Saturday, January 15, 2011

نقد كتاب اليهودية العهد القديم الباب الثامن عشر3

بقية خطاب إنكي مفقودة ولكننا نفهم من بعض السطور الواضحة أنه يبرر موقفه وأنه كان يتمّنى على إنليل أن لا يرسل طوفاناً شاملاً يهلك كل شيء حي وكل البشر،بل أن يأخذ المذنب بجريرته وكل من يعارض مشيئته، ويعفو عن الصالحين من البشر. ومن السطور الأخيرة التي ظلّت واضحة للقراءة من جواب إنليل، يعرض إنليل خطة يتوَّجب على إنكي وننتو تنفيذها،وهي تهدف إلى التقليل التلقائي من تعداد البشر ودون اللجوء إلى الكوارث الشاملة:

فتح إنليل فمه قائلاً لإنكي:

"هلم ولتستدعِ ننتو إلهة الرحم،

وتبادل معها المشورة في مجمع الآلهة ".

ففتح إنكي فمه وقال لإلهة الرحم ننتو،

أنتِ إلهة الرحم ننتو:

"أنتِ إلهة الرحِم التي تُقرِّر المصائر.

............

...........

ليكن ثلثهم.... ...

... .... ... ....

وليكن ثلثهم الآخر... ...

وإلى ذلك،فليكن هنالك ثلث من الناس،

بينهم امرأة ولود وأخرى لا تلد.

ليكن هناك عفاريت الباشيتو بين البشر،

التي تخطف الأطفال من حضن أمهاتهم.

ليكن بين النساء فئة الأجباتو والإنتو والإيحيصيتو،

اللواتي يُحظَر عليهنَّ الزواجُ،فلا يلدنَ[1].



بعد أكثر من ثلاثين سطراً مشوهاً ينتهي النصّ بنشيد مديح قصير للإله إنليل يليه التذييل التالي: (نهاية اللوح الثالث من"عندما كان الآلهة مثل البشَر". عدد أسطره 390،والعدد الإجماليّ للأسطر 1245. نسخها الكاتب المعاون نور –آيا في شهر أيار يوم.... من السنة التي كان فيها آمي صادوقا ملكاً... ....).











ثانياً:الطوفان الأسطوري وفق قصة أوتونابشتم البابلية



اللوح الحادي عشر من ملحمة جلجامش وهو باللغة البابلية (نص مكتبة آشور بانيبال)

العمود الأول:

فقال له جلجامش،قال لأوتونابشتم:

"أنظر إليكَ يا أوتونابشتم

فأراكَ عادياً،وشكلك مثلي.

نعم، أراكَ عادياً،وشكلك مثلي.

لقد صوّرك لي جناني بطلاً على أهبة القتال

ولكن ها أنتَ مضطجع على جنبكَ أو قفاكَ.

فقل لي كيف صرتَ مع الآلهة ونلتَ الخلود؟"

فقال له أوتونابشتم،قال لجلجامش:

"جلجامش،سأكشف لكَ أمراً خبيئاً،

وأطلعك على سرٍ من أسرار الآلهة.

شوريباك،المدينة التي تعرفها،

والتي ترقد على ضفة نهر الفرات،

لقد شاخت المدينة والآلهة في وسطها،

فحدثتهم نفوسهم ،الآلهة الكبار،أن يرسلوا طوفاناً.

كان هنالك آنو أبوهم،

وإنليل المحارب مستشارهم،

وننورتا مساعدهم،

وإينوجي ناظر قنواتهم،

وننجيكو إيَّا كان حاضراً أيضاً

فنقل إيّا حديثهم إلى كوخ القصب:

"كوخ القصب،يا كوخ القصب،جدار يا جدار:

أنصت يا كوخ القصب،وتفكَّر يا جدار،

رجلَ شوريباك،يا ابنَ أوبارا –توتو:

قوِّض بيتك وابنِ سفينةً،

اترك ممتلكاتك وأنقذ حياتك،

اهجر متاعك وأنقذ نفسك،

احمل في السفينة بذور كل مخلوقٍ حيّ.

والسفينة التي أنتَ بانيها.

ستأتي وفق مقاييس مضبوطة،

فيتساوى طولها مع عرضها،

ثم غطِّها كما المياه السًفلى".

فلما تملَّيْتُ القولَ،قلتُ لربي إيا:

"رويدَكَ سيدي،إن ما أمرتَ به

سيلقى الخضوعَ والتنفيذَ.

ولكن كيف أجيب عن تساؤلات المدينة والناس والأعيان؟"

فتح إيَّا فمَه وقال

متوجهاً بالحديث إليَّ،أنا خادمه:

"إليكَ ما سوف تقوله لهم:

لقد علمت أن إنليل يكرهني،

وعليَّ بعد الآن أن أفارقَ مدينتكم،

وألا أدير وجهي نحو أرض إنليل.

ولذا فإني سأهبط إلى الآبسو،المياه السفلى،فأعيش مع سيدي إيا،

الذي سيمطر عليكم من بعدي خيراتٍ وافرة،

طيوراً من أفضلها وأسماكاً من أطيبها،

ولسوف تمتلئ الأرض بغلال الحصاد.

وعند الغسق ،رب العاصفة

سيرسل مطراً من القمح ينزل عليكم".

العمود الثاني:

وما أن لاحت تباشير الصباح،

حتى تجمّع الناس حولي.

(أربعة سطور مشوّهة)

جلب الأطفال لي القار،

وجلب لي الكبار كل ما يلزم.

في اليوم الخامس أنهيت هيكلها.

كانت مساحة سطحها إيكو واحداً،

ومئة وعشرين ذراعاً ارتفاع الواحد من جدرانها.

أنهيتُ شكلها الخارجيّ وأكملته.

ستة طوابق صنعتُ فيها.

وبذا قسمتها إلى سبعة،

وقسمتُ الأرضياتِ إلى تسعة.

ثبتُّ على جوانبها مصدات المياه،

وزوّدتها بالمجاديف وخزّنت فيها المؤّن.

سكبتُ في الفرن ست وزناتٍ من القار[2]،

وست وزنات من الإسفلت.

ثلاث وزنات من الزيت أتى بها حملةُ السِلال،

واحدة استهلكها نقع مصدّات المياه،

واثنتان قام ملاّح السفينة بخزنهما.

ذبحتُ للناس عجولاً،

ورحتُ أنحر الخرافَ في كلِّ يومٍ.

