Saturday, January 15, 2011

نقد كتاب اليهودية العهد القديم الباب الثامن عشر2

الذي وصل فيه جلجامش،إلى آخر القصة وعبور الملاّح أورشنابي ومعه البطل جلجامش بصعوبة بالغة بحرَ الموت الذي يقتل رذاذه بمجرّد لمس الجلد وكان جلجامش في غمرة اندفاعه ليُكلّم الملاح قد تسبِّب في تحطيم ألواح سحرية تمنح البحَّار القدرةَ على عبور بحر الموت بشكل سحريّ دونَ مشاكل[وفي رواية أخرى حطمهن أثناء جمعه للأرز دون قصد وبغفلة]،إلا أنهما باستخدام الذكاء البشريّ ينجحان في عبور البحر بطريقة ذكية عن طريق استعمال مرادي خشبية طويلة للدفع باستعمال كلٍ منها مرةً واحدة،والوصول إلى الإنسان الخالد أوتونابشتم وزوجته،ويسأله عن سر خلوده وكيف حصلَ عليه،فيحكي له كيف خلق الآلهة البشر،ثم كيف حدث الطوفان وتفاصيله، وكيف نجَّاه الإله إنكي من الطوفان وحذَّرَه منه،وكيف في النهاية وهبَه الإله إنليل هو وزوجتَه نعمةَ الخلود.

قطعة من قصة إنكي وننخرساج:



المكان،مكان طاهر،المكان مكان نظيف.

أرض دلمون مكان طاهر،

أرض دلمون مكان نظيف،

أرض دلمون مكان مضيء.

حيث اضطجعَ إنكي وحيداً في دلمون،

حيث اضطجع إنكي مع زوجته في دلمون،

ذلك المكان نظيف،ذلك المكان مضيء.

حيثُ اضطجعَ إنكي مع ننسيكيلا،

ذلك المكان نظيف،ذلك المكان مضيء.

في أرض دلمون لا ينعق الغراب،

ولا تصرخ الشوحة صراخَها المعهود.

حيث الأسد لا يفترس[أحداً]،

ولا ينقضُّ الذئب على الحَمَل،

ولا ينهش الكلب البريّ الجديَ،

ولا يلتهم [الخنزير البريّ] الزرع،

والطير في الأعالي لا[.....]

والحمامة لا [.....] رأسَها.

حيث لا أحدَ يعرف رمدَ العين،

وحيث لا أحدَ يعرف آلام الرأس.

حيث لا يشكو الرجلَ من الشيخوخة،

وحيث لا تشكو المرأة من العجز.

ولكنَّ الأرض كانت قاحلة،فطلبت ننخرساج من زوجها إنكي أن يُجريَ الماء في هذه الجزيرة. ففعل ذلك بمعونة إله الشمس أوتو وإله القمر نانا،فاخضرت الأرض ونبت الزرع،ثم أخرج إنكي عضوَه وسقى بمائه الأرضَ وأخاديدَها....إلخ القصة راجعوها في (إنجيل سومر) و(متون سومر) و(مدخل إلى نصوص الشرق القديم).

وهي بصراحة من روايات آلهة الإخصاب،ولا داعيَ لذكرها بكل التفاصيل والحكاية حِفظاً للآداب، حيث يقوم الإله إنكي بمعاشرة زوجته ننخرساج،ثم ابنتَه من ننخرساج،ثم بنت بنته،ثم بنت بنت بنته. ويرى البعض أن القصة فيها الأصل البدائي لقصة آدم وحواء لأن ننخرساج أخذت ماءَه من بنت بنت بنتها المسمّأة أُتُّو،وصنعت به ثمانية نباتات جديدة،فيقوم إنكي أثناء تجوله مع وزيره إيسموند، فيتذوق كل واحدة منها لكي يعرف أسماءها ويقرّر مصائرها،فيأتي على كل النباتات الثمانية، مما يؤدِّي إلى غضب الإلهة وتحويلها نظرة الحياة عن إله الماء فيقع الإله مريضاً بثمانية أمراض على عدد النباتات التي أكلَها،ويؤدِّي مرض إله الماء لأن يعمَ القحط كل الأرض مما يفزع الآلهة ،وينجح الآلهة في إنقاذ حياة الإله إنكي عن طريق ذكاء الثعلب الذي يتطوّع وينجح في المصالحة بين الزوجين ،فتسأل الإلهة زوجَها ما الذي يوجعك يا أخي،وتخلق لكل مرض إلهة من إلهات الشفاء لعلاج تلك الأعضاء الثمانية المريضة،هي في الواقع ثمانية أسماء لنباتات معروفة لدى شعب سومَر العراقيّ.

ويرى علماء الميثيولوجيا(علم دراسة الأساطير) تشابهاً بينَ أرض دلمون والجنة في الأديان الإبراهيمية، وكذلك تشابهاً بين قصة أكل آدم وحواء من الشجرة المُحَرَّمة ،وقصة أكل الإله إنكي من النباتات التي لم يكن ينبغي عليه أن يأكلَ منها.



القصة الثانية قصة زيوسودرا (=أتراحسيس=أوتونابشتم) ونجاته من الطوفان

سآخذ هنا قطعاً من النصوص ،أقتبسها فقط،نظراً لأننا سنعرض قصة الطوفان كاملة بعد قليل



*النص السومريّ وهو الأقدم:



هبت العواصف كلها دفعة واحدة،

ومعها انداحت سيول الطوفان فوق وجه الأرض.

ولسبعة أيام وسبع ليالٍ،

غمرت سيول الأمطار وجه الأرض،

ودفعت العواصف المركب العملاق فوق المياه العظيمة.

ثم ظهر أوتو[1] ناشراً ضوءه في السماء والأرض.

فتح زيوسودرا كوةً في المركب العملاق،

تاركاً أشعةَ أوتو البطل تدخل منه.

زيوسودرا الملك،خرَّ ساجداً أمامَ أوتو،

ونحر ثوراً وقدَّم ذبيحةً من غنم.

[تشوه في النص وكلام غير واضح]غالباً يتحدّث عن رسو السفينة على الجبل وحضور الآلهة اللذينَ ندموا على ما فعلوا وسرُّوا بنجاة زيوسودرا ومن معه من كائنات.

زيوسودرا المَلِك،

سجدَ أمام آنو وإنليل.

ومثل إلهٍ وهباه حياةً أبدية،

ومثل إلهٍ وهباه روحاً خالدة.

عند ذلك ،زيوسودرا المَلِك،

دُعِيَ باسمِ حافظ بذرة الحياة

وفي أرض[......]أرضِ دلمون

حيث تشرق الشمس،أسكناه.





*النص البابلي:



اللوح الحادي عشر من ملحمة جلجامش من مكتبة المَلِك آشور بانيبال

العمود الأول:

فقال له جلجامش،قال لأوتونابشتم:

"أنظر إليكَ يا أوتونابشتم

فأراكَ عادياً،وشكلك مثلي.

نعم، أراكَ عادياً،وشكلك مثلي.

لقد صوّرك لي جناني بطلاً على أهبة القتال

ولكن ها أنتَ مضطجع على جنبكَ أو قفاكَ.

