Wednesday, January 12, 2011

الادلة على تحريف القرآن







تتمة 




الادلة على اختلاف اسماء السور في المصحف الحالي على ما دكر في الموروث ...
  أولاً: سورة بني إسرائيل :=

وقد ورد أن اسمها سورة بني إسرائيل في 33 مرجعاً اخترت لكم منها هذه المراجع ...

فقد جاء في العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي ص535.

((استفتاح الكتب: إبراهيم بن محمد الشَّيباني قال: لم تزل الكتب تُستفتح باسمك اللهم حتى أنزلت سورة هود وفيها: بسم الله مَجْراها ومُرْساها، فكتب: بسم اللّه؛ ثم نزلت سورة بني إسرائيل: قل أدعوا اللّه أو أدعوا الرَّحمَن فكتب، بسم اللّه الرحمن، ثم نَزلت سورة النمل: "إنّهٍ من سُليمان وإنه بسم الله الرَحمن الرحيم" فاستفتح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت سُنة.)).
وفي ابن كثير لتفسير سورة سورة الإسراء 1

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=17&nAya=1

((سُورَة الْإِسْرَاء: قَالَ الْإِمَام الْحَافِظ الْمُتْقِن أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا آدَم بْن أَبِي إِيَاس حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ أَبِي إِسْحَاق قَالَ سَمِعْت عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد سَمِعْت اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ فِي بَنِي إِسْرَائِيل وَالْكَهْف وَمَرْيَم : إِنَّهُنَّ مِنْ الْعِتَاق الْأُوَل وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي. وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ مَرْوَان عَنْ أَبِي لُبَابَة سَمِعْت عَائِشَة تَقُول : كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم حَتَّى نَقُول مَا يُرِيد أَنْ يُفْطِر وَيُفْطِر حَتَّى نَقُول مَا يُرِيد أَنْ يَصُوم وَكَانَ يَقْرَأ كُلّ لَيْلَة بَنِي إِسْرَائِيل وَالزُّمَر)).

وفي الكشاف للزمخشري ص 700.

((وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمه هذه الآية. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة بني إسرائيل فرق قلبه عند ذكر الوالدين كان له قنطار في الجنة، والقنطار ألف أوقية ومائتا أوقية". رزقنا الله بفضله العميم وإحسانه الجسيم.))

وفي رسائل إخوان الصفا لإخوان الصفا ص702.

((وفي سورة بني إسرائيل: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال: أأسجد لمن خلقت طيناً)) وطبعاً هذا النص هو من سورة الإسراء 61 ...

وفي ذات المرجع ص721 يقول:

((وقال تعالى في سورة بني إسرائيل: "نحن أعلم به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً")).

أما في مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان لليافعي ص742  فقد قال:

(("سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" "الإسراء" سورة بني إسرائيل)).

وأيضاً في الروض الأنف السيرة النبوية للسهيلي ص408 يقول:

((فصدق النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ أنزل الله تعالى عليه آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة "وإن كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَك من الأرض ليُخْرِجُوك منها وإذاً لاَ يَلْبَثُون خلافك" إلى قوله : "تَحْوِيلاً" الإسراء. فأمره بالرجوع إلى المدينة)).

مجاز القرآن لأبي عبيدة ص64. ... يسميها صراحة سورة بني إسرائيل

نهاية الأرب في فنون الأدب ص1372.

لسان العرب لابن منظور ص621.

الفهرست لابن النديم ص14.

اللغات في القرآن لابن حسنون ص4.

أسرار ترتيب القرآن لجلال الدين السيوطي ص12.

والسؤال الذي يفرض نفسه هو: مَن الذي أعطى الحق للسنة بتغير إسم السورة من (بني إسرائيل) إلى (الإسراء) ففي عهد محمد نبيهم كانت إسمها بني إسرائيل؛ فكيف ومتى تم تغييرها إلى سورة الإسراء؛ ولماذا تم إبعاد إسم بني إسرائيل من القرآن السني؛ وإدراج إسم الإسراء مكانه ... خاصة إذا علمنا أن أسماء السور كانت في عهد محمد نبيهم معروفة بل وكان يسميها هو في عصره ... وهذا هو الدليل ...

جاء في الإتقان في علوم القرآن – فصل في أسماء السور ص60 ما يدل على أن السور نزلت بأسمائها... ومما يدل لذلك ما

((... أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة قال‏:‏ كان المشركون يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزئون بها فنزل (‏إنا كفيناك المستهزئين)‏‏.‏((

ودلبل آخر في ذات المرجع ... وهو:

((وقد كره بعضهم أن يقال سورة كذا لما رواه الطبراني والبيهقي عن أنس مرفوعاً لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذا القرآن كله ولكن قولوا السورة التي تذكر فيها البقرة والتي يذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله وإسناده ضعيف به ادعى ابن الجوزي أنه موضوع‏.‏ وقال البيهقي‏:‏ إنما يعرف موقوفاً على ابن عمر ثم أخرجه عنه بسند صحيح وقد صح إطلاق سورة البقرة وغيرها عنه صلى الله عليه وسلم‏.‏ وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه قال‏:‏ هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة ومن ثم لم يكرهه الجمهور‏)).

إذن؛ إذا كانت قد نزلت بإسم سورة بني إسرائيل؛ فلماذا هي بإسم سورة الإسراء؟؟!!! فمن الذي غير في قرآن السنة إسم هذه الاسورة ؟؟!!!

   ثانياً: سورة غافر :=

هذا الأمر ينطبق أيضاً على سورة غافر ... حيث أننا نجد أن اسمها المتداول في المراجع قديماً هو سورة المؤمن ... فقد جاء في

تفسير القرآن؛ لابن كثير لسورة غافر 1 حيث يقول:

((حم. قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ فِي بَعْض الْغَزَوَات " إِنْ بُيِّتُّمْ اللَّيْلَة فَقُولُوا حم لَا يُنْصَرُونَ - وَفِي رِوَايَة - لَا تُنْصَرُونَ " وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَزَّار حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَكَم بْن ظَبْيَان بْن خَلَف الْمَازِنِيّ وَمُحَمَّد بْن اللَّيْث الْهَمْدَانِيّ قَالَا حَدَّثَنَا مُوسَى بْن مَسْعُود حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الْمَلِيكِيّ عَنْ زُرَارَة بْن مُصْعَب عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ وَأَوَّل حم الْمُؤْمِن عُصِمَ ذَلِكَ الْيَوْم مِنْ كُلّ سُوء))

ها هو محمد نفسه يسميها بسورة المؤمن؛ فكيف يكون اسمها في قرآن السنة؛ سورة غافر؟؟!!!

