Tuesday, January 18, 2011

في نقد العقل الاسلامي ..

في نقد العقل الاسلامي ..

بقلم : سيزيف

( 1 )

في كتابه (the varieties of religous experience ) يقوم وليم جيمس بالتمييز  بين منهجين في سبيل دراسة الظاهرة الدينية ..
يدعو الاول محاكمة وجود existential judgement  .. وفيه يقوم الدارس بتقصي طبيعة موضوعه .. اي تركيبه واصله وتاريخه .. وذلك بحيادية تامة ودون احكام مسبقة على الموضوع ( الدين ) محل الدراسة والبحث ..
بينما اطلق على الثاني محاكمة قيمة proposition of values   .. وفيه يقوم الدارس بالبحث في اهمية الموضوع وجدواه .. لكن ذلك النوع من المنهجية في البحث غالبا ما يكون ذاتيا .. اي منطلقا من التصورات والاحكام الشخصية للباحث نفسه ..

والسؤال هنا ..
الى اي مدى يمكن للمسلم ان يلتزم بالمنهج الاول ( المحايد ) عند دراسة الدين الذي يعتنقه هو شخصيا !
ما الذي يعوق الذائقة النقدية له عندما يتعلق الامر بدراسة مجردة للقرآن او السنة !
ما الذي يسلبه القدرة ( او الرغبة ) في التعاطي بصورة عقلانية ومحايدة !
هل يخشى المسلم ( في اللاشعور حتى ) من التفكير العقلاني والنقد .. بما يمكن ان يؤدي اليه ذلك من الشك والكفر !
وهل ساعدت بعض النصوص الدينية ذاتها في انماء والتأكيد على ذلك التوجه .. كراهية الفكر .. تحريم تناول الذات الالهية عقليا .. واحاديث نبوية من عينة ( واذا جاء ذكر القدر فامسكوا ) !

هذا فيما يتعلق بطبيعة تعاطي المسلم مع الاسلام .. ولكن عند النظر الى الكيفية التي يتعاطى بها مع الاخر .. فالامر يكون اسوأ ..
ينطلق المسلم بطبيعة الحال من فرضية ( مسلم بها في نظره ) وهي ان الجميع والكل على خطأ .. وهذا ما يسمى منطقيا بخطأ المصادرة ..
اي تبني احكاما مسبقة على الموضوع محل البحث قبل الشروع في  تناوله اصلا ..
ومرة اخرى .. الا يقوم النص الديني ذاته بالتأكيد على تلك الفرضية وتعميم ذلك الحكم القيمي !
يجب الاشارة هنا الى ان تلك النقطة تشترك فيها جميع الاديان ( الابراهيمية ) .. اي تخطيء وتضليل الاخر .. وذلك رغما عن ادعاء وحدة المصدر الالهي ..
تلك الاشكالية العميقة .. اي اختلاف بل وتناقض النتاج الديني لمصدر واحد هو الذات الالهية .. ماذا يعني منطقيا !
ايهما افضل واجدى من الزاوية الغائية .. دين ومنهج واحد يبشر به العديد من الانبياء !
ام اديان ورسالات مختلفة ( شكلا وتفصيلا ) تؤدي في نهاية الامر الى الاختلاف حتى حول طبيعة وتسمية المصدر الالهي ذاته !

عند النظر الي الطريقة التي تعاملت بها الادبيات الاسلامية مع تلك المعضلة نجد ان الامر لا يخلو من النقد ..
 ( الدين واحد .. الانبياء كلهم مسلمون .. ما حدث هو ناتج تحريف البشر انفسهم لديانتهم )
غالبا ما تكون تلك الاجابة النموذجية اسلاميا عندما يتطرق الحديث الى الاخر ..
فهل هي كافية .. او حتى منطقية !
.................



بقلم : القناص العربي


الزميل سيزيف

دائما كانت لي نظره خاصه في هذا الموضوع

اقتباس

الى اي مدى يمكن للمسلم ان يلتزم بالمنهج الاول ( المحايد ) عند دراسة الدين الذي يعتنقه هو شخصيا 

 
أنا لست متخصص ولكن كل شيء لا بد أن يتبع منطق وتسلسل فكري على نسق متجانس.

الدين الاسلامي تطور على سابقيه في ادخال عنصر التشامل بين العناصر واللبنات المكونه للدين. وهذا ما يجعل الدين الاسلامي مختلفا.

يعني استطاع محمد عمل درع حول سريان الافكار يشبه الدرع الذي يصنعه الفايروس عندما يستقر في الخليه ويتمكن من السيطره عليها.

