Wednesday, January 12, 2011

المرأة والحجاب في بعض الأديان والشرائع

الاخوة الزملاء
قرأت هذا المبحث الجميل وأحببت إطلاع سعادتكم عليه:


1-الحجاب عند اليونان:


وجدت ظاهرة حجب المرأة عن العيون فلا يراها إلا زوجها و أولادها منذ القديم عند اليونانيين و منعوها من ارتياد الاماكن العامة و التدخل في الشأن السياسي و غيره و اعتبروا صوتها عورة لا بد أن لا يتجاوز البيت "فحبس صوت السيدة الملعونة في البيت كما يحبس فيه جسمها" بعبارة توكيديدز(1)
و من آليات الحبس وضع المتاريس على أبواب الأجنحة التي تسكنها النساء و اوصى المؤرخ القديم زينزفون ومعه أرستوا فان(2) بالإستعانة بكلاب الصيد حتى لا تخرج النساء و لماذا تخرج المرأة و هي ليست مثل الرجل يحتاج الى بيت يحميه و الى الهواء المنعش يعيد له النشاط و تساعده قوته الجسدية على تحمل الحرارة و البرد و تعب التنقل
و الخدمة العسكرية و فرضت عليه الآلهة العمل ليعيل أهله أما المرأة بطبيعة تركيبتها الجسدية فانها لا تصلح الا للأعمال المنزلية و الانجاب
و من الأشرف لها أن تظل داخل البيت و اعتبر هذا القانون فرض الآلهة صادق عليه البشر و من يخالفه يعاقب مما دعا زينوفون الى ضرورة فرض الحجاب على النساء اللاتي يذهبن لأداء الصلاة بعلة أن الشعر من اكبر المغريات ويخشى أن يفتتن به الرجال و الملائكة أنفسهم أثناء أداء الصلاة(3)
وهكذا ظهرت فكرة الحريم و حجب الزوجة عن العيون لأنها ملكية خاصة للزوج فلا تساوى بالملكية العامة الجواري و الغواني و البغايا منذ عصر هوميوروس و هزيود وتواصل مع فلاسفة اليونان الكبار سقراط و أفلاطون و أرسلو و سبب هذا الحجب في تحليل Louis Morgan عالم(1818-1881م)
الانتروبولوجيا الأمريكي يعود الى أسباب اقتصادية صرف بدأت مع شيوع الملكية الخاصة و عندها فكر الرجل في أهمية عفة المرأة / الزوجة ليضمن نقاوة سلالته من الأبناء و لن يصل الى هدفه إلا بحجب الوعاء الذي يلد النسل و هي الزوجة و عندها فقط يتأكد أن الأبناء من صلبه فيطمئن على من يرث ثروته من بعده(4)
و لذلك أوجبوا عليها اذا اضطرت على المشي في الشارع أن تكون محجبة و منقبة كعلامة على المرأة الحرة المتزوجة ملكية الرجل الخاصة و فعلا كانت نساء اليونان طبعا الزوجات تستعملن الخمار و النقاب اذا خرجن لتخفين وجههن عن المارة


2- الحجاب عند اليهود:


عرف العبرانيون الحجاب منذ عهد ابراهيم عليه السلام و انتشر بينهم في ايام انبيائهم جميعا و تواصل الى ما بعد ظهور المسيحية و الدليل على ذلك تردد كلمة البرقع في أكثر من كتاب من كتب العهد القديم.
نقرأ في الاصحاح الرابع و العشرين من سفر التكوين و رفعت رفقة كذلك عينيها ورأت اسحاق فترجلت عن الجمل و سألت العبد.. "من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا ؟ فقال العبد هو سيدي فتناولت الحجاب و تغطت"(5)
و في الاصحاح الثامن و الثلاثين من نفس السفر "... فقيل لثامارا: هو ذا حموك قادم لتمنه لجز غنمه فنزعت عنها ثياب ترملها و تبرقعت و تلفعت و جلست عند مدخل عينايم التي على طريق تمنة"(6)
و جاء في نشيد الانشاد الاصحاح الأول :" قل لي يا من تحبه نفسي أين ترعى قطعانك و اين تربض بها عند الظهيرة ؟ فلماذا أكون كامراة مقنعة اتجول بجوار قطعان أصحابك"(7) و فيه أيضا "... عيناك من وراء نقابك كحمامتين ... و خداك كفلقتي رمانة خلف نقابك"
و في سفر أشعيا أن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن و المباهاة برنين خلاخيلهن و ينزع عنهن زينة الخلالين و الظفائر و الحلق و الأساور و البراقع و العصائب (9) و انطلاقا من هذه الآيات التوراتية فرضت الشريعة اليهودية قديما على الزوجة أن تغطي رأسها و تستر كامل جسدها بملاءة عدا ثقبا واحدا تنظر من خلاله لترى الطريق و الأفضل لها أن لا تخرج من البيت و ان كانت تريد التعلم فلتسأل رجلها و هي في البيت و سبب المنع من الخروج أنها طائشة و خفيفة العقل و مياله بفطرتها الى الشر و لذلك استحدثوا الحجاب الساتر في المعابد للفصل بين الرجال و النساء و خصوا لهن مدخلا خاصا و حرموا عليهن مصافحة الرجال لأنهن نجاسة و اشترطوا عليهن الصمت داخل أماكن العبادة توقيرا للرجال و لأن صوتهن عورة و بناء عليه منعوهن من ارتقاء المنصة خلال الصلاة
و لتلاوة التوراة بصوت مرتفع فلماذا تتلو التوراة و صوتها عورة منذ ايام أرسطو الذي رأى أن الصمت هو تاج المراة و زينتها لكنه ليس كذلك بالنسبة للرجل و هي أيضا ناقصة عقل و الرجل كامل العقل (10) فما هو موقف كل من يروج لمقولات النساء ناقصات عقل و دين صوت المراة عورة وجوب أن تقر المرأة في بيتها الا يعلمون من اين استقوا هذه المفاهيم التي تجاوزها الاسلام فان علموا فوا مجيباه و ان جهلوا فالمصيبة أعم وأطم


