Saturday, January 15, 2011

نقد العهد الجديد والمسيحية الباب الثاني 2

#المسألة الرابعة عشرة: تحريم المسيحية للطلاق



في كثير من الأحيان تستحيل العشرة بين الرجل والمرأة،وتصبح الحياة بينهما بغيضة،وحياةً زوجية فاشلة،كلها مشاكل بسبب تنافر الشخصيات غير المنسجمة أو الطباع أو تراكم المشاكل والحزازات ،وتصل الكراهية أو الملل إلى حد عدم تحمل أو إطاقة كل طرف للآخر،وبالتالي إن لم يُعطَ كلٌ منهما حقَّ الانفصال عن الآخر تصبح حياة الطرفين تعيسة وكئيبة،وقد تحدث خيانات زوجية،وقد يتطوَّر الأمر إلى قتل أحد الزوجين للآخر،لا سيما المرأة الأنثى التي تشعر بإذلال الرجل الزوج بعدم تطليقه لها،وتشعر أنها مغتصَبَة العِرْض والحياة،أو كذلك هناك حالات تستوجب انفصال الزوجة عن الزوج مراعاةً لحقوقها الإنسانية مثل إصابة الزوج بالجزام أو الجمرة الخبيثة وغيرها من أمراض وبائية معدية، أوإصابته بالإيدز،أو الجنون ودخوله مستشفى الأمراض العقلية واحتجازه والتحفظ عليه لسنواتٍ طِوال،أو إصابته بعجز جنسيّ تامّ بلا أمل في علاجٍ ما، أو سجن الزوج لسنوات لجريمة.

في كل تلك الحالات المرأة المسيحية المسكينة لا تحصل على الطلاق وفقاً لما شرَّعه يسوع المسيحُ في الإنجيل رغم أيٍ من تلك الأسباب القوية والتي لا يوجد حل لها إلا الطلاق، خصوصاً مع مرض معدٍ كفيل بقتل الزوجة،وينبغي أن تترك الالتصاق بزوجها في بيت وغرفة واحدة وجعلها لا تتمكَّن من المعيشة الزوجية والجنسية معه،والمرأة كإنسانٍ لها احتياجاتها وحقوقها وأحاسيسها،إذ وفقاً للنصّ الجامد الجافّ الصدِأ الذي لم يطّلع ولم يدرك كلَّ الأمور وما سيسببه من مشاكل يقول بمنتهى الجمود وعدم التفكير في عواقب هذا التشريع القاسي الذي لا يدرك تلك الحالات وغيرها لجهله وضيق أفقه ومحدودية رؤيته: لا طلاق للمرأة إلا لعلة أن تزنيَ وتخونَ زوجَها،

ونفس الكلام بالنسبة للرجل قد يعاني من أن تكون زوجته بمرضٍ ما أو تحدث مشاكل بينهما أو تصبح باردة المشاعر اتجاهه جافّة سواءً في الحياة كلها أو في الجنس بسبب ونتاج عدم الرغبة في العيش معه،أو تجن أو تسجن أو أو،أو حرص كل من الطرفين على عناد وخلاف الآخر.

وعلى الرجل المسكين أن يرتبطَ بامرأةٍ لا يحبها ولا يريد العيش معها ولا النظر في وجهها ولا ممارسة الجنس معها حتى الموت وليس مسموحاً له بطلاقها أو أنْ يتزوّج غيرَها،حتى لو كانت مصابة بمرض خطير كالإيدز أو الجنون أو أمراض معدية.

وإن طُلِّقَتْ لادعائها على نفسها أنها "زاني" يعني خانت زوجَها لا يجوز لها الزواج مرةً أخرى ويجوز للزوج.

وإن ادعَ الرجلُ أنه "زانٍ" أي خان امرأتَه ليحصل على الطلاق من الكنيسة،ويفك نفسه من هذا القيد...لا يجوز له الزواج مرةً أخرى ويجوز للمرأة الزوجة.



والمسكينة التي تحصل على الطلاق لا يمكن لرجلٍ تزوجها،لأن وفقاً لفكر يسوع المريض المعلول أنه بهذا يكون "يزني"! لأنَّ من تزوّج بامرأةٍ كانتْ زوجةَ رجلٍ آخر يكون "زانياً"! وكأنَّ المرأة المسكينة ليست لحماً ودماً وليست كائناً حياً وليس لها أعضاء جنسية ومشاعر جنسية وعاطفية وأحاسيس ورغبة وشهوة واحتياج للجنس والرجل أي الجنس الآخر المختلف عنها.


لذلكَ أنا أنصح المسيحيين ممن يريدون حريتهم الشخصية وألا يسطير رجال الدين عليهم،ويفاجئوا بقضايا مرفوعة من الكنائس ضدَّهم تطالب بفسخ عقود زواجهم للمرة الثانية وتفريق الزوجين،إلى آخر هذا الصداع والتخلف في مصر،أنصحهم بالزواج لدى محامٍ قانونيّ مع الشهود والعقد وحتى الفرح والزفة والأهل لكن بدون الكنيسة، أو بزواجٍ مُسَجَّل بالشهر العقاريّ.



يقول يسوع المسيح: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَق. 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متَّى5: 31-32



(3وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» 4فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ 5وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 6إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7قَالُوا لَهُ:«فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».) متَّى19: 3-9



(2فَتَقَدَّمَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَسَأَلُوهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ؟» لِيُجَرِّبُوهُ. 3فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟» 4فَقَالُوا:«مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَق، فَتُطَلَّقُ». 5فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةَ، 6وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ. 7مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، 8وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. 9فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ». 10ثُمَّ فِي الْبَيْتِ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا عَنْ ذلِكَ، 11فَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا. 12وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».) مرقس10: 2-12



(18كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَكُلُّ مَنْ يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ مِنْ رَجُل يَزْنِي.) لوقا16: 18



وهذا يكتب المعاناة والحرمان العاطفيّ والجسديّ على الكثير من البشر البائسين المساكين،أو الحياة مع شخص لا يرغب في العيش معه(ها)،لا سيما في دول بدائية خانقة كمصر ما زالت الكنيسة تلزم المواطنين أن لا طلاق ولا زواج إلا بإذنها، فهي المتحِّكمة في الناس وحيواتهم وإنسانيتهم،لا سيما في دول لا يكون المهرب فيها من هذه المشكلة إلا بإعلان الإسلام والتحول له ظاهراً للتخلص من هذه الحالة الخانقة القاهرة ،ولننظرْ لحالة الفنانة هالة صدقي التي تحوَّلت من مذهب مسيحي إلى آخر لمجرد أن تتخلَّص من زوجها الذي حرمتها ومنعتها الكنيسة من الطلاق منه،كأنها الآمر الناهي الذي يتفرغ لخنق الناس وأحاسيسهم وممارستهم لحياتهم،كأنها ثعبان البوا العاصر الذي يخنق ضحاياه حتى الموت،أو الجاثوم الشيطاني الذي يجثم على صدور الناس حتى يلفظوا أنفاسَهم الأخيرة من القهر والعسف ويعلنوا أنهم صاروا كائنات خاضعة للكنيسة وليس لهم أي مشاعر إنسانية، وطبعاً خيار الإلحاد أو اللادينية كعقيدة غير متاح أو مسموح به لمصادرة الدول العربية لحقوق الإنسان وحقه في التفكير والاختيار.

وحسبما سألت البعض، الحل في الزواج المدنيّ بمحامٍ أو لدى الشهر العقاري بالنسبة للمسيحيين الذين لا يحبون قهر الكنيسة لحياتهم بهذا الشكل،الذين يرون أنه لا يجب عليهم اتباع هذه الوصية تماماً وإنما هي تمثِّل قمةَ الأخلاق التي ليس كل الناس ينبغي عليه اتباعها بل الذين يريدون الوصول إلى مثلٍ عالٍ جداً ليس للكل الوصول إليه، وأن هذه الأخلاق الكريمة تكون بناءً على اختيار ومقاومة الإنسان وعزيمته،وليس بالقهر والإجبار وبالإلزام والغصب عليها11.



انتهت المسألة الرابعة عشرة







#المسألة الخامسة عشرة: بولس يعترف أنه يتلوَّن بكل عقائد الشعوب المختلفة، ليستدرجهم إلى دخول المسيحية،ويدعو المُبَشِّرينَ إلى نفسِ الفِعل



(16لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. 17فَإِنَّهُ إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هذَا طَوْعًا فَلِي أَجْرٌ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَرْهًا فَقَدِ اسْتُؤْمِنْتُ عَلَى وَكَالَةٍ. 18فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ، حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ. 19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ ­ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ ­ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. 23وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ، لأَكونَ شريكاً فيه.) كورنثوس الأولى9: 16-23

معاني كلمات في الهامش12

(13فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضًا بَعْضُنَا بَعْضًا، بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ. 14إِنِّي عَالِمٌ وَمُتَيَقِّنٌ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ نَجِسًا بِذَاتِهِ، إِلاَّ مَنْ يَحْسِبُ شَيْئًا نَجِسًا، فَلَهُ هُوَ نَجِسٌ. 15فَإِنْ كَانَ أَخُوكَ بِسَبَبِ طَعَامِكَ يُحْزَنُ، فَلَسْتَ تَسْلُكُ بَعْدُ حَسَبَ الْمَحَبَّةِ. لاَ تُهْلِكْ بِطَعَامِكَ ذلِكَ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِهِ. 16فَلاَ يُفْتَرَ عَلَى صَلاَحِكُمْ، 17لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ. 18لأَنَّ مَنْ خَدَمَ الْمَسِيحَ فِي هذِهِ فَهُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ اللهِ، وَمُزَكُى عِنْدَ النَّاسِ. 19فَلْنَعْكُفْ إِذًا عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ، وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ. 20لاَ تَنْقُضْ لأَجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ. كُلُّ الأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ، لكِنَّهُ شَرٌّ لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَأْكُلُ بِعَثْرَةٍ. 21حَسَنٌ أَنْ لاَ تَأْكُلَ لَحْمًا وَلاَ تَشْرَبَ خَمْرًا وَلاَ شَيْئًا يَصْطَدِمُ بِهِ أَخُوكَ أَوْ يَعْثُرُ أَوْ يَضْعُفُ. 22أَلَكَ إِيمَانٌ؟ فَلْيَكُنْ لَكَ بِنَفْسِكَ أَمَامَ اللهِ! طُوبَى لِمَنْ لاَ يَدِينُ نَفْسَهُ فِي مَا يَسْتَحْسِنُهُ. 23وَأَمَّا الَّذِي يَرْتَابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدَانُ، لأَنَّ ذلِكَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ.) رومية 14: 13-23