وفي تفسير الجلالين لسورة غافر 1 يقولولان:

((سُورَة غَافِر أَوْ الْمُؤْمِن [ مَكِّيَّة إلَّا آيَتَيْ 56 و57 فَمَدَنِيَّتَانِ وَآيَاتهَا 85 ] نَزَلَتْ بَعْد الزُّمَر )).

وفي تفسير القرآن للقرطبي لسورة غافر 1 يقول:

((تَفْسِير سُورَة غَافِر , وَهِيَ سُورَة الْمُؤْمِن , وَتُسَمَّى سُورَة الطَّوْل)).

الكشاف للزمخشري ص 1137.

إعجاز القرآن للباقلاني ص1.

جامع الرسائل لابن تيمية ص278.   متى عاش ابن تيمية معني ذلك في عصره كان اسمها

إعراب القرآن للزجاج72.

سراج الملوك للطرشوشي ص87.

كنز العمال للمتقي الهندي ص264.

مجاز القرآن لأبي عبيدة ص111.

المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء ص89و94.

إذن نحن هنا أمام تغير ما في إسم السورة قد حدث؛ وقد تأكدنا من المراجع أن لها اسمين ولكن يبقى السؤال: بأي اسم فيهما نزلت؟ وبأي اسم هي في اللوح المحفوظ؟ ومن الذي غير في القرآن إسمها؟ ولماذا يكون هناك أكثر من إسم للسورة ؟؟!!!

   ثالثاً: سورة فُصِّلت :=

ذات الأمر بالنسبة لسورة فصلت؛ فأصلها سورة حم السجدة؛ ولا يدري المسلمون؛ متى أصبح اسمها سورة فُصلت؛ مع أننا نجدها في المراجع؛ يذكرها علماء المسلمون بإسمها الذي يقال أنها نزلت به؛ أي حم السجدة ... والمراجع حوالي 40 مرجعاً؛ فتعالوا نقرأ بعض هذه المراجع سوياً .....

ابن كثير في تفسير سورة فصلت 1

((قَالَ الْعَلَّامَة أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود بْن عُمَر الزَّمَخْشَرِيّ فِي تَفْسِيره وَعَلَيْهِ إِطْبَاق الْأَكْثَر وَنُقِلَ عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ نَصَّ عَلَيْهِ وَيُعْتَضَد لِهَذَا بِمَا وَرَدَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأ فِي صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْجُمُعَة " الم " السَّجْدَة وَ " هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَان ")).

الجلالين في تفسير سورة فصلت 1

((سورة حم السجدة [ مكية وآياتها 53 أو54 نزلت بعد غافر ] )).

وفي أسباب النزول للواحدي النيسابوري ص125.  يقول:

((سورة السجدة بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. قوله تعالى (تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ) قال مالك بن دينار: سألت أنس بن مالك عن هذه الآية فيمن نزلت، فقال: كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون من المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.)).

وفي الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي ص208 يذكرها بكل يقين فيقول:

((ويدل على خلاف ذلك قوله في سورة السجدة (تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين))).

وفي لسان العرب لابن منظور ص444 يقول:

((ثم فسر الرزية ما هي فقال: لم يأْخذوا ثمناً ولم يهبوا. وقيل: أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي. وقوله عز وجل، في سورة السجدة: أُولئك يُنادَوْنَ من مكان بعيد)).

وفي خزانة الأدب لعبد القادر البغدادي ص 844 يقول:

((وهو قطعة من حديث أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة في تفسير سورة السجدة، وهو: يقول الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر ذخراً بَلْهِ ما أطلعتم عليه".))

وفي أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي ص928 يقول:

((وقال: كنتُ مرة عند ابن البصراوي الحاجب بقوص، فحضر الشيخ علي الحريري، وحكى أنه رأى درّة تقرأ سورة يس فقلت: وكان غرابٌ يقرأ سورة السجدة، فإذا جاء عند آية السجدة سجد، وقال: سجد لك سوادي واطمأن بك فؤادي.)).

وفي الإشارات في علم العبارات لابن شاهين ص22 يقول:

((سورة السجدة قال ابن سيرين من قرأها ربما يكون كثير السجود)).

وفي القاموس المحيط للفيروزآبادي ص1377 يقول:

((وفي تَفْسيرِ سُورةِ السَّجْدةِ من "البخاري": "ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْراً من بَلْهِ ما اطَّلَعْتُمْ عليه")).

وأيضاً لمن يريد التوسع في البحث؛ يمكن أن يرجع إلى هذه المراجع التالية ...

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ الهيثمي ص1201.

إعراب القرآن للزجاج ص52.

الفهرست لابن النديم ص14.

صبح الأعشى للقلقشندي ص2435.

مفحمات الأقران في مبهمات القرآن لجلال الدين السيوطي ص18.

وأختم لكم هذه الجزئية بمرجعين وهما ...

في السيرة النبوية في الروض الأُنُف للسهيلي ص214 يقول:

((ولذلك كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة السجدة في صبح يوم الجمعة)).

وفي سنن النسائي في كتاب الصلاة في باب عدد صلاة العصر حديث رقم471.

((‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏هُشَيْمٌ ‏ ‏قَالَ أَنْبَأَنَا ‏ ‏مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏قَالَ: ‏كُنَّا ‏ ‏نَحْزُرُ قِيَامَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ‏ ‏فَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الظُّهْرِ قَدْرَ ثَلَاثِينَ آيَةً قَدْرَ سُورَةِ السَّجْدَةِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ الْعَصْرِ عَلَى قَدْرِ الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ الْعَصْرِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ ‏)).