ميكانيكية هذا الدرع ال "sheild" يتمحور في

1-الحقيقه المطلقه
2-التفويض من الله
3-كراهية الاخر "التي جائت من المجتمع القبلي ومؤخرا من الوهابيه وليست بالضروره محمديه الاصل" بل في نظري لم يكن محمدا داعيا الى العنصريه
4-الحدود الشرعيه التي ينشأ معها دماغ الطفل المسلم داخل سياج من "أفعل" ولا "تفعل" تغذيه الوهابيه العنصريه. فيما بعد تتكون القنوات التي لا يمكن أن تخرج عنها بنات الافكار ومن هنا أنتفى الابداع الاسلامي.


في نظري عامل "الحقيقه المطلقه والتفويض الالهي" لايترك أي فرصه لمجادلة الاخر. ثم يلي ذلك العنصر الثالث والرابع وهما كراهية الاخر ثم الحدود الشرعيه التي أعاقت عملية الصولان واجولان داخل الدماغ. الدماغ البشري تلك الاداه العجيبه قد عطلت لدى المسلمين.

تحياتي





بقلم : الملحد الاول 


العزيزين سيزيف والقناص..

جذبت (بضم الجيم) الى هذا الموضوع وأشكر الأخ سيزيف على التطرق له ..

برأي ان الموضوع أشمل من ذلك ..

أعتقد ان السبب الحقيقي يعود على اسلوب المنظومة الحاكمة..

فكما نرى الأنظمة الحاكمة في الدول الاسلامية وكل على طريقته يحاول بشتى الطرق تثبيت و تشريع حكمه بالارتباط بالرسالة المحمدية او بتشريع الحكم الاسلامي كمبدأ الخلافة والشورى.. الخ

اعتقد ان السبب الحقيقي المخفي هو عدم وجود وملاحظة الرأي الآخر في الدول العربية والاسلامية ..

ان الانظمة الحاكمة وبمساعدة وتشريع اصحاب المقام الديني كمرجعيات اسلامية فقهية قد أفقدت شعوب هذه الدول لملاحظة ومعرفة الرأي الآخر .. فصودرت الابحاث والكتب والدراسات على مر التاريخ ولم يسمح بدخولها فعم الاتجاه الفكري الواحد الذي يتماشى مع الاتجاه العقائدي المراد تثبيته في هذه الدولة..

وان لاحظنا الثورة الفكرية ومجالات التصحيح العلماني والتي بدأت تنتشر كالنار في الهشيم بعد دخول الشبكة العالمية (الانترنت) فأصبح من المستحيل على صناع القرار وأصحاب المرجعية الدينية فرض ما يتماشى مع العقيدة السائدة في الدولة .. وبدأت الكتب والدراسات والنشرات ذات الرأي الآخر والمخالف في الدخول الى المحيط الشعبي تدريجيا وبطريقة تتماشى مع التقدم النوعي في استعمال تكنولوجيا الحاسوب والانترنت.. وبرأي ان هذا أدى الى تأزم الاتجاه الديني المحافظ والذي لاحظ التوجه العلماني باستخدام العقل والمنطق وفرض التساؤلات المنطقية المدعمة باسنادات اسلامية والتي لم تستطع المرجعيات الدينية تبريرها .. فتأزمت الأتجاهات الدينية المحافظة وانبثقت عنها جماعات اسلامية تتهم الغير بالتهجم على دين الله الصحيح .. فظهرت الحاجة للرجوع الى اساليب الدعوة الاسلامية في بداياتها .. نشر الرعب واستخدام السيف وقتال المشرك وقتل المرتد.. الخ .. وهو ما أعاد الجهاد الى الصورة .. فكما ان الانترنت فتح ابواب الرأي الآخر لتدخل الى الشعوب .. ايضا فقد فتح ابواب التجمع للاتجاهات الدينية المحافظة التي بدأت تخاف على وجودها وشرعيتها .. فبزوال الاسلام سيزول كل تواجد لهذه الاتجاهات .. برأي ان احد الاسباب التي ادت الى وجود الارهاب الاسلامي هو هذا الأمر .. الخوف من زوال الدين الاسلامي..

أعتقد ان فقدان وجود الرأي الآخر في المحيطات الأسلامية والعربية التي كانت محاصرة بنظام الرأي العقائدي الواحد قد أدى الى ارساء مفاهيم قد ثبتت على انها الحقيقة المجردة الوحيدة على مر التاريخ ..