(1فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا. 2فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ، لأَجْلِ الْبُنْيَانِ. 3لأَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ».) رومية 15: 1-2



(1ثُمَّ وَصَلَ إِلَى دَرْبَةَ وَلِسْتَرَةَ، وَإِذَا تِلْمِيذٌ كَانَ هُنَاكَ اسْمُهُ تِيمُوثَاوُسُ، ابْنُ امْرَأَةٍ يَهُودِيَّةٍ مُؤْمِنَةٍ وَلكِنَّ أَبَاهُ يُونَانِيٌّ، 2وَكَانَ مَشْهُودًا لَهُ مِنَ الإِخْوَةِ الَّذِينَ فِي لِسْتَرَةَ وَإِيقُونِيَةَ. 3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هذَا مَعَهُ، فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ كَانُوا يَعْرِفُونَ أَبَاهُ أَنَّهُ يُونَانِيٌّ. 4وَإِذْ كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي الْمُدُنِ كَانُوا يُسَلِّمُونَهُمُ الْقَضَايَا الَّتِي حَكَمَ بِهَا الرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَحْفَظُوهَا.) أعمال الرسل16 : 1-4





انتهت المسألة الخامسة عشر







#المسألة السادسة عشرة: الكنيستان الأمان الكُبْرَيان في العالم تتبعان التقاليد الكنسية،وتخالفان تعاليم الكتابَ المقدّس وتعاليم بولس الرسول الذي يعتقدون به مرسلاً من الربِّ المسيح



إذ تشترط الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية أنَّ منصب الأسقف لا يحوزه إلا شخصٌ من طبقة الرهبان الذينَ حرَّموا على أنفسِهم الزواجَ والجنس،مع أنَّ بولس رسول الرب المزعوم اشترطَ فيه فقط أنْ يكونَ حسن الأخلاقِ وزوجَ امرأةٍ واحدة،يقول بولس قدِّيس ورسول الله في المسيحية:



(1صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: إِنِ ابْتَغَى أَحَدٌ الأُسْقُفِيَّةَ، فَيَشْتَهِي عَمَلاً صَالِحًا. 2فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِيًا، عَاقِلاً، مُحْتَشِمًا، مُضِيفًا لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ، 3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيمًا، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، 4يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَنًا، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ. 5وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟ 6غَيْرَ حَدِيثِ الإِيمَانِ لِئَلاَّ يَتَصَلَّفَ فَيَسْقُطَ فِي دَيْنُونَةِ إِبْلِيسَ. 7وَيَجِبُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ شَهَادَةٌ حَسَنَةٌ مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ فِي تَعْيِيرٍ وَفَخِّ إِبْلِيسَ.) تيموثاوس الأولى3: 1-7





انتهت المسألة السادسة عشرة







#المسألة السابعة عشرة:إخوة المسيح،وهل تزوَّجَتْ السيدة "العذراء" من خطيبها يوسف النجَّار



هل تزوَّجَتْ مريم بعدَ إنجابها ليسوع،وكانت إنسانة عادية،أعرف أنَّ ما سأقوله شائك،عن زواج القدِّيسة مريم ،وأنا لا أقصد أي تجريح لمشاعر الإخوة المسيحيين أو الإساءة لمقدَّساتهم،بل أطرح وجهةَ نظرٍ،وأود الإشارةَ مثلاً أنني عندما أعتقد أنَّ إنجاب شخص يسوع ليس من معجزة إلهية عذرية، بل من حملٍ عاديّ فهذا قد يضايق المسيحيون والمسلمون ،لكنه لا يشكل إهانة للسيدة مريم وفقاً لمعتقدي وتقاليدي وأخلاقي وقيمي اللادينية.

فقط أنا لا أحب الخرافات والخزعبلات والسخافات التي لا يقبلها عقلي.



(1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هذَا فِي الْجَلِيلِ، لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.

2وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ، عِيدُ الْمَظَالِّ، قَرِيبًا. 3فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ:«انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، لِكَيْ يَرَى تَلاَمِيذُكَ أَيْضًا أَعْمَالَكَ الَّتِي تَعْمَلُ، 4لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئًا فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ عَلاَنِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». 5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضًا لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. 6فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ، وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ. 7لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ، وَلكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. 8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هذَا الْعِيدِ، لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ.

10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا، حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضًا إِلَى الْعِيدِ، لاَ ظَاهِرًا بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.) يوحنّا7: 1-10

(54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ كُلُّهَا؟» 57فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 58وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ.) متَّى13: 54-58



(1وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 2وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟ 3أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. 4فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. 6وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ.) مرقس6: 1-6



(22وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هذَا ابْنَ يُوسُفَ؟» 23فَقَالَ لَهُمْ:«عَلَى كُلِّ حَال تَقُولُونَ لِي هذَا الْمَثَلَ: أَيُّهَا الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ! كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ، فَافْعَلْ ذلِكَ هُنَا أَيْضًا فِي وَطَنِكَ».) لوقا4: 22-23



(14هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ.) أعمال الرسل1: 14





--------------------------------------------------------------------------------

11 ويرى رئيس المذهب البروتستني في مصر( القس د. إكرام لمعي) أن المسيح هنا يضرب مثلاً أعلى ليس للكل الوصول إليه وليس على الكل العمل به،مثله مثل نصوص التسامح المطلق التي لا يمكن للدول والسياسات العمل بها إذ يستحيل ذلك،فهذا مثل أعلى يضربه المسيح وليس الكل يمكنهم تنفيذه لطبيعتهم البشرية،أو وصية المسيح للتلاميذ بترك كل أموالهم والعيش فقراء وليس معهم سوى عصا الترحال.هناك شيء ظريف يفعله رئيس البروتستنت في مصر وهو أنه إنْ قال له رجلٌ أو امرأةٌ أنا خلاص مش قادر(ة)،أو ما عدتش قادر(ة)،عندها يطلقه(ها) لعلة الزنا! بمعنى خوفاً من وقوعه(ها) في الزنى، وليس أنه(ها) فعل(ت) الزنا. وهذا فهمٌ وتصرف لطيف ومعقول لكنه ينتظر منه(ها) تلميحة كهذه.

وهو ينصح بالزواج المدنيّ،وأن يتم فصل الزواج عن الكنيسة،وألا تترك الكنيسة لتسيطر على الناس،وأن يكون هناك نظام زواج وطلاق مدنيّ. جاء ذلك في برنامج العاشرة مساء على قناة دريم في حوار مع المذيعة منى حول قانون الطلاق و قوانين الأحوال الشخصية للمسيحيين في مصر.



13 فإني إذ كنتُ حراً من الجميع:أي يكسب رزقه من عمل يده ولا يأخذ مرتباً عن قيامه بالدعوة والتبشير بالمسيحية. الناموس:أي الشريعة أي التوراة،الإنجيل:أي التبشير والكِرازة بالمسيحية وكلمة إنجيليوس يونانية تعني البشارة أو الخبر السارّ أو الإخبار به .
يقول بولس الرسول: (3هذَا هُوَ احْتِجَاجِي عِنْدَ الَّذِينَ يَفْحَصُونَنِي: 4أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَأْكُلَ وَنَشْرَبَ؟ 5أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَجُولَ بِأُخْتٍ زَوْجَةً كَبَاقِي الرُّسُلِ وَإِخْوَةِ الرَّبِّ وَصَفَا؟) كورنثوس الأولى9: 3-5



(19وَلكِنَّنِي لَمْ أَرَ غَيْرَهُ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ.) جلاطية1: 19



(46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَ وَقَالَ لِلْقَائِلِ لَهُ:«مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ:«هَا أُمِّي وَإِخْوَتي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متَّى12: 46-50

وهناك ما يناظر هذا النصَّ الأخير في إنجيل مرقس،وإنجيل لوقا،فلا داعي للتكرار والإطالة



إلى هنا لا مشكلة،فالناس كانوا يعتقدونَ أنَّ المسيح هو ابن يوسف،ولعلَّ هذا جزءٌ من خطة الإله لخدعة الشيطان،لكي لا يعرفَ خطةَ الصلب وفداء البشرية من آثامها،ولعلَّ إخوة المسيح هم من أبيه فقط،أو من هو أبوه حسبَ النسب ومن جهة زوجة أخرى أنجبت هؤلاء الإخوة حيثُ تُبيح اليهودية تعددَ الزوجات.



تأتي المشكلة والمعضلة من النصوص الخمسة التالية:



(24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا(1) حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.) متَّى1: 24-25

(1)يعرفها:التعبير اليهوديّ الكتابيّ المتحفِّظ بمعنى العلاقة الزوجية الجنسية.

(40وَكَانَتْ أَيْضًا نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي، وَسَالُومَةُ، 41اللَّوَاتِي أَيْضًا تَبِعْنَهُ وَخَدَمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَلِيلِ. وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ اللَّوَاتِي صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) مرقس15: 40-41



(46فَاشْتَرَى كَتَّانًا، فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتًا فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ الْقَبْرِ. 47وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ.) مرقس15: 46-47



(1وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ.) مرقس16: 1



(55وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ، 56وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي.) متَّى27: 55-56





أقول: قد سمعتُ أنه لذلك فرقة البروتستنت على عكس الأرثوذكس والكاثوليك لا يؤمنون سوى بميلاد المسيح العذريّ، لكنهم لا يؤمنون بديمومة عذرية مريم ،ويرون أنها تزوَّجتْ بعد ذلك وعاشت كإنسانةٍ طبيعية من لحم ودم،وليس كتلة حجارة صماء أو جوفاء بلا مشاعر ولا أحاسيس،كأنها ليست بشراً،بشكلٍ ملائكيّ حجريّ سخيف لا معنى له ويدل على سذاجة،وعدم فهم للطبيعة الإنسانية الجميلة رغم تقبيح وتشويه البعض لصورة جمال الطبيعة والتكوين الإنسانيّ.

