Tuesday, January 18, 2011

هل سمع أحدكم بسرية الفلس؟ دليل آخر على كيفية انتشار الإسلام!

هل سمع أحدكم بسرية الفلس؟ دليل آخر على كيفية انتشار الإسلام!

بقلم : brain_user


الزملاء الأفاضل
لقد طرحت موضوعا مشابها اليوم في منتدى اللادينيين وقد ارتأيت أن أعيد طرحه هنا (بعد إضافة بعض التوضيحات والتعديلات) وذلك لكيّ تعم الفائدة وأسمع آراء أكبر عدد ممكن من الزملاء. هذا إذا أذنت لي إدارة المنتدى.


من كتاب المغازي للواقدي (صفحات 985 - 989): 

اقتباس

سرية علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الفلس
في ربيع الآخر سنة تسع 


قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن حزم يقول لموسى بن عمران بن مناح وهما جالسان بالبقيع تعرف سرية الفلس ؟ قال موسى : ما سمعت بهذه السرية . قال فضحك ابن حزم ثم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا عليه السلام في خمسين ومائة رجل على مائة بعير وخمسين فرسا ; وليس في السرية إلا أنصاري ، فيها وجوه الأوس والخزرج ، فاجتنبوا الخيل واعتقبوا على الإبل حتى أغاروا على أحياء من العرب . وسأل عن محلة آل حاتم ثم نزل عليها ، فشنوا الغارة مع الفجر . فسبوا حتى ملئوا أيديهم من السبي والنعم والشاء وهدموا الفلس وخربوه . وكان صنما لطيئ ثم انصرف راجعا إلى المدينة . قال عبد الرحمن بن عبد العزيز فذكرت هذه السرية لمحمد بن عمر بن علي فقال ما أرى ابن حزم زاد على أن ينقل من هذه السرية ولم يأتك بها . قلت : فأت بها أنت فقال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الفلس ليهدمه في مائة وخمسين من الأنصار ، ليس فيها مهاجر واحد ومعهم خمسون فرسا وظهرا ، فامتطوا الإبل وجنبوا الخيل وأمره أن يشن الغارات فخرج بأصحابه معه راية سوداء ولواء أبيض معهم القنا والسلاح <985> الظاهر وقد دفع رايته إلى سهل بن حنيف ، ولواءه إلى جبار بن صخر السلمي وخرج بدليل من بني أسد يقال له حريث ، فسلك بهم على طريق فيد ، فلما انتهى بهم إلى موضع قال بينكم وبين الحي الذي تريدون يوم تام ، وإن سرناه بالنهار وطئنا أطرافهم ورعاءهم . فأنذروا الحي فتفرقوا ، فلم تصيبوا منهم حاجتكم ولكن نقيم يومنا هذا في موضعنا حتى نمسي ثم نسري ليلتنا على متون الخيل فنجعلها غارة حتى نصبحهم في عماية الصبح . قالوا : هذا الرأي فعسكروا وسرحوا الإبل . واصطنعوا ، وبعثوا نفرا منهم يتقصون ما حولهم . فبعثوا أبا قتادة . والحباب بن المنذر ، وأبا نائلة فخرجوا على متون خيل لهم يطوفون حول المعسكر فأصابوا غلاما أسود فقالوا : ما أنت ؟ قال أطلب بغيتي . فأتوا به عليا عليه السلام فقال ما أنت ؟ قال باغ . قال فشدوا عليه فقال أنا غلام لرجل من طيئ من بني نبهان أمروني بهذا الموضع وقالوا : إن رأيت خيل محمد فطر إلينا فأخبرنا . وأنا لا أدرك أسرا . فلما رأيتكم أردت الذهاب إليهم . ثم قلت لا أعجل حتى آتي أصحابي بخبر بين من عددكم وعدد خيلكم وركابكم ولا أخشى ما أصابني ، فلكأني كنت مقيدا حتى أخذتني طلائعكم . قال علي عليه السلام اصدقنا ما وراءك قال أوائل الحي على مسيرة ليلة طرادة تصبحهم الخيل ومغارها حين غدوا . قال علي عليه السلام لأصحابه ما ترون ؟ قال جبار بن صخر : نرى أن ننطلق على متون الخيل ليلتنا حتى نصبح <986> القوم وهم غارون فنغير عليهم ونخرج بالعبد الأسود ليلا ، ونخلف حريثا مع العسكر حتى يلحقوا إن شاء الله . قال علي : هذا الرأي فخرجوا بالعبد الأسود والخيل تعادا ، وهو ردف بعضهم عقبة ثم ينزل فيردف آخر عقبة وهو مكتوف فلما انهار الليل كذب العبد وقال قد أخطأت الطريق وتركتها ورائي . قال علي عليه السلام فارجع إلى حيث أخطأت فرجع ميلا أو أكثر . ثم قال أنا على خطأ . فقال علي عليه السلام إنا منك على خدعة ما تريد إلا أن تثنينا عن الحي قدموهلتصدقنا أو لنضربن عنقك قال فقدم وسل السيف على رأسه فلما رأى الشر قال أرأيت إن صدقتكم أينفعني ؟ قالوا : نعم . قال فإني صنعت ما رأيتم إنه أدركني ما يدرك الناس من الحياء فقلت : أقبلت بالقوم أدلهم على الحي من غير محنة ولا حق فآمنهم فلما رأيت منكم ما رأيت وخفت أن تقتلوني كان لي عذر فأنا أحملكم على الطريق . قالوا : اصدقنا . قال الحي منكم قريب . فخرج معهم حتى انتهى إلى أدنى الحي فسمعوا نباح الكلاب وحركة النعم في المراح والشاء فقال هذه الأصرام وهي [ على ] فرسخ . فينظر بعضهم إلى بعض فقالوا : فأين آل حاتم ؟ قال هم متوسطو الأصرام . قال القوم بعضهم لبعض إن أفزعنا الحي تصايحوا وأفزعوا بعضهم بعضا فتغيب عنا أحزابهم في سواد الليل ولكن نمهل القوم حتى يطلع الفجر معترضا فقد قرب طلوعه فنغير فإن أنذر بعضهم بعضا لم يخف علينا أين يأخذون وليس عند القوم خيل يهربون عليها ونحن <987> على متون الخيل . قالوا : الرأي ما أشرت به . قال فلما اعترضوا الفجر أغاروا عليها فقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا ، واستاقوا الذرية والنساء وجمعوا النعم والشاء ولم يخف عليهم أحد تغيب فملئوا أيديهم . قال تقول جارية من الحي ترى العبد الأسود - وكان اسمه أسلم - وهو موثق ماله هبل هذا عمل رسولكم أسلم ، لا سلم وهو جلبهم عليكم ودلهم على عورتكم قال يقول الأسود أقصري يا ابنة الأكارم ما دللتهم حتى قدمت ليضرب عنقي قال فعسكر القوم وعزلوا الأسرى وهم ناحية نفير وعزلوا الذرية وأصابوا من آل حاتم أخت عدي ونسيات معها ، فعزلوهن على حدة فقال أسلم لعلي عليه السلام ما تنتظر بإطلاقي ؟ فقال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . قال أنا على دين قومي هؤلاء الأسرى ، ما صنعوا صنعت قال ألا تراهم موثقين فنجعلك معهم في رباطك ؟ قال نعم أنا مع هؤلاء موثقا أحب إلي من أن أكون مع غيرهم مطلقا ، يصيبني ما أصابهم فضحك أهل السرية منه فأوثق وطرح مع الأسرى ، وقال أنا معهم حتى ترون منهم ما أنتم راءون . فقائل يقول له من الأسرى : لا مرحبا بك ، أنت جئتنا بهم وقائل يقول : مرحبا بك وأهلا ، ما كان عليك أكثر مما صنعت لو أصابنا الذي أصابك لفعلنا الذي فعلت وأشد منه ثم آسيت بنفسك وجاء العسكر واجتمعوا ، فقربوا الأسرى فعرضوا عليهم الإسلام فمن أسلم ترك ومن أبى ضربت عنقه حتى أتوا على الأسود فعرضوا عليه الإسلام فقال والله إن الجزع من السيف للؤم وما من خلود قال يقول رجل من الحي ممن أسلم : يا عجبا <988> منك ، ألا كان هذا حيث أخذت فلما قتل من قتل وسبي من سبي منا ، وأسلم منا من أسلم راغبا في الإسلام تقول ما تقول ويحك ، أسلم واتبع دين محمد قال فإني أسلم وأتبع دين محمد . فأسلم وترك وكان يعد فلا يفي حتى كانت الردة - فشهد مع خالد بن الوليد اليمامة فأبلي بلاء حسنا .  