فقل لي كيف صرتَ مع الآلهة ونلتَ الخلود؟"

وهكذا يشرع أوتونابشتم في رواية ملحمة الطوفان الأسطورية،كما سنذكر النصَّ كاملاً عند حديثنا عن قصة الطوفان العراقية،وينتهي النص في آخر العمود الرابع هكذا:

فصعد إنليل إلى السفينة

ثم أخذني بيدي وأصعدني معه،

وأصعد زوجتي وجعلها تركع إلى جواري،

ثم وقف بيننا ،ولمس جبهتينا مبارِكاً:

"ما كنتَ قبلَ اليومِ إلا بشراً فانياً،

ولكنكَ منذ الآن ستغدو وزوجتك مثلنا خالدين،

وفي القاصي البعيد عند فم الأنهار ستعيشان".

ثم أخذوني وأسكنوني في البعيد عند فم الأنهار.



وكما نرى القصة تقول أن تلك الجنة الأسطورية هي منبع الأنهار، أي أنها بشكلٍ أسطوريّ تصدر وتنبع منها أنهار الأرض فهي مصدرها،تماماً مثلما ستقول التوراة بعد آلاف السنين[2]

















--------------------------------------------------------------------------------

50 أوتو هو الإله الشمس، وسماه البابليون شمش

51 ومثلما سيأتي بعدها محمد مقتبساً من أفكار التوراة هو الآخر فيقول في حديثه النبوي الصحيح أن الجنة ينبع منها نهران باطنان ونهران ظاهران،الظاهران هما النيل والفرات، والباطنان هما الكوثر والسلسبيل في الجنة. ،فجنة الإسلام هي كذلكَ منبع للأنهار. وكالعادة نسى محمد نهر الأمازون وأنهار أوربا والشام وغيرهم.
#عقيدة الأصل المائيّ للكون:





جاء في التوراة في أولها :

(1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. ) التكوين1: 1-2



وهذه الفكرة كانت توجد في الأديان السابقة على اليهودية،ولا شكَّ أنَّ اليهودية تأثرت بما سبقها من عقائد واقتبست من أفكار الأديان الوثنية السابقة ما يعزِّز بناءَها الفكري الديني،وتينك الآيتان تُعتَبَرَان من بقايا العقائد السابقة،حيث كانت الآلهة الأولى في الفكر البشري الوثني القديم هي ببساطة تجسدات للماء الأوليّ،حيث أن الإنسان أدركَ بالبداهة والحدس أن مصدر الحياة الأول هو الماء ،وهو نفس ما تفترضه النظريات التي تحاول اليومَ تفسير الحقيقة التي أصبحت اليوم معلومة علمية ثابتة وهي حقيقة التطور البيولوجي والأدلة عليها كثيرة وهي كالشمس يراها المُبصِر ويحس حرارتَها الأعمى.

ولماذا لا يكون الفكر البدائيّ يقول أن الربَّ نفسه نبع من الماء،وأن الماء هو الأزليّ مادة الكون الأولى باعتبار الرب نفسه نوعاً من الحياة. فحدث له هو نفسه نوع من النشوء بالصدفة على طريقة علم التطور البيولوجي وقانون الاحتمالات والصدفة التي تحتَ ظروفٍ معيَّنة تُصبح مؤكَّدة،وهذه هي القصة فعلاً في الدين الفرعونيّ وعقيدته في رع فعلاً، ثم بعد ذلك تمَّ حذف هذه الفكرة مع ارتقاء الفكر البشري وتطور الديانة اليهودية. 52





الأصل المائيّ في الدين الفرعونيّ:

القصة الشهيرة لكل من درس الدين الفرعونيّ في النصّ الفرعونيّ (كتاب معرفة نشوء رع وكيفية رجم أبيب) تقول أن الإله رع أول ما ظهر في الكون من محيط الماء الأزلي (نون)،كان ما حوله عدماً فلم يجد مكاناً يقف ويرتكز عليه ليبدأ الخلق،فصنع تميمةً سحرية ساعدته على خلق مكان،ثم خلق الإلهين ولديه :الهواء الإله شو والسماء نوت،أما عن الطريقة التي خلقهما بها فهي الاستمناء ثم وضع البذور في فمه! ثم هناك قطعة غامضة المعنى من النص ذكرها بحروفها العلاّمة والاس بَدْج،وحاول شرحها،لكن المهم أن شو وتفنوت أخرجا عين رع أي الشمس من محيط الماء نون،ويُسمِّيها رع عينَ نون، وهكذا تصبح عين نون الإله الأب هي عين رع الابن،وهذا تشابه لاهوتيّ مع المسيحية وغموض عقيدتها التثليثية،ثم هناك قطعة غامضة المعنى من النَصِّ تقول على لسان الإله رع: (والآنَ بعدَ هذه الأحداث وحَّدتُ أعضائي وبكيت عليها والرجال والنساء جاؤوا من الدموع التي انهمرت من عيني)،وكما أبانَ والاس بَدْج في موضع آخر من كتابه بعد خمس صفحات بالضبط أن المقصود من أعضاء رع أي أعضاءَه الذكرية،وبمجرد سقوط دموعه عليها نَتَجَ البشر بشكل تلقائيّ،ويُعَلِّق على هذا: ومن النقاط الجديرة بالملاحظة أيضاً أن الرجال والنساء لم يُصمّموا بواسطة خيبرا أو نب-ار-تشير(=رع) نفسه وأنهم قد جاؤوا للوجود على الأغلب كما يظهر عن طريق الصدفة بعكس الآلهة التي جاءت بِناءً على تصميم وإرادة خيبرا. أي أن الرجال والنساء كانوا مجردَ دموعٍ سقطت من عينه بدون إرادة تقريباً. (المصدر:آلهة المصريين _مكتبة مدبولي بالقاهرة_ص335-348). ثم قام الإله رع بإخراج بذور الكائنات خارج المحيط المائي نون وبذا أخرجها من حالة الخمود والموت ونشأت الحياة النباتية والحيوانية.

وهناك أسطورة أقدم من هذه تقول أنه من الماء الأولي خرجت بشكل تلقائي أربعة أزواج من الآلهة ذكراً وأنثى يعني ثمانية آلهة وكان ذلك وفقاً لإحدى تلك القصص في مدينة (شمون) والتي يعني اسمها بالهيلوغريفية ثمانية،هذه الآلهة ببساطة تمثِّل قوى الظلام والخمود الأولي وصفات الماء والظلام الذي كان في أول الكون،الآلهة الذكور منهم يرسَمون برأس بشري أو برأس ضفدع أو رأس ضفدع يعلوه جعران أو برأس ثعبان أقصد كل واحد يتم رسمه بأيٍ من تلك الأشكال المتعدِّدة،أما الإلاهات فكن يُرسَمْنَ على شكل برأس قطة أو حية أو ضفدعة.