أنا أجزم ان الدين الاسلامي سيكون أضعف مما عليه الآن بألف مرة ان اعطيت الفرصة لتداول الرأي الآخر بين الشعوب وفتح النقاش حوله قبل 50 او 100 عاما

وأعتقد ايضا ان مسيحي الشرق وخاصة الأقباط قد اسهموا بطريقة جذرية في فتح قنوات الايضاح للغرب حول حقيقة ماهية الاسلام فأصبحت كثير من المرجعيات المسيحية القبطية تبرز وتنشر هذه الحقيقة وكانت من اهم المبادىء التي استندت عليها دول العالم باعتبار ان الاسلام هو عدو البشرية الأول والذي لا بد من تحجيمه ..

فالملاحظ ان الاتجاهات الفكرية الغربية وحتى العلمانية الاسلامية والتي تستخدم المنطق الفكري والذي احيانا يكون خاطئا وأحيانا كثيرة يكون صادقا .. فانه يصطدم برد فعل اسلامي عاطفي وليس منهجي أو فكري (قليلا بحيث لا يذكر) فكل ردود الفعل الاسلامية كانت عاطفية ولا منهجية وتحريضية وتتسم بارهاب الآخر باستخدام القوة (الخوف)..

الرسوم الدنماركية.. ما قاله بابا الفاتيكان.. ما قالته اسبانيا.. مسألة الحجاب الاسلامي في دول اوروبا.. مسألة التنصير في افريقيا.. الوضع القبطي في مصر .. لننظر الى ردود الفعل الاسلامية ... كلها تجتمع في تحريض الشعوب الغير مثقفة (الا بالاسلام) و استخدام الشغب والقوة في ليس فرض اتجاه فكري ثابت وانما تخوبف الآخر باستخدام العنف.. حرق كنائس .. قتل راهبات .. اختطاف مسيحيات في مصر مع سكوت وتغاضي الدولة.. (هذا ما اتناوله وسأتناولة في مقالي المنشور في منتدى مقالات - الطريق الى هرمجدون- وهو تحت النشر رويدا رويدا) )

الاسلام يستخدم الديمقراطية الغربية لنشر الدين الاسلامي و يرفض استخدام اي نوع من ديمقراطية الحوار حول ماهية الاسلام ..

الاسلام لا يدرك ان العالم قد صحا على دور الاسلام في المجتمعات الغربية وهذا ما يؤرق الاسلام.. ولاثبات هذا .. انظروا حول مدى الاختلاف في التوجه الديني الموجود في البلاد الاسلامية وحول الترجمات الاسلامية التي تقوم بشطب كثير من الآيات والمفاهيم الاسلامية عند نشر هذه الكتب والدراسات في الغرب..

حقيقة ...
ان الد أعداء الاسلام الآن هي شبكة الانترنت..

تحياتي  flowers





بقلم : سيزيف 



اقتباس
اعتقد ان السبب الحقيقي المخفي هو عدم وجود وملاحظة الرأي الآخر في الدول العربية والاسلامية ..


بل ان تلك الخطيئة هي نتيجة للمنهجية الاسلامية التي تنفي ولا تعترف بالآخر ..


اقتباس
وأعتقد ايضا ان مسيحي الشرق وخاصة الأقباط قد اسهموا بطريقة جذرية في فتح قنوات الايضاح للغرب حول حقيقة ماهية الاسلام فأصبحت كثير من المرجعيات المسيحية القبطية تبرز وتنشر هذه الحقيقة وكانت من اهم المبادىء التي استندت عليها دول العالم باعتبار ان الاسلام هو عدو البشرية الأول والذي لا بد من تحجيمه ..


لا استطيع ان انظر الى تلك المحاولات لمسيحي الشرق خارج هدفهم المتمحور حول فكرة الصراع ايضا مع الاخر ..
بمعنى ان الدافع هنا ليس الرغبة في اقتناص الحرية الفكرية او تسييد العلمانية حتى .. وبالتأكيد ليس الهدف هو اصلاح او الارتقاء بالخط الاسلامي ..
المحرك لتلك المحاولات ( الغير بريئة احيانا ) هو الرغبة في الاعلاء من شأن المسيحية على حساب المنافس المزاحم لها وهو الاسلام ..
يدخل في ذلك الاطار محاولات تبني خرافة التسامح والانسانية العالمية مقابل الدموية والارهاب للآخر ..
هو في النهاية صراع ايدولوجيات مقيت !