عصيراً ،وخمراً أحمر،وزيتاً،وخمراً أبيض،

بذلتُ للصُنَّاع فشربوا كما من ماء النهر،

احتفلوا كما في عيد رأس السنة.

[....]الدهون غمست يدي.

في اليوم السابع أكملتُ السفينةَ.

[إنزالها في الماء]كان صعباً.

[.......]من فوق ومن تحت،

[حتى غاص في الماء]ثلثاها.

كل ما أملك حملتُ إليها،

كل ما أملك من فضة حملتُ إليها،

كل ما أملك من ذهب حملتُ إليها،

كل ما استطعتُ من بذور كل شيءٍ حي حملتُ إليها.

وبعدَ أن أدخلتُ إليها كلَّ أهلي وأقاربي،

وطرائد البرية ووحوشها وأصحاب الحِرَف،

حدَّد لي الإله شمش وقتاً معيناً:

"عندما يرسل أداد سيدُ العاصفة مطراً مدمراً في المساء،

ادخل الفُلكَ وأغلق عليكَ بابَكَ".

حلَّ الموعدُ المضروب.

في المساء أرسل سيدُ العاصفة مطراً مدمِّراً،

قلّ!بتُ وجهي في السماء أراقب الطقس،

كان الجو مرعباً لناظره.

دخلتُ الفُلكَ وأغلقتُ عليَّ بابي،

أسلمتُ قيادَ السفينة للملاّح بوزو –آموري،

أسلمتُه الهيكلَ العظيمَ بكلِّ ما فيه.

العمود الثالث:

وما إن لاحت تباشير الصباح،

حتى علت الأفقَ غيمةٌ كبيرةٌ سوداءُ،

يجلجل في وسطها صوتُ أداد،

يسبقها رسولاه شوللات وخانيش،

نذيران عبر السهول والبِطاح.

اقتلع أريجال[3] دعائمَ خزانات المياه السفلية،

ثم تبعَه ننورتا وفتح السدودَ.

رفع الأنوناكي مشاعلهم عالياً

حتى أضاء وهجُها الأرضَ.

بلغتْ ثورةُ أداد تخومَ السماء،

أحالت كلَّ نورٍ إلى ظلمة،

والأرض [الواسع] قد تحطَّمت [كما الجرة].

[ثارت]العاصفة يوماً كاملاً

وتزايدت سرعاتها حتى[غمرت الجبالَ]،

أتت على البشر،حصدتهم كما الحرب،

حتى عمِيَ الأخُ عن أخيه،

وباتَ أهلُ السماء لا يرَوْنَ أهلَ الأرضِ.

حتى الآلهة ذُعِرَتْ من هول الطوفان،

هربَ جميعُهم صاعدين نحو سماءِ آنو،

ربضوا عند الجدار الخارجيّ ككلابٍ مرتعِدة.

صرخت عشتار كامرأةٍ في المخاض،

ناحت سيدة الآلهة ذاتُ الصوتِ العذب:

"لقد آلَتْ إلى طينٍ تلكَ الأيامُ القديمة،

لأني نطقتُ بالشرِّ في مجمع الآلهة،

فكيف نطقتُ بالشر في مجمع الآلهة؟

كيف أمرتُ بالحرب تحصد شعبي،

تدمّر من أعطيتُهم أنا الميلادَ؟

وهاهم يملؤون البحرَ كصغارِ السمك".

بكى معها آلهة الأنوناكي،

وقد حجبوا أفواهَهم بأيديهم.

ستة أيام وست ليالٍ،

والرياح تهب،والعاصفة وسيول المطر تطغى على الأرض.

ومع حلول اليوم السابع،العاصفة والطوفان،

اللذان داهما كجيشٍ ،خفَّتْ شدتهما.

هدأ البحر وسكنت العاصفة وتراجعَ الطوفان.

فتحتُ الكوةَ فسقط النورُ على وجهي،

نظرتُ إلى البحر،كانَ الهدوء شاملاً،

وقد آلَ البشرُ إلى الطين.

كان الـ....بمحاذاة السقف. (الماء؟)

تهالكتُ وانحنيت أبكي،

وقد أغرقتْ الدموعُ وجهي.

ثم تطلعتُ في كلِّ الاتجاهات مستطلعاً حدودَ البحر،

على بعد اثنتي عشر ساعة مضاعفة انبثقت قطع من اليابسة.

ثم استقرت السفينة على جبل نصير.

جبل نصير أمسكَ بالسفينة ،منع حركتها.

أمسك الجبل بالسفينة ومنع حركتها يوماً وثانياً,

أمسك الجبل بالسفينة ومنع حركتها يوماً ثالثاً ورابعاً.

أمسك الجبل بالسفينة ومنع حركتها يوماً خامساً وسادساً.

وعندما حلَّ اليومُ السابع،

العمود الرابع:

أتيتُ بحمامةٍ فأطلقتُها.

طارت الحمامة بعيداً ثم عادت إليَّ،

لم تجد مستقراً فعادت.

ثم أتيتُ بسنونو وأطلقته،

فطار السنونو بعيداً ثم عاد إليّ،

لم يجد مستقراً فعاد.

ثم أتيتُ بغرابٍ وأطلقتُه،

فطارَ الغرابُ بعيداً،ورأى أن الماء قد انحسر،

حام وحط وأكل ولم يعد.

فأطلقتُ الجميعَ نحو الجهات الأربع،وقدَّمتُ أضحيةً.

سكبتُ خمرَ القربان على قمة الجبل.

وضعتُ سبعةَ قدورٍ وسبعةً أُخَر،

جمعتُ تحتَها القصبَ الحلوَ وخشبَ الأرز والآس،

كي تشمَّ الآلهةُ الرائحةَ،

شمَّتْ الآلهةُ الرائحة الزكية،

فتجمّعت على الأضحية كالذباب.

وعندما وصلت الإلهة الكبرى عشتار

رفعت عِقدَها الكريم الذي صنعه آنو لها وقالت:

"أيها الآلهة الحاضرون،كما لا أنسى هذا العقدَ اللازورديَّ من عنقي

كذلك لن أنسى هذه الأيامَ أبداً. سأذكرها دوماً.

تقرَّبوا من الذبيحةِ جميعاً

ولكن إنليل وحدَه لن يقتربَ

لأنه دونما تروٍ قد سبَّبَ الطوفانَ،

وأسلَمَ شعبي إلى الدمار".