هذه الآلهة كالتالي:

نو نوت

حيحو حيحوت

كيكوي كيكويت

كيره كيرهيت

هذه الآلهة غامضة الوظائف،وهي أصلاً تعود وتنحدر من تراث عصور بدائية يعني إلى ما قبل عصر مينا وعصر الأسرة الأولى،وهي فعلياً مهمَّشة جداً وتمثّل مجرد جزء تراثي في الديانة،تطغى عليه أساطير الخلق والتكوين الأخرى،نو وزوجته نوت كانا إلها التجمع المائي الأول الأزلي وتجسيد لصفاته،حيحو وحيحوت يجسدان حسبما يعتقد العلماء ذكورة وأنوثة النار وقيل تجسيد بدائي لنفس صفات إله الهواء شو أي الهواء والطقس،كيكوي وكيكويت هما قوى الظلام التي تغطِّي عمقَ الماء أو فترة ما قبل طلوع الفجر مباشرة بالنسبة لكيكوي وفترة ما بعد النهار مباشرة بالنسبة لكيكويت. وكيره وكيرهيت غامضا الوظيفة تماماً ويعتقد وارس بَدْج أنهما القدرة الذكرية والأنثوية لليل.

أحياناً يتم استبدال كيره وكيرهيت،بـ آمون وزوجته آمونيت،أو ني وزوجته نيت،أو نينو ونينويت،أو نوت ونيت نوهي آلهة أخرى تماماً. منهم الإله الكبير آمون الذي هو الأكبر لديهم.

يرى أدولف إرمان أن الثمانية هم قوى الليل والظلام والاختفاء والذبذبة قد استمدوا صفاتهم من طبيعة مكان نشأتهم الساكن والمظلم.

بعد ذلك تتصوّر بعض القصص في هذه النسخة أن رع هو الآخر نشأ من بعد ظهورهم وحدَه من تلقاء نفسه .

وبعض القصص تقول أن مجمع الثمانية هذا هو من خلق رع وأوجده . وتقول القصص أن آمون هو كان الأول وهو من خلق الثمانية ثم هم خلقوا رع،ولا داعي لأن أصدِّع رؤوسكم بتعقيدات الدين الفرعوني وأساطيره المتشابكة المتناقضة تبعاً لكل إقليم له مدرسة ولاهوت وعقائد وإله أعظم مختلفون.

ولا سيما أنه من المفروض أن رع وآمون هما إله واحد حسبما صارا في الدولة الحديثة (آمون رع).

وهناك أسطورة تقول أن زهرة لوتس نبتت من الماء الأول وكان فيها طفل الشمس،وهذه الزهرة نفسها عُبِدَت كإلهٍ صغير اسمه(نفر – تم) .

أسطورة أخرى أنه كان بعد ظهور الثمانية شيء آخر هو بيضة الإله الشمس فوق التل الطيني بن بن ،وخرج منها طائر مائي هو إوزة استحال بخروجها الظلام الدامس الحالك نهاراً مشرقاً مضيئاً، وطارت صائحة فوق سطح الماء فسُمِّيَت الصائحة الكبيرة.وبهذا كان هذا أول كسر للظلام والسكون الذي كان مخيِّماً على الكون.

هناك أسطورة خاصة بمن يجعلون الإلهة الأنثى السماء (نوت) أم الإلهة والآلهة والسيدة الكبرى،وليست بنتاً للإله،وهذه أقاليم ظلت باقية على تقليد المجتمع الحجري الأول الذي كانت القوة والنفوذ فيه للمرأة وليس للرجل،وذلك على عكس المجتمع الحجري الثاني الذي أصبح فيه النفوذ والسلطان للرجل،فظلوا مقدِّسين للإلهة الأنثى بنفس الدرجة المرتفعة،لهذا جعلوها أماً للإله وأنها حملت به وأنجبته على شكل ثور،وهو كل يوم يموت وقبل أن يموت يقوم بتلقيح أمه ،فتنجب في اليوم التالي ثوراً طفلاً يكبُر ثم يموت،وهو نفسه الثور الأول،لهذا سموا الإله الشمس هنا ثور أمه. وتقول الروايات البدائية أن تلك الأم السماء كانت تبتلع أبناءها النجوم كلَ يوم ثم تنجبهم مرة أخرى في الليلة التالية.

إحدى القصص تقول أن محيط الماء الأزلي الأول ظهرت فيه البقرة تسبح في الماء وجلس فوق ظهرها ابنها إله الشمس الطفل.



الأصل المائي في الأديان العراقية:

الدين السومريّ

الإلهة الأم (نمّو) وهي الإلهة السومرية الأم الأولى التي خلقت جبل الكون الأول المُسمَّى آن - كي الذي كان عبارة عن السماء والأرض في كتلة واحدة ملتصقة،ثم قام السماء بمضاجعة الأرض فأنجبا كبار الآلهة وهكذا تناسل الآلهة ،ولما وُلِدَ إله الهواء والعواصف (إنليل) فصل بين أبيه آن السماء وأمه كي الأرض . وعلى العموم كل الآلهة من نسل ابنيهما إنليل وإنكي .

وذلك على عكس قصة الخلق البابلية المتسِّمة من بدايتها بالصراع والعنف وسفك الدماء وكانت في قصة بابل أن الأم تيامة كانت إلهة شريرة فوضوية،وهذا يعود لاختلاف طبيعة حضارة سومر التي كانت طوال عمرها ماعدا آخر فترة فيها مدن سلمية مربوطة بلغة وفكر واحد دون مركزية،قبل قيام الملك لوكال زاكيزي وغيره بتوحيد المدن السومرية كامبراطورية تحت حكمه،والتوسع واحتلال دول الشعوب الأخرى غير العراقية ونهبها،أما حضارة بابل فدائماً كانت قائمة على الحروب والغزو والاحتلال والأمجاد العسكرية ومن مشاهيرها نبوخذراصَّر الثاني وأمثاله.



الدين البابليّ

أسطورة (إينوما إليش) أي عندما في الأعالي وهي الجملة الاستهلالية لقصة الخلق أو التكوين عند البابليين.

عندما في الأعالي لم يكن هنالك سماء،

وفي الأسفل لم يكن هنالك أرض

لم يكن من الآلهة سوى أبسو أبوهم،

وممو،وتيامة التي حملت بهم جميعاً،

يمزجون أمواهَهم معاً.

قبل أن تتشكَّل المراعي وسبخات القصب،

قبل أن يظهر للوجود الآلهة الآخرون،

قبل أن تُمنَح لهم أسماؤهم وتُرسم أقدارهم.

في ذلكَ الزمان خلقَ الآلهة الثلاثة في أعماقهم

"لخمو" و"لخامو" ومنحوا لهما اسميهما

يستمر تناسل أجيال الآلهة الجدد النشيطة المنظّمة وينجبون آن الأعظم وإيا(إنكي) قائد الآلهة في تلك القصة بسبب قوته وحكمته وسعة علمه وإدراكه حتى يصبحوا بنشاطهم داخل الماء مصدر إزعاج للآلهة الكسولة الخامدة التي تريد النوم والاستراحة ليلَ نهارَ،لكن تآمرهم بشكلٍ ما تصل أنباؤه للآلهة الشابة.