انتهت المسألة السابعة عشرة







#المسألة الثامنة عشرة: المسيحيون الغربيون وارتكاسة إلى عبادة الأصنام



جاءت اليهودية في كتابها العهد القديم أو التوراة،آمرةً البشرَ مراراً وتكراراً بعبادة الإله الواحد الخالق الحق،وترك عبادة الأحجار والآلهة الحجرية الخرافية الوثنية،وإزالتها من حياة اليهود ومن الدنيا، وتوحيد الربوبية والألوهية للرب الإله الواحد الذي لا إلهَ غيره (يهوه)،وبنفس دعوة ترك الأصنام جاءت بشارة المسيح في الإنجيل أي العهد الجديد،وقد التزمَ الأرثوذكس بعدم إقامة تماثيل للمسيح يسوع أو الطفل يسوع أو الأم العذراء مريم،لا في الكنائس ولا الأديرة ولا البيوت ولا الشوارع،وإنما يكتفون بتعليق صور أو أيقونات للمسيح والعذراء وصور التلاميذ والقدِّيسين وقصص الإنجيل...إلخ

أما الكنائس الغربية كاثوليكيةً وبروتستنتية،فكثُرَتْ فيها تماثيل المسيح أو تماثيل العذراء أو تماثيل العذراء حاملةً الطفلَ يسوع،ويتوجَّه مسيحيو الغرب،الأمس واليوم،بالعبادة والدعاء والصلوات والرجاآت،أما تمثال المسيح،كرمز للإله أي المسيح،فيما يُمثِّل عودةً وارتكاسة جديدة للأصنام والأوثان،التي نهت عنها التوراة وذمَّتْها.

ولقد تأكدتُ من هذه المعلومة بمتابعتي لأفلام الغرب الأمركية لمدة طويلة،ومن عاش معهم يعرف الأمر أكثر وأوضح وشدة هذه الظاهرة الارتكاسية السيئة ،التي كانت من أسباب الانفصال النهائي للكنيستين الشرقية الأرثوذكسية والغربية الكاثوليكية عام1054م.



انتهت المسألة الثامنة عشرة







#المسألة التاسعة عشرة: الاختلاف على العقيدة اللاهوتية



الفِرَق أو المذاهب الرئيسية الثلاث المسيحية في العالم والتي يتبع كلَّ واحدةٍ منها ملايينُ البشرِ،هي الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستنتية،تتفق المذاهب الثلاث على تجسد الله في جسد آدمي هو المسيح يسوع ليُصلَب ويُعذَّب فيكفِّر عن خطايا البشر أو ما يُعرَف بعقيدة الصلب والفداء،وأنَّ الإله الواحد،له ثلاثة أقانيم أي تجليات أو شخصيات كلها صُوَر له،فالآب هو سلطان وقدرة الربّ،والابن هو الرحمة،والروح القدس هو العلم والسلام،

ثم يختلفون في طبيعة المسيح،

فمذهب الأرثوذكس يقول باتحاد الطبيعتين الإلهية والبشري(اللاهوت والناسوت) في المسيح وعدم انفصالهما،

أما مذهب الكاثوليك والبروتستنت فيقول بانفصال الطبيعتين الإلهية والبشرية في شخص المسيح.

وقد اجتمعَ الفريقان مؤخَّراً واتفقا على صيغة توفيقية على أن لاهوتَه لم يُفارِقْ ناسوتَه لحظةً أو طرفةَ عينٍ.



وغير هذا فبين الفِرَق اختلافات واسعة جداً في الصلوات والطقوس والشعائر والتقاليد الكنسية وأيام الصيام وكل شيء.



انتهت المسألة التاسعة عشرة









#المسألة العشرون: إنكار البروتستنت لشعيرة القربان المُقدَّس



أو طقس الأفْخارِسْتا،وهو سكب الخمر على الخبز كرمزٍ لدم ولحم المسيح....إلخ وقد شرحناه بالتفصيل في موضوع الخمر،وكما ذكرنا هناك فإنَّ المسيحَ نفسَه أمَرَ به كما وردَ في ثلاثةِ أناجيلَ من الأربعة،كما وردَ ذكرُ هذا الطقسُ كأحدِ الثوابت المسيحية في رسائل بولس الرسول،وهي عبادة وشعيرة متواتِرة ،إضافةً إلى ورودها كتابياً في العهد الجديد عدةَ مراتٍ،وهي معمول بها لدى الكنيستين الأصليتين الأرثوذكسية والكاثوليكية،والعجيب أنَّ البروتستنت ألغَوْا هذه الشعيرةَ ولم يعترفوا بها،ولم يمارسوها،رغمَ أنها منصوصٌ عليها مراراً وبشكلٍ واضح في الإنجيل الذي بين أيديهم، والذي لا خلافَ على أسفاره وصحتها ومحتوياته وكلماته بينَ جميع المذاهب المسيحية، وبالإضافة لما أوردناه من نصوص في موضوع الخمر عن هذه الشعيرة المرتبطة بيوم العشاء الأخير في عيد الفِصْح قبل صلب يسوع، فهاهو نصٌ آخر من سِفر أعمال الرسل:

(وكانوا يُواظِبونَ على تعليمِ الرُسُلِ،والشَرِكَةِ،وكَسْرِ الخُبْزِ،والصلواتِ) أعمال الرُسُل2: 42





انتهت المسألة العشرون









#المسألة الحادية والعشرون:أوجه التشابه بينَ المسيحية ،والديانة الوثنية الجريكية الرومانية



العهد الجديد أو الإنجيل ينبع من مصدرين هما العهد القديم اليهوديّ والثقافة اليونانية الرومانية، ويكفي للتدليل على ذلك أنَّ اللغة الأصلية المكتوب بها العهد الجديد هي اليونانية وليس العبرية،بل لايوجد له أصلٌ عبريّ! كما هو معروف،كذلكَ فإن كل من يقرأ العهدَ الجديد يرى كثرةَ المصطلحات اليونانية الواردة فيه من فلسفات واتجاهات وآلهة ذُكِرَتْ في معرض الذمّ لها ونقدها.

خلال قراءتي لكلٍ من ترجمتَيْ مختصرات الإلياذة والأوديسة صادرتان عن دار الهلال _مصر_ترجمة دريني خشبة، والإلياذة الترجمة الكاملة نشر المجمع الثقافي بدمشق سوريا، لاحظتُ تشابهين بينَ المسيحية وديانة الجريك(الإغريق) والرومان:



أولاً-كان الجريكيون والرومانيون يسكبون الخمرَ على مذابح الآلهة في معابدها أو على الأرض أو في البحر كقربانٍ ،على اعتبار الخمر شيئاً مقدَّساً وثميناً،

كذلك كانوا بعد حرق جثث الموتى _حيث كانوا لا يدفنونها_يسكبون الخمرَ على الجمرِ والرماد



تُرى هل اقتبست المسيحيةُ طقسَ القربان المقدس من تلك الشعائر الوثنية وعدَّلَتْها وأضفَتْ عليها من روحها،الفارق أن الوثنيين كانوا يهدرون الخمرَ بسكبها على الأرض أو على مذبح معبد إلهٍ أو في البحر،أما المسيحيون فيسكبونها على الخبزِ ثم يلتهمونه كرمزٍ لدم ولحم المسيح فادي البشر.



ذُكِرَ هذا الأمر في الإلياذة للشاعر هوميروس،و في الأوديسة له.

(استدراك) :ومعَ ذلكَ فقد وردَ ذكرُ سكائب الخمر على المذبح في التوراة،فنقرأ مثلاً في سِفر الخروج: (38«وَهذَا مَا تُقَدِّمُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ: خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ كُلَّ يَوْمٍ دَائِمًا. 39الْخَرُوفُ الْوَاحِدُ تُقَدِّمُهُ صَبَاحًا، وَالْخَرُوفُ الثَّانِي تُقَدِّمُهُ فِي الْعَشِيَّةِ. 40وَعُشْرٌ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِرُبْعِ الْهِينِ مِنْ زَيْتِ الرَّضِّ، وَسَكِيبٌ رُبْعُ الْهِينِ مِنَ الْخَمْرِ لِلْخَرُوفِ الْوَاحِدِ. 41وَالْخَرُوفُ الثَّانِي تُقَدِّمُهُ فِي الْعَشِيَّةِ. مِثْلَ تَقْدِمَةِ الصَّبَاحِ وَسَكِيبِهِ تَصْنَعُ لَهُ. رَائِحَةُ سَرُورٍ، وَقُودٌ لِلرَّبِّ.) الخروج29: 38-41



(9وكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 10«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ وَحَصَدْتُمْ حَصِيدَهَا، تَأْتُونَ بِحُزْمَةِ أَوَّلِ حَصِيدِكُمْ إِلَى الْكَاهِنِ. 11فَيُرَدِّدُ الْحُزْمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ لِلرِّضَا عَنْكُمْ. فِي غَدِ السَّبْتِ يُرَدِّدُهَا الْكَاهِنُ. 12وَتَعْمَلُونَ يَوْمَ تَرْدِيدِكُمُ الْحُزْمَةَ خَرُوفًا صَحِيحًا حَوْلِيًّا مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. 13وَتَقْدِمَتَهُ عُشْرَيْنِ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ، وَقُودًا لِلرَّبِّ رَائِحَةَ سَرُورٍ، وَسَكِيبَهُ رُبْعَ الْهِينِ مِنْ خَمْرٍ. 14وَخُبْزًا وَفَرِيكًا وَسَوِيقًا لاَ تَأْكُلُوا إِلَى هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ، إِلَى أَنْ تَأْتُوا بِقُرْبَانِ إِلهِكُمْ، فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ.) اللاويين23: 9-14

وغيرهما من نصوصٍ تحتوي على طقوس مشابِهة.



