Tuesday, January 18, 2011

إلتزام صارم بالقسوة

إلتزام صارم بالقسوة

بقلم : Abu Lahab


الزملاء الأعزاء:
استغربت جدا عند عثوري بالصدفة على الأحاديث التالية. وسبب استغرابي أن إله محمد يحكم فيها على آمنة بنت وهب ، أم محمد، بالكفر وبالتالي عذاب النار، بالرغم من أنها لم تعش لتسمع بدعوته. ويتبع هذه الأحاديث إدانته لعمه أبي طالب وجده عبد المطلب بالكفر ، وقد كان هذا سببا في تخلي أبولهب عن جواره . وبعد ذلك يدعي المسلمون بأنه جاء رحمة للعالمين.

تحياتي


جاء في السيرة النبوية لإبن كثير


عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: انتهى النبي إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله فجعل يحرك رأسه كالمخاطب، ثم بكى. فاستقبله عمر فقال ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال:" هذا قبر آمنة بنت وهب استأذنت ربى في أن أزور قبرها فأذن لى، واستأذنته في الاستغفار لها فأبى على، وأدركتني رقتها فبكيت ".
وفي رواية أخرى:
فجاء، أي الرسول، فجلس إلينا فقال: " أفزعكم بكائى " ؟ قلنا نعم ! قال: " إن القبر الذى رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب، وإنى استأذنت ربى في زيارتها فأذن لى، واستأذنت ربى في الاستغفار لها فلم يأذن لى فيه، ونزل على   (ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم، وما كان استغفار إبراهيم لابيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لاواه حليم (1)) فأخذني ما يأخذني الولد للوالدة من الرقة، فذلك الذى أبكاني ".
وعن أبى هريرة قال: زار النبي قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله ثم قال: " استأذنت ربى في زيارة قبر أمي فأذن لى، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لى، فزوروا القبور تذكركم الموت ".
وعن أنس، أن رجلا قال يا رسول الله أين أبى ؟ قال: " في النار " فلما قفا دعاه فقال: " إن أبى وأباك في النار ".
وعن عامر بن سعد، عن أبيه قال: جاء أعرابي إلى النبي  فقال: إن أبى كان يصل الرحم، وكان وكان، فأين هو ؟ قال: " في النار ".قال: فكأن الاعرابي وجد من ذلك، فقال: يا رسول الله أين أبوك ؟ قال: " حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار ".


وجاء في الروض الأنف


زَارَ قَبْرَ أُمّهِ بِالْأَبْوَاءِ فِي أَلْفِ مُقَنّعٍ فَبَكَى وَأَبْكَى وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَفِي الصّحِيحِ أَيْضًا أَنّهُ قَالَ اسْتَأْذَنْت رَبّي فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمّي ، فَأَذِنَ لِي ، وَاسْتَأْذَنْته أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا ، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي وَفِي مُسْنَدِ الْبَزّارِ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ أَنّهُ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - حِينَ أَرَادَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِأُمّهِ ضَرَبَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلَامُ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ لَهُ لَا تَسْتَغْفِرْ لِمَنْ كَانَ مُشْرِكًا ، فَرَجَعَ وَهُوَ حَزِينٌ .


وجاء في أخبار مكة للأزرقي


عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، أنه قال : مر رسول الله  بالأبواء ، فعدل إلى شعب هناك فيه قبر آمنة ، فأتاه فاستغفر لها ، واستغفر الناس لموتاهم ، فأنزل الله عز وجل : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين (3) ) الآية ، إلى قوله عز وجل : ( وعدها إياه (4) )


وجاء في أخبار مكة للفاكهاني:


« هذا قبر آمنة بنت وهب الزهرية أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإني سألت ربي أن يشفعني فيها ، وأنه أبى علي »


قبل بضعة سنوات، توفي والد أحد أصدقائي الهنود، وكنت عندها خارج مدينة سكني ، فاتصلت به لتعزيته ومواساته. بعد أن انتهيت ، اتصلت بزميل مسلم يعرفه لأخبره عن الوفاة ، ظانا أنه سيرغب في مجاملة صديقنا الهندوسي المشترك. ولدهشتي جن جنون صاحبي المسلم عندما علم أني عزيت الهندوسي وعنفني (ولم يكن يعلم بموقفي عن الإسلام) بشكل كبير لأني عزيت بإنسان كافر.