وعندما وصلَ إنليل

ورأى السفينة،ثارت ثائرته،

استشاط غضباً من آلهة الإيجيجي:

"هل نجا أحدٌ من الفانينَ؟ ألم نقرِّر إهلاكَ الجميع؟"

ففتحَ ننورتا فمَه وقال،مخاطباً إنليل المحارب:

"من يستطيع تدبيرَ الخططِ غير إيَّـا؟

إيَّا وحدَه عليمٌ بكلِّ شيءٍ".

ففتحَ إيا فمَه وقالَ مخاطباً إنليل المحاربَ:

"أيها المحارب؛أيها الحكيم بين الآلهة،

كيف،آه كيف دونما تروٍ ،جلبتَ هذا الطوفانَ؟

حمِّلْ الآثِمَ إثمَه،والمعتديَ عدوانَه،

أمهله فلا يهلكَ ولا تهملْه فيشتطَّ.

لو أرسلتَ بدلَ الطوفانِ أسوداً لأنقصتَ عددَ البشر.

لو أرسلت بدل الطوفان ذئاباً لقلَّلتَ منهم.

لو أرسلت بدل الطوفان المجاعة لأهلكت البلاد.

لو أرسلتَ بدل الطوفان الإله إرَّا لحَصَدَ الناس[4].

وبعد،فلستُ الذي أفشى سرَّ الآلهةِ الكبار،

لقد أريتُ أتراحاسس حلماً فاستشفَّ منه الأمرَ.

والآنَ اعتقد أمرك بشأنه".

فصعد إنليل إلى السفينة

ثم أخذني بيدي وأصعدني معه،

وأصعد زوجتي وجعلها تركع إلى جواري،

ثم وقف بيننا ،ولمس جبهتينا مبارِكاً:

"ما كنتَ قبلَ اليومِ إلا بشراً فانياً،

ولكنكَ منذ الآن ستغدو وزوجتك مثلنا خالدين،

وفي القاصي البعيد عند فم الأنهار ستعيشان".

ثم أخذوني وأسكنوني في البعيد عند فم الأنهار.







--------------------------------------------------------------------------------

64 مراتب من الكاهنات،الإنتو مثلاً هي الكاهنة العليا وكانت مخصصة لممارسة طقوس الخصوبة الجنسية مع الملك أو الكاهن الأعلى رمزاً لزواج عشتار وتموز، ويحظر على الكاهنات ومنهن الكاهنة العليا الزواج والحمل ما عدا رتب معينة وأنواع معينة منهم.

65 الوزنة: مقياس قديم يساوي 30 كيلو جراماً

66 أريجال= نرجال وهو إله العالم السفلي وزوج أرشكيجال ملكة وإلهة العالم السفلي والموتى

67 إرَّا هو إله الأمراض والطواعين ،وهو من العالم السفلي حسب معتقد العراقيين القدماء
الطوفان الأسطوري وفقاً لأقدم نص وهو السومريّ، قصة زيوسودرا



وتجدر الإشارة إلى أن أقدم حضارة في العراق،بل وفي كل الشرق الأوسط،وأقدم أبجدية في العالم، هي سومر وحضارتها ودينها وكتابتها المسمارية،فهي أقدم حتى من الحضارة المصرية و كاتب هذه السطور مصري لكن التعصب للوطن شيء والحقيقة التاريخية المجرّدة شيء آخر،وحضارة مصر ليست أقدم الحضارات القديمة لكنها أعظم الحضارات القديمة والثانية في الظهور بعد سومر العراقية.

يقول الأستاذ فراس السواح في كتابه (مدخل إلى نصوص الشرق القديم)ص140-142

تأتي قصة الطوفان السومرية في سياق نص طويل وصلنا منقوشاً على رقيم واحد مكسور،ضاع ثلثاه وبقي منه ثلث واحد كثير التشوه. ويبدو أن القسم الضائع من الرقيم يتحدث،على غرار ملحمة التكوين البابلية،عن أصول الآلهة وعن خلق العالم،وتوزيع المهمات والصلاحيات بين أعضاء مجمع الآلهة السومري. أما القسم الباقي من الرقيم فيبتدئ بسطور مشوهة تتحدث عن خلق الإنسان والحيوان والحياة النباتية،وعن أصل مؤسسة الملوكية التي هبطت من السماء بعد أن أظهر الآلهة إلى الوجود المدن الخمس الأولى،التي شُيِّدَت فيها المعابد ورُفِعَت الصلوات للآلهة. بعد ذلك نفهم أن مجمع الآلهة،ولسبب غير واضح،قرَّر إفناء الجنس البشري وكل مظاهر الحياة بواسطة طوفان شامل يغمر الأرض. بقية النص غير واضحة تماماً للقراءة،ولكن ما تبقى منه كافٍ لرسم الخطوط العامة للقصة. .....الاسم السومري لزيوسودرا في النسخة الأصلية السةمرية من القصة ومعناه الطويل العمر ،هو نفس الشخص بطل القصة في النسخة البابلية منها أتراحسيس أي الفائق الحكمة:



في ذلك الحينِ بكَتْ ننتو[كامرأةٍ في المخاض]،

وإنانا المقدَّسة ناحت على شعبها.

إنكي فكَّر ملياً،وقلَّب الأمر على وجوهه.

آنو وإنليل وننخرساج[......]،

آلهة الأرض وآلهة السماء دعَوْا باسم آنو وإنليل.

في تلك الأيام.كان زيوسودرا ملكاً وقيِّماً على المعبد؛

قامَ بتقديمِ [قربانٍ] عظيم،

وجعل يسجد بخضوعٍ [ويركع]بخشوع،

ودونما كللٍ توجّه للآلهة[بالدعاء].

فرأى في أحد الأيام حلماً لم يرَ له مثيلاً؛

الآلهة[....]جدار[........].

وعندما وقف زيوسودرا قربَ الجدار سمعَ صوتاً:

"قفْ قربَ الجدارِ مِن جهة اليسار[واسمع]؛

عند الجدار سأقول لكَ كلاماً فاتبع كلامي،

وأعطِ أذناً صاغيةً لوصاياي.

إنَّا مرسلونَ طوفاناً من المطر[.....]،

فيقضي على بني الإنسان[.......].

ذلكَ حكمٌ وقضاءٌ من مجمع الآلهة،

أمر آنو وإنليل.