اقتباس
الرسوم الدنماركية.. ما قاله بابا الفاتيكان.. ما قالته اسبانيا.. مسألة الحجاب الاسلامي في دول اوروبا.. مسألة التنصير في افريقيا.. الوضع القبطي في مصر .. لننظر الى ردود الفعل الاسلامية ... كلها تجتمع في تحريض الشعوب الغير مثقفة (الا بالاسلام) و استخدام الشغب والقوة في ليس فرض اتجاه فكري ثابت وانما تخوبف الآخر باستخدام العنف.. حرق كنائس .. قتل راهبات .. اختطاف مسيحيات في مصر مع سكوت وتغاضي الدولة.. (هذا ما اتناوله وسأتناولة في مقالي المنشور في منتدى مقالات - الطريق الى هرمجدون- وهو تحت النشر رويدا رويدا) )


عزيزي .. اولا ليس مناسبا او منطقيا الجمع بين الرسوم الدانمركية وخطبة بابا الفاتيكان والحجاب من جهة ..  والتنصير والوضع القبطي في مصر من جهة اخرى ..
الحزمة الاولى تتعلق باشكاليات حرية التعبير والرأي والمقدس و.. و ..
بينما تصب قضية الاقباط المصريين في اتجاه مفارق تماما .. حرب اهلية وتمزق وطن ..
وعندما نتحدث عن الدولة يجب اولا ان نتفق على بديهيات تسهل من عملية فهم الوضع الآني وتحولاته ..
اولى تلك البديهيات فساد السلطة .. عدم شرعيتها من الاساس .. انقيادها الاعمى والفاضح للتوجهات والاملاءات الامريكية ( وحاليا الصهيونية )
فطنت الكنيسة المصرية في الوقت المناسب للعبة .. وللأسف التقطت نفس الخيط .. الضغوط الخارجية  ..
وفي تحول البابا شنودة الاخير واعتصامه على خلفية ازمة وفاء قسطنطين مثال واضح على الخط الجديد الذي تتبناه الان الاوساط المسيحية في مصر ..
لا يمكنني ابدا ان انظر الى شخصية مثل مايكل منير على انه يريد خيرا لمصر ..
ومهما حقق المسيحيون من مكاسب وهمية وقتية فالخسائر على المدى البعيد اخطر .. بل هي مفزعة ..
بقى ان اقول ان الكثيرين من عقلاء وشرفاء المجتمع المسيحي المصري يرفض وبشدة اي تدخلات او استعانة بالخارج المتربص دوما .. بل ان بعضهم قد غامر بالجهر في صدامه مع الكنيسة ذاتها .. ميلاد حنا مثال .
الحديث هنا يطول وليس مكانه !


 تحياتي لك .





( 2 )

للاجابة على مثل تلك التساؤلات ( وغيرها ) سيكون من الافضل اتباع المنهجية الاولى في البحث .. محاكمة الوجود ..

ومن البديهي ان يأتي استنطاق المقدس ذاته بالتوازي مع ما يؤدي اليه من استدلالات منطقية كنقطة انطلاق لا تنفصل عن الموضوع ذاته محل البحث ..

المقدس هنا اعني به ..
اولا : القرآن
ثانيا : السنة


بدايات التحريم ..


اقتباس
7375 ـ حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا سعيد، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شىء لم يحرم، فحرم من أجل مسألته ‏"‏‏.‏


المصدر :
صحيح البخاري ..
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ..
 باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه .  


في الحديث الاول يخبرنا النبي محمد بأمر قد لا يخلو من الغرابة والطرافة في آن ..
وهو كون الفعل الالهي وفي اكثر تنويعاته خصوصية ( التحريم ) قد يجيء كمجرد ردة فعل لتساؤل ما قد دار في ذهن احد مخلوقاته !
لاحظ ايضا تعبير ( اعظم المسلمين جرما ) .. بلغت هنا كراهية التساؤل وتحريمه حدا جعله حتى اشد وطأة من الكبائر الاسلامية كالزنا وشرب الخمر والقتل !
لماذا !
ما هي تلك اللعنة التي يحملها التساؤل ( خارج النص ) وتستجلب كل ذلك الغضب الالهي !
ربما يخبرنا الحديث التالي بأجابة ما :

اقتباس
7382 ـ حدثنا الحسن بن صباح، حدثنا شبابة، حدثنا ورقاء، عن عبد الله بن عبد الرحمن، سمعت أنس بن مالك، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شىء فمن خلق الله ‏"‏‏.‏

( نفس المصدر )

فطن النبي ( ومن قبله الاله الاسلامي ) الى منطقية ورود اسئلة من هذا النوع الى العقل البشري ..
وبدلا من ان يحاول الاجابة عليها بما يدفع بالطمأنينة في نفس المتسائل واليقين في ايمانه .. هدده ولوح له بالتحريم !
والسؤال هنا يبرز على الفور ..
 لماذا لم يحاول الاله ان يجيب على اسئلة من ذلك النوع !