والسؤال: لماذا لا يذكر كل هؤلاء اسمها الحالي وهو سورة فُصِلت؟!!! فمعنى ذلك أن اسمها القديم الذي كان في قرآن محمد هو سورة حم السجدة ... فلماذا غيروا اسمها في قرآن السنة إلى اسم سورة فُصلت ؟؟!!! ومن الذي غير اسمها؟؟!!!

الأرقام

انطر  الشكل 9 نهاية سورة البقرة http://www.wa7id-13.com/articles/qur2an/ta7reef/image/qediania_images/9.jpg 287.


 انظر الشكل رقم 10 بداية سورة البقرة http://www.wa7id-13.com/articles/qur2an/ta7reef/image/qediania_images/10.jpg 

انظر الشكل 11وسط سورة آل عمران http://www.wa7id-13.com/articles/qur2an/ta7reef/image/qediania_images/11.jpg





الجزء الأخير 




اليكم الان الجزء الرابع و الاخير من موضوع تحريف القرءان
 
............. ملابسات جمع القرءان و اللحن القرءاني .............

 ان الاطلاع على الملابسات التاريخية لجمع القرءان يصيب الدارس بالذهول للامور الخطيرة التي اكدتها الروايات التريخية حول قصة جمعه ... و هاهي المصادر الاسلامية تتكلم عن ذلك
 بوضوح ...
}  النبي  قبض - مات- دون ان يجمع القران كله بين السطور.

لم يجمع النبي القران ويكتفي  بتدوين القرآن على الجلود والعظام والعسب وغير ذلك، ولم يجمعه في مصاحف، بل كان مفرقا بين الصحابة.

بدليل قول زيد لعمر {كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله}؟

وهذا أيضا ما يؤكده كاتب الوحي للنبي، وحاضر العرضة الأخيرة للقران زيد بن ثابت حين قال: قبض النبي ولم يكن القران جمع في شيء. راجع: إتقان 1/76.

 والمعروف ان ابا بكر هو اول من جمع القران .

روى  ابن أبي داود بسند حسنٍ عن عبْدِ خَيْرٍ عن علِيٍّ  قال: رحمةُ اللهِ على أبي بكرٍ؛ كانَ أعظمَ الناسِ أجرًا في جمع المصاحفِ، وهو أوَّل من جمع بين اللَّوْحَيْنِ. رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب جمع القرآن. ص 11-12.

قال الحافظ ابن حجر: أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" بإسنادٍ حسنٍ. فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/628) والإتقان في علوم القرآن (1/165).

2} إن الكثير من آيات القرآن لم يكن لها قيد سوى حفظ الصحابة، وأن بعضهم قد قتل في المغازي، وذهب معهم ما كانوا يحفظونه من القرآن قبل أن يأمر أبو بكر بجمع القرآن.

قال الشيخ الزرقاني في كتابه مناهل العرفان في علوم القران 1/239 : ان همة الرسول واصحابه كانت منصرفة في أول الأمر إلى جمع القران في القلوب 000لانه النبي الأمي الذي بعث في الأميين 000 من هنا كان التعويل على الحفظ في الصدور يفوق التعويل على الحفظ بين السطور على عادة العرب من جعل صفحات صدورهم وقلوبهم دواوين لاشعارهم.

3} خوف وفزع ابو بكر وعمر من ان يذهب الكثير من القران بمقتل القراء  حفظة القران ؟  يقودنا الى سؤال مهم وهو : هل كان عمر وأبو بكر يحفظون القران ؟

ان كان ابو بكر وعمر يحفظون القران . فهل من داعي لخوفهما من ان يضيع القران بمقتل الحفظة ؟ ( وأني أخشى ان يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثيرا من القران )

قال محمد صبيح: في كتابه {عن القران}ص 87-88"ولا بد لنا هنا من ان نسأل سؤال آخر: هل كان الصحابة جميعا يحفظون القرآن كله؟ - المرجح انهم لم يكونوا يحفظون كل القرآن.

عن انس: كان الرجل إذا قرأ البقرة وال عمران ، جد في أعيننا.

واقام ابن عمر على حفظ البقرة ثماني سنين ، واخرج الخطيب في رواية مالك والبيهقي في شعب الأيمان والقرطبي  في تفسيره بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمر قال: تعلم عمر سورة البقرة في اثنتي عشرة  سنة فلما ختمها نحر جزوراً راجع  تفسير القرطبي1/34. وسيرة عمر لابن القيم الجوزي 165.شرح ابن ابي الحديد 3/111 والدر المنثور 1/21.

اذن فعمر الذي انزل له القران كان بحاجة إلى ضعفى عمره لحفظ نصف سور القران!... غريب ...!

وقيل : لم يختمه أحد من الخلفاء غير عثمان. تأويل مشكل القران لابن قتيبة 181.

وقيل: كانت وفود العرب ترد على رسول الله للإسلام، فيقرئهم المسلمون شيئا من القران ، فيكون ذلك كافيا لهم. تأويل مشكل القران لابن قتيبة 181 .

يقول ابن ابي الحديد : واما قراءته القران والاشتغال به فهو المنظور إليه في هذا الباب، اتفق الكل على انه - آي علي - انه كان يحفظ القران على عهد رسول الله ولم يكن غيره يحفظه، ثم هو أول من جمعه، نقلوا كلهم انه قد تأخر عن بيعة ابي بكر 000وتشاغل بجمع القران، فهذا يدل على انه أول من جمع القران ، لانه لو كان مجموعاً في حياة النبي لما احتاج إلى ان يتشاغل بجمعه بعد وفاته ص . راجع: ابن ابي الحديد شرح النهج 1/279 وسبط بن الجوزي تذكرة الخواص148 انساب الاشراف للبلاذري 1/586 - 587 والقندوزي ينابيع المودة 1/149 والفهرست لابن النديم 47 - 48 .

4) احتمال أن بعض الآيات لم يتوفر لها شاهدان أو لم يلتفت لها أصلا ، ، خاصة أن عمر بن الخطاب جاء شاهدا على جملة ادعى قرآنيتها فرفض زيد بن ثابت دمجها في المصحف لأن ابن الخطاب كان وحده ولم يشهد معه رجلٌ آخر !.