ثانياً- كان النظام الاجتماعيّ في اليونان لا يسمح إلا بزوجةٍ واحدة فقط،مع سماحه بالخليلات والصديقات والعلاقة الجنسية بلا زواجٍ "الزنا" كما يسمِّيه الدينيون،والأبناء دون زواج"غير الشرعيين كما يسمونهم" ،وكان لا يُنظَر لهذا باحتقارٍ أو استنكار أو تحريم ،مثلهم مثل العالم الغربيّ الحديث المتحضِّر اليومَ.

أما المسيحية فقد حرَّمَتْ العلاقة بلا زواج "الزنا حسب تسميتهم" طبعاً وتبنتْ نظامَ تحريم الزواج بأكثر من امرأةٍ واحدة فقط.

راجع الإلياذة والأوديسة_دار الهلال،ومرجع آخر هو (الأساطير الإغريقية) للدكتور إبراهيم سكر_ الهيئة المصرية العامة للكتاب،وهو كتاب صغير الحجم جداً جداً بشكلٍ مذهل لكنه مفيد جداً بشكلٍ غريب.



انتهت المسألة الحادية والعشرون
#المسألة الثانية والعشرون :فكرة الأقانيم مأخوذة من الديانة المصرية القديمة (الفرعونية)



المسيحيون ذوو عقيدة غير منطقية،حيثُ يقولون أن الأقانيم الثلاث،الآبّ والابن(يسوع) والروح القدس، هم شيء وشخص واحد،في حين ترد نصوصٌ تجعل كلَّ كيانٍ منهم غيرَ الآخر ومستقلاً عنه في الكينونة وأنهم ليسوا شيئاً واحداً،أو إلهاً واحداً،بل كيانات منفصلة فنرى الأب بعد تعميد يوحنا المعمِّد ليسوع ينادي من السماء:هذا ابني الحبيب الذب به سُرِرْتُ،ونقرأ النصوص تقول أنَّ المسيح صعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب،وأن الساعة لا يعلم وقتها الابنُ ولا أيُّ أحدٍ وإنما يعلمها الآب فقط،

والواقع أن نفس التناقض اللاهوتيّ كانَ موجوداً في العقيدة الفرعونية،على ما جاء في كتب:

قصة الديانات _سليمان مظهر_مكتبة مدبولي_القاهرة_مصر

ديانة مصر القديمة_أدولف إرمان_ مكتبة مدبولي_القاهرة_مصر

آلهة المصريين _والاس بَدْجْ_ مكتبة مدبولي_القاهرة_مصر

آلهة مصر العربية(جزآن)_الهيئة المصرية العامة للكتاب

مدخل إلى نصوص الشرق القديم _فراس السوَّاح_دار علاء الدين _دمشق_سوريا



فقد كانَ لكل إقليم إله محليّ يعتبره الإلهَ الأعلى الخالق سيد الآلهة وخالقهم وأول الوجود، وكانت كل فترة تتفوق محافظة وتسيطر على مصر وتصبح هي الحاكمة والعاصمة، وتسعى لفرض إلهها الأعلى كإله أعلى لدى كل الأقاليم،وثقافتها ونموذجها الديني والشعائري والفكري والعقائدي على كل المحافظات، مرة طيبة ومرة عين شمس(هيليوبوليس) ومرة منف، وكانت الآلهة بتاح ورع وآمون وأوزير(أوزيريس) و حور(حورس) وأتوم،كل إله له محافظته التي تعتبره الإله الخالق والأكبر والإله الشمس،وكان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى صدامات وسفك للدماء واستعمال القوة، فما كانَ من الكهنة إلا أنْ جعلوا من كلِّ هذه الآلهة _رغم أنها تَرِدُ في قصصٍ كثيرة ككيانات وشخصيات منفصلة بل وبعضهم أبناء وآباء وأحفاد وأجداد البعض _ جعلوها شخصاً واحداً ،وهكذا كل إقليم أضاف صفة إله الشمس لإلهه،فقالوا بتاح-رع،أتوم-رع ،آمون-رع،حوريس-رع،أوزير-سوكاريس (أوزيريس سوكاريس)،بل وحتى الآلهة مثل الإله ذي رأس الخروف(خنوم) أو(خنمو) أو بمعنى أدق(خ ن م) الذي كان هو الإله الخالق الذي خلقَ الإنسانَ على عَجَلَة الفخَّار لدى بعض المحافظات وخصوصاً إسنا بالصعيد،سموه خنوم –رع.

بالنسبة لإله بعض المحافظات مثل وهو (سوبك) الإله ذو رأس التمساح،سموه اسماً جدياً هو سوبك –رع.

حتى إله الخصوبة والجنس ذو القضيب المنتصب صارَ مين-رع.

إله الموتى في منف اسمه سوكاريس ويسمى منطقته(رستاو)أي باب الممرات أي عالم الموتى،طغى عليه الإله الأكبر،بتاح،واندمجا وأصبح اسمه بتاح سوكاريس،وبعد ذلكَ أصبح أوزير(أوزيريس) هو إله الموتى الوحيد،فسمي سوكاريس باسمٍ آخر هو أوزير سوكاريس،وأحياناً كانَ يُسمَّى بتاح سوكاريس أوزير! انظر أدولف إرمان ص48،وقد ذكرَه والاس بدج باللفظ الفرعوني الأصلي بعيداً عن الألفاظ اليونانية التي طغت على الأسماء الحقيقية لآلهة المصريين: بتاح سيكر أزار،طبعاً كما نعلم لا توجد في الفرعونية حروف مد ولا تشكيل لذلك نحن لا نعرف كيفية كتابة الكلمة بالضبط، (ب ت ح س ك ر ا ز ر) ،انظر والاس بدْج619،620، 632

وهكذا صارت جميع الآلهة هي كلها مُسَمَّيات مختلفة لرع،وكلها تجليات ومظاهر مختلفة مختلفة للإله رع،لكي لا يتركَ إقليم إلهَه المحليّ الإقليميّ أقلَ مكانةً من إله العاصمة.

وكان يعتبر كهنة طيبة أتباع آمون، أن روح آمون هي روح جسد أوزير(أوزيريس باليونانية) في العالم السفليّ،ومثلما أسموا آمون بـ"كم-اتف"،أي الذي أكملَ وقتَه أي خلق ما خلقَ ثم ترك العمل لابنه الثعبان إير-تا الذي خلق الآلهة الثمانية الأولى في مدينة(شمون) أي ثمانية،واسمها في القرن الحادي والعشرون الآن أشمون،كذلك أسموا أوزير بـ "كم-اتف" ،ثم ليزيدوا في إحكام الحلقة جعلوا من آمون الروحَ لأوزير وقالوا أن جسد آمون يوجد في العالم الأسفل،وأنه أي آمون كإلهٍ للشمسِ يزور جسدَه عندما ينزل في العالم الأسفل أثناء الليل. انظر أدولف143

ويقول والاس:وليس في استطاعتنا هنا أنْ نتحدّث عن كل ما نسجه المصريّ القديم من تخيلات غريبة عن أرواح الآلهة،ويكفينا أن نختتم هذه الكلمةَ بحقيقة أخرى وهي أن الإله يمكن أن يكونَ بمثابة روح لإلهٍ آخر،فمثلاً آمون كان روحَ شو، أو روح أوزير، وعندما عانق أوزير(أوزيريس باليونانية) تيس منديس تكوَّن من هذا العناق روحاً مزدوجة. أدولف إرمان147



وكانوا يعتقدون أن أرواح بعض الحيوانات تدبّ فيها الروح بواسطة الإله،فعجل أبيس حلَّتْ به روح الإله بتاح،وفي نصٍ متأخِّر روح أوزير،لاحظوا كذلك هذا الخلط اللاهوتيّ لأن له صلة بما نقول.

وطائر الفينيق(الفنيكس) به روح رع،

والتماسيح بها أرواح الإله سوبك،فقد اعتقدوا أن كل إله له الكثير من الأرواح(كاوات)،

وتيس مدينة منديس يمثل أربعة أرواح لأربعة آلهة مختلفة هم رع و أوزير وجب وشو. انظر أدولف إرمان146



يقول والاس بَدْج عن كتاب الموتى الفرعوني: في الفصل رقمXVII جعلوا المتوفَّى يقول: «أنا روح الإله التي سكَنَتْ في الإلهين التوأم» وعلى هذا يأتي السؤال التالي: «ما ذا يعني هذا؟» فتكون الإجابة: «إنها إشارة إلى أوزير الذي ذهبَ إلى تاتو ووجدَ هناكَ روحَ رع حيثُ عانقَ كلُّ إلهٍ الآخرَ وانبثقت الأرواحُ الإلهية إلى الوجود داخلَ الإلهين التوأم». انظر والاس بَدْج ص172

يقول والاس : هذه السطور تم تقديمها في بردية أني من خلال رسوم مميزة حيث نرى بناءً على هيئة بوابة بين رسمتي عمودين،وهو ما يدلّ على أن ما حدث تم في تاتو وفوق البوابة نجد الإلهين يقفان يواجه كل منهما الآخر،رع على هيئة صقر يحمل فوق رأسه قرص الشمس ،وأوزير في شكل صقر برأس بشريّ مرتدياً التاجَ الأبيض،ومن النص عرف أن كلاً منهما قد اختلط بالآخر وتمثله وهكذا جلبَ أوزير لنفسه صفاتِ وملامحَ إله الشمس رع مع احتفاظه بكل مميزاته الخاصة. إن كهنة طيبة هنا اقترضوا من كهنة هليوبوليس عين الشمس إلههم ثم أعادوا إنتاجَه وروجوه في كلية لاهوت الجنوب فانتشر بشكل واسع بينَ الشعب حتى أصبحت كل مدينة كبيرة تمتلك معبداً مخصصاً له.

