصفحة أو الرقم: 4850
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ويجدر بنا ملاحظة إدخال ما كان يعبد إلى جهنم كالشمس والقمر والأصنام:

إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ

101687 - سألنا رسول الله فقلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قال قلنا : لا قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قال قلنا لا قال فإنكم ترون ربكم كذلك يوم القيامة قال فيقال من كان يعبد شيئا فليتبعه فتبع الذين كانوا يعبدون الشمس الشمس فيتساقطون في النار و يتبع الذين كانوا يعبدون القمر القمر فيتساقطون في النار و يتبع الذين كانوا يعبدون الأوثان و الأصنام الأصنام و كل من يعبد من دون الله شيئا فيتساقطون في النار ........
الراوي: أبو سعيد الخدري  -  خلاصة الدرجة: إسناده جيد على شرط مسلم  -  المحدث: الألباني  -  المصدر: كتاب السنة  -  الصفحة أو الرقم: 634

64278 - الشمس و القمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة
الراوي: أبو هريرة  -  خلاصة الدرجة: إسناده صحيح على شرط البخاري  -  المحدث: الألباني  -  المصدر: السلسلة الصحيحة  -  الصفحة أو الرقم: 124
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتى الصحابة كانوا يتخيلون بأن الجوامد عاقلة تسبح:

- عن عبد الله قال : إنكم تعدون الآيات عذابا وإنا كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بركة لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام
الراوي: علقمة  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: الألباني  -  المصدر: صحيح الترمذي  -  الصفحة أو الرقم: 3633

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ

وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ

67784 - الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب ، [ بيديه أو في يده بخراق من نار يزجر به السحاب ] ، و الصوت الذي يسمع منه زجرة السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره
الراوي: عبدالله بن عباس  -  خلاصة الدرجة: حسن على أقل الدرجات  -  المحدث: الألباني  -  المصدر: السلسلة الصحيحة  -  الصفحة أو الرقم: 1872

- خلق الله الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم ، فأخذت بحقو الرحمن ، فقال له : مه ، قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : ألا ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى يا رب ، قال : فذاك . .... الحديث
الراوي: أبو هريرة  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: البخاري  -المصدر: الجامع الصحيح  -  الصفحة أو الرقم: 4830
[/color]
الخلاصة:

إن تأثير الثقافة التي كانت سائدة في ذلك الوقت من كون بعض الجوامد والظواهر الطبيعية لها أرواح أو أنها عاقلة كان له تأثير واضح في خطاب محمد وفي مخيلته ولكنه صرف ألوهية هذه المعبودات من "دون الإله" إلى التسبيح والخضوع "للإله" ولكنه لم يستطع أن يتخلص من هذه الأفكار جملة واحدة وأدخل هذه الجوامد كالأصنام والشمس والقمر إلى النار وكأنه يهين هذه المعبودات وينزل من قدرها
فمن الصعب أن يتخلى العقل عن الموروث جملة واحدة فلا بد أن نجد تأثيرا للموروث في خطابه وفهم صاحبه وآمل قراءة الروابط أعلاه في
فلسلفة الأديان السابقة لما حولنا من جوامد وظواهر طبيعية حتى تتضح الصورة بشكل دقيق للقارئ العزيز

قصة الحضارة:قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الهند وجيرانها -> بوذا -> ماهافيرا والجانتيون
ففي كل شئ ، حتى الأحجار والمعادن، أرواح كامنة، وكل روح تحيا حياتها بغير شائبة تلام عليها
قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الهند وجيرانها -> فردوس الآلهة -> غرائب الدين
لكنهم كانوا يفهمون الأوثان، فيزينونها بالحلي ويطلونها بالطلاء ويرصعونها بكريم الأحجار؛ وكانوا أحياناً يعاملونها كأنها كائنات بشرية فيقضونها ويغسلونها ويلبسونها الثياب، ويطعمونها ويؤنبونها وينيمونها في مخادعها عند خاتمة النهار
تقبلوا فائق تحياتي،،،



الموضوع الأصلي

No comments:

Post a Comment