بالطبع فإن لديّ الكثير من الأسئلة التي تراودني بعد قراءة تلك الأحداث الكابوسية، ورفقا بالقرّاء الأعزاء فسأحاول البدء ببعض الأسئلة اللطيفة وسأبقي الأسئلة المثيرة للشجن لما بعد ذلك:

1- إن أمر عليّ لرفقائه أن (يشدّوا على الأسير) يعني ببساطة تعذيب ذلك الأسير الموثوق بالحبال، فهل تعذيب الأسرى ممّن لاحول لهم ولا قوة مسموح به في الإسلام؟

2- إن إسلوب هؤلاء الدعاة يذكّرني بعصابات النهب التي كانت تغير على القرى في الليل لقتل من فيها وسرقة المواشي، فهل كان هدف السرية مجرد هدم الصنم أم الغنائم والسبايا؟ فإذا كان هدفهم هو مجرد هدم الصنم (كما هو مشار باللون الأزرق) فلماذا كانوا حريصين ألا يهرب أفراد القبيلة عند الإغارة عليهم؟ (لاحظ الكلام المشار إليه باللون الأزرق)

3- بعد أن وعد عليّ الغلام أن (ينفعه) إذا دلّهم على مكان قومه، عاد وقدّم له شرطا جديدا ليطلق سراحه (وهو أن يقول الشهادتين) فهل من الشهامة مفاوضة أسير لاحول له ولا قوّة والمساومة على إطلاق سراحه بمثل تلك الطريقة؟ 

4- لقد قام عليّ بتخيير الأسرى بين الإسلام أوالقتل، وقد تكرر مثل ذلك الموقف في العديد والعديد من المعارك الإسلامية، فهل يحسن إسلام من دخل الإسلام بمثل تلك الطريقة اللاآدمية؟





الموضوع الأصلي

No comments:

Post a Comment