Wednesday, January 12, 2011

لفيق التبؤات في الدين المسيحي - للكاتب سواح الجزء 2

تلفيق النبؤات : كيف لفق كتبة الاناجيل نبؤات تتنبأ عن يسوع رغم انف النصوص اليهودية

(الجزء الثانى من اربعة اجزاء )

وفى النهاية

عرضنا وجهة نظرنا المستندة على النصوص وحاولنا اثبات ان نبؤة العذراء لا يمكن ان تنطبق على يسوع المسيحية , ومع ذلك سأحاول ان اعرض وجهات نظر مسيحية مخالفة مدافعة , وساتبعها بتفنيد يبين عدم موضوعيتها


الاعتراض الاول :

تلقيت هذا الاعتراض من مسيحى يقول ان سفر اشعياء تنبأ بان الله سيعطى نفسه آية , اى سيتجسد فى صورة انسان يولد من عذراء , يقول :



" السيد يعطيكم نفسه آية : أى أن الله يعطى نفسه آية ... أى أن الله يولد من عذراء "



وردنا على مثل هذا الزعم :

التمس لك العذر فى اعتقادك ان يسوع هو الله بحسب هذه الترجمة

لانه بالفعل لو ان النص يقول :ان الله يعطى نفسه آية , فهذا يدل على ان يسوع هو الله او ان الله سيقدم نفسه آية متجسدة فى يسوع , لكن الترجمة العربية المغرضة والغير دقيقة والتى لم تخطر على بال كاتب السفر هى السبب فى سوء فهمك وسوء فهم كثير من اخواننا المسيحيين المتكلمين بالعربية ومنهم قساوسة وكهان !!

ان الاية يخاطب فيها يهوه آحاز الملك قائلا :

" ان الرب نفسه ( اى بنفسه ) سيعطيك علامة sign "



( الرب بنفسه) هو الذى سيقدم الاية وليس (الرب نفسه ) هو الاية , وشتان الفرق !!



وحتى تتأكد من هذا ارجع لاى ترجمة غير الترجمة العربية الميمونة التى ترجمها فاندايك فى القرن التاسع عشر والتى اوحت لك بهذه الفكرة المغلوطة !!

على سبيل المثال

ترجمة الملك جيمس تقول :



Therefore the Lord himself shall give you a sign



لم تقل الترجمة الانجليزية ذائعة الصيت مثلا :

Therefore the Lord shall give you himself a sign

( الرب سوف يعطيك نفسه آية ) !!



وها هو النص العبرى للآية متبوعا بترجمة علماء اليهود للانجليزية

יד לָכֵן יִתֵּן אֲדֹנָי הוּא, לָכֶם--אוֹת: הִנֵּה הָעַלְמָה, הָרָה וְיֹלֶדֶת בֵּן, וְקָרָאת שְׁמוֹ, עִמָּנוּ אֵל.

وترجمه علماء اليهود الى اللغة الانجليزية هكذا :

14 Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel



وذلك من الموقع اليهودى الذى يورد نصوص العهد القديم والتلمود :




وها هو النص كما جاء بالترجمة القياسية المنقحة RSV

Therefore the Lord himself will give you a sign



وارجع لاى ترجمة بأى لغة فستجد فكرة (ان الاله يقدم نفسه آية ) لا اساس لها كما اوحت لك الترجمة العربية , الا اذا كنت تؤمن بوحى ترجمة فاندايك العربية !!



الاعتراض الثانى

قال لى احد الاساتذة المسيحيين ان النص يتكلم عن آية ( بمعنى معجزة او شئ خارق للطبيعة miracle ) والمعجزة تتمثل فى تجسد الله ودليل ذلك ان الابن مولود العذراء سيسمى عمانوئيل والتى تعنى ( الله معنا ) اى ان الله سيتجسد ويشاركنا بشريتنا فيكون حينئذ معنا , وهكذا فاسم عمانوئيل يشير الى تجسد الله ويدل على انطباق الاية على يسوع



وردنا على مثل هذا الاعتراض :