فنضع حداً لملكوت البشر.

يلي ذلك تشوه في النصّ،تصف السطور المفقودة منه،ولا شكَّ،تعليمات الإله الذي يخاطب زيوسودرا،وهو الإله إنكي على الغالب،بخصوص بناء السفينة ومواصفاتها ونوعية ركابها من البشر وأصناف الحيوانات،ثم قيام زيوسودرا ببنائها. وعندما يتَّضِح النصٌّ للقراءة نجد أننا وسط قصة الطوفان:



هبت العواصف كلها دفعة واحدة،

ومعها انداحت سيول الطوفان فوق وجه الأرض.

ولسبعة أيام وسبع ليالٍ،

غمرت سيول الأمطار وجه الأرض،

ودفعت العواصف المركب العملاق فوق المياه العظيمة.

ثم ظهر أوتو ناشراً ضوءه في السماء والأرض[1].

فتح زيوسودرا كوةً في المركب العملاق،

تاركاً أشعةَ أوتو البطل تدخل منه.

زيوسودرا الملك،خرَّ ساجداً أمامَ أوتو،

ونحر ثوراً وقدَّم ذبيحةً من غنم.

[تشوه في النص وكلام غير واضح]غالباً يتحدّث عن رسو السفينة على الجبل وحضور الآلهة اللذينَ ندموا على ما فعلوا وسرُّوا بنجاة زيوسودرا ومن معه من كائنات.

زيوسودرا المَلِك،

سجدَ أمام آنو وإنليل.

ومثل إلهٍ وهباه حياةً أبدية،

ومثل إلهٍ وهباه روحاً خالدة.

عند ذلك ،زيوسودرا المَلِك،

دُعِيَ باسمِ حافظ بذرة الحياة

وفي أرض[......]أرضِ دلمون

حيث تشرق الشمس،أسكناه.





والآن لنقارن هذا مع الرواية التوراتية:











الرواية التوراتية اليهودية:



(28وَعَاشَ لاَمَكُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ ابْنًا. 29وَدَعَا اسْمَهُ نُوحًا، قَائِلاً: «هذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَتَعَبِ أَيْدِينَا مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ». 30وَعَاشَ لاَمَكُ بَعْدَ مَا وَلَدَ نُوحًا خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 31فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ لاَمَكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَسَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.32وَكَانَ نُوحٌ ابْنَ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ. وَوَلَدَ نُوحٌ: سَامًا، وَحَامًا، وَيَافَثَ.) التكوين5: 28-32





الأصحَاحُ السَّادِسُ من سفر التكوين



(1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ

حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.

5وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». 8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.

9هذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارًّا كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ. 10وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلاَثَةَ بَنِينَ: سَامًا، وَحَامًا، وَيَافَثَ. 11وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ، وَامْتَلأَتِ الأَرْضُ ظُلْمًا. 12وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ.

13فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. 14اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. 15وَهكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ، وَخَمْسِينَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ، وَثَلاَثِينَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُهُ. 16وَتَصْنَعُ كَوًّا لِلْفُلْكِ، وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. 17فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. 18وَلكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ



وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى. 20مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا. 21وَأَنْتَ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ، فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا». 22فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هكَذَا فَعَلَ.)





الأصحَاحُ السَّابعُ من سفر التكوين



(1وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ. 2مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى. 3وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرًا وَأُنْثَى. لاسْتِبْقَاءِ نَسْل عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. 4لأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ». 5فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ.

6وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ ابْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ، 7فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. 8وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ، وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: 9دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحًا.

10وَحَدَثَ بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ. 11فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِى، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِي ذلِكَ اليَوْمِ، انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ، وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ. 12وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. 13فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ، وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ، وَامْرَأَةُ نُوحٍ، وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى الْفُلْكِ. 14هُمْ وَكُلُّ الْوُحُوشِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الدَّبَّاباتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا: كُلُّ عُصْفُورٍ، كُلُّ ذِي جَنَاحٍ. 15وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ. 16وَالدَّاخِلاَتُ دَخَلَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى، مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ.

17وَكَانَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى الأَرْضِ. وَتَكَاثَرَتِ الْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ الْفُلْكَ، فَارْتَفَعَ عَنِ الأَرْضِ. 18وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَكَانَ الْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 19وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيرًا جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ. 20خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا فِي الارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ، فَتَغَطَّتِ الْجِبَالُ. 21فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ، وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ. 22كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ. 23فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ، وَالْبَهَائِمَ، وَالدَّبَّابَاتِ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ. فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ. 24وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا.)







الأصحَاحُ الثَّامِنُ من سفر التكوين



(1ثُمَّ ذَكَرَ اللهُ نُوحًا وَكُلَّ الْوُحُوشِ وَكُلَّ الْبَهَائِمِ الَّتِي مَعَهُ فِي الْفُلْكِ. وَأَجَازَ اللهُ رِيحًا عَلَى الأَرْضِ فَهَدَأَتِ الْمِيَاهُ. 2وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ وَطَاقَاتُ السَّمَاءِ، فَامْتَنَعَ الْمَطَرُ مِنَ السَّمَاءِ. 3وَرَجَعَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ رُجُوعًا مُتَوَالِيًا. وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْمًا نَقَصَتِ الْمِيَاهُ، 4وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ. 5وَكَانَتِ الْمِيَاهُ تَنْقُصُ نَقْصًا مُتَوَالِيًا إِلَى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ. وَفِي الْعَاشِرِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، ظَهَرَتْ رُؤُوسُ الْجِبَالِ.

6وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَنَّ نُوحًا فَتَحَ طَاقَةَ الْفُلْكِ الَّتِي كَانَ قَدْ عَمِلَهَا 7وَأَرْسَلَ الْغُرَابَ، فَخَرَجَ مُتَرَدِّدًا حَتَّى نَشِفَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ. 8ثُمَّ أَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرَى هَلْ قَلَّتِ الْمِيَاهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، 9فَلَمْ تَجِدِ الْحَمَامَةُ مَقَرًّا لِرِجْلِهَا، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ إِلَى الْفُلْكِ لأَنَّ مِيَاهًا كَانَتْ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا وَأَدْخَلَهَا عِنْدَهُ إِلَى الْفُلْكِ. 10فَلَبِثَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَادَ فَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنَ الْفُلْكِ، 11فَأَتَتْ إِلَيْهِ الْحَمَامَةُ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ خَضْرَاءُ فِي فَمِهَا. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ قَلَّتْ عَنِ الأَرْضِ. 12فَلَبِثَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ فَلَمْ تَعُدْ تَرْجعُ إِلَيْهِ أَيْضًا.