ثم يتحدّث والاس عن تسابيح هامة موجهة لأوزير تعود في الغالب إلى الأسرة الثامنة عشرة يظهر لنا فيها كيفية تمثله لصفات إله الشمس وكيف أصبح هو نفسه رع،وكيف يعيش قرينه المقدَّس في منديس،وأنه قد سكنَ في سيخم حورس رب كيرت بمعنى العالم السفليّ وأن ممفيس تقدِّسه وأنه رب معبد هيرموبوليس،وتم إشهاره كروح رع،وكل جسد هذا الإله،وأن جوهره هو جوهر إله البداية (نو) أي بحيرة الماء الأولى.

وجعلوه هو الذي نشر الحق والعدل(ماعت) في الكون،وهذه صفة أصلاً لرع الذي خلق إلهة العدالة ماعت،وأوزير هو الذي صنع الأرض بيديه برياحها ونباتاتها وكل ماله ريش يطير والسمك والماشية وكل ما يدبّ على الأرض بأربع وهو الذي يملك كل الأرض ....إلخ وكل هذه صفات أصلاً لرع وليس لحفيده أوزير كما نعلم وهو في الأصل لم يكن يوماً الإله الأول،

قال راهب العلم: وهذا يذكِّرنا كثيراً بيسوع المسيح الناصريّ.

أخيراً وكبرهان أخير على المطابقة بين رع وأوزير ،سأنقل الترتيلة التالية كما ذكرها والاس بدج من كتاب الموتى في الفصلCIXXXI حيث نقرأ:

«أيها المبجَّل حاكم امنتيت وآن-نفر...رب تاتشيسرت يا من تشرق في السماء كرع... بالحقِّ جئتُ لأراكَ وأُهلِّلَ لحسنِكَ.

قرصك هو قرصه أشعته هي أشعتك

تاجه هو تاجك عظمته هي عظمتك

شروقه هو شروقك والرهبة التي له هي الرهبة التي لكَ

بهاؤه هو بهاؤك عبيره هو عبيرك

مجلسه هو مجلسك قاعته هي قاعتك

عرشه هو عرشك نقوشه هي نقوشك

وارثه هو وارثك أوامره هي أوامرك

غموضه هو غموضك وصفات الجلالة التي له هي صفات الجلالة التي لك

معارفه هي معارفك أشياؤه هي أشياؤك

قدراته السحرية هي قدراتك وهو لا يموت وأنتَ لن تموتَ

وهو لمْ يُهْزَم أبداً وأنتَ لن يهزمكَ أعداؤكَ الحسودون

الأشياء الشريرة لم تُصِبْه والأشياء الشريرة لن تصيبك إلى الأبد إلى الأبد.»



من أبرز الأمثلة على الخلط واللخبطة اللاهوتية أنَّ قصة خلق رع للكون بعد خروجه من محيط الماء الأزليّ نون،أصبحت بعد أن صارت السيادة للإله أوزير(أوزيريس باليونانية) على كل جمهور مصر، أصبحت كلها تتكلم عن أوزير وليس عن رع كخالق بنفس القصة بالضبط، مع أن أوزير ليس إلا حفيد من أحفاد رع من نسل ابنيه شو و تفنوت. انظر والاس بَدْجْ335-364



قالوا في النصوص تلك التي عند والاس بَدج بالكامل عن خلق الكون عند الفراعنة أن عين الإله الشمس رع هي عين نون، فالقصة الشهيرة لكل من درس الدين الفرعوني في النصّ الفرعوني(كتاب معرفة نشوء رع وكيفية رجم أبيب) تقول أن الإله رع أول ما ظهر في الكون من محيط الماء الأزلي (نو)،كان ما حوله عدماً فلم يجد مكاناً يقف ويرتكز عليه ليبدأ الخلق،فصنع تميمةً سحرية ساعدته على خلق مكان،ثم خلق الإلهين ولديه :الهواء الإله شو والسماء نوت،أما عن الطريقة التي خلقهما بها فهي الاستمناء ثم وضع البذور في فمه! ثم هناك قطعة غامضة المعنى من النص ذكرها بحروفها العلاّمة والاس بَدْج،وحاول شرحها،لكن المهم أن شو وتفنوت أخرجا عين رع أي الشمس من محيط الماء نو،ويُسمِّيها رع عينَ نو، وهكذا تصبح عين نو الإله الأب هي عين رع الابن،وهذا تشابه لاهوتيّ مع المسيحية وغموض عقيدتها التثليثية. انظر والاس بدج339،354،361،362 ،340

وكنتُ قد نقلتُ هذا الموضوع في نقد اليهودية في موضع أن الأصل المائي عقيدة في كل أو معظم الأديان،في الباب الثامن عشر من دراستي في العهد القديم وهو عن ما أخذته اليهودية من الأديان الأخرى.



وهناك ترتيلة أو تسبيحة توحيدية طويلة للإله رع تتكوَّن من 75 تسبيحة،ذكرها والاس بَدْج في كتابه آلهة المصريين ص386-394 ،تجعل من كل الآلهة المصرية ما هي إلا تجسدات وتجليات وأشكال مختلفة لرع،ويحقّ لمن راد الاستشهادَ بها على وجود اتجاه توحيد في الدين المصريّ القديم، وهي ترتيلة على حوائط أحد المقابر الملكية لإحدى الأسرتين إما التاسعة عشرة أو العشرين.

ونظراً لأن هذه التسبيحة طويلة جداً،سأقتبس القليل من أعدادها،وأترك الباقي لكم لتطلعوا عليها كلها نظراً لأهميتها القصوى جداً:

4)الحمد لك أيها القويّ العظيم رع المطلع على الأرض والمنير لأمنتي أنتَ الذي أبدعتَ لنفسِكَ كلَّ الهيئات وتجلَّى صنعُكَ في عظمة قرصِ الشمس.

13)الحمد لك أيها القوي العظيم رع الذي تطول دورة حياته عن دورة حياة الأشكال المستورة فأنتَ حقاً جسد شو

14)الحمد لك أيها القويّ العظيم رع الهادي لرع ليعرفَ أعضاءَه فأنتَ حقاً جسد تفنوت

15)الحمد لك أيها القويّ العظيم رع أنتَ تصنع الأشياء الخاصة برع بوفرة في مواسمها فأنتَ حقاً جسد سب

16) الحمد لك أيها القويّ العظيم رع القويّ الذي صانَ الأشياءَ المكوِّنة له فأنتَ حقاً جسد نوت.

17) الحمد لك أيها القويّ العظيم رع الإله المتقدِّم أنتَ حقاً إيزيس

18) الحمد لك أيها القويّ العظيم رع الذي تضوي رأسَه أكثرَ من الأشياء التي تسبقه أنتَ حقاً جسد نفتيز

19) الحمد لك أيها القويّ العظيم رع المتوحِّد مع أعضائه_الأحد_الذي جمعَ معاً كلَّ البذور أنتَ حقاً جسد حور14

27)الحمد لك أيها القوي العظيم رع نور شو على رأس أقر ،أنتَ حقاً جسد أمونيت

70)الحمد لك أيها القوي العظيم رع أنتَ تجدِّد الأرضَ وأنت تفتح الطريقَ لكل ما في باطنها أنت الروح التي تطلق الأسماءَ على أعضائها أنتَ حقاً جسد سما-تا.



كما نرى ترتيلة عجيبة جعلتني أشعر بالإعجاب من هذا التوحيد العظيم،لكنها جعلتني كذلك أشعر بغثيان ودوار شديد،لأن كل إله من هذه الآلهة هو من أبناء وأحفاد رع،وكل واحد له شخصية وكيان وتاريخ وقصص مستقلة، بل وكما نرى بعض الآلهة المذكورة هي إلاهات إناث كإيزيس وتفنوت ونفتيز ،بل وأمونيت زوجة آمون!

وهناك ترتيلة أخرى أوردها والاس ص382-383 وفيها: أنت الإله الواحد الذي جاء للوجود في بداية الزمن ،..... أنت خالق الأرض ،أنت صانع المحيط المائي في السماء، ....أيها الواحد القدير ذو الأسماء والهيئات المتعدِّدة. وهي ترتيلة طويلة اقتبستُ هذه الجمل منها نقلاً عن والاس بَدْج.



وهذه ترتيلة توحيدية إلى آمون،نقلاً من فراس السواح مدخل إلى نصوص الشرق القديم ص331:

جاءت هذه الترتيلة من عصر الأسرة التاسعة عشرة،أي أنها تعود إلى ما بعد عصر إخناتون،وفيها تظهر التوجهات التوحيدية المصرية في أصفى أشكالها.

سوف أقتبس فقط أجزاء من الترتيلة وهي التي تهمنا وأترككم لتراجعوها من مصدرها المذكور عند أ/فراس السواح



صنع جماله بنفسه وصنع بقية الآلهة،

كل الآلهة جاؤوا إلى الوجود بعد أن ابتدأ نفسه.

إنه الإله الرائع ذو الأشكال المتعدِّدة،

يتفاخر الآلهة بانتمائهم إليه،ويظهرون من خلال جماله،

هو آتوم العظيم المقيم في هليوبوليس،ورع متوحِّد بجسده،

ومن أشكاله أوجدود،الذي أنجبَ الآلهةَ البدئية التي ولدت رع،

ثم كمل نفسه على شكل آتوم المتواحد معه في شخصٍ واحد.

إنه الربُّ العظيم،بداءة كل ما هو كائن.

روحه في السماء،وهو في العالم الأسفل،ويحكم المشرق .

روحه في السماء،وجسده في الغرب3،وتمثاله في هيرموتيس يتجلَّى من خلاله.

إنه الواحد الذي أخفى اسمَه وفقَ ما تمليه طبيعتُه الغامضة.

جَمْعُ الآلهة ثلاثة(في واحد)،ولا ثانيَ لهم:

آمون، ورع،وبتاح.

فهو الخفيّ باسمه آمون،

وهو الظاهر باسمه رع،

وهو المتجسِّد باسمه بتاح.

مدنهم قائمة في الأرض إلى الأبد:

طيبة وهليوبوليس وممفيس.

إنه:آمون ورع وبتاح،ثلاثة معاً.

الفهم قلبه،والأمر شفتاه.