إلى آخر القصة التي تنتهي بانتصار الآلهة الجدد الأبناء على الآلهة البدائية الوحشية التي تمثِّل الجوهر المائي البدائي الفوضويّ والخامِد الساكِن،وسيقوم إيا (ويسمى إنكي كذلك) بقتل أبسو ويصبح هذا الآبسو أي أعماق الماء مسكنَه، ويأسر ممو ويربطه بحبل ممسكاً به بالحبل فهو الرطوبة والضباب الملازمين للماء أينما وُجِدَ،ثم سيقوم مردوخ الإله الأكبر والأقوى وهو ابن الإله إيا بعدما زوَّدَه الآلهة قوة السِحر المقدّسة بقتل تيامة بعدما اصطادها بشبكة إذ فتحت فمها لتبتلعه فوضع فيه الرياح والأعاصير فانتفخت فضربها بسهم فانفجرت وماتت وشقها نصفين جعل منهما السماء والأرض ( ثم اتكأ الرب يتفحَّص جثتَها المسجاة،لِيصنعَ من جسدها أشياءَ رائعة،شقها نصفين فانفتحت كما الصدفة ،ثم نزع شبكتَه عنها وقد تحوَّلت إلى سماءٍ وأرض.)، وقتل الوحش كينغو قائد جيشها دمائه وبنى مدينة بابل مع الآلهة التي كان قد بناها أصلاً لسكن الآلهة و التي رفع بنيانها أمهر الآلهة الحِرفيون.،وفي مرحلة لاحقة لما احتاج الآلهة لخلق البشر ليريحوهم من العمل والزراعة والرعي خلقَ الإله إيا(إنكي) من دماء كينجو البشر.



راجع القصة بكاملها ونصوصها الكاملة في كتاب إنجيل بابل للدكتور خزعل الماجدي_الأهلية للنشر والتوزيع_عَمَّان _الأردنَ،وحكى عن القصة دون ذكر نصوصها في قصة الديانات المؤلف سليمان مظهر_مكتبة مدبولي_مصر.



القصة الكنعانية (أي الفلسطينية)

وفي قصة فلسطينية عن كيف صار بعل إلهَ الآلهةِ مع أنه ليس أولهم ولا أكبرهم سناً ،وتفسِّر ذلك بانتصاره على إله الآلهة الظالم المسمّى الحاكم يَمّ وكذلك القاضي نهر،ومعناه البحر،وبعد معركته معه ورفضه الخضوع والإذعان ورسالة يم له على لسان مبعوثَيْه لوتان(لويثان الكتابيهويّ) وتونان(التنين الكتابيهويّ)وحارب يم وتمكَّن من قتله وصار إلهَ الريح والأمطار والسماء والرعد والبرق، وسيد الآلهة وكبيرهم، وللأسف لم نعثر حتى الآن في الآثار على قصة خلق فلسطينية (كوزمولوجيا)،ولو أني أرى مؤشِّراتٍ تدلّ على عدم وجود تلك القصة من الأساس لدى الفلسطينيين. وربما الاحتلال الإسرائيلي يؤخِّر كثيراً أي اكتشافات أثرية نحتاجها بشدة كدارسي أديان.

قصة بعل في صراعه مع يم مذكورة في كتاب مدخل إلى نصوص الشرق القديم _لفراس السواح _دار علاء الدين للنشر والترجمة_دمشق _سورية.



هل هناك قصة أصل مائيّ لدى الهندوس؟

أنا لا أعتقد أن هناك اتصالاً بين الهنود وديانتهم،وبين الدين اليهودي أو أي دين آخر من منطقة الشرق الأوسط عموماً،ورغم ذلك فهذا دليل قاطع على وجدة الفكر البشري وتشابه كل العقائد لأنها ببساطة كلها منبعها العقل الإنساني وهو واحد وله نفس الصفات وأسلوب التفكير دائماً.

جاء في موسوعة تاريخ الأديان/الكتاب الربع/ص32_دار علاء الدين _دمشق_سورية

‘‘استخدمت بعض كتابات الأوبانيشاد مصطلحات أخرى لجعل هذا التمييز واضحاً. فقالت،وهي تواجه مسألة كيف يمكن لموجود لا صورة له ولا فعل أن يخلقَ عالماً من الصور المرئية والمتغيّرة،أن البراهمان المستور عبَّرَ عن قوته الخلاّقة المتأصِّلة في ذاته بإنتاج هيراميا جاربها(Hiramya garbha) ،أي "البيضة الذهبية" التي ظهرت عند فجر الخلق على" بحر البراهمان " وأصبحَتْ الإله الخلاّق الفعّال براهما Brahma،وخلق براهما العالم (مايا) أي الظواهر أو عالم الوهم والظواهر والمحسوسات والمادة من خلال القوة الخارقة المتأصِّلة في البراهمان. وباعتباره إلهاً شخصياً يحتل مركزاً مرموقاً،فقد أخذَ لقب إشفاراIshvara أي الرب.’’ ا.هـ بتصرف

،وموضوع بيضة براهما هذا ورد في البورانا المخصصة لهذا الإله كذلك كما قرأت في أحد المواقع الهندوسية الإنجليزية.



وطبعاً هناك في الفقرة ما يحتاج لشرح لا يتسع له المقام وموضوع البحث عن الفلسفة الهندوسية.

لكن للأمانة العلمأديانية ربما المقصود من بحر البراهمان،وهذا لن يفهمه إلا من درس العقيدة الهندوسية المعقدة ولا سيما تلك التي تسمى عقيدة وحدة ا الوجود أو أتمان أو براهمان، أي روح الرب براهما الواحد الذي كل ما في الكون والكائنات أجزاء منه،وبهذا فالكون إن كان هذا ما يقصده النص هو على سبيل التشبيه بحر براهما،أي هو نفسه براهما الشامل لكل الوجود!



وفي ص23 يقول :

‘‘إلا أن ما يأسرنا أكثر من أي شيء آخر هو الترنيمة 129 من الكتاب العاشر من الرج فيدا التي تخاطب حقيقة كونية ضخمة لا تُسَمِّيها،مشيرةً إليها ببساطة على أنها "ذلكَ الشيء الواحد"،أو المبدأ أو النشاط الحيادي الموجود قبل وجود العالم كما يُقال.وتحتوي هذه الترنيمة على تكهنات مبكِّرة حولَ أصل الخلق، ويمكن ترجمتها على النحو التالي:



"ما كانَ هنالك وجود ولا عدم،

لم يكُنْ هناك هواء ولا قبة سماوية وراءَه.

هل كانَ هناك هيجان؟أين؟وتحت أي غِطاء؟

هل كانت هناك هوة سحيقة من الماء لا يُسبَر غورها؟

لم يكن هناك موت ولا خلود لأي شيء.

ولا أية علاقة تفصل الليل عن النهار.

ذلك الشيء الذي لا يتنفّس الهواء،الواحد،كان يتنفَّس من ذاته،

فلم يوجد أي شيء إطلاقاً[1].

كانت الظُلمة مخبَّأة داخلَ ظلمةٍ أشدّ،

وهذا الكلّ كان بحراً بدون أبعاد[2]،

كان الخلاء لا يزال ممسكاً بالممكن الذي لم يتشكَّل[3]

إلى أن قامت قوة الدفء بإنتاج الواحد المتفرِّد.