13وَكَانَ فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالسِّتِّ مِئَةٍ، فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، أَنَّ الْمِيَاهَ نَشِفَتْ عَنِ الأَرْضِ. فَكَشَفَ نُوحٌ الْغِطَاءَ عَنِ الْفُلْكِ وَنَظَرَ، فَإِذَا وَجْهُ الأَرْضِ قَدْ نَشِفَ. 14وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْيَوْمِ السَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، جَفَّتِ الأَرْضُ.

15وَكَلَّمَ اللهُ نُوحًا قَائِلاً: 16«اخْرُجْ مِنَ الْفُلْكِ أَنْتَ وَامْرَأَتُكَ وَبَنُوكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 17وَكُلَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي مَعَكَ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ: الطُّيُورِ، وَالْبَهَائِمِ، وَكُلَّ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ، أَخْرِجْهَا مَعَكَ. وَلْتَتَوَالَدْ فِي الأَرْضِ وَتُثْمِرْ وَتَكْثُرْ عَلَى الأَرْضِ». 18فَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ. 19وَكُلُّ الْحَيَوَانَاتِ، كُلُّ الدَّبَّابَاتِ، وَكُلُّ الطُّيُورِ، كُلُّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ، كَأَنْوَاعِهَا خَرَجَتْ مِنَ الْفُلْكِ.

20وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ، 21فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ. 22مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأَرْضِ: زَرْعٌ وَحَصَادٌ، وَبَرْدٌ وَحَرٌّ، وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ، وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ، لاَ تَزَالُ».)





الأصحَاحُ التَّاسِعُ من سفر التكوين



(1وَبَارَكَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ. 2وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ وَكُلِّ طُيُورِ السَّمَاءِ، مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلِّ أَسْمَاكِ الْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ إِلَى أَيْدِيكُمْ. 3كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا. كَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ الْجَمِيعَ. 4غَيْرَ أَنَّ لَحْمًا بِحَيَاتِهِ، دَمِهِ، لاَ تَأْكُلُوهُ. 5وَأَطْلُبُ أَنَا دَمَكُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَقَطْ. مِنْ يَدِ كُلِّ حَيَوَانٍ أَطْلُبُهُ. وَمِنْ يَدِ الإِنْسَانِ أَطْلُبُ نَفْسَ الإِنْسَانِ، مِنْ يَدِ الإِنْسَانِ أَخِيهِ. 6سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ. 7فَأَثْمِرُوا أَنْتُمْ وَاكْثُرُوا وَتَوَالَدُوا فِي الأَرْضِ وَتَكَاثَرُوا فِيهَا».

8وَكَلَّمَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ مَعهُ قَائِلاً: 9«وَهَا أَنَا مُقِيمٌ مِيثَاقِي مَعَكُمْ وَمَعَ نَسْلِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ، 10وَمَعَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمِْ: الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَكُلِّ وُحُوشِ الأَرْضِ الَّتِي مَعَكُمْ، مِنْ جَمِيعِ الْخَارِجِينَ مِنَ الْفُلْكِ حَتَّى كُلُّ حَيَوَانِ الأَرْضِ. 11أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلاَ يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضًا بِمِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ». 12وَقَالَ اللهُ: «هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ الدَّهْرِ: 13وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ. 14فَيَكُونُ مَتَى أَنْشُرْ سَحَابًا عَلَى الأَرْضِ، وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، 15أَنِّي أَذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ. فَلاَ تَكُونُ أَيْضًا الْمِيَاهُ طُوفَانًا لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَدٍ. 16فَمَتَى كَانَتِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، أُبْصِرُهَا لأَذْكُرَ مِيثَاقًا أَبَدِيًّا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ». 17وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا أَقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ ذِي جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ».

18وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَامًا وَحَامًا وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ. 19هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هؤُلاَءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ.

20وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا. 21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ، 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». 26وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ. 27لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ».

28وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. 29فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.)









--------------------------------------------------------------------------------

68 أوتو هو الإله الشمس، وسماه البابليون شمش
#مقارنة بين خلاصة الحكمة في قصة جلجامش السومرية وفي سفر الجامعة بكتاب الدين اليهودي، والجامعة هو لقب لسليمان الملك الحكيم حيث جمع الحكمةَ من كل أقطار الدنيا والحضارات، فسُمِّيَ بالترجمة العربية :الجامعة،مثلما نقول معاوية وواعية وداهية...إلخ



يقول سليمان الحكيم،وأنا أرجو أن تقرؤوا كل سفر الجامعة لتفهموا ما الذي جرّبه الحكيم،في حياته،وما الذي درسه من أمور وآراء،وما الأفكار التي تعاقبت على ذهنه،وما الذي وصل إليه،وكيف وصل إلى النتيجة النهائية التي سنذكرها دون مقدِّماتِها رغمَ أهمية تلك المقدمات والمُدخَلات في عقيدة كانت في عصر سليمان تخلو من فكرة القيامة والبعث والحساب بمصيرٍ أبديّ.

أولاً اسمحوا لي أن أقتبس هذا الجزءَ الهام عن حكمة سليمان الملك كما رواها كاتب السفر وأنه لم يحصل عليها من السماء فقط،بل هو درسَ أيضاً حكمة الحضارات الأخرى وكلام الحكماء من كل ما استطاع الوصولَ إليه، وأخيراً كتبَ ما بينَ أيدينا من الحكمة اليهودية العظيمة،ولا شكَّ أنه أبدع وأجاد وأتى بجديد ولم يكن مجردَ ناقل،وبعد حصوله على الحكمة صاغها هو الآخر في صياغات أخرى وأوجه واتجاهات وزوايا ورؤى وتنظيرات جديدة مختلفة،وكل التقدير له كحكيم رائع له أن يخلِّد التاريخ اسمه بأمثاله في سفر الأمثال وحكمته العميقة في سفر الجامعة:



(9بَقِيَ أَنَّ الْجَامِعَةَ كَانَ حَكِيمًا، وَأَيْضًا عَلَّمَ الشَّعْبَ عِلْمًا، وَوَزَنَ وَبَحَثَ وَأَتْقَنَ أَمْثَالاً كَثِيرَةً. 10اَلْجَامِعَةُ طَلَبَ أَنْ يَجِدَ كَلِمَاتٍ مُسِرَّةً مَكْتُوبَةً بِالاسْتِقَامَةِ، كَلِمَاتِ حَقّ. 11كَلاَمُ الْحُكَمَاءِ كَالْمَنَاسِيسِ، وَكَأَوْتَادٍ مُنْغَرِزَةٍ، أَرْبَابُ الْجَمَاعَاتِ، قَدْ أُعْطِيَتْ مِنْ رَاعٍ وَاحِدٍ. 12وَبَقِيَ، فَمِنْ هذَا يَا ابْنِي تَحَذَّرْ: لِعَمَلِ كُتُبٍ كَثِيرَةٍ لاَ نِهَايَةَ، وَالدَّرْسُ الْكَثِيرُ تَعَبٌ لِلْجَسَدِ.) الجامعة12: 9-12



وجاء عنه في الجزء الأول من سفر الملوك:



(29وَأَعْطَى اللهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْمًا كَثِيرًا جِدًّا، وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ. 30وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي الْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ. 31وَكَانَ أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ، مِنْ إِيثَانَ الأَزْرَاحِيِّ وَهَيْمَانَ وَكَلْكُولَ وَدَرْدَعَ بَنِي مَاحُولَ. وَكَانَ صِيتُهُ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ حَوَالَيْهِ. 32وَتَكَلَّمَ بِثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَل، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفًا وَخَمْسًا. 33وَتَكَلَّمَ عَنِ الأَشْجَارِ، مِنَ الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى الزُّوفَا النَّابِتِ فِي الْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ. 34وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ الأَرْضِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ.) الملوك الأول4: 29-34



والآنَ نأتي إلى خلاصة حكمة سليمان عن معنى الحياة وكيف نمضيها ونستغل وجودنا فيها وما الهدف من هذا الوجود أو النشاط البيولوجيّ الذي نُسمِّيه بالحياة:



الأصحَاحُ التَّاسِعُ من سفر الجامعة



(1لأَنَّ هذَا كُلَّهُ جَعَلْتُهُ فِي قَلْبِي، وَامْتَحَنْتُ هذَا كُلَّهُ: أَنَّ الصِّدِّيقِينَ وَالْحُكَمَاءَ وَأَعْمَالَهُمْ فِي يَدِ اللهِ. الإِنْسَانُ لاَ يَعْلَمُ حُبًّا وَلاَ بُغْضًا. الْكُلُّ أَمَامَهُمُ. 2الْكُلُّ عَلَى مَا لِلْكُلِّ. حَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لِلصِّدِّيقِ وَلِلشِّرِّيرِ، لِلصَّالِحِ وَلِلطَّاهِرِ وَلِلنَّجِسِ، لِلذَّابحِ وَلِلَّذِي لاَ يَذْبَحُ، كَالصَّالِحِ الْخَاطِئُ. الْحَالِفُ كَالَّذِي يَخَافُ الْحَلْفَ. 3هذَا أَشَرُّ كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ: أَنَّ حَادِثَةً وَاحِدَةً لِلْجَمِيعِ. وَأَيْضًا قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ مَلآنُ مِنَ الشَّرِّ، وَالْحَمَاقَةُ فِي قَلْبِهِمْ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَذْهَبُونَ إِلَى الأَمْوَاتِ. 4لأَنَّهُ مَنْ يُسْتَثْنَى؟ لِكُلِّ الأَحْيَاءِ يُوجَدُ رَجَاءٌ، فَإِنَّ الْكَلْبَ الْحَيَّ خَيْرٌ مِنَ الأَسَدِ الْمَيْتِ. 5لأَنَّ الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ. 6وَمَحَبَّتُهُمْ وَبُغْضَتُهُمْ وَحَسَدُهُمْ هَلَكَتْ مُنْذُ زَمَانٍ، وَلاَ نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ.

7اِذْهَبْ كُلْ خُبْزَكَ بِفَرَحٍ، وَاشْرَبْ خَمْرَكَ بِقَلْبٍ طَيِّبٍ، لأَنَّ اللهَ مُنْذُ زَمَانٍ قَدْ رَضِيَ عَمَلَكَ. 8لِتَكُنْ ثِيَابُكَ فِي كُلِّ حِينٍ بَيْضَاءَ، وَلاَ يُعْوِزْ رَأْسَكَ الدُّهْنُ. 9اِلْتَذَّ عَيْشًا مَعَ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَحْبَبْتَهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاةِ بَاطِلِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ إِيَّاهَا تَحْتَ الشَّمْسِ، كُلَّ أَيَّامِ بَاطِلِكَ، لأَنَّ ذلِكَ نَصِيبُكَ فِي الْحَيَاةِ وَفِي تَعَبِكَ الَّذِي تَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ. 10كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَل وَلاَ اخْتِرَاعٍ وَلاَ مَعْرِفَةٍ وَلاَ حِكْمَةٍ فِي الْهَاوِيَةِ الَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا.

11فَعُدْتُ وَرَأَيْتُ تَحْتَ الشَّمْسِ: أَنَّ السَّعْيَ لَيْسَ لِلْخَفِيفِ، وَلاَ الْحَرْبَ لِلأَقْوِيَاءِ، وَلاَ الْخُبْزَ لِلْحُكَمَاءِ، وَلاَ الْغِنَى لِلْفُهَمَاءِ، وَلاَ النِّعْمَةَ لِذَوِي الْمَعْرِفَةِ، لأَنَهُ الْوَقْتُ وَالْعَرَضُ يُلاَقِيَانِهِمْ كَافَّةً. 12لأَنَّ الإِنْسَانَ أَيْضًا لاَ يَعْرِفُ وَقْتَهُ. كَالأَسْمَاكِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِشَبَكَةٍ مُهْلِكَةٍ، وَكَالْعَصَافِيرِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِالشَّرَكِ، كَذلِكَ تُقْتَنَصُ بَنُو الْبَشَرِ فِي وَقْتِ شَرّ، إِذْ يَقَعُ عَلَيْهِمْ بَغْتَة .) الجامعة 9: 1-12



فلنقارِنْ هذا بحديث سيدوري ساقية حانة الآلهة للبطل جلجامش الباحث عن الخلود:



إلى أين تسعى يا جلجامش،الخلود الذي تبغيه لن تراه،حين خلقت الآلهة البشر قدرت عليه الموت واستأثرت هي بالخلود. أما أنت يا جلجامش فليكن كرشك مليئاً على الدوام وافرح وابتهج ليل نهار،اطرب،ارقص، لتكن ملابسك نظيفة ورأسك مغسولاً واستحم بالماء،ارعَ الصغير الذي يمسك بيدك ولتبتهج زوجتك في حضنك فهذا هو نصيب البشرية.