عندما يلج من الكهفين اللذين تحتَ قدميه،

يتفجَّر النيل من تحت صندله.

روحه شو،وقلبه تفنوت.

إنه حور آختي الذي في السماء.

النهار عينه اليمنى،والليل عينه اليُسرى،

وهو الواحد الذي ييسر أمورَ الناس في كل سبيلٍ.

جسده نون ،وما فيها من نيلٍ يهب الحياةَ للكائنات،

ودفؤه يهب الأنفاس لكل الأنوف،

____________________________

3الغرب: عالم الموتى وقد اعتقد قدماء المصريين أنه في الغرب.



وقد ذكر فراس السواح ص329-330 ترتيلة أخرى فيها وصف آمون،بــ

آمون-رع –آتوم- حور آختي،وهذه كما نرى أسماء لأربعة آلهة منهم حور أي حورس باليونانية وآختي إن لم تخني الذاكرة لقب لحور معناه سيد الأفُقَيْن،ويقول عن آمون: تتجلى محبته في حورآختي الذي يُشرق في أفق السماء،وينادي كاتب المعبد مؤلِّف الترتيلة واسمه مير-سيخمت على آمون ،بقوله:



أي بتاح،يا منْ يحبُ ما صنَعَتْ يداه،

أيها الراعي الذي يحب قطعانَه،الذي يكافئ القلوبَ التي تحب الحقيقةَ بدفنٍ لائق

والذي تتجلى محبته بالقمر الوليد الذي يحييه الجميعُ بالرقص،

وعندما يتجمع المتضرعون أمام وجهه يطَّلع على القلوب،

وتستدير النباتات الخضراء نحوَه تستمد من جماله،



وطبعاً كما نرى تم المزج والتوحيد بين بتاح،وآلهة الشمس رع وآتوم وآمون،مع أن بتاح لم يكنْ يوماً ما إله شمس،وإنما كان يتصف بالخالق وهي نفس صفة وحكاية آلهة الشمس،ونفس حكاية خنوم، ونفس حكاية الإلهة نايت ،أو نوت. الذين كل إقليم عزى لأحدهم أنه هو الخالق لكل شيء... الكون والآلهة والحيوانات والنبات والبشر.

وهناك ترتيلة أو اثنان أخريان توحيديتان كهؤلاء في كتاب فراس السوّاح المذكور أعلاه.





--------------------------------------------------------------------------------

14 حور أي حورس باليونانية، وأوزير أي أورزيريس باليونانية، وسوكار أي سوكاريس باليونانية، وهذا هو اللفظ المصري لأولئك الأسماء .
كذلك بصراحة ما ذكره والاس بَدْج في آلهة باب آلهة الحورس أو(الحوارس) بصراحة مثير للغثيان، فما معنى أن يصبح حور (حورس بالجريكية) هو الذي خرج من محيط الماء (نو)؟! وما معنى أن يصبح وفقاً لأسطورة أخرى قد خرج من زهرة وُلِدَ منها كالطفل الشمس هي زهرة نفر-تم أو زهرة اللوتس؟!

،وأنه خلق كل شيء وكل الآلهة ،ويقولون أن إيزيس ونفتيز ساعدتاه في الخروج من محيط الماء نو! يعني عمته وأمه؟!

فكل هذه الصفات والقصص أصلاً خاصة برع وليس بحور، لكن طبعاً كان الغرض مساواة حور على أنه رع السيد الكبير، مع أن حور ابن حفيد رع! انظر والاس ص572، 568

قارِنْ مع قصص الخلق مثل قصة نشوء رع عند والاس من ص 334 وما بعدها.

وانظر عند أدولف إرمان ص101 وغيرها من مواضع تحكي قصة الخلق.



هناك مسألة أخرى خطيرة جداً بالنسبة للإله بتاح ،إله مدينة منف،فقد جعلوا التاسوع الإلهيّ هناكَ من تسعة آلهة كلهم يحملون الاسم بتاح! وقال كهنة منف أن بتاح خلقَ ثمانية آلهة وكلهم اسمه بتاح، ثم سمَّاهم الناسُ بأسماءَ مختلفة. بالتالي من هذا القول نقول أن الأقانيم أصلها فرعونيّ بكل تأكيد،وجعلوا كلَّ آلهة مصر هي بتاح،حتى الإله الصغير الذي هو زهرة نفر-تم التي وُلِدَ منها الإله الشمس وفقاً لأحد أساطير الخلق والتكوين المتعددة المتنوعة،والتي يشمها الإله الشمس كلَّ يومٍ فتُدخِل السعادةَ على قلبه ليست إلا بتاح! وإذا كانوا قد نادوا بوجود ثمانية أشكال مختلفة لبتاح فما كان ذلك إلا ليُكَوِّنوا مع بتاح الأصليّ تاسوع منف الذي مهمته منافسة ومقاومة تاسوع هليوبوليس. وأطلقوا على الإلهين الثاني والثالث من هذا التاسوع "بتاح –نون" أي المياه الأزلية وزوجته "بتاح-نونت" وقد أنجبا الإله آتوم.

وكما نفهم من والاس بدج كان غرض كهنة منف الإعلاء من شأن وقدر إلههم،وتقليل مكانة وأهمية الإله آتوم الذي كان المنافس الهليوبوليسي في أول عصور الدولة القديمة حينَ كانت منف هي العاصمة ومستقر عرش الملوكية. وهكذا آتوم يصبح مجرد حفيد لبتاح وأقل شأناً كثيراً من بتاح المنفويّ. فكل ما اتصفَ به آتوم من خصال استمدها من بتاح بل إن شفتيه وأسنانه التي تفل بها شو وتفنوت قد استعارهنَّ من بتاح،بل سلبوا آتوم قدرتَه على أنْ يخلق ويبدع،إذ أن قلبه ولسانه ليسا إلا من بتاح. ومن هنا نرى بوضوحٍ كيف أن القلب واللسان هما اللذان كان يخرجان كلَّ شيءٍ إلى الوجود، واعتُبِرَ القلب واللسان للإله آتوم كطيفين من أطياف بتاح،عُرِفَ الأول باسم تحوت إله العلم والكتابة،والثاني باسم حور (حورس باليونانية) ، ولقد خلقَ اللسانُ كلَّ شيء حيّ بواسطة الكلمة التي خلقت كلَّ قوى الحياة وكل ما يؤكَل وكل ما يحبه أو يكرهه الإنسان كما أخرجت كل القوانين وسبَّبَت نشأة الفنون، فإذا ما أمرت الكلمة سمعت الأقدام وتحركت الأعضاء.

قال راهب العلم:ولا أدري لِما هذه التصورات رغم أنها أساساً كانَ الغرض منها تعظيم إله منف(بتاح) وتهوين شأن إله عين شمس (آتوم) ،إلا أنها تذكِّرني بالأفكار المسيحية،ولا سيما فكرة الروح القدس الذي يمثِّل العلم الإلهي،ونزول الحمامة،والكلمة (اللوجوس) وما تعنيه من معانٍ معقَّدة كثيرة في المسيحية.



كذلك كانت الشمس في الصباح هو الجعران خبري،ثم عند الظهر الإله القويّ رع،ثم في الغروب هو الإله العجوز آتوم،وكل هذه الآهة الثلاث هي مظاهر لإله واحد هو الشمس.



مع أن الآلهة رع وآتوم وحور وأوزير كانوا أصلاً آلهة مستقلة عن بعضهم ،كما أوردَ أدولف إرمان نموذج قصة قديمة أصلية عن الصراع بين أوزير وحور وست،وكان الآلهة رع وآتوم و أوزير(أوزيريس) وحور(حورس) ،آلهةً منفصلة مستقلة عن بعضها البعض في القصة ،بل ومتضاربي المصالح والآراء والأهواء مع بعضهم البعض ،وكان آتوم في إحدى نسخ القصة هو سيد الآلهة ورب الأرباب ومؤيِّداً لحور،في حين كانَ رع أقل منه مكانةً ومؤيِّداً لست عم حور الشرير وعدوه وأخو أوزير! انظر أدولف إرمان في ديانة مصر القديمة ص121-125

وربما يرى البعض أنَّ هذا مختلف عن المسيحية،فأقول بل العكس هذا يتشابه معها جداً بل تماماً، وراجعوا الباب الثاني من هذا الكتاب الذي بين أيديكم في المسألة الأولى



ذكر بدج في طيات كتابه دمجاً غريباً وشاذاً جعلَ كلاً من شو إله الهواء وتحوت إله العلم وآمون إلهاً واحداً،وجعل سيخمت زوجةً لشو أو آمون أو تحوت تبعاً للإقليم الذي يجعل أحدهم هو الإله الأكبر. انظر آلهة المصريين ص632.



الإلهة (حتحور) ذات رأس البقرة،في قصة غضب رع على البشر بسبب سخريتهم منه،أرسلها الرب رع إلى الأرض لتفتك بالبشر وتنتقم منهم وتعاقبهم،فإذا بربة الرحمة والرحم والولادة والحب والخصوبة والجنس ربة شجرة الجميز رمز الخصوبة، تتحوَّل إلى شكلٍ آخر لها هو الإلهة ذات رأس القطة أو اللبوءة ربة العذاب (سخمت). ولم تهدأ من سفك دمائهم بحاراً إلا عندما أسكرها رع بالخمر لترحم البشر ولا تفنيهم كلهم.

وهذا لا شكَّ فكرة أقانيم واضحة تمامً وراقية جداً ومتطورة بشكل كافٍ بلا شك!

والقصة ذكرها والاس بدج وسليمان مظهر وأدولف إرمان وكل من كتب في الدين الفرعوني.



نلاحظ دمجاً بين ربتي إقليمين مختلفين هما (سخمت) برأس اللبوءة ،و(باستت) برأس القطة، فأصبحتا إلهةً واحدة.

هناك مصيبة أكبر أن سخمت كانت هناك عدة نسخ منها،أحياناً كانت تُعبَد في نفس معبد سخمت الأصلية بكل ترحاب من الكهنة بالوافدين من أقاليم أخرى لها معتقدات أخرى،فهذه سخمت زوجة الإله فلان،وهذه سخمت زوجة الإله علان،وهذه سخمت زوجة الإله علتان. .....إلخ على ما ذكره أدولف إرمان في ديانة مصر القديمة.