( 3 )


تابع بدايات التحريم ..



تستند النواهي والزجرات النبوية عن الجدل واعمال العقل الى النص الاعلى وهو القرآن كمرجعية وحجة في آن واحد ..

الجدل مساوي تماما للكفر .. او هو احد مظاهره !

وردت كلمة الجدل ( ومشتقاتها ) حوالي ( 17 ) مرة في مواضع وايات لسور مختلفة من القرآن ..
الا انها كانت جميعا تحمل نفس الحكم الالهي وهو التخطيء والنقد والتكفير !

اقتباس
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
سورة الكهف .. آية 54



اقتباس
يقول تعالى: ولقد بينا للناس في هذا القرآن ووضحنا لهم الأمور وفصلناها كيلا يضلوا عن الحق ويخرجوا عن طريق الهدى, ومع هذا البيان وهذا الفرقان الإنسان كثير المجادلة والمخاصمة المعارضة للحق بالباطل إلا من هدى الله بصره لطريق النجاة.
تفسير ابن كثير



رغم الاعتماد هنا على افضل التفاسير القرآنية المتاحة واعلاها مكانة لدى المسلمين الا ان التفسير نفسه يظل بحاجة الى تفسير !
اولا .. اذا كان القرآن بالفعل يحوي بين ضفتيه الاجابات الصحيحة والكافية للتساؤلات الممكن ورودها بذهن المتلقي .. فلماذا اذن يشعر ذلك المتلقى باستمرار احتياجه الى المزيد .. وبالتالي يلجأ الى التساؤل والجدل !
ثانيا .. ما فائدة ان تفصل الحقائق والايات بالكتاب وان تخلق للانسان عقلا .. ثم يظل الوصول الى الصواب مرهونا بالمشيئة الالهية .. اي من هدى الله بصره !
ثالثا .. الا توحي جملة ( وكان الانسان اكثر شيئا جدلا ) بانطباع خطير كون تلك الجدلية المقيتة بالانسان هي من صميم صفاته وهي في نفس الوقت خارجة عن الرضا الالهي !
خلق الله كل واي شيء لعلة وغاية .. فلماذا خلق الانسان مجادلا اذا ما كان هذا الجدل نفسه حجر عثرة في سبيل وصول رسالته اليه !


عقل .. ام غرائز !



اقتباس
وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا
سورة الكهف .. آية 56


اقتباس
قال تعالى: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين} أي قبل العذاب مبشرين من صدقهم وآمن بهم, ومنذرين لمن كذبهم وخالفهم, ثم أخبر عن الكفار بأنهم {يجادلون بالباطل ليدخصوا به الحق} أي ليضعفوا به الحق الذي جاءتهم به الرسل, وليس ذلك بحاصل لهم, {واتخذوا آياتي وما أنذروا هزواً} أي اتخذوا الحجج والبراهين وخوارق العادات التي بعث بها الرسل وما أنذروهم وخوفوهم به من العذاب {هزواً} أي سخروا منهم في ذلك وهو أشد التكذيب.
تفسير ابن كثير



لو جال بخاطرتك افضلية استبدال او اضافة كلمة ( مقنعين .. مبرهنين ..... ) الى ( مبشرين .. منذرين ) لكنت قد وقفت تماما على مأساة العقل في الاسلام !

تعطي تلك الاية نموذجا كاملا عن منهجية التعاطي الاسلامي مع متبعيه .. التبشير والانذار .. اي الاغراء والاغواء والوعد من جهة .. والتخويف والترهيب والوعيد من جهة اخرى .. وتبدو كلمات من قبيل الاقناع .. البرهان .. الاثبات غائبة على الدوام من مشهد الخطاب الالهي !
فهل يصبح من التطرف القول بأن الاسلام دين يخاطب في الانسان الغرائز وليس العقل !

هذا على الرغم من ان الحديث لم يتطرق بعد الى الحور العين وانهار العسل والخمر .. وتلك سيكون معها وقفة اكثر تفصيلا بما يتفق مع سياق البحث ..

بالطبع فأن الرد الجاهز كمقولة معلبة من اربعة عشر قرنا سوف يتمسك بحقيقة كون الدعوة الى التعقل والتفكر والتدبر قد ملأت صفحات القرآن في غير موضع ..
الا ان النظرة المتفحصة الى طبيعة ذلك الامر ( الجميل ) سوف تكشف لنا عن كونه في حقيقته مفرغا تماما من فحواه المنطقي ..





الموضوع الأصلي

No comments:

Post a Comment