بناء على الفهم المسيحى الخاص ان كلمة ( آية ) تعنى معجزة او شئ خارق للطبيعة .
فان من ضمن معانى الكلمة ايضا : علامة او اشاره , عندما يراها الشخص يستريح ويطمئن ان شيئا متفقا عليه بين طرفين سيحدث , وهذا المعنى لا علاقة له بامور اعجازية او خارقة للطبيعة
مثال للتوضيح
اتفقت انا وانت ان نتقابل فى مكان متفق عليه ومعروف لكلانا عندما تحدث ظاهرة قوس قزح , علما باننا انا وانت نعيش فى نفس القرية .
قوس قزح هنا هو علامة او اشارة عندما ستراه سوف يعنى هذا اقتراب موعد مقابلتنا
لا يمكن اعتبار قوس قزح فى هذه الحالة معجزة او شئ خارق .
اذن ماذا قصد اشعياء بكلمة ( آية ) كما جاءت الكلمة فى ترجمة فاندايك التى تستند عليها ؟
هل قصد انها معجزة خارقة أم انه قصد علامة او اشارة , علما بان الكلمة تحتمل المعنيين ؟
بالرجوع الى سياق النص وبالرجوع لاكثر الترجمات دقة سيتضح اى المعنيين كان يقصد .
جاء نص اشعياء 7 بترجمة الكتاب المقدس ( كتاب الحياة ) :
" ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ يُخَاطِبُ آحَازَ ثَانِيَةً قَائِلاً: "اطْلُبْ عَلاَمَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ، سَوَاءٌ فِي عُمْقِ الْهَاوِيَةِ أَوْ فِي ارْتِفَاعِ أَعْلَى السَّمَاوَاتِ". اشعياء 7 : 10 - 11
وهنا نجد ان الترجمة تستخدم كلمة ( علامة ) وليس ( آية )

وفى الترجمة القياسية الامريكية American Standard Bible :


Ask thee a sign of Jehovah thy God; ask it either in the depth, or in the height above


وهنا نجد ان الترجمة استخدمت كلمة sign اى علامة , ولم تستخدم كلمة معجزة

وفى الترجمة القياسية المنقحة Revised Standard Version :


Ask thee a sign of the LORD thy God; ask it either in the depth, or
in the height above.


وايضا نجد ان الترجمة استخدمت كلمة sign اى علامة , ولم تستخدم كلمة معجزة
وبالمثل اذا رجعنا لكلمة ( آية ) فى 7 : 14 فسنجد ان جميع الترجمات الانجليزية ترجمتها sign اى علامة
فى الترجمة القياسية الامريكية American Standard Bible :


Therefore the Lord himself will give you a sign: behold, a virgin shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.


وفى الترجمة القياسية المنقحة Revised Standard version :


Therefore the Lord himself will give you a sign . Behold , a young woman shall conceive and bear a son and shall call his name Immanuel .)


وفى ترجمة الملك جيمس King James Version


Therefore the Lord himself shall give you a sign; Behold, a virgin
shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.



وفى ترجمة علماء اليهود للنسخة المازورية بالانجليزية :




Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel


من كافة هذه الترجمات المعتبرة تلاحظ استخدام كلمة sign ( علامة ) التى لا تفيد اى معنى اعجازى خارق للطبيعة , بينما الترجمة العربية ( فاندايك ) استخدمت كلمة ( آية ) لتوحى بالمعجزة وهذا يعتبر تأويل اكثر منه ترجمة .
هذا عن الدليل اللغوى وكما رايت رجعنا لاكثر من ترجمة لاثبات ان ما قدمه يهوه لاحاز مجرد ( آية بمعنى علامة ) sign وليس ( آية ) بمعنى معجزة خارقة للطبيعة , انها علامة يراها آحاز عندئذ يطمئن بنصر يهوه على اعداء يهوذا , عندما يجد شابة تحبل وتلد ابنا , فهذه هى العلامة المتفق عليها بين يهوه وآحاز
اما عن الدليل الاخر الذى نثبت به ما نقول فهو سياق الاصحاح باكمله
ان الاصحاح السابع باكمله
من اول الاصحاح نجد الكاتب يخبرنا عن قوتين متحدتين ( ملك آرام وملك اسرائيل ) ارادتا ان تحتلا مملكة يهوذا وملكها آحاز , يحكى الكاتب هذه الواقعة من الاية الاولى حتى التاسعة بالتفصيل , ويوضح كيف ان يهوه ارسل اشعياء وابنه شارياشوب ليقابلا الملك آحاز ليطمئناه الا يخاف من هذا الخطر الوشيك , ويبلغاه وعد يهوه ان هذا لن يكون :