كذلك جرى دمج الإلهتين المختلفتين إيزيس وحتحور،وتروي أسطورة أن إيزيس أوشكت على القضاء على ست عم حور الشرير،فاستعطفها بالأخوة فرحمته ولم تقتله،فغضبَ ابنها حور وقطعَ رأسَها،فأعطاها الإله تحوث رأساً بديلة هي رأس البقرة،التي هي صفة لحتحور.

لعل كل عمليات الدمج تلك كان سببها السؤال والصراع الفكري حول من سيد الآلهة ومن ملكة الإلاهات الإناث.

وأحياناً بسبب وحدة وظائف عدة آلهة،فيحصل تقارب بينهم،توحيداً لأشخاصهم،محاولةً لرتق تناقض الدين،نظراً لتقاطع وظائف وصلاحيَّات تلك الآلهة.

كذلك هناك دمج بين موت(أي: الأم) ربّة السماء،وحتحور البقرة،ونوت إلهة السماء التي هي جسم المرأة الإلهة العاري بوجه بشريّ الممطوط جسمها ليُشَكِّلَ السماءَ ،أو ذاتَ شكلِ البقرة الكامل في رسومات فرعونية أثرية أخرى. راجع أدولف إرمان ووالاس بَدْج



الإلهة (مسخنت) إلهة الولادة جرى دمجها مع إيزيس لأنها لها نفس الوظيفة،وأصبحا إلهةً واحدة.

راجع أدولف إرمان



الإله (تحوث) [برأس أبي قردان]، في إقليم أشمون الذين يعبدون الإله القرد (حضور) اعتبروا هذا الإله المحليّ صورةً أخرى لتحوث. راجع آلهة مصر العربية



بعض النسخ من الأساطير تقول أن الإله الشمس كان يتجسّد ويولَد كلَّ يومٍ من إلهة السماء على شكل ثورٍ،ثم يُلَقِّح أمَّه السماءَ فتلد غداً ثوراً آخر،بينما يموت الشمس آخرَ اليوم، وفي الغد يكون الثور المولود هو نفسه الإله الشمس ،وهكذا كل يوم له ثور،وفي هذا النموذج من معتقدات الكون والخلق سموا الإله رع باسم :ثور أمِّه. وهنا الإله رع يحلّ في هذا الشكل وفي هذا الجسد..الثور.

راجع أدولف إرمان.

كذلك أثناء صراعات الآلهة مع آلهة أخرى شريرة أو وحوش شيطانية أو أفعوان كونيّ ، كثيراً ما تجسّد بعضهم في أشكالٍ مثل القطّ وابن آوى والثور ،وبالنسبة للآلهة الأشرار كـ ست في أشكل كفرس النهر والحمار والخنزير والغزال والظبي والتماسيح هو وأعوانه من الأشرار أتباعه في قصة صراع حور وست.



بالتالي من المؤكَّد أن فكرة الأقانيم موجودة بوضوح لدى الديانة الفرعونية،والمسيحية قد تكون أخذتها كلها أو بعضها منها،ولا أريد الخوض في الفترة الفرعونية اليونانية المتأخِّرة، وما حدث فيها من دمج بين الآلهة المصرية والآلهة الجريكية،فدُمجَ أوزيريس وزيوس(جوبيتور) فجُعِلا إلهاً واحداً هو (سيرابيس) على أساس حلمٍ مزعوم حلمه الملك وفسَّره له الكهنة العظام!

وكذلك دمجوا حتحور الفرعونية بفينوس (أفروديت) اليونانية. وعموماً فترة العصر اليونانيّ في مصر هي مما يثير غثيانَ أيِّ محبٍ للأصالة وكاره للخلط والحماقات ومسخ الأشياء وتشويهها. راجع أدولف إرمان في الفترة اليونانية.



انتهت المسألة الثانية والعشرون
#المسألة الثالثة والعشرون: عذرية العذراء خرافة وأكذوبة بعد توضيح أخلاقنا اللادينية وأن قولي هذا أنا والملحدين وفقا لقيمنا الأخلاقية الاجتماعية ليس فيه إساءة لمريم أم يسوع ،وأن ابنها جاء من ممارسة جنسية إنسانية ككل الناس





بداية يجب توضيح معتقدنا الإلحاديّ واللادينيّ حيث أننا نؤمن بمبدأ حرية الإنسان والحرية الجنسية الأخلاقية،فمن حق أي رجل وامرأة إقامة علاقة جنس دون زواج وأن تكون علنية في المجتمع يعرفها الكل،ولا عيب في هذا ولا حرام،وهي علاقة شريفة نحترمها،فعقائدنا كملحدين ولادينيين تختلف تماماً عن الأفكار الدينية الرجعية المتخلفة المتحجرة البلهاء الساذجة التافهة الخاصة باليهود والمسيحيين والمسلمين،هذا ليكون كلامي هنا واضحاً أني لا أجد أي تجريح أو إهانة للسيدة مريم الفاضلة المحترمة فيما سأنقله هنا من حقائق،فأنا لا أمانع أن أقيم علاقة مع امرأة دون زواج أو حتى أن ننجب إن أردنا ذلك دون زواج،وأسعد إن أقامت أختي أو ابنتي علاقة جنسية سعيدة مع شاب وسيم جيد مهذب دون زواج وبحب وإخلاص . فالزواج ليس شرطاً للعلاقة الجنسية والحب.



إذن لا يعتبر ما سأقوله بغرض إهانة لمريم،بل هو توصيف لحقائق الأمور ونفي لمعجزة الميلاد العذري المزعومة،فبما أننا نرفض المسيحية والأديان،فنحن كذلك نرفض وننكر وننفي ونبطل تلك المعجزات الخيالية المكذوبة المفتراة الموهومة.

وقد وضعت كل كلمة تتعارض مع معتقدي اللاديني في حرية الإنسان والحرية الجنسية بين قوسين " " كعلامة على تحفظي منها ورفضي لها ورفضنا التام القاطع البات كملحدين لا دينيين

لها.



اسمحوا لي أن أنقل بتصرف ما أورده الأستاذ/حسني يوسف الأطير في كتابه (عقائد النصارى الموحدين _ بين الإسلام والمسيحية) صادر عن مكتبة النافذة بالقاهرة .



قضية الولادة من عذراء أو الميلاد العذري Virgin Birth



أما قول الأبيونيين ،أو بعضهم،والذي وافق عليه بولس السميساطي وأتباعه البوليانيون ،وكيرنثوس بإنكار ولادة المسيح الناصري من عذراء،فلا ندري على التحديد حجتهم في ذلك،ولكننا نستطيع أن نتلمس جانباً منها من خلال قراءة ودراسة العهد الجديد والأناجيل الأربعة.



الإنجيلان اللذان كتبهما متى و لوقا،اهتما فيهما باستيفاء قصة الميلاد العذري وإن تناقضت أقوالهما، واختلفا في الرواية.

وها نحن نأتي بجزء منها لنرى كيف اختلفا وكيف بلغ التناقض بينهما مداه.



لقد ذكر متى قصة الميلاد هكذا:

(18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. 20وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:«يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.

24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.) متى1 :18-25



فنحن نرى متى في هذا النص يجعل عصمة الأمر ومربط الفرس إلى يوسف النجار المدعو بأنه خطيب مريم،إذ يخبره الملاك بجلية الأمر،ويأمره بالتزوج منها وبتسمية المولود المنتظر الذي أنبأه بما سيكون من شأنه،وينفذ يوسف الأمر وقد التزم بألا يقربها جنسياً حتى تضع مولودها.

والحاصل الذي نخرج به من هذا أن يوسف لم يتخلَ عن مريم،بل كتم سرَّها،ولم "يشهر بها"، فإن كان ذلك فلا كلام لأحدٍ عنها،أو عن ابنها بـ"سوء".

أما إن جاء الأمر بخلافه فلابد عندئذٍ إذن من مراجعة النظر في الخبر كله،سواء عند متى أو لوقا أو غيرهما.

ولا يصح أن يفوتنا أن نلاحظ أنه يتحدث عنها كغائبة،ولا يجمع بنها وبين الملاك في حوار،ولا يأتي على لسانها بشيء،ولا يشير إلى كيفية وقوع هذا الأمر معها أو كيف كان مسلكها إزاء ذلك كله .

أما لوقا فقد أتى بالرواية هكذا:

( 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. 28فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». 29فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ:«مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!» 30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».

34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»

35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، 37لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». 38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.

39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، 40وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. 41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ:«مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. 45فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ».)لوقا1: 26-45

وبعد أن ذكر ما كان بينها وبين امرأة زكريا من حفاوة اللقاء،وما تغنت به ابتهاجاً بما حدث لها،وتمجيداً لإسرائيل، أنهى الخبرَ بقوله:

(56فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.) لوقا1: 56

ونلاحظ هنا أن لوقا يجعل عصمة الأمر إلى مريم،مركزاً على أن البشارة كانت إليها وأن حوار الملاك كان معها، وأنها هي التي قبلت بما أراد منها، هذا دون أدنى مبالاة بشأن يوسف المدعو خطيبها،والذي أشار إليه عرضاً.

فالتناقض واضح إذن بين إنجيلي متى ولوقا،في من إليه العصمة لتقرير مصير العلاقة بين الخطيبين المزمع زواجهما،

فبينما يجعلها متى إلى يوسف،

نرى لوقا يجعل الاعتبار كله إلى مريم

وبينما يؤمر يوسف على قول متى بتسمية المولود ،ويفعل ذلك

،إذ بنا مع لوقا نرى مريم هي التي تؤمر بذلك وتنجزه

على أننا نرى لوقا يورد هذه العبارة على لسانها في حوارها مع الملاك.

(كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟!)

وقد قال متى في نص آخر:

(ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر)

وتعبير يعرفها ،تعرفه،هو تعبير كتابيّ عن العلاقة الجنسية يعرفه كل قارئ للكتاب اليهوديّ.