اخرج ابن اشته في المصاحف عن الليث بن سعد قال: أول من جمع القران ابو بكر، وكتبه زيد، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية آلا بشاهدي عدل، وان آخر سورة براءة لم توجد آلا مع آبى خزيمة بن ثابت فقال:اكتبوها، فان رسول الله جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب، وان عمر بن الخطاب أتي بآية الرجم  فلم يكتبها لانه كان لوحده. راجع السيوطي 1/78 .

جلس عمر بن الخطاب على منبر النبي،  فلما سكت المؤذنون قام فأثنى علة الله ثم قال: أما بعد: فاني قائل لكم مقالة قد  قدر لي ان أقولها، لا ادري لعلها بين اجلي، فمن عقلها، ووعاها، فليحدث بها حيث انتهت إليه راحلته، ومن اخشى ان لا يعقلها فلا أحل لاحد ان يكذب علي: ان الله قد بعث محمد بالحق ، وانزل عليه الكتاب، فكان مما انزل آية الرجم فقرأناها، ووعيناها ، رجم رسول الله ورجمنا بعده فأخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله  والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال، والنساء إذا قامت البينة، آو كان الحبل ، آو الاعتراف.

واخرج الزمخشري عن ذر بن حبيش قال: قال لي ابي بن كعب: كم تعدون سورة الأحزاب؟.قلت: ثلاثاً وسبعين آية  قال: فوالدي يحلف به ابي بن كعب ان كانت لتعدل سورة  البقرة ، أو أطول،ولقد قرأنا منها آية الرجم .(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة  نكالاً من الله والله عزيز الإتقان للسيوطي 2/3.

وكذا حدث مع حفصة بنت عمر حين جاءت تدعي قرآنية مقطع ولكن أباها رفض دعواها لأنـها امرأة وليس لديها بينة على ذلك ، وكذلك الحال بالنسبة لابن مسعود الذي جاء بمقطع أراد دمجه في القرآن فرُفض طلبه ، مع العلم أن ابن مسعود هذا هو رأس الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة أن يستقرئوهم القرآن !

فقد أخرج ابن الأنباري في المصاحف : " من طريق سليمان بن أرقم عن الحسن وابن سيرين وابن شهاب الزهري وكان الزهري أشبعهم حديثا قالوا : لما أسرع القتل في قراء القرآن يوم اليمامة قتل معهم يومئذ أربعمائة رجل لقي زيد بن ثابت عمر بن الخطاب فقال له : إن هذا القرآن هو الجامع لديننا فإن ذهب القرآن ذهب ديننا وقد عزمت على أن أجمع القرآن في كتاب ، فقال له : انتظر حتى نسأل أبا بكر ، فمضيا إلى أبى بكر فأخبراه بذلك ، فقال : لا تعجل حتى أشاور المسلمين ثم قام خطيبا في الناس فأخبرهم بذلك ، فقالوا : أصبت فجمعوا القرآن وأمر أبو بكر مناديا فنادى في الناس من كان عنده من القرآن شيء فليجئ به ، قالت حفصة : إذا انتهيتم إلى هذه الآية فاخبروني {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}(البقرة/238). فلما بلغوا إليها قالت : اكتبوا ( والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر ) ، فقال لها عمر : ألك بـهذا بينة ؟ قالت : لا ، قال: فوالله لا ندخل في القرآن ما تشهد به امرأة بلا إقامة بينة ، وقال عبد الله بن مسعود : اكتبوا ( والعصر إن الإنسان ليخسر وانه فيه إلى آخر الدهر ) فقال عمر : نحوا عنا هذه الأعرابية "[1].الدر المنثور ج 1 ص 302 طبعة دار المعرفة .

وهذه الرواية يؤيدها كثير من الروايات التي تحكي إصرار حفصة بنت عمر على زيادة هذا المقطع في الآية وقد أيد أبي بن كعب قولها ، حتى أنـها أمرت كاتب مصحفها بذلك وبقي مصحفها بـهذه الزيادة إلى أن ماتت وهو فعل عائشة أيضا وكذا روي عن أم سلمة.

ومنها : سقوط آيات عن ذلك الجمع فلم تدمج فيه حتى وجدت بعد ثلاث عشرة سنة تقريبا ! ، لأن جمع القرآن في زمن أبي بكر كان بعد واقعة اليمامة وكانت في السنة الحادية عشرة بعد الهجرة وكان الجمع الثاني للقرآن في سنة خمس وعشرين للهجرة زمن تأمر ابن عفان على الناس ، وهذا ما ذكره ابن أبي داود :

خطب عثمان –بدء قيامه بجمع القرآن- فقال : إنما قبض نبيّكم منذ خمس عشرة سنة وقد اختلفتم في القرآن عزمت على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله لمّا أتاني به. المصاحف للجستستاني ص 28 وتلخيص التمهيد ص 168-169.

فالفترة الفاصلة بين الجمعين – مع مراعاة ما بين بدء الجمع وانتهائه في زمن أبي بكر- تقرب إلى ثلاث عشرة سنة .

5} أن آيات القرآن جمعت ودمجت في هذا المصحف بشهادة رجلين، أي بخبر الآحاد ، فلا تواتر !

كيف يكون القرآن متواترًا كله مع ما يروى من وجود بعض الآيات عند الواحد من الصحابة.

عن زَيْدِ بْنَ ثَابِتٍ  أنه قال: نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ  يَقْرَأُ بِهَا، فَلَمْ أَجِدْهَا إِلاَّ مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللهِ شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ. رواه البخاري في صحيحه: كتاب الجهاد والسير، باب قول الله: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ . (6/26-27) ح 280.

وحديث زَيْدِ بْنَ ثَابِتٍ أيضًا السابق وفيه قوله: حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِه: } لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ{ إِلَى آخِرِهِمَا. هل تتماشى هذه الاخبار الصحيحة مع تواتر المنسوب للقران؟.

6) وسائل حفظ القران والحفاظ عليه

 لاحظوا كيف ان الإهمال قد بلغ مبلغاً كبيرا في وسائل حفظ وضبط القران وذلك نظراً لكتابته على وسائل خشنة ولتفرقة في الأمصار وبين الأمة بطريقة وصفها زيد بقوله{فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان اثقل علي مما امرني به من جمع القران}.راجع اتقان 1/76.

وقد نقل البخارى وغيره حديث زيد عن كيفية جمعه للقران لما كلفه ابو بكر وعمر بذلك، قال (فتتبعت القران اجمعه من العسب والقحاف وصدور الرجال).

وفي حديث  لزيد انه جمع القران من العسب واللخاف. وفي رواية: والرقاع، وفي أخرى : وقطع الاديم ، وفي أخرى الاقتاب، وفي أخرى الكرانيف .

عن عائشة قالت: ان آية الرجم والرضاعة نزلتا ن 000 وكان القرطاس المكتوبتان فيه تحت فراشي . ومات رسول الله حينئذ. وفيما انا منشغلة بموته دخلت بهيمة واكلت القرطاس .راجع المحاضرات 2/250 سنن ابن ماجة باب إرضاع الكبير مسند احمد 6/269 وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة .210.

إذا كانت عائشة صاحبة أول حب في الإسلام زوجة المصطفى قد أهملت في الحفاظ على {القران} فكم بالأحرى الآخرين الذي لا يعنيهم من الإسلام ألا غنائمه وسراريه؟؟.

7} هناك آمر خطير ملفت للنظر تكرر حدوثه مرتين في قصة جمع القران على أيام أبو بكر وأيام عثمان ،وهذا الأمر هو عدم مشاركة علي في جمع القران رغم إجماع  الأمة على ان علياً عنده علوم القران وليس عند غيره ما عنده... منتهى الغرابة ...

لابدّ قبل الورود في البحث من أن نقول : لقد كان علي أعلم الناس بكتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ عند المخالف والمؤالف ، وهو القائل : « والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت » حلية الأولياء 1 : 67 ، أنساب الأشراف 1 : 99 .

 والقائل : « سلوني عن كتاب الله ، فإنّه ليس آية إلاّ وقد عرفت أبليل نزلت أن بنهار ، في سهل أو جبل ». أنساب الأشراف 1 : 99 ، الاستيعاب 3 : 1107 .

وهو الذي قال النبي في حقّه : « علي مع القرآن والقرآن مع علي » . المستدرك 3 : 124 ، الصواعق : 76 و 77 ، كفاية الطاب : 254 .

وناهيك بحديث : « أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها » . من الأحاديث المتواترة بين المسلمين .

وعلي استاذ ابن عبّاس في التفسير ، وقد ذكر القوم أنّ « أعلم الناس بالتفسير أهل مكّة لأنّهم أصحاب ابن عبّاس » . الإتقان 2 : 385 .

فلماذا لم يعدّه أنس بن مالك ـ ولا غيره ـ من حفّاظ القرآن ، ومن الّذين أم الرسول بتعلّمه منهم والرجوع إليهم فيه ، فيما رواه البخاري في صحيحه ؟!

ثمّ إنّه رتّب القرآن  ودوّنه بعيد وفاة النبي من القراطيس التي كان مكتوباً عليها ، فكان له مصحف تامّ مرتّب يختصّ به كما لعدّة من الصحابة في الأيام اللاحقة ، وهذا من الامور المسلّمة تاريخياً عند جميع المسلمين . فتح الباري 9 : 9 ، الاستيعاب ـ ترجمة أبي بكر ـ ، الصواعق : 78 ، الإتقان 1 : 99 ، حلية الأولياء 1 : 67 ، التسهيل لعلوم التنزيل 1 : 4 المصنّف لابن أبي شيب 1 : 545 ، طبقات ابن سعد 2 : 338 .

اخرج ابو نعيم في الحلية عن عبد الله بن مسعود قال: ان القران انزل على سبعة أتحرف ما منها حرف آلا وله ظهر وبطن ، وان علي بن ابي طالب عنده علم الظاهر والباطن. راجع 1/67 - 68 ابن حجر الصواعق المحرقة 125 - 126 والرياض النضرة 3/166 - 167 وتاريخ الخلفاء للسيوطي 185.

سؤال لماذا لم يدعوا علي ولم يشركوه في جمع القرآن ؟! فإنّا لا نجد ذكراً له فيمن عهد إليهم أمر جمع القرآن في شيء من أخبار القضية ، لا في عهد أبي بكر ولا في عهد عثمان .. فلماذا ؟! ألا ، إنّ هذه امور توجب الحيرة وتستوقف الفكر !!



.

 ان العقل والمنطق، ليقضيان بان يكون على أول من يعهد إليه  بهذا الآمر، واعظم من يشارك فيه، وذلك لما اتيح له من صفات، ومزايا لم تتهيا لغيره من بين الصحابة- فقد رباه النبي على عينه، وعاش زمناً طويلا تحت كنفه ، وشهد الوحي من أول نزوله إلى يوم انقطاعه، بحيث لم يند عنه آية من آياته !! فإذا لم يدع إلى هذا الآمر الخطير فالى آي شئ يدعى؟؟!.

لماذا لم يأخذ خليفة رسول الله القران عن عليّ الذي استودعه رسول الله القرآن ، وطلب منه جمعه عقب وفاته فجمعه وجاء به إليهم ، فلم يقبلوه منه . راجع : الاحتجاج 1 : 383 ، البحار 92 : 40 .

سؤال خطير نجد الإجابة عليه في رواية آبى ذر الغفاري حين قال: {لما توفى رسول الله جمع علي القران وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله فلما فتحه ابو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر فقال: ياعلي اردده  فلا حاجة  لنا فيه، فأخذه علي وانصرف ثم احضر زيد بن ثابت  وكان قارئاً للقران فقال له عمر: جاءنا بالقران وفيه فضائح  المهاجرين والأنصار، وقد رأينا ان نؤلف قران ونسقط منه  ما كان فيه من فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار فجاوبه  زيد إلى ذلك ثم قال: فان انا فرغت من القران على ما سألتم واظهر علي كل ما فعلتم ، قال عمر فما الحيلة؟ قال زيد انتم اعلم بالحيلة ، قال عمر ما الحلية دون ان نقتله ونستريح منه فدبر في قتله على يد خالد  بن الوليد فلم يقدر على ذلك. راجع الاحتجاج للطبرسي  باب جمع القران.

رواية آبى ذر هذه تؤكدها حادثة محاولة قتل علي على يد خالد بن الوليد بآمر من ابو بكر الصديق  والتي ذكرتها كتب الفريقين -السنة والشيعة-

روى سفيان بن عيينة والحسن بن صالح بن حي وآبو بكر بن عياش وشريك بن عبد الله وجماعة من الفقهاء ان آبا بكر الصديق آمر خالد بن الوليد فقال: إذا انا فرغت من صلاة الفجر وسلمت فاضرب عنق علي فلما صلى بالناس في آخر صلاته  ندم على ما كان منه فجلس في صلاته مفكراً حتى كادت الشمس ان تطلع ثم قال: يا خالد لا تفعل ما امرتك. راجع الاستغاثة 19-21والايضاح للنيسابوري 80-83.

هذه هي بعض الأمور التي بينتها وأكدتها لنا قصة جمع القران على أيام أبو بكر وعمر وكما أوردتها وبينتها المصادر الإسلامية الصحيحة الآثار والمروية عن ثقاة المسلمين .

flowers مقتضى الجمع بين الأدلة أن الجمع الأول لم ينته في عصر أبي بكر لأن جمعهم هذا الذي ابتدأ في زمن أبي بكر ، بل استمر إلى زمن عمر ، ومات عمر ولم يتمه ، وقد جاءت روايات ظاهرة في ما ندعيه حتى أن ابن أبي داود السجستاني بوب في كتابه المصاحف باب بعنوان: جمع عمر ابن الخطاب القرآن في المصحف ، فقال بسنده عن الحسن : أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل : كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة ، فقال : إنا لله ، وأمر بالقرآن فجمع وكان أول من جمعه في المصحف "[3]. راجع كتاب المصاحف لابن أبو داود  الجستستاني ص 181 .

وكذا عن عبد الله بن فضالة قال :" لما أراد عمر أن يكتب الإمام أقعد له نفرا من أصحابه وقال : إذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة مضر فإن القرآن نزل على رجل من مضر . المصحف. ص 16. انظر تهذيب الكمال (6/95-97) والإتقان في علوم القرآن (1/166).

وعن يحيى بن عبد الله بن حاطب قال :" أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم شيئاً من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح ، والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان ، فقتل وهو يجمع ذلك إليه ، فقام عثمان فقال : من كان عنده من كتاب الله شيئا فليأتنا به ، وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان.

وينص ابن شبة في تاريخ المدينة على أن أبا بكر وعمر بن الخطاب لم يجمعا المصحف بل جمع أول مرة في زمن عثمان :

عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة قال : إن أول من جمع القرآن في مصحف وكتبه عثمان ابن عفان ، ثم وضعه في المسجد فأمر به يقرأ كل غداة. تاريخ المدينة 1/7 .

وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر . صحيح البخاري باب جمع القران ج 4 ص 1720 حديث 4402ومجلد 4 ص 1907حديث 4701

الجمع الثاني للقرآن


و كان لتوحيد المسلمين على مصحف واحد يتم جمعه ويسمى بالمصحف الإمام يلتزم به الجميع ولا يتجاوزون خطه ورسمه ، وتلغى المصاحف الأخرى ، وهذا حدث في زمن عثمان .

قال ابن جرير الطبري في تفسيره بسنده عن أبي قلابة : " لـما كان في خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل و المعلم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين ، قال أيوب : فلا أحسبه إلا قال :  حتى كفّر بعضهم بقراءة بعض "[1].جامع البيان للطبري ج 1/21

وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : " وفي رواية عمارة بن غزية أن حذيفة قدم من غزوة فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان فقال : يا أمير المؤمنين أدرك الناس ! قال : وما ذاك ؟ قال : غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرؤون بقراءة أبي ابن كعب فيأتون بـما لم يسمع أهل العراق و إذا أهل العراق يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود فيأتون بـما لم يسمع أهل الشام فيكفر بعضهم بعضا ".

روى البخاري عن أنس :« أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال لعثمان: أدرك الاَُمّة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل إلى حفصة : أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ، ثمّ نردّها إليك ؛ فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف . وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن ، فأكتبوه بلسان قريش فإنّه إنما نزل بلسانهم ، ففعلوا، حتّى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كلّ أُفقٍ بمصحف ممّا نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفةٍ ومصحفٍ أن يحرق !.

اخرج ابن ابي داود من طريق محمد بن سيرين عن كثير بن افلح قال: لما أراد عثمان ان يكتب المصاحف جمع له أثنى عشر رجلاً من قريش والأنصار، فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها، وكان عثمان يتعاهدهم ، فكانوا إذا أند راءوا في شئ أخروه . قال محمد: فظننت إنما كانوا يؤخرونه لينظروا أحدثهم عهداً بالعرضة الأخيرة فيكتبونه على قوله  راجع الاتقان 1/79.



وعن انس بن مالك قال: اختلفوا في القران على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون ، فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال: عندي تكذبون به وتلحنون فيه،000يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما ، فاجتمعوا فكتبوا، فكانوا إذا اختلفوا وتدا رءوا في آي آية قالوا هذه  اقرأها رسول الله فلانا، فيرسل أليه  وهو على راس ثلاث من المدينة ، فيقال له كيف أقرأك رسول الله آية كذا وكذا فيقول كذا وكذا ، فيكتبونها وقد تركوا لذلك مكانا.

لقد اعتمد زيد بن ثابت رجلاً واحداً في الشهادة على الآية، وهو أمر باطلٌ ؛ لاَنّه مخالف لتواتر القرآن الثابت بالضرورة والإجماع بين المسلمين.

قال زيد : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف ، قد كنتُ أسمع رسول الله  يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) (الأحزاب: 23) فألحقناها في سورتها في المصحف» . راجع : صحيح البخاري 6 : 315 9 .

أن جمع زيد بن ثابت للقران في زمن أبي بكر لم يكن تاما ! فقد أنقص ذلك الجمع آية من القرآن لم تكتب فيه ، وبقي كذلك ناقصا مدة ثلاث عشرة سنة في غفلة من جميع الصحابة ! ، فلم يجد زيد بن ثابت ذلك النقص إلا مع خزيمة بن ثابت من بين الصحابة وهو من وجد معه آخر سورة التوبة في جمع أبي بكر ! والآن قد وجد معه آية من سورة الأحزاب ! ، فاقتصر زيد على شهادة خزيمة لأن شهادته كانت تعدل شهادة رجلين ، فدمجها في المصحف ، وتمت العملية بنجاح تام !

سؤال: كيف تفقد آية من سورة الأحزاب ، وقد اعتمد عين الصحف المودعة عند حفصة ، والكاتب في الزمانين هو زيد بن ثابت ؟ وقد كانت النسخة المعتمدة أصلاً كاملة إلاّ آخر براءة ـ كما تقدم ـ فهل كان الجمع الاَوّل فاقداً لهذه الآية التي من الأحزاب ولسواها ؟ أم أنّهم لم يعتمدوا النسخة التي عند حفصة ؟

وهل ليس ثمة مصاحف وحفاظ لهذه الآية إلاّ رجل واحد ؟!.

سؤال : كيف يوثق بجمع سقط منه قرآن مدة ثلاث عشرة سنة  !

 الجواب هو بعد أن صحا عثمان للخطر الداهم قرر أن يحذف الأحرف السبعة التي" أنزلها" الله  على  الرسول ويُبقي حرفا واحدا حتى يتخلص من رحمة الله التي انقلبت نقمة ! وهذا الحرف الواحد هو القرآن الذي بين أيدينا .

............ لحن القرآن...........

  المقصود من اللحن هو الخطأ ، وقد روي عن عثمان بن عفان بطرق كثيرة دعوى وجود اللحن في القرآن .

1- قال ابوعبيد في فضائل القرآن : حدثنا حجاج، عن هارون بن موسى، قال أخبرني الزبير بن خريت، عن عكرمة، قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان، فوجد فيه حروفا من اللحن، فقال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو قال ستعربها بالسنتها، لو أن الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف. فضائل القرآن ج 2 ص 171 ) .

قال السيوطي بعد نقل هذا الخبر في الإتقان : أخرجه ابن الأنباري في كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان، وابن أشتة في كتاب المصاحف. أقول : والخبر صحيح على شرط البخاري ومسلم.

2- قال أبوبكر بن أبي داود: حدثنا ابوحاتم السجستاني، حثنا عبيد بن عقيل، عن هارون، عن الزبير بن الخريت، عن عكرمة الطائي، قال: لما أتي عثمان بالمصحف رأي فيه شيئا من لحن، فقال: لوكان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا.

( كتاب المصاحف ص 142 )

3- وقال الحافظ عمر بن شبة النميري في تاريخ المدينة المنورة: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال حدثنا عمر بن القطان، عن عبدالله بن فطيم، عن يحي بن يعمر، قال: قال عثمان رضي الله عنه: إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بالسنتها. )) ( تاريخ المدينة المنورة ج 3 ص 1013 )

4- وقال أبوبكر بن أبي داود: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبوداود، حدثنا عمران بن داود القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن عبدالله بن فطيمة، عن يحي بن يعمر: قال: قال عثمان رضي الله عنه: (( إن في القرآن لحنا، وستقيمه العرب بالسنتها. ))  كتاب المصاحف ص 42 .

5- وقال الحافظ عمر بن شبة في تاريخ المدينة المنورة: حدثنا علي بن أبي هاشم، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الحارث بن عبدالرحمن، عن عبدالأعلى بن عبيدالله بن عامر القرشي، قال: لما فرغ من المصاحف أتي به عثمان رضي الله عنه،فقال: (( قد أحسنتم وأجملتم، أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها.)) ( تاريخ المدينة المنورة ج 3 ص 1013 )

6- وقال أبوبكر بن أبي داود: حدثنا المؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل بن الحارث بن عبدالرحمن، عن عبدالأعلى بن عبدالله بن عامر القرشي، قال: لما فرغ من المصحف أتي به عثمان، فنظر فيه، فقال: (( قد أحسنتم وأجملتم، أرى شيئا من لحن ستقيمه العرب بالسنتها. ) كتاب المصاحف ص 41 .

قال ابو عبد الله الحاكم في المستدرك : عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا} قال: أخطأ الكاتب، (( حتى تستأذنوا )).

قال الحاكم : هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم. ( المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 430 حديث 3496 ط دار الكتاب العلمية )

قال أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي في فضائل القرآن: حدثنـا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله(إن هذان لساحران} وعن قوله (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} وعن قوله (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}. فقالت: هذا عمل الكتاب، أخطأوا في الكتاب. ( فضائل القرآن ج 2 ص 103 ح 563 )

قال السيوطي بعد إيراد هذا الخبر في الإتقان : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. ( الإتفان في علوم القرآن ج 1 ص 388 النوع 41 ) المصاحف لإبن ابي داوود ص 43 .

عن حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام، قال قلت لأبان بن عثمان: ما شأنها كتبت (والمقيمين} ؟ فقال: إن الكاتب لما كتب قال: ما أكتب؟ قيل له: أكتب (والمقيمين الصلاة}. ( فضائل القرآن ج 2 ص 104 ح 565 )

وقال ابو بكر بن ابي داود في المصاحف : حدثنا اسحاق بن وهب، حدثنا يزيد، قال أخبرنا حماد، عن الزبير أبي خالد، قال: قلت لأبان بن عثمان: كيف صارت (لكن الراسخوان في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} ما بين يديها ومن خلفها رفع، وهي نصب؟ قال: من قبل الكتاب، كتب ما قبلها ثم قال: أكتب؟ قال: أكتب (( المقيمين الصلاة ))، فكتب ما قيل له. ( كتاب المصاحف ص 42 )

أقول : وذهـب الى خطأ قـراءة قـولـه تعالى (إنّ هذان لساحران} من علماء السنة أبو عمرو وهو زبان بن العلاء التميمي أحد القرآء السبعة. ( قال فيه الذهبي : و كان من أهل السنة و قال يحيى بن معين : ثقة راجع سير أعلام النبلاء ج 1 ص 241 رقم 1012.

وروي نحو ذلك عن سعيد بن جبير فيما أخرجه أبوبكر بن ابي داود حيث قال: عن أشعث، عن سعيد بن جبير، قال: في القرآن أربعة أحرف لحن: (الصابئون} و(المقيمين} و(فأصدّق وأكن من الصالحين} و(إن هذان لساحران}. ( كتاب المصاحف ص 42 )

قال الطبري بشأن الآية (( 31 )) من سورة الرعد: عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها (( أفلم يتبين الذين آمنوا)) قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس. ( تفسير الطبري ج 18 ص 136 ).

وقال ابو عبيد في فضائل القرآن : حدثنا ابن أبي مريم، عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، قال: إنما هي (( أفلم يتبين)). فضائل القرآن ج 2 ص 123 ح 624 )

وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه قرأ (( أفلم يتبين الذين آمنوا )) فقيل له إنها في المصحف (( أفلم ييأس )) فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس. ( الدر المنثور ج 4 ص 118 )

وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: وروى الطبري وعبد بن حميد باسناد صحيح كلهم من رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها (( أ فلم يتبين )) ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس. ( فتح الباري ج 8 ص 475 )

قال السيوطي في الإتقان : ... وما أخرجه سعيد بن منصور من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى (وقضى ربك) إنما هي (( ووصى ربك )) التصقت الواو بالصاد.

قال السيوطي : وأخرجه ابن أشتة بلفظ : استمد الكاتب مدادا كثيرا، فالتزقت الواو بالصاد.

قال السيوطي أيضا: وأخرجه من طريق أخرى عن الضحاك أنه قال: كيف تقرأ هذا الحرف؟ قال: (وقضى ربك}. قال: ليس كذلك نقرؤها نحن ولا ابن عباس، إنما هي (( ووصى ربك )) وكذلك كانت تقرأ وتكتب، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مدادا كثيرا، فالتصقت الواو بالصاد، ثم قرأ (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} ولو كانت قضى من الرب لم يستطع أحد رد قضاء الرب، ولكنه وصية أوصى بها العباد.  الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 39.

وأخرج نحو ذلك الطبري وابو عبيد وابن المنذر ( تفسير الطبري ج 15 ص 63 ) .

وقال الحافظ ابن حجر بشأن الخبر المتقدم: أخرجه سعيد بن منصور باسناد جيد. ( فتح الباري ج 8 ص 475 ) .

قال السيوطي :... وما أخرجه ابن أشتة وابن ابي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى: (مثل نوره كمشكاة}

قال : هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، إنما هي (مثل نور المؤمن كمشكاة). الإتقان ج 1ص393.

وقال ابو عبيد في فضائل القرآن : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، أنه كان يقرأها: (( مثل نور المؤمنين كمشكاة فيها مصباح)). (فضائل القرآن ج 2 ص 129 ) .

وقال أيضا: حدثنا خالد بن عمرو، عن ابي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس، عن ابي العالية، قال: هي في قراءة أبي بن كعب: (( مثل نور من آمن بالله )) أو قال: (( مثل من آمن به )). ( فضائل القرآن ج2 ص 130 )

وقال الحاكم في المستدرك: عن ابن عباس في قوله عزوجل ((الله نور السماوات والأرض مثل نور من آمن بالله كمشكاة )) قال: وهي القبّرة، يعني الكوّة.

قال الحاكم : صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: صحيح. ( المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 432)

أقول : لا بأس هنا بنقل عبارة الحافظ ابن حجر العسقلاني بشأن نظره في عدة من الروايات حيث يقول بشأن بعض الروايات الواردة في تفسير الآية (( 31 )) من سورة الرعد: (( وروى الطبري وعبد بن حميد باسناد صحيح كلهم رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها (( أفلم يتبين )) ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس،

قال أبو بكر بن ابي داود في المصاحف : حدثنا ابوالربيع، أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال:

(( بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير، فقتل علماؤه يوم اليمامة، الذين كانوا قد وعوه، ولم يعلم بعدهم ولم يكتب، فلما جمع أبوبكر وعمر

وعثمان القرآن ولم يوجد مع أحد بعدهم، وذلك فيما بلغنا حملهم على أن يتتبعوا القرآن، فجمعوه في الصحف في خلافة ابي بكر خشية أن يقتل رجال من المسلمين في المواطن معهم كثير من القرآن فيذهبوا بما معهم من القرآن، فلايوجد عند أحد بعدهم، فوفق الله تعالى عثمان، فنسخ ذلك الصحف في المصاحف، فبعث بها الى الأمصار، وبثها في المسلمين ). المصاحف لأبي بكر بن أبي داود ص 3
 كلام صريح في نقيصة القرآن الموجود حاليا و يبدوأن النقص وقع بعد القتال يوم اليمامة في مواجهة مسيلمة الكذاب.

قال السيوطي في الدر المنثور : وأخرج عبد الرزاق، والفريابي، وابوعبيد، وسعيد بن منصور، وابن ابي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن الأنباري، والطبراني من طرق عن ابن مسعود، أنه كان يقرأ (( فامضوا الى ذكر الله )) ويقول: لو كانت (فاسعوا}لسعيت حتى يسقط ردائي.

 وهذا الكلام واضح الدلالة في أن كلمة (فاسعوا} محرفة.

خلاصة ....
 من خلال هذه الدراسة اخاطب كل من بقي له بقية عقل ان يتامل و يراجع معتقداته جذريا و على راسها سلامة القرءان من التحريف .
 و في الاخير اشكر كل من تابع بحثي هذا وامل من الزملاء اثراء الموضوع بمداخلاتهم القيمة.
    مع تحياتي 



طموح

No comments:

Post a Comment