كما نرى كأنما تقريباً كلام سليمان نفس كلام قصة جلجامش وحكمتها ،وكلمة فقد رضيَ الله عملَكَ معناها من سياق سفر الجامعة أن هذا هو ما قدَّره اللهُ لكَ أن تفعلَه وتعيشَه ويكونَ لكَ.







ويقول أوتونابشتم الناجي من الطوفان،لجلجامش:



أنت يا جلجامش..إن الأحزان هي ما قررته الآلهة على البشر وإن عمل أمك وأبيك هو ولادتك كي تحتضنك الأحزان،إن الموت قاسٍ لا يرحم، هل بنينا بيتاً يدوم إلى الأبد؟ هل ختمنا عقداً يدوم إلى الأبد وهل يقتسم الإخوة ميراثَهم ويدوم إلى الأبد؟ وهل تبقى البغضاء في الأرض إلى الأبد؟ وهل يرتفع النهر ويأتي الفيضان إلى الأبد؟ والفراشة لا تكاد تخرج من شرنقتها وتبصر وجه الشمس حتى يحل أجلها ولم يكن دوامٌ وخلود منذ القدم وما أعظم الشبه بين الميت والنائم! ألا تبدو عليه هيئة الموت؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يميز بين العبد والسيد إذا وافاهما الأجل،الأنوناكي يجتمعون قبل وقت ومعهم ماميتم صانعة الأقدار والمصائر ويقسمون الموت على البشر،أما يوم الموت فلا يعرفونه.



وإن كان سليمان يقول أكثر من مرة مراراً وتكراراً عن كل ما جرّبه في الحياة من متع النساء والسلطة والحكم والحكمة والدراسة والقراءة:

(12أَنَا الْجَامِعَةُ كُنْتُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي أُورُشَلِيمَ. 13وَوَجَّهْتُ قَلْبِي لِلسُّؤَالِ وَالتَّفْتِيشِ بِالْحِكْمَةِ عَنْ كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ. هُوَ عَنَاءٌ رَدِيءٌ جَعَلَهَا اللهُ لِبَنِي الْبَشَرِ لِيَعْنُوا فِيهِ. 14رَأَيْتُ كُلَّ الأَعْمَالِ الَّتِي عُمِلَتْ تَحْتَ الشَّمْسِ فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ.) الجامعة1: 12-14

(16أَنَا نَاجَيْتُ قَلْبِي قَائِلاً: «هَا أَنَا قَدْ عَظُمْتُ وَازْدَدْتُ حِكْمَةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ كَانَ قَبْلِي عَلَى أُورُشَلِيمَ، وَقَدْ رَأَى قَلْبِي كَثِيرًا مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْمَعْرِفَةِ». 17وَوَجَّهْتُ قَلْبِي لِمَعْرِفَةِ الْحِكْمَةِ وَلِمَعْرِفَةِ الْحَمَاقَةِ وَالْجَهْلِ، فَعَرَفْتُ أَنَّ هذَا أَيْضًا قَبْضُ الرِّيحِ. 18لأَنَّ فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ، وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْمًا يَزِيدُ حُزْنًا.) الجامعة1: 16-18

(7قَنَيْتُ عَبِيدًا وَجَوَارِيَ، وَكَانَ لِي وُلْدَانُ الْبَيْتِ. وَكَانَتْ لِي أَيْضًا قِنْيَةُ بَقَرٍ وَغَنَمٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا فِي أُورُشَلِيمَ قَبْلِي. 8جَمَعْتُ لِنَفْسِي أَيْضًا فِضَّةً وَذَهَبًا وَخُصُوصِيَّاتِ الْمُلُوكِ وَالْبُلْدَانِ. اتَّخَذْتُ لِنَفْسِي مُغَنِّينَ وَمُغَنِّيَاتٍ وَتَنَعُّمَاتِ بَنِي الْبَشَرِ، سَيِّدَةً وَسَيِّدَاتٍ. 9فَعَظُمْتُ وَازْدَدْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَبَقِيَتْ أَيْضًا حِكْمَتِي مَعِي. 10وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا. لَمْ أَمْنَعْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ فَرَحٍ، لأَنَّ قَلْبِي فَرِحَ بِكُلِّ تَعَبِي. وَهذَا كَانَ نَصِيبِي مِنْ كُلِّ تَعَبِي. 11ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ، وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ، فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ.) الجامعة 2: 7-11



إلى آخر كلام الحكيم العظيم الرائع والعملي،وإن كان البعض ممن لا يبصرون الحكمة الحقيقية للحياة يراها تشاؤماً أو عدمية أو كلام شخص جرَّبَ كل أمور الحياة حتى ملَّ منها،وربما أنا كذلك أختلف مع الحكيم وهو يبدو متخبِّطاً في أقواله.ولا يحسم.



فلنقارن هذا بقول جلجامش بطل الملحمة الأسطورية في حواره مع صديقه إنكيدو في اللوح الثالث من ألواح الآجر الأثرية المسجل عليها الملحمة العراقية مشجعاً إياه على مشاركته في قتال العفريت خمبابا:



-كيف ستدخل غابة الأرز فيها حارس قوي لا ينام وضعه إنليل هناك وجعل هيئته تبعث الرعب في الناس؟

- يا صديقي من الذي يستطيع أن يرقى إلى السماء؟، الآلهة وحدهم هم الذين يعيشون إلى الأبد مع الشمس أما البشر فأيامهم معدودات وكل ما يعلمونه عبثٌ يذهب مع الريح، وأنت الآن تخشى من الموت ونحن ما زلنا هنا فما الذي أصاب جأشك،دعني إذن أتقدم وليردد فمك (تقدم ،ولا تخف) فإذاما هلكتُ فسيخلد اسمي وسيقولون أن جلجامش سقط من أجل قتل المارد الشرير خمبابا....إلخ النص.