ثم تحرّكت الرغبة في ذلك الواحد لتتحوّل إلى كينونة،

رغبة كانت البذرة الأقدم للروح.

اكتشفَ الحكماءُ وهم يسبرون قلوبَهم صلةَ القرابة بين

الكينونة والعدم.فكّروا ملياً وهم يمدون خطهم عبرَ الخلاء؛

هل كان اللاشيء فوقه أم تحته؟

مانحو البذرة كانوا هناك؛والقُوى،

الطاقة الحرة من تحت،والفعل السريع من فوق

من يعرف الحقيقة،ومن يستطيع إعلان ذلك هنا؟

متى وُلِدَ،وكيفَ تمَّ تشكيلُ العالَم بهذه الصورة؟

إن وجود الآلهة كان لاحقاً لخلق الأرض.

من يعرف إذاً من أي شيءٍ صدرَ العالَم؟

وما إذا كانَ العالَم مصنوعاً أم أنه وُجِدَ بذاتِهِ.

إنه يعرف يثقةٍ كاملة،وحدَه هو،الذي يحرس

ويُراقِب في أعلى سماء!

هو يعرف حقاُ،لكن عندئذٍ،ربما هو لا يعرف."



وهذه الترنيمة نفسها موجودة عند ول ديورانت في قصة الحضارة/المجلد الثاني /الهند/ ص 41 _الهيئة المصرية العامة للكتاب،والترجمة العربية هناك مختلفة نوعاً من الناحية الفنية ولعلها توضِّح بعض معاني النص أكثر وجماله،وقد أبدى ول ديورانت إعجابه بعنصر الجمال الفكري والإنساني والسموّ في القصيدة الهندوسية السابقة الذكر. والفكرة اللاأدرية أو مذهب عدم الدراية واضح في شعر الناظم.

على العموم تحت أيدينا الترجمة الكاملة للفيدات إلى الإنجليزية قامَ بها ماكس مولَر البريطاني.

وفكرة الأصل المائي مطروحة في النص في تساؤله بحيرة: (هل كانت هناك هوة سحيقة من الماء لا يُسبَر غورها؟) الآية أو بيت الشعر ،أما في قوله: ( وهذا الكلّ كان بحراً بدون أبعاد،كان الخلاء لا يزال ممسكاً بالممكن الذي لم يتشكَّل) الآية .فالمقصود فيما يبدو ليس بحراً أو محيطاً مائياً بل هو وصف للكون في البداية كفراغ بلا معالم كما يتخيل الحكيم الهندوسيّ.





الدين المندائيّ

يقول كتاب الجنزاربا أي الكنز الكبير ،أن من بحيرة ماء خرجت كائنات بسيطة صغيرة ،ثم تطوّرت بعد ذلك إلى كائنات أعقد،هذا ذكره رجل الدين الصابئيّ الفاضل مؤلِّف كتاب (الصابئة المندائيون –دراسة في تاريخ ومعتقدات القوم المنسيين)_دار الكنوز الأدبية _لبنان. والعهدة على الكاتب ونتمنى أن يكون كامل الأمانة في النقل والمعلومات، أما آدم فقد خلقه الملاك الأكبر مندادهي بأمرٍ من الله العظيم خالق الكون،ولعل هذا يكشف لنا لماذا كل هذه العيوب الجينية والأخطاء والأمراض والاختلالات بسبب أن موظفاً لدى الرب وليس هو نفسه من قامَ بالخلق، هاهاها! إلا أن روح الإنسان نور من الله وستعود نوراً صرفاً محرّراً من الجسد إن أصلحَ واتقى. ويدخل الجنة أرض النور.



والدين المندائي يُعتبَر من أقدم الأديان على كوكب الأرض ويتبعه اليوم70ألفاً فقط بالعراق وإيران ،وقليل في سوريا. ويعتمد على المعمودية في النهر في كل طقوسه ،على طريقة النبيّ يوحنا المُعمِّد أو المعمدان. والوضوء لديهم لكل صلاة مثل المسلمين بالضبط تقريباً لكنه لا يكون إلا من الماء الجاري





--------------------------------------------------------------------------------

52 ونفس الكلام بالنسبة للإسلام الذي اقتبس الآية التوراتية وقال { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً .....} سورة هود :آية7 وفي أحاديث محمَّد الصحيحة أن عرش الله على ماء فوق السماء السابعة،طبعاً العقل البشري الأسطوريّ يفترض الأشياء المعاكسة للطبيعة والمألوف،وهذا متواتر،ولو كان الإنسان كائناً بحرياً لقيلَ في أديانه أنَّ عرش الله على أرضٍ فوقَ السماء!

وفي أحاديث المسلمين (صحابة محمد) وزعمهم رؤية الملائكة تقاتل معهم وتساعدهم يقولون أنها تركب خيولاً بُلق،أي مرقَّعة الأوان فيها أكثر من لون كالخيول الأوروبية،وهذا طبيعي لعقول ساذجة بدائية فخيول جزيرة العرب لم يكن فيها أبداً إلا الخيول العربية بلونها الواحد الصافي لأنها من نوع أصيل ممتاز كما أرادت لهم الطبيعة، بالتالي الخيول البلقاء عندهم منعدمة تماماً ويستحيل وجودها فمن أين ستكون، وإلا فهي نادرة الوجود كنبات القتاد وطائر العنقاء، والمرات التي يسافر شخصٌ ما ويأتي بها نادرة وغير معروفة. ولو كانوا في أرضٍ ليس فيها إلا خيول بلق لقالوا أنهم رأوا ملائكة الله على خيول سماوية ذات لون واحد صافي ولها غرة في جبهتها.

وهكذا يكون عرش الله الإسلاميّ عائماً على الماء كالعوامة، على طريقة (صديق أبي فلان) الغنيّ الرايق العايق صاحب الدماغ الكبيرة العالية وحياة الرفاهية الذي كان له مركب من المواد المطاطية غير القابلة للخرق فيتعمَّق مع زوجته في البحر حتى يصل إلى أماكن جميلة رائعة المنظر الطبيعي أو جزيرة ما أو منطقة جزرية برزت وسط البحر بشكل مؤقَّت ،ويعيش مع زوجته أسعد وأهنأ اللحظات في تلك الأماكن غير المأهولة.

أو على طريقة إله البحر الجريكيّ بوسيدون له المجد!






---------------------------------------------------------------------------
52 في ترجمة عربية أخرى: ولم يوجد سواه منذ ذلكَ الحينِ وحتى اليوم

53 في ترجمة عربية أخرى: في ظلام عميق، محيط دون ضياء

54 في ترجمة عربية أخرى: البذرة كانت لم تزَل كامنة في اللحاء
#قصة الطوفان العراقيةالتراثية الوثنية،وسرقة كُتَّاب التوراة اليهود للتراث العراقي الأصيل



أولاً:الطوفان العظيم وفق ملحمة أتراحاسس



أسطورة أتراحاسس هي نص بابلي يعود في تاريخه إلى نحو عام 1700ق.م،وهناك نسخة آشورية منه وُجِدت في مكتبة الملك آشور بانيبال 668-633 ق.م في العاصمة الآشورية القديمة نينوى،وهي عبارة عن ترجمة للنص البابليّ القديم دخلها بعض التعديلات في الأحداث وأسلوب الصياغة.