عند الخوض في نقد الإسلام، هناك قضية مهمة يجب أن نجعلها دائما في خلفية وأسلوب النقاش ، ولكن لأسباب كثيرة ، منها قلة الوقت وطبيعة وصعوبة الموضوع ، فإن هذه القضية تختفي أحيانا تماما. وهذه القضية هي أنه يجب تجنب (في مثل هذا المنتدى) الكتابة عن " التاريخ" كمساق علمي، وللأسباب التي تفضلت بذكرها أعلاه في ردك على مداخلتي الأولى.

لقد أعجزت نصوص التاريخ الإسلامي المدونة كبار المؤرخين المتفرغين للتوصل إلى سرد تاريخي علمي محقق ، فما بالك إن حاولنا نحن الهواة التصدي لكتابة هذا التاريخ؟ وسبب الصعوبة معروف وهو التناقض المتفشي في النصوص والذي نتج عن عبث المحرر الإسلامي المتدين والمتعصب لمذهبه، وكما تعلم ، أدت الحروب الأهلية المريرة التي دارت رحاها بين المذاهب والفرق الإسلامية المختلفة في القرون القريبة من "بعثة" محمد  إلى وتعدد الروايات وتناقضها. وتعطي المؤلفة Patricia Crone ملخصا ممتازا حول هذا الموضوع في كتابها Slaves on Horses وأعتقد أيضا في كتابها Hagarism  والمترجم إلى العربية تحت إسم الهاجريون.

ولهذا فإني أعتقد أنه يجب علينا أن نلتزم ما أمكن بتجنب كتابة التاريخ الإسلامي ، وأعني بذلك محاولة التوصل لحقيقة ما حدث بالفعل وبدقة في ذلك العصر الغابر. لقد عاش محمد حياته وجاهد في عصره حسب ما جبله عليه ذلك العصر ، ولكن ما وصلنا عبر القرون لا يعكس إلا نسبة ضئيلة لحقيقة أحداث حياته.

إذن ما الذي نكتبه في هذا المنتدى؟ في رأيي أننا نكتب عن "كائن" حي معاصر يعيش معنا ، ويتنفس معنا ، ويحاول أن يكبت أنفاسنا وأن يطمس على عقولنا، وهو يستمد حياته من هذا الركام الهائل من الكتب الصفراء والتي تجمعت في تراثنا وحضارتنا عبر أربعة عشر قرنا .  لهذا فإننا عندما ننقد ونحتج ونتخاصم ، فإننا لا نختلف حول "الحقائق" التاريخية التي حصلت قبل أربعة عشر قرنا، لأننا ببساطة لا نعلم إلا إقلها، ولكننا في الحقيقة نجهد أنفسنا في صراع مع هذا الوحش الحي الذي يسكن في "قلوب" أخوتنا المسلمين، وهذا الكائن/ الوحش يؤثر يوميا ولحظيا على جميع نواحي حياتنا وهو بذلك ليس موضوعا أكاديميا نتسلى ونعبث به ، ولكنه القضية الأساسية التي ترسم واقعنا وتخطط لنا مستقبلنا.

ولعل المثال الذي كتبته أعلاه عن قصتي مع صديقي الهندوسي نتج عن الحديث والآية المؤيدة له موضوع الشريط، ولهذا لا يهمني شخصيا إن كانت حادثة إحجام محمد عن الإستغفار لوالدته قد حدثت بالفعل أم لا، لأن ما يهم ، وبشكل أعظم، هو أن هذه الحادثة جزء حي معاصر من تراث وحضارة شعبنا، ومثلها قصص شق صدر محمد، والطير الأبابيل وسحابة محمد الشخصية ، وأيضا قذف الجن بالشهب المحرقة ، وطيرانه على البراق إلى بيت المقدس ، وإلى آخره من الأساطير التي لا زالت تعيش معنا وكأنها حقائق يجب أن نقحمها في حلوقنا إن أردنا أن يرضى علينا الجزء الأعظم من أمتنا. وطبعا يتفرع من هذه القصص القوانين الإجتماعية والسياسية البدائية التي لا زلات تحاول أن تقودنا في كل جزء من حياتنا.

ولهذا يجب أن نكتب لننسف هذه المعتقدات ، ولننفيها من ضمير ووجدان إمتنا ، بغض النظر عن حقيقتها التاريخية ،  لعلنا نقوم بواجبنا في تحرير شعبنا من هذا السجن المحمدي الذي كبلنا لأربعة عشر قرنا.





الموضوع الأصلي

No comments:

Post a Comment