3- الحجاب في المسيحية :


منع المسيحيون قديما المرأة من أن تخرج حاسرة الراس و دون نقاب و اذا خالفت القانون و ذهبت الى الكنيسة عارية الرأس تعاقب بقص شعرها حسبما جاء في رسالة القديس بولس الى أهل كورنثوس و هو يرى أن النقاب شرف للمراة (11)
و يدعو الأب المسيحي كلمنت السكندري َClément Alexandre (150-223م) المرأة الى تغطية كامل جسدها كلما خرجب من البيت لان هذا النوع من اللباس هو الذي يحميها من نظرات الرجال فاذا وضعت الخمار على وجهها حمت الرجل من أن يقع في الخطيئة و لاكتساب شرعية للخمار يرى هذا الأب أن الخمار مشيئة الكلمة الربانية التي تأمر المرأة أن تصلي و هي محجبة(12) وسار على هديه الأب ترتوليا Tertullion (160-230م) من أشهر الأباء المسيحين في زمنه فأوجب على المراة أن تضع خمارا و تستر وجهها بنقاب و أن تخفي مفاتنها و لا تعتني بجمالها الطبيعي و تسعى اى القضاء عليها لأن ذلك الجمال يمثل خطرا كبيرا على الرجل و لا تقل حدة تلك الخطورة الا اذا حجبت المرأة جسدها من قمة الراس الى أخمص القدمين (13) و زيادة في التشدد منعت المسيحية على المراة ان تزين الحجاب او تزركشه و من تفعل ذلك تصنف مع النساء اللواتي خلعن برقع الحياء (14)
و من حجاب الجسد في لباس معين الى حجبها في البيت فواجب المراة في المسيحية القديمة أن تلازم بيتها و لا تسمح لأحد برؤيتها و لا يمكنها أن تذهب الى الحمام و لا المسرح و لا ترتاد الساحات العامة و لا تذهب الى الحفلات و لا تشاهد المباريات الرياضية و لا تتجول في الشوارع لأنها اذا فعلت هذا استتعرض لمضايقة الرجال و توقعهم في الخطيئة
واذا اضطرت للخروج لتحضر التمعات المسيحية يجب عليها أن تحتجب لتصلي و لتعلن انها خاضعة للرجل (15) و تواصلت عادة الحجاب و النقاب مع القديس يوحنا ثم الذهب (345-407) خاصة طرطوس بلد القديس بولس (16)
ثبت أن نظام الحجاب و النقاب سبق ظهور الاسلام بما أن الكتب السماوية كما راينا ذكرت البراقع و العصائب ما لم يذكره القرآن و زيادة عن الكتب السماوية نجد كتبا بحثت في أخبار الحجاب الذي كان يتخذ لستر المرأة و يشترك فيه النساء و الرجال في بعض الاحيان و أخبار البرقع جزء من الأخبار المستفيضة عن حجاب العزلة في البيوت و خارجها في الطرقات و الأسواق (17).
أما الحجاب في الاسلام فنجده في ساحة الدين الاسلامي وبالامكان مراجعة الرابط أدناه لاكمال الموضوع
المراجع: من (1-17) موجودة على الرابط وباقي الموضوع
http://www.najaf.org/arabic/mustabsiroon/30/html/defarsol-11.html
ولكم تحياتي،،،

النص الاصلي
بقلم حيران محتار

No comments:

Post a Comment