فهي إشارة إذن إلى العلاقة الزوجية أو بصريح العبارة تعني الممارسة الجنسية بين رجل وامرأة.

وإذا كان ذلك فهذا لا ينفي صفة الارتباط بالخطبة بينها وبين يوسف.

ومع ذلك يمضي الحوار وكأن يوسف ليس له وجود أو اعتبار،وإلا فكيف لم تعترض بافتضاح أمرها أمام خطيبها،وما يكون من "إشهارها بين الناس بظن السوء"؟! وكنا على الأقل نرى كيف يكون الجواب ،وأين يكون اللقاء بين إنجيلي متى ولوقا لو كان بينهما لقاء!

ثم نرى لوقا يذكر أنها كانت فرحة متهللة،دفعتها فرحتها إلى أن تسرع إلى امرأة زكريا لتخبرها بما كان، متغنية بتعظيم الرب الذي (عضد إسرائيلَ فتاه) وهو ما يناقض حال الصمت عند متى الموحي بما يخيم على هذا الموقف من ملامح المأساة بجوها المكتئب الحزين.

ويذكر لوقا أنها أمضت مع امرأة زكريا ثلاثة أشهر ثم رجعت إلى "بيتها"! وهنا لا يزال يوسف غائبا لم يظهر له دور بعد، مع أن هذه الفترة كافية لإدراك أي رجل لاحتمالات الحمل عند امرأته.

وكذلك فإن رواية متى توحي كأن تفكير يوسف في تخليتها سراً كان في هذه الفترة!

وأخيراً يشير لوقا إلى يوسف في هذا النص الحاسم:

(1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. 2وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. 3فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، 5لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. 6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.) لوقا2: 1-7

لقد ذكر لوقا من قبل أن مريم من مدينة "الناصرة " بالجليل،وها هو ذا،يذكر أيضاً هنا أن يوسف كان مقيماً إبانَ فترة الحمل بيسوع في مدينة الناصرة أي موطن خطيبته،وأنه صعد من مدينة "الناصرة" إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتبَ مع مريمَ امرأتِه المخطوبة وهي حبلى.

وهذا يكشف إذن أنهما كانا يعيشان في مدينةٍ واحدةٍ ،وأن صعودهما إلى بيت لحم للاكتتاب إنما كان باتفاقٍ بينهما والتزام من جانب يوسف.

وبعيد أن يكون التقاؤهما للاكتتاب كان بعد الثلاثة أشهر الأولى من حملها،والتي أمضتها في ضيافة إليصابات،وإلا لكانا قد استغرقا معاً ستة أشهرٍ حتى يتم اكتتباهما،وحيث حان وقت ولادتها وهو أمر لا يعقل بحال في اكتتاب قرية أو مدينة.

وكيف يمكن تصور ذلك وكاتب القصة قد ذكر هو نفسُه ما يدل على أن الأمر لا يحتمل إلا أياماً قليلة حيث يقول :

«....وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل» ،فهذه لا تكون إلا في الأحوال العارضة السريعة التي لا تتجاوز بضعة أيام.

هذا يعني إذن أن لقاءهما للاكتتاب _حسب رواية لوقا_ لابد أنه كان بعد اكتمال حملها،وقريباً من وقت الولادة.

ونحن قد رأينا من رواية لوقا أن الثلاثة أشهر الأولى من حملها لم يظهر فيها دور قط ليوسف،ولا نعلم إن كان قد عرف بشيءٍ عما بشرها به الملاك أو لم يعرف،وها نحن لا نراه إلا في وقت الاكتتاب،وحيث تمت أيامها لتضع مولودها،فالستة أشهر التالية للثلاثة السابقة هي أيضاً فترة غامضة مجهولة ،إذ لا ندري كيف واجهَ هذا الأمرَ أو كيف كان رد الفعل من الناس إزاءَ حملِها الظاهر لكل ذي عينين.

رواية لوقا إذن تؤخر دور يوسف ولا تعوِّل عليه،بل عمد إلى انتزاع أي تصور بأي تأثير له في حركة الأحداث،وتعطي بعداً واسعاً من الوقت يمكن فيه أن تنكشفَ مريم،ويسوء الظن بها،ويفتضح أمرها بين الناس اليهود،وإن كان قد زجَّ بيوسف في آخر الأمر على نحوٍ غامضٍ يوشك أن يكونَ فيه مسخَّراً،ساقطَ الاعتبارِ.

ولو أمعنا النظرَ في صورة يوسف عند كل من متى ولوقا لخرجَ لنا تناقض بينهما في الحكم عليه، إذ نرى لوقا يتجاهله على ما ذكرنا_ويستنكف بعد أن جرَّدَه من أي دورٍ مؤثر_ من أن يقولَ كلمةً واحدة تنم عن تقدير أو توقير،بينما نرى متى بخلاف ذلك يصفه بأنه «كان بارّاً»،وكذلك بأنه "لم يشأ أن يشهرها" ،ثم ذهبَ إلى أكثر من ذلك فجعله «يوحى» إليه على نهج ما كان يوحى إلى أنبياء العهد القديم،فظهر له الملاك في الحلم أربعَ مراتٍ،وهو في كل ذلك طائع ،كاتم للسر حافظ للوديعة مستسلم لما يؤمر به!

غيرَ أن كل ما قام به متى قد ضاعَ سدى!! "فانكشفت" مريم و"افتضح" السرُ و"قذفها القاذفون"، ووضع نفسَه والناسَ أيضاً أمامَ سؤالٍ حائرٍ: إن كان يوسف على قولِكَ قد "كتمَ السرَّ ولم يشهر مريم" واتخذها له زوجاً،وتبنَّى ولدَها يسوع،فكيف "افتضحت"،"وثلب الناسُ" "عِرضَها" بما هو مذكور ومشهور؟!

فإما أن يوسفَ لم يكنْ أميناً ،وإما أنه ظهر على مسرح الأحداث بعد أن "انكشفت وافتضحت" ،وفي هذه الحالة يوافق دوره في رواية لوقا،حيث ظهر متأخراً ،فلا يكون هناك من جدوى من قوله: "لم يشأ أن يشهرها"،لأنها كانت قد "شهرت"،وخرجَ الأمرُ من يده.

ومن ثم،فإن الذي ذكره لوقا هو الأقرب إلى منطق الواقع وأصداء الأحداث التي جرت فيما بعد تؤكده.

لذلك فإن لوقا قد نجحَ في وضع المقدمات التي تركها تفصح عما تحرج هو من الإفصاحَ به.

يشهد لما ذكرنا ما ورد في إنجيل مرقس حيث يقول:

(1وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 2وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟ 3أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. 4فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. 6وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ.) مرقس6 :1-6

ولقد ورد فحوى هذا النص في متى13: 54-58،ولكن الخلاف بينهما أن مرقس يذكر قولهم: «أليسَ هذا هو النجار ابن مريم»،بينما يذكره الكاتب متَّى هكذا:

«أليسَ هذا ابنَ النجار؟ أليست أمه تُدعى مريم؟» متى13: 55

فالقول الذي أورده متى يتمشى مع خطته في "الستر" على مريم،ومن ثمَّ وضع اسمها على ألسنتهم هكذا: «أليست أمه تدعى مريم»للإيحاء بالغموض والإبهام وخفاء أمرها على الناس،"وذلك يتفق مع استغلاله لشخصية يوسف كغطاء ساتر"،و"لكن يبدو أن الغطاء كان شفافاً ،أو كان مرصعاً بثقوبٍ كبيرةٍ كثيرة"!!

أما رواية مرقس فهي أقرب إلى طبيعة الموقف،حيث يذكرونه منسوباً إلى "الطرف الذي يلائم وقوعهم في حقه،والحط من منزلته،إنهم يذكرون أمه لمأخذ لهم عليها حسب ظنونهم يبرر لهم أن ينالوا منه،ويخدشوا عِرضَه"،لذلك أقرَّ مرقس بعجزه عن أن يقوم بخدعة (معجزة) واحدة،وإنما بادرَ فاتخذ موقفَ الدفاع.

(خاصةً أنه حتى يوسف الذي كان خطيبها كان محرماً عليها وفق الدين اليهودي،لا زوجها ورجلها،ولكونها ظلت ثلاثة شهورٍ بعيدة عن يوسف من أشهر حملها عند إليصابات)

إن أحداً لم يقل عن يوحنا المعمدان مثلاً:

أليس هذا ابن إليصابات؟! بينما هنا يُقال: أليس هذا ابن مريم؟! فهي إذن معروفة ومشهورة،ولها سيرة على غير ما تعودوه وألفوه،فمن ثم هم يذكرونها لخدش كرامته وتحقيره والإزراء به

(حسب عاداتهم الشرقية المتخلفة وأفكارهم التافهة المخالفة للعقيدة الإلحادية.)

وهذا موافق تماماً لرواية لوقا،حيث جعل لها كلَّ الاعتبار،وجعل شخصيتَها تملأ المسرحَ وحدَها، وتغطي على غيرها.

وهنا نصل إلى إنجيل يوحنا لنرى هذا التعريض القاسي من اليهود بنسبه حين قال لهم: ( «أنتم تعملونَ أعمالَ أبيكم» _يقصد إبليس.

فقالوا له: «إننا لم نولد من زناً. لنا أبٌ واحد وهو الله.» ) يوحنَّا8: 41

فهذا تعريض مكشوف،وإيماء إلى "تهمة" "الزنا" التي نسبوها إلى أمه،كما أن قولهم: «لنا أب واحد» قد يكون تعريضاً بأنه ينسب إلى رجلٍ وأنه من صلب آخرَ؟!!

وليس بغريبٍ إذن أن نجد اليهود يشيعون في التلمود قصة عن علاقتها بجندي روماني يدعى (بانديرا)،ولا يعبؤون بنسبه إلى يوسف!!

ومن قبيل هذا التعريض ردهم عليه في الحوار الآتي:

(«أنا الشاهد لنفسي،ويشهد لي الآب الذي أرسلني.»

فقالوا له: :«أين هو أبوك؟!» ) يوحنا8 :18-19

No comments:

Post a Comment