والنص البابلي القديم ينتهي بتذييل يذكر اسم كاتبه المدعوّ(نور –آيا) الذي أنهاه في شهر أيّار في السنة التي صعد فيها الملك آمي صادوقا على عرش بابل. ويبدو أن نور –آيا قد عمل على تحرير وإعادة صياغة عدة نصوص قديمة وجمعها في نصٍّ مُطَّرِدٍ واحد يدور حول عدة أفكار أسطورية معروفة لنا من الأدبيات السومرية الأقدم ،ومن الأدبيات البابلية الأخرى،مثل خلق الإنسان،والغاية التي من أجلها خُلِقَ،والطوفان الكبير الذي أحدثته الآلهة لإفناء الجنس الإنسانيّ بعد أن تكاثر البشر وصاروا مصدرَ إزعاجٍ للآلهة.







عندما كان الآلهة مثل البشر،

قاموا بالعمل،حملوا عبئه.

كان عبؤهم ثقيلاً،

كان عملهم شاقاً وعناؤهم بالغاً.

والأنوناكي العظام السبعة،

جعلوا الإيجيجي يحملون عبءَ العمل.

آن أبوهم كان ملكَهم،

وإنليل المحارب كان مستشارهم،

وننورتا كان حاجبهم،

وإينوجي كان الموكَّل بقنواتهم.

جاؤوا بصندوق القداح ليقترعوا،

رمَوْا القداح وقسَّموا الحصص.

فارتفع آن إلى السماء،

وإنليل أخذ الأرض لسكن شعبه،

والرتاج الذي يحجب البحر أعطَوْه لإنكي.

بعد أن ارتفع آن إلى السماء،

ونزل إنكي إلى الآبسو[1]،

الأنوناكي ،آلهة السماء

جعلوا الإيجيجي ،آلهة الأرض،تحمل عبء العمل.

حفر الآلهة القنوات،

وأُلزِموا بتنظيف الترع،أخاديد حياة الأرض،

وحفروا مجرى نهر دجلة،ثم حفروا مجرى نهر الفرات.

(بضعة أسطر مشوهة غير واضحة تعدد بقية ما قام به الإيجيجي من أعمال)

أحصَوْا سنواتِ التعب،

فبلغت 3600 سنة حملوا خلالها المشقة،

حملوا المشقة ليل نهار.

تذَّمَروا ولاموا بعضهم بعضاً.

وأخيراً قرَّر الإيجيجي التمرد ورفض العمل،فأحرقوا أدواتِ عملهم ومضَوْا في هياج وثورة وحاصروا الإيكور،قصر إنليل سيد الآلهة عند منتصف الليل،والإله يغط في نومه:

حوصِر الإيكور وإنليل غافٍ.

ولكنَّ كلكال كان يقِظاً،فأغلقَ الأبوابَ

أحكمَ الرتاجَ وراحَ يُراقِب البوَّابة.

ثم قام كلكال بإيقاظ نوسكو،

وراحا ينصتان إلى ضجة الإيجيجي.

فمضى نوسكو وأيقظ سيدَه إنليل،

جعله يقوم من فراشه وقال له:

"يا سيدي،إن بيتك محاصَر

والتمرد صار إلى بابك.

أي إنليل،إن بيتك محاصر

والتمرد صار إلى بابك".



أمرَ إنليل بجلب الأسلحة إلى مقره ثم أرسل في طلب زملائه من آلهة الأنوناكي فاجتمعوا إليه للتداول في الأمر،وقرَّروا إرسالَ نوسكو لمقابلة المتمردين والتعرف على مطالبهم،ومعرفة المحرض على الشغب. ففتح نوسكو الباب وأخذ أسلحتَه معه ومضى إلى الآلهة المتمرِّدين وطرحَ عليهم السؤال من زعيم هذا التمرد،وكان غرضه أن يعاقب فرداً منهم



آلهة الأنوناكي أجابوه:

"كل واحد منا نحن الآلهة أعلن الحرب.

لقد وضعنا نهاية لعملنا الشاقّ.

عبء العمل ثقيل،إنه يقتلنا.

عملنا شاقّ وعناؤنا بالغ.

فقرَّرنا مجتمعين أن نرفع شكوانا إلى إنليل.

عادَ نوسكو ونقل للأنوناكي ما سمع من الإيجيجي ،فدمعت عينا إنليل من التأثر لما سمع. ثم تشاورَ الآلهةُ في ما يتوجب عليهم فعله. فوقف إيـا[2] في وسطهم قائلاً:

"لماذا نلقي اللومَ عليهم؟

عملهم كانَ شاقاً،وعناؤهم كان عظيماً.

في كل يوم تضج بهم الأرض.

في كل يوم نسمع ضوضاءَهم تحذيراً لنا.

إن ربة الرحِم بيليت إيلي[3] حاضرة بيننا،

فلندعُها تخلق الإنسان الفاني

لكي يحملَ الِنِيرَ،

ولندعْ الإنسانَ يرفعْ العبءَ عن الآلهة".

ثم دَعَوْا الإلهةََ

وتوجهوا بالقول إلى قابِلة الآلهة، مامي الحكيمة:

"أنتِ عون الآلهة،مامي،أيتها الحكيمة

أنتِ الرحم الأم أيتها الخالِقة.

اخلقي الإنسانَ الفاني ليحملَ النيرَ،

دعيه يحمل النير،عملَ إنليل،

وليرفع عن الآلهة عبَ العمل".

فتحت ننتو[4] فمَها وقالت للآلهة العظام:

"ليس بمقدوري أن أفعل ذلك،إن القدرة بيد إيا

فهو الذي يصنع كل شيء طاهر

ليته يعطِيني طيناً وأنا أعجنه".

فتحَ إنكي فمَه وقالَ للآلهة العظام:

"في اليوم السابع والخامس عشر من الشهر،

سأجهِّز مكاناً للاغتسال،

وليذبح الآلهة إلهاً من بينهم إذ لا بد للطين من روح،جسد الأرض سيكون من الآبسو ، نفسه روحه ستكون من إله



ثم يتناقش ويحتار الآلهة من منهم سيذبحون حتى اقترح عليهم مردوخ ذبح الإله كنجو زوج تيامات الذي كانوا قد حبسوه في السجن فقالوا ليذبح كنجو،ليذبح كنجو، لتكن دماؤه هي السبب في ظهور المخلوق الذي يحمل عنا العناء. يغتسل الآلهة ثم يذبحون كنجو.



عجنت مامي الطينَ مع الدم وقطَّعته إلى أربع عشرة قطعة صنعت منها سبعة رجال وسبع نساء وهي تتلو تعويذة لقَّنَها إياها الإله إنكي إله العلم والتعاويذ. وبعد أن انتهت من مهمتها بمعونة إلهات الولادة، حملت بالإنسان وولدته بشكل أسطوري ميثيولوجي ما بعد تسعة شهور



قال الآلهة العظام

دعونا نسمع الطبل من أجل مصير الأيام القادمة، وبسبب لحم الإله نود أن يسكن شبح الموت جسد الإنسان إلى الأبد ليذكره بالموت ، ليت شبح الموت يسكن الإنسان حتى لا يكون بالإمكان نسيانه.



قالت الإلهة مامي مخاطبة الآلهة العظام:

"حمَّلتموني مهمةً فأديتُها بكمال.

أرحتكم من عناء عملكم الشاقّ،

وحمَّلتُ البشرَ عناءَكم.

رفعتم النداءَ لأجل البشر،

فأزحتُ النِيِرَ وأقمتُ الحريةَ".

عندما سمعوا كلامَها هذا

تراكضوا وقبَّلوا قدميها قائلينَ:

"لقد تعوَّدنا أن ندعوَكِ مامي،

ولكنَ اسمَكِ سيكون الآنَ سيدةَ كلِ الآلهةِ.

تكاثر الناس وانتشروا في الأرض فحفروا القنوات وزرعوا الأرضَ،وبنوا معابدَ للآلهة،وقدَّموا إليها القرابين:

ستمئة سنة انقضت وأقل من ستمئة أخرى.

اتسعت البلاد وازداد تعداد البشر،

حتى غدت الآلهة قلقة من صخبهم.

سمع إنليل ضجيجهم وقال للآلهة العظام:

"ضجة البشر ثَقُلَت عليَّ،

من ضوضائهم حُرمت النومَ.

ليحِلَّ الطاعون بينهم....

(ثلاثة أسطر ناقصة)

كان هناك رجل اسمه أنراحاسيس،

كانت أذناه مفتوحتين لصوت إلهه إنكي،

وكان قادراً على التحدث معه،

وإلهه كان يحدثه.

ففتح أتراحاسس فمه وقال لإلهه:

"إلى متى تفرض علينا الآلهة الآلام؟"

ففتح إنكي فمه وقال لعبده:

"إدعُ إليكَ الشيوخ وعليّة القوم،

وأعلن الانتفاضة في بيتك.

أصدر الأوامر،لينادي المنادون

ويتردّد صوتهم في كل البلاد:

"لا تبجّلوا آلهتكم،

لا تصلوا لإلاهاتكم،

التمسوا فقط باب الإله نمتار[5]

احضروا إليه قرابين الخبز،

عسى أن يسعده قربان الدقيق،

فيخجل من الهِبة ويردّ يدَه عنكم".

كف نمتار يده عن البشر فتراجع الطاعون وعادت الحياة سيرتها الأولى وعاد البشر إلى التكاثر. مضت ستمئة سنة وأقل من ستمئة سنة أخرى،سئم الآلهة خلالها من صخب البشر وضجيجهم، فتوجَّه إنليل بالقول إلى الآلهة:

"ضجّة البشر ثقُلَت عليَّ،

من ضوضائهم حُرِمتُ النومَ.

فلتُقطَع مؤونة الطعام عنهم،

وليقل الزرع الذي يسدّ جوعهم،

وليمنع أداد[6] مطرَه عنهم،

وفي الأسفل للتوقف الينابيع عن التدفق،

ولتعصف الريح وتجفّ الأرض،

لتنعقد الغيوم دون أن تُرسِل مطراً.

لتقلِّل الحقولُ من غِلالِها،

ولتحجب الإلهة نصابا[7] صدرَها،

وعسى أن تغيب السعادة عنهم".

مرة ثانية يقصد أتراحاسس إلهه إنكي ويشكو إليه وضع البشر،فيعطيه النصيحة نفسها بأن يديروا ظهورهم لآلهتهم وإلاهاتهم ويلتمسوا فقط باب الإله أداد المتحكِّم بماء المطر فيقدّموا له قربان الخبز:

لم يبجّلوا آلهتهم،

لم يصلّوا لإلاهاتهم،

التمسوا فقط باب الإله أداد.

أحضروا إليه قربان الخبز،

فأسعده قربان الدقيق،

خجل من الهدية وردَّ يدَه عنهم.

في الصباح أرسل ضباباً،

في المساء،خلسةً،أرسل الندى.

وخلسةً حملت الحقول تسعةَ أضعاف،

فغادرَهم الجفاف،

ثم عادوا إلى تقدماتهم.

عادت الحياة سيرتها الأولى وعاد البشر إلى التكاثر.وبعد مضي فترة مماثلة ستمئة سنة وأقل من ستمئة سنة أخرى أمرَ إنليل بعددٍ من الكوارث الطبيعية للإقلال من عدد البشر:

من الأعلى لم يهطل المطر ليملأ القنوات،

وفي الأسفل لم يَفِضْ الماء من الينابيع،

أغلقت الأرض رحمَها ولم تَلِدْ.

لم ينمُ الزرعُ و... ... ...

حقول المراعي السود ابيضَّتْ،

والأرض الواسعة مُلِئَت ملحاً.

في السنة الأولى أكلوا العشب،

في السنة الثانية نفذت مخازنهم،

وعندما حلَّت السنة الثالثة،

تغيَّرت هيئاتهم من الجوع،

وغطَّى وجوهَهم الجربُ كالشعير،

عاشوا الحياةَ في عذاب،

وعلت وجوهم صفرة الموت،

ومشَوْا في الطرقات بظهورٍ محدودبة.

أكتافهم العريضة ضاقت،

وأرجلهم الطويلة قصُرَت.

مرة ثالثة يجد إنكي للبشر مخرجاً. ولكنَّ الكسور والنقص في هذا الموضع من اللوح يمنعنا من معرفة التفاصيل. وبعد ستمئة عام وأقل من ستمئة عام أخرى،اتسعت البلاد وازداد عدد البشر حتى غدت الآلهة قلِقة من صخبهم. فدعا إنليل الآلهة إلى اجتماع قائلاً لهم:

"ضجّة البشر ثقُلَت عليَّ.

صخبهم يقلق لي راحتي،

ومن ضوضائهم حُرمت النومَ.

أعطوا الأوامر لينتشر مرض الشوروبو والأشاكو[8]،

وليضع نمتار حداً لضوضائهم حالاً.

دعوا أمراضَ الصداع والشوروبو والأشاكو

تعصف برؤوسهم وتضربهم كالإعصار".

ومرة رابعة يجد أتراحاسس وإنكي طريقة لوقف الأمراض الفتاكة التي تعصف بالبشر،وتعود الحياة سيرتها الأولى. ولكن إنليل يدعو مُجَدَّدَاً مجمعَ الآلهة ويأمر بالكوارث التي حلَّت بهم سابقاً أن تحلَّ بهم الآن كلها مجتمعةً:

"لتُقطع المؤونة عن الناس،

وليقلل الزرع الذي يسدُّ جوعَهم،

وليقلل أداد في الأعالي مطرَه عنهم،

وفي الأسفل لتتوقّف الينابيع عن التدفّق،

ولتَشِحَّ الأرض وتُقلِل من غلالها،

ولتحجِب الإلهة نصابا صدرها الخصيب،

لتتحوّل الحقول السود فتغدو بيضاء،

ولتنتج الأرض الواسعة ملحاً،

فلا زرع يطلع ولا حبوب تنمو،

ليتسلّط مرض الأشاكو على الناس،

ولتضِق الأرحام فلا تَدَعَ للمواليد مخرجاً".

فحصل ذلك كله،وساءت حالة البشر أكثر من كل المرات السابقة:

في السنة الأولى أكلوا العشب،في السنة الثانية نفذت مخازنهم،

وفي السنة الثالثة تغيّرت هيئاتهم من الجوع،

وفي السنة الرابعة هاماتهم المنتصبة انحنت،

وأكتافهم العريضة ضاقت،

مشوا في الطرقات بظهور محدودبة.

وفي السنة الخامسة حاذرت البنت من قُدُوم أمها،

ولم تفتح الأم بابها لابنتها،

وراقبت الأم ميزانَ ابنتها،

وراقبت الابنة ميزان أمها.

وفي السنة السادسة أعدوا الابنةَ لتكونَ طعاماً،

وقدّموا الولدَ على المائدة،

لم يبقَ من البشر إلا ألفٌ أو ألفان.

وعندما يفلح أتراحاسس في دفع الكوارث الجديدة بمعونة الإله إنكي أيضاً(ونحن لا نعرف التفاصيل بسبب فجوات وتشوهات في النصّ)،يلجأ إنليل إلى حل حاسم أخير،فيدعوا مجمع الآلهة ويقنعهم بخطته الجديدة التي تقوم على إرسال طوفان شامل يفني الحياة دفعة واحدة عن وجه الأرض،ثم يبدأ بإدارة هذه الخطة وتوجيه العاملين عليها. وهنا تعرض لأتراحاسس رؤيا وهو مضطجع في سريره،رؤيا تنذره بالخطر،فيمضي إلى إلهه إنكي ليستجليَ معناها. ولما كان الآلهة قد جعلوا إنكي يتعهَّد بألا ينقل لأتراحاسس شيئاً مما يدور في مجمعهم،فإن إنكي يخاطب جدارَ الكوخ الذي يسكنه أتراحاسس:

"أصغِ إليَّ يا جدار،

وتملَّ كلماتي يا كوخ القصب.

قوِّض بيتكَ وابنِ السفينة،

اهجر ممتلكاتك لتنقذ الكائنات الحية.

والسفينة التي أنت بانيها

(سطران ناقصان يحتويان على تعليمات إنكي)

أسقفها كما هو الآبسو،

فلا تجعل نور الشمس يصل إلى داخلها.

اصنع لها طوابق علوية وطوابق سفلية.

ليكن القار صلباً ليعطيها القوة،

ولتكن حبال الصواري متينة.

سوف أرسل عما قريب مطراً،

طيوراً كثيرة وأسماكاً وفيرة".

ثم فتح الساعة الرملية وملأها،

وأخبره أن مدة الطوفان ستكون سبع ليالٍ،

تلقّى أتراحاسس الرسالة ووعاه.

جمع الشيوخ وعلية القوم إلى بابه،

ثم فتح فمه وقال لهم:

"إن إلهي ليس على وفاقٍ مع إلهكم.

إنكي وإنليل وقعت بينهما الخصومة،

وكان من نتيجة ذلك طردي من أرضي.

ولأني أُبَجِّل إنكي منذ زمنٍ طويل،

فقد أخبرني بذلك كله.

لن أستطيع بعد الآن العيش في أرض إنليل،

ولن أستطيع أن أضع قدماً في أرض إنليل،

بل سأمضي نحو الآبسو[9] لأعيش مع إلهي.

يلي ذلك أسطر مشوهة وأخرى ناقصة نفهم منها أن أهل المدينة قد ساعدوا أتراحاسس على بناء السفينة،وأنه قد حمل إليها عائلته وممتلكاته وأصناف الحيوانات المختلفة من طيور السماء وحيونات الأرض وماشيتها، ثم أولم للناس فأكلوا وشربوا. أما هو فكانَ قلقاً يذرع المكان جيئة وروحة،كسير القلب يلوك المرارة. ثم:

تغيّر وجه السماء وتبدّل الطقس،

وراح أداد يخور بين الغيوم.

ولما سمع أتراحاسس صوتَه،

جيءَ إليه بالقار ليسدَّ بابَه.

وبينما هو يسدّ بابه ،

تابع أداد خواره بين الغيوم،

والرياح الغاضبة تزمجر في الخارج.

قم وقطع حبل المرساة،حرّر السفينة.

(أسطر تالفة)

الطائر الإلهي آنزو راح يشقّ السماء،

هزَّ الأرض ،وحطّم ضجتها مثل الإناء.

.... ... انداحَ الطوفان،

وسلاح الكاشوشو هاجم الناس مثل جيش،

حتى عمِيَ الواحد عن الآخر،

لم يميّزوا بعضهم في خضم الكارثة.

جأر الطوفان مثل ثور بري،

ومثل حمار وحشيّ أعولت الرياح،

خيّمت الظلمة وغاب وجه الشمس.

(أسطر تالفة)

وهنا تشعر الإلهة مامي(ننتو،أو ممو كذلك) بالندم وتبدأ مناحة على البشر،بينما جلس الأنوناكي في ظمأ وجوع لانقطاع القرابين والتقدمات التي يقدّمها الإنسان،ثم راحوا يشاركونها البكاء. وبعد انقطاعٍ في النص،نفهم أنَّ السفينة قد رست على بقعة عالية جافة بعد سبعة أيام من الطوفان،وأن أتراحاسس قد قدَّم أضحيةً وأشعل تحتها النار. فتشمّم الآلهة الرائحة وتجمّعوا على الأضحية مثل الذباب. ثم حضر إنليل:

وقع بصر إنليل على السفينة،

فاستعر غضبه على آلهة الإيجيجي:

"نحنُ آلهة الأنوناكي جميعاً،

أقسمنا مع بعضنا يميناً،

اتفقنا على ألا ينجوَ أحدٌ من الأحياء،

فكيف نجا أحدٌ من هذه الكارثة؟"

فتح آنو فمَه وقال لإنليل المحارب:

"من غير إنكي يستطيع أن يفعل ذلك؟

لقد أفشى أوامرنا إلى كوخ القصب".

ففتح إنكي فمه وقال للآلهة العظام:

"لقد فعلتُ ذلكَ على الرغم منكم،

لقد عملتُ على حفظ بذور الحياة.





--------------------------------------------------------------------------------

55 الآبسو أي الأعماق المائية

56 إيا هو إنكي

57 = مامي،الأم، نمو، الماء والإلهة الأولى الطيبة لدى السومريين

58 ننتو = مامي، نمو

59 إله الطاعون والأمراض وهو من العالم السفلي

60 أدد ويسمى كذلك هدد هو إله المطر والعواصف

61 نصابا هي الأم الأرض

62 غير معلوم ما معناهاما في لغتهم وما هما

63 الآبسو أي أعماق المياه وهي مستقر عرش إنكي إله الماء ومملكته

No comments:

Post a Comment