***انتهى الباب الثامن عشر والأخير***
خاتمة الدراسة

_________________________

خاتمة

ختاماً فهذه هي نهاية دراستي المطولة للعهد القديم في 500 صفحة،لكتاب اليهوديّة أو العهد القديم كما يسميه المسيحيون، قمتُ بها في شهورٍ عدة،وضمّنتها مئات الأدلة على أن كتاب الديانة اليهودية ليس بكلام الرب إطلاقاً وقطعاً،وتضمَّنَ كتابي مواضيع عديدة تشمل العيوب والبشائع والأمور القبيحة والغير أخلاقية للدين اليهوديّ،والتناقضات النصوصية،والأخطاء العلمية،والسرقات الأدبية، وهذا ما يُثبت قطعاً بطلان الكتاب اليهويّ وبطلان الديانتين اليهودية والمسيحية وأنهما محض أوهام.

إلى اللقاء مع دراسة نقدية لكتاب العهد الجديد أتممتُها،ثم دراسة نقدية شاملة في الإسلام لم يسبق لها مثيل في الشمول والكمال أو هكذا نأمل،والعمل فيها ما زال طويلاً ،فإن كان لنا ذلك فغرضنا هو المحبة والأخوة في اللادينية العلموية(الإلحاد) ونشرها والدفاع عنها والإخلاص لها والتكرُّس وإثبات أنها الحق وغيرها هو الضلال ،والنصر للعقل البشريّ والعلوم الطبيعية ولو بعد دهورٍ طويلة.

الاحترام والمحبة والتبجيل والزهور لذكرى شهداء العلموية الطبيعانية المعروفين والمجهولين على مر العصور.


راهب العلم

27/3/2007م



انتهى قسم نقد كتاب اليهودية(العهد القديم)











مراجع البحث

_________________________



مراجع البحث



النصوص المقدسة وهي المصدر الأساسيّ للدراسة :

1- العهد القديم من الكتاب المقدس _ دار الكتاب المقدس _ش الجمهورية _قربَ ميدان رمسيس وبجوار جامع الفتح.

2-الترجمة اليهودية لكتاب اليهودية إلى الإنجليزية على العديد من المواقع الإنترنتية

The Jewish Bible أو باسم : The Judaica press complete Tanach

3-التوراة السامرية _النص الكامل للتوراة السامرية باللغة العربية مع مقدمة تحليلية ودراسة مقارنة بين التوراة السامرية والعبرانية _ ترجمة الكاهن السامريّ أبي الحسن إسحاق السوريّ وتعليقات الدكتور أحمد حجازي السقا أستاذ علم الأديان في جامعة الأزهر _دار الأنصار81 ش البستان _عابدين _القاهرة_مصر



مراجع في نقد كتاب اليهودية والدين اليهوديّ:

4- إظهار الحق _ الشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهنديّ _ دار النافذة بالقاهرة متوفِّرة أو الطبعة القديمة جداً غير المتوفِّرة حالياً من دار الجيل ببيروت ولم تعد تصدر.

5- اليهود من كتابهم _دار الفلاح للنشر والتوزيع _الأردن

7- التحريف في التوراة _دار الفلاح للنشر والتوزيع _الأردن

8- البعد الدينيّ في الصراع العربيّ الإسرائيليّ _مكتبة وهبة _مصر

9- مقالات العضو المصريّ في منتدى اللادينيين أستاذنا سواح.

10- اليهود في مصر الإسلامية_هو أصلاً رسالة رسالة للحصول على الدكتوراة للدكتورة هويدا عبد العظيم رمضان_الهيئة المصرية العامة للكتاب.

11- دراستي الشخصية للكتاب اليهوديّ والكتاب المقدّس كله لسنوات.

12- المسيح اليهوديّ ونهاية العالم _مكتبة الشروق_القاهرة.



تفاسير لكتاب اليهوديّة (العهد القديم كما يسميه المسيحيون) :

13- تفسير العهد القديم للأب أنطونيوس فكري.

14- تفسير العهد القديم للأب يعقوب تادرس المالطي.

15-وتفسير عدةِ آباءٍ بالتعاون للأسفار القانونية الثانية منهم الأنبا مكاريوس الأسقف العام،وأنطونيوس فكري.

وقد تم الحصول عليهم هم الثلاثة كنسخ إلكترونية مصوَّرة Pdf من موقع إنترنت كنيسة السيدة العذراء بالفجالة، بتعاون الكنيسة مع دير البرسوم.

16- دائرة المعارف الكتابية_ وليم وهبة (نسخة إلكترونية).



مراجع في الدين المصريّ القديم:

17- آلهة المصريين _والاس بَدْج _ مكتبة مدبولي _القاهرة_مصر

18- ديانة مصر القيمة_أدولف إرمان_مكتبة مدبولي _القاهرة_مصر

19- آلهة مصر العربية_علي فهمي خشيم _جزآن_الهيئة المصرية العامة للكتاب



مراجع في أديان مابين النهرين،وفلسطين:

20-إنجيل سومر _ د.خزعل الماجدي _الأهلية للنشر والتوزيع _عَمَّان _الأردن

21-إنجيل بابل _ د.خزعل الماجدي _الأهلية للنشر والتوزيع _عَمَّان _الأردن

22-متون سومر/الكتاب الأول _د.خزعل الماجدي _الأهلية للنشر والتوزيع _عَمَّان _الأردن 23-مغامرة العقل الأولى _فراس السواح _دار علاء الدين _دمشق _سورية

24-مدخل إلى نصوص الشرق القديم _فراس السواح _دار علاء الدين _دمشق _سورية

25-قصة الديانات_سليمان مظهر_مكتبة مدبولي



مراجع في الهندوسية:

قصة الحضارة_ول ديورانت_المجلد الثاني_الهيئة المصرية العامة للكتاب.

قصة الديانات_سليمان مظهر_مكتبة مدبولي.

تاريخ الأديان/الكتاب الرابع _دار علاء الدين _دمشق _سورية.



قاموس ترجمة ضخم موسوعيّ حوى كثيراً من مصطلحات الأديان في الإنجليزية:

قاموس أطلس الموسوعي إنجليزي – عربي _دار أطلس_القاهرة_المهندسين.



ومراجع ودراسات وحوليات أخرى وبرامج تلفزيونية كثيرة.


النص الاصلي
بقلم مرشد الى الالحاد

No comments:

Post a Comment