1 و حدث في ايام احاز بن يوثام بن عزيا ملك يهوذا ان رصين ملك ارام صعد مع فقح بن رمليا ملك اسرائيل الى اورشليم لمحاربتها فلم يقدر ان يحاربها
2 و اخبر بيت داود و قيل له قد حلت ارام في افرايم فرجف قلبه و قلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الريح
3 فقال الرب لاشعياء اخرج لملاقاة احاز انت و شارياشوب ابنك الى طرف قناة البركة العليا الى سكة حقل القصار
4 و قل له احترز و اهدا لا تخف و لا يضعف قلبك من اجل ذنبي هاتين الشعلتين المدخنتين بحمو غضب رصين و ارام و ابن رمليا
5 لان ارام تامرت عليك بشر مع افرايم و ابن رمليا قائلة
6 نصعد على يهوذا و نقوضها و نستفتحها لانفسنا و نملك في وسطها ملكا ابن طبئيل
7 هكذا يقول السيد الرب لا تقوم لا تكون
8 لان راس ارام دمشق و راس دمشق رصين و في مدة خمس و ستين سنة ينكسر افرايم حتى لا يكون شعبا
9 و راس افرايم السامرة و راس السامرة ابن رمليا ان لم تؤمنوا فلا تامنوا


وواضح من السياق الانزعاج والشعور بالذعر الذى انتاب آحاز من الخطر الوشيك , لذلك نجد فى الايات التاليات كيف كان يهوه حريصا على نزع الخوف من آحاز , فنقرأ :


10 ثم عاد الرب فكلم احاز قائلا
11 اطلب لنفسك اية ( علامة ) من الرب الهك عمق طلبك او رفعه الى فوق


هنا يهوه يبلغ آحاز ان يطلب لنفسه علامة ( آية بترجمة فانديك ) , ولنلاحظ ان النص يؤكد ان هذه العلامة لاحاز تحديدا , لانه هو الذى سيراها ويتحقق منها فيطمئن قلبه , هذه العلامة بحسب سياق النص مقدمة لاحاز وبالتالى لا يعقل ان العلامة المقدمة لاحاز نفسه لن يراها آحاز ولا يعقل ان تحدث بعد موته بمئات السنين
ان آحاز ما زال خائفا من الخطر الوشيك فطمئنه يهوه على زوال ذلك الخطر عندما يرى العلامة !!
ونستمر مع النص لنرى ما هى هذه العلامة التى ستحقق الطمأنينة ووعود يهوه لاحاز :

14 و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ( علامة ) ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل
15 زبدا و عسلا ياكل متى عرف ان يرفض الشر و يختار الخير
16 لانه قبل ان يعرف الصبي ان يرفض الشر و يختار الخير تخلى الارض التي انت خاش من ملكيها

السياق يقول بلا ادنى ريب ان العلامة التى يقدمها يهوه هى مولد طفل سيولد من شابة , هذا الطفل سيكبر للسن الذى عنده يستطيع ان يرفض الشر ويختار الخير , حينئذ يدرك آحاز ان الوقت قد جاء للقضاء على القوتين اللتين تهددان مملكته , فبرؤية هذه العلامة سيعى ان وعد يهوه قريب .
ان السياق من اول الاصحاح الى آخره يتحدث عن عصر آحاز الملك وعن خطر القوتين المتحالفتين ضده وعن كيف ان يهوه سيقضى عليهما فى بضع سنين ( المدة التى يستغرقها مولد طفل ونموه لسن التمييز بين الخير والشر )
ان سياق الاصحاح السابع يشير الى نبؤة ستتحقق فى مدة زمنية قصيرة ( بضع سنين ) وفى زمن آحاز , وآحاز نفسه هو الذى قدمت له هذه النبؤة وان العلامة ( الاية بحسب ترجمة فاندايك ) هى لاحاز نفسه .

هكذا قدمت دليلين ( دليل اللغة ودليل سياق النص ) يثبتان ان الاصحاح السابع يتحدث عن وعد يهوه لاحاز بالقضاء على خطر القوتين المعاديتين لمملكة يهوذا , ولا يوجد ادنى اشارة لنبؤة مستقبلية تحدث بعد مئات السنين كما لفق كاتب انجيل متى واقتطع آية 14 من سياقها وجعلها تتنبا عن يسوع

.
ونأتى الان لاسم عمانوئيل الذى يستند المسيحيين عليه لاثبات مزاعمهم
يقول الفكر المسيحى ان اسم مولود الشابة هو عمانوئيل التى تعنى ( الله معنا ) وبالتالى فيسوع هو الله متجسدا لانه شاركنا فى بشريتنا وصار معنا !!
تأويل لكلمة نزعت من سياقها وحملت ما لا تحتمله من معانى !

يتناسى ويتجاهل الفكر المسيحى ان هذه الكلمة وردت فى النبؤة التى قدمت لاحاز شخصيا , النبؤة بان القوتين المعاديتين له سيزول خطرهما بمجرد ان يرى العلامة sign
ونسأل :
من سياق النص للاصحاح السابع:
اين يهوه ؟ او مع من يهوه ؟
بمعنى:
هناك جبهتين يحكى عنهما الاصحاح باكمله , جبهة القوتين المتحدتين وهما مملكة آرام ومملكة اسرائيل , وجبهة مملكة يهوذا التى يحكمها آحاز
مع من يهوه ؟
مع مملكة يهوذا أم مع المملكتين المتحدتين ؟
ان نص الاصحاح يكاد ان ينطق باعلى صوته ان يهوه مع مملكة يهوذا
ان الله معهم , وعلى لسانهم : ان الله معنا , وبالعبرية ( عمانوئيل )!!
سياق الاصحاح يقول ان الاله معهم بمعنى انه يقف بجوارهم ضد اعدائهم , لذلك عندما قدم يهوه نبؤة لاحاز وشعبه اعتبر الطفل علامة على انه معهم ولن يتخلى عنهم , ولذلك فاسم الطفل الذى هو علامة اعطى معنى رمزى يجسد هذا الوعد فكان اسمه عمانوئيل , اى ان الطفل يجسد آمال الأمة ان الله معهم ضد اعدائهم , هذا ليس تفسيرا او تأويلا تعسفيا من جانبنا لكن هو نتيجة حتمية لما ينقله السياق من فحوى ومضمون .
وما توصلنا اليه يتفق مع آراء بعض علماء الكتاب المقدس المتخصصين , فنقرأ فى موسوعة الكتاب المقدس Encyclopedia Biblica تحت مادة :عمانوئيل Immanuel الاتى الذى قمت بترجمته من الانجليزية :


" ان العلماء ( روردا ) و (كونين ) و ( سميث ) و ( سمند ) و ( دوم ) و ( شينى ) و ( مارتى ) لهم وجهة نظر مختلفة ولكنها تبدو لاول وهلة انها وجهة نظر مثيرة ولكنها مع ذلك تتفق اتفافقا كليا مع قواعد اللغة العبرية .

وملخص رأيهم ان اشعياء لم يكن يشير الى شخص محدد وانما كان يقول فقط ان امرأة شابة ستصبح ام فى خلال عام وسوف تسمى ابنها " الله معنا " لانه قبل ان يبدأ الطفل فى نضجه العقلى فان اراضى فقح بن رمليا ملك اسرائيل و رصين ملك ارام سوف تنهب وتدمر . ومن يأخذ بهذ الرأى سيعتبر كلمتى ( عمانو ئيل ) فى هذه الاية وغيرها ما هى الا خبر معناه : الله مع يهوذا , وليس اسم علم ."

اما الفكر المسيحى فتغاضى عن كل شئ , لغة وسياق النص , وأبى الا يرى فى الاسم غير تجسد الاله فى شخص يسوع الذى جاء بعد مئات السنين من الواقعة التاريخية التى كان ( عمانوئيل :الله معنا ) كان الله مع آحاز وشعبه .
والغريب ان نبؤة اشعياء تقرر بجلاء ان اسم الطفل سيكون عمانوئيل ومع ذلك لم يسمى يسوع بهذا الاسم ابدا لا من امه ولا من يوسف النجار ولا من الملاك ولا من تلاميذه ولا من اعدائه !!
حتى ان الملاك نفسه الذى ظهر ليوسف اخبره ان مريم ليست زانية واخبره بانها ستلد ابنا وسيسمونه يسوع وليس عمانوئيل !!



الاعتراض الثالث

تلقينا هذا الاعتراض من صديق مسيحى وهذا نصه :

----

أشعياء 7 : 3فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ: «اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ أَنْتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا إِلَى سِكَّةِ حَقْلِ الْقَصَّارِ
لقد طلب الرب من أشعياء النبي أن ياخذ أبنه شآر ياشوب معه لملاقاة الملك آحاز …….فلماذا ؟؟؟؟؟؟
لماذا يطلب من النبي أشعياء أصطحاب أبنه معه ؟؟؟؟؟؟
الأجابة نراها في النبؤة التالية : 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا».
لقد أراد الله أن يكرم النبي أشعياء و أبنه فجعل أبنه شآر ياشوب علامة لآية سيعملها الله مع شعب يهوذا و الملك آحاز , أن شآرياشوب أبن أشعياء النبي كان صبي صغير في ذلك الوقت و قد أوضحت سيادتك أن عمره كان حوالي 10 سنوات
و في الشريعة اليهودية هناك سن للطفولة و سن لمعرفة الخير و الشر و هو ما نعرفه عندنا حاليا بسن البلوغ أو الرشد
و يكون في حدود من 16 الى 18 عاما ثم سن لأكتمال الرجولة و هو سن الثلاثين .
شأرياشوب لم يكن قد بلغ سن معرفة الخير و الشر بعد و لهذا جعل الله بلوغ شآرياشوب تلك السن علامة على أخلاء أرض آرام و اسرائيل من ملكيهما

----

وردنا على هذا الاعتراض :

تسأل :
لماذا طلب يهوه من اشعياء ان يأخذ ابنه شارياشوب معه فى مقابلة آحاز ؟
وتطوعت سيادتكم مشكورا بالاجابة على سؤالك وقلت ان الاجابة نراها فى نبؤة الاية 16 لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا

اى انك ترى ان الصبى المذكور فى الاية 16 هو شارياشوب
اى ان النبؤة تقول :
قبل ان يعرف شآرياشوب ان يرفض الشر ويختار الخير تخلى الارض التى كان آحاز يخشى من ملكيها ( ملك آرام وملك اسرائل )
واعذرنى صديقى العزيز فسأرد عليك بصراحة دون نفاق او مجاملة
ان هذا التأويل للنصوص من ناحيتكم اما انه سوء فهم غير مقصود ( واتمنى ذلك ) واما انه تدليس وتلفيق متعمد ينكشف زيفه من النصوص التى تستند عليها نفسها
تقول ان شارياشوب هو الاية ( العلامة )
----
لقد أراد الله أن يكرم النبي أشعياء و أبنه فجعل أبنه شآر ياشوب علامة لآية سيعملها الله مع شعب يهوذا و الملك آحاز
-----
ما هذا ؟
هل حقا قال النص ان الله اعطى آحاز شارياشوب علامة لاية سيعملها الله مع يهوذا وآحاز ؟
من اين لك هذا ؟
ان العلامة الاية التى قدمها يهوه لاحاز لم يحبل به بعد ولم يولد بعد , بينما شارياشوب كان حيا يرزق ويسير على قدمين وسبق ان قابل الملك مع ابيه !!!

لو قرأت نص الاصحاح بموضوعية ستجد ان اشعياء وابنه ذهبا الى آحاز ليطمئناه , وما يعنينا هنا ان هناك شخص موجود سبق ان حبل به وولدته امه اسمه شارياشوب اصطحبه ابوه وقابل آحاز , ومرت مدة من الزمان على وجود ابن اشعياء شارياشوب لم يحددها الكاتب , ثم بعد هذه المدة يقول الكاتب :
10 ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: 11«اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ.

ماذا تعنى كلمة " ثم " ؟
بعد المقابلة والتى حضرها اشعياء وابنه , عاد الرب مرة ثانية يكلم آحاز وفى هذه المرة طلب من آحاز ان يطلب آية ( علامة sign )
وبديهى ان الاية ( العلامة ) لم يكن لها وجود حتى هذه اللحظة
ورفض آحاز اى اية من منطلق التقوى ومن منطلق كيف يجرب الرب الهه
لكن يهوه اصر على ان يقدم لاحاز آية ( علامة )

حتى هذه اللحظة مشروع الاية لم يعلن بعد وليس له اى وجود
ثم يحسم يهوه الامر ويعلن عن الاية :
14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».
وهكذا بدأ مشروع الاية ( العلامة ) المقدمة لاحاز
وما هى هذه الاية ؟
انها نبؤة عن عذراء ( شابة ) تحبل وتلد ابنا
اى ان الاية ( الابن ) مازال فى عالم الغيب ولم يحبل به بعد ولم يولد بعد
ان الاية المقدمة لاحاز هى فى هذا الطفل الذى ستحبل به تلك العذراء
فما دخل شارياشوب بهذه النبؤة ؟
ان شارياشوب كان قد حبل به وولدته امه وكبر واصطحبه ابوه فى مقابلة آحاز وذلك قبل الاية ( العلامة ) التى قدمها يهوه لاحاز بسنين
فاذ بك يا صديق تخلط الاوراق وتجعل شارياشوب هو الاية التى قدمها يهوه لاحاز !!

وليتك قدمت ولو مببرات واهية على هذا الزعم , لكنك للاسف تغاضيت عن سياق النص , وقمت بلا وجه حق وباسلوب تعسفى بربط الاية 16 بشآرياشوب

ان الاية 16 تقول :
قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا»
على اى اساس تستند ان " الصبى " فى هذه الاية هو شارياشوب ؟
ان ذكر شآرياشوب جاء فى الاية الثالثة وانقطع ذكره
وبدأ الحديث من الاية 11 عن آية ( علامة ) الطفل الذى ستحبل به الشابة وعن كيف ان امه ستسميه عمانوئيل , وكيف انه سيأكل زبدا وعسلا عندما يصل لسن معرفة الخير والشر , ويستطرد النص :
16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا».
فكيف تزج بشارياشوب فى هذا السرد المتصل عن مولود العذراء ؟
ان هذا تعسف ما بعده تعسف لا منطق ولا سياق يؤيده
البديهى ان النص بدأ من الاية 11 حتى الاية 16 فى الحديث عن مولود العذراء
فلماذا اقحام شارياشوب فى الاية الاخيرة علما بان الكاتب لو كان يقصد شارياشوب لذكره بالاسم بدلا من الحديث عن افعال وملابسات تعود جميعها الى مولود العذراء الاية التى قدمها يهوه لاحاز , والا فان كاتب السفر اراد تضليل القارئ ولجأ للغموض عمدا !
وواضح انك لجأت لهذا التعسف التأويلى للهروب من مأزق كبير
ان الاية 16 تعلن بجلاء ان فى زمن الصبى " الاية او العلامة المقدمة لاحاز " سوف تخلى ارض المملكتين التى كان آحاز يخشى منهما , وهذا يعنى ان اية يهوه لاحاز بان طفلا سيولد من عذراء وانه اسمه سيكون عمانوئيل , يعنى ان هذا سيتم ويتحقق فى زمن وفى حياة آحاز
ومن ثم لا علاقة لهذا المولود ولهذه النبؤة بيسوع المسيحية الذى جاء بعد موت احاز بمئات السنين
فكان لابد من اختراع مثل هذا التأويل الذى قمت سيادتكم بعرضه للهروب من هذا المأزق فجعلت من الطفل الواحد المذكور فى النبؤة طفلين احدهما يسوع وتنطبق عليه جزئية ميلاده من عذراء والاخر شارياشوب وتنطبق عليه جزئية اخلاء المملكتين فى زمن آحاز , هذا بالرغم من ان نبؤة اشعياء نفسها تطبق الجزئيتين على نفس الطفل !!







النبؤة الثانية

النبى الذى تنبأ موسى ان يأتى بعده هو يشوع بن نون تلميذه وليس يسوع المسيحية


ادعى الفكر المسيحى ان موسى تنبأ عن مجئ المسيح , ونجد هذا الادعاء عند كاتب انجيل يوحنا الذى نسب للمسيح ان موسى كتب عنه وكاتب اعمال الرسل الذى جعل بطرس يقتبس تلك النبوة ويطبقها على المسيح

يوحنا 5 : 46

لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني
اعمال الرسل 1 : 22-23
فان موسى قال للاباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به
و يكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب

واذا رجعنا الى هذه النبوة المزعومة التى فى سفر التثنية 18 ونصها :

15 يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون
16 حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت
17 قال لي الرب قد احسنوا في ما تكلموا
18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به
19 و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه


18:15 The LORD thy God will raise up unto thee a Prophet from the

midst of thee, of thy brethren, like unto me; unto him ye shall

hearken;

18:16 According to all that thou desiredst of the LORD thy God in Horeb

in the day of the assembly, saying, Let me not hear again the voice

of the LORD my God, neither let me see this great fire any more,

that I die not.

18:17 And the LORD said unto me, They have well spoken that which

they have spoken

18:18 I will raise them up a Prophet from among their brethren, like unto

thee, and will put my words in his mouth; and he shall speak unto

them all that I shall command him.

18:19 And it shall come to pass, that whosoever will not hearken unto my

words which he shall speak in my name, I will require it of him. Kjv



ماذا تقول هذه الايات بلا تأويل او تلفيق ؟

يبلغ موسى قومه من بنى اسرائيل ان يهوه ( الاله اليهودى ) سوف يقيم لهم نبيا من وسطهم ومن اخوتهم , هذا النبى مثله , مثل موسى , وكما سمعوا لموسى عليهم ان يسمعوا لهذا النبى , وكما ان الاله كان يجعل كلامه فى فم موسى سيجعل كلامه ايضا فى فم هذا النبى فيكلمهم بكل ما يوصيه الله به , لذلك فان من لا يسمع كلام هذا النبى , الذى هو كلام يهوه نفسه , فان يهوه سوف يطالبه

وهذا المشروع – مشروع اقامة نبى بعد موسى – كان له اسباب ذكرت بجلاء فى الاية 16

فاقامة الاله لهذا النبى جاءت بناءا على طلبات ورغبات اليهود , فتذكر الاية 16 ان بنى اسرائيل سبق وان اجتمعوا فى حوريب وهناك اتفقوا على ان لا يسمعوا كلام يهوه من فم يهوه مباشرة وان لا يروا النار العظيمة التى كانوا يرونها عندما يتجلى لهم يهوه , وسبب ذلك هو خوفهم من ان يموتوا من سماع صوت الاله ورؤية ناره .

وعندما سمع يهوه لطلب اليهود هذا رأى انه طلب معقول ومقبول , فقال يهوه :

" قد احسنوا في ما تكلموا "

واضح بلا اى تأويل ان اقامة يهوه لنبى من بعد موسى كان تلبية لمطالب اليهود حتى يكون هذا النبى الوسيط بينهم وبينه , كما كان موسى وسيطا بينهم وبينه . هم يخشوا من تعامل الاله مباشرة معهم فعبروا عن رغبتهم فى اقامة رجلا من وسطهم ليقوم بنفس الدور الذى كان موسى يقوم به , فعن طريقه يعرفوا اوامر ووصايا يهوه

فالهدف من اقامة هذا النبى هو قيادة اليهود وتبليغهم بوصايا الاله

من ناحية اخرى واضح من النص ان مكانة هذا النبى الذى سيقيمه يهوه لليهود لا تزيد باى حال من الاحوال عن مكانة موسى

فهو سيقام من وسط اليهود , وهو من اخوتهم , وهو مثل موسى , وهو سيكون اداة لتبليغ اليهود وصايا يهوه .

لا نجد فى النص اى اشارة يفهم منها ان هذا النبى اعظم من موسى

فمن هو هذا النبى الذى سيقيمه يهوه ؟


اذا رجعنا لسفر العدد سنجد اجابة واضحة لهذا السؤال وسنجد ما يزيل اى لبس ازاء شخصية هذا النبى الموعود :

العدد 27

12 و قال الرب لموسى اصعد الى جبل عباريم هذا و انظر الارض التي اعطيت بني اسرائيل
13 و متى نظرتها تضم الى قومك انت ايضا كما ضم هرون اخوك
14 لانكما في برية صين عند مخاصمة الجماعة عصيتما قولي ان تقدساني بالماء امام اعينهم ذلك ماء مريبة قادش في برية صين
15 فكلم موسى الرب قائلا
16 ليوكل الرب اله ارواح جميع البشر رجلا على الجماعة
17 يخرج امامهم و يدخل امامهم و يخرجهم و يدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها
18 فقال الرب لموسى خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح و ضع يدك عليه
19 و اوقفه قدام العازار الكاهن و قدام كل الجماعة و اوصه امام اعينهم
20 و اجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كل جماعة بني اسرائيل
21 فيقف امام العازار الكاهن فيسال له بقضاء الاوريم