Tuesday, January 18, 2011

إلــــــــــه يعلـــــــم ولكــــن لا يميــــز

إلــــــــــه يعلـــــــم ولكــــن لا يميــــز

بقلم : حيران محتار


الأخوة الزملاء: تحية طيبة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمهيد:
قبل فترة عرضت (قناة المجد) أحد الأخوة وقد أصابه شلل تام بسبب سقوطه على رقبته "نتمنى له الشفاء" ... طبعا دار الحوار عن سبب ذلك فأكد هذا الشاب بأن أباه قد دعا عليه ذات مرة قائلاً: الله يكسر رقبتك ، وهي دعوة دارجة على لسان الكثير من الآباء على أبناءهم في الوطن العربي ومن ثم الاستغفار والتراجع ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طبعا لا بد لنا أن نعلم بأن هذا الأمر له أصل في الدين وليس مجرد خرافة لا أصل لها " التحوط في مسألة الدعاء على النفس والأولاد أو المال ... خوفاً من موافقة ساعة استجابة"

172233 - سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط . وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني . وكان الناضح يعقبه منا الخمسة والستة والسبعة . فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له . فأناخه فركبه . ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن . فقال له : شأ . لعنك الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من هذا اللاعن بعيره ؟ " قال : أنا . يا رسول الله ! قال " انزل عنه . فلا تصحبنا بملعون . لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء ، فيستجيب لكم " . 
الراوي: -  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: مسلم  -  المصدر: المسند الصحيح  -  الصفحة أو الرقم: 3009
87275 - لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على خدمكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم 
الراوي: جابر بن عبدالله  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: الألباني  -  المصدر: صحيح الجامع  -  الصفحة أو الرقم: 7267

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأضرب مثلا لقوم يعقلون:

لو أخبرك أحدهم بأنه وفي (ساعة غضب) قدم عريضة لملك البلاد يطلب فيها إهلاك أو إيذاء ماله أو إهلاك أبناءه وخدمه أو إيذائهم أو أن يقوم الملك بالأمر بإهلاكه أو إيذاءه بأي طريقة من الطرق!!!!!!

إن كان ملك البلاد حكيما فمن المؤكد بأنه سيقوم بالتأكد أولا من الصحة العقلية والنفسية لمقدم الطلب، أو أنه سيقوم بتجاهله فربما كان ذلك في ساعة غضب أو غير ذلك، أو أنه سيسأل عن الأسباب وسيقوم بالتوجيه  بمعالجة المشكل
ولا أعتقد بأن هنالك ثمة ملك أو رئيس قد يستجيب لتنفيذ طلب من هذا النوع فورا لمجرد أن هذه العريضة قد وصلت إليه 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما بال هذا (الإله) يستجيب دون تمييز بين الدعاء الصادر في حالة غضب أو يأس أو تحت أي ضغط نفسي من غيره
ألم يقل في القرآن (وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)
فما باله يعلم ويتصرف وكأنه لا يعلم
ولماذا ينبغي على المسلم أن يكون حذرا وكأنه يتواصل مع آلة مبرمجة لا تميز بين خطاب يرتجى على الدوام وبين خطاب صدر في ساعة غضب والتراجع عنه معلوم بعد هدوء هذه الموجة 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طبعا هنالك الكثير من الأمور المتناقضة في مسألة (علم الله) مع كتابة الحسنات ومحو السيئات واستجابة الدعوات ورد القدر وما عرضته أحد أوجه هذا التناقض الواضح
 kisses



الموضوع الاصلي

No comments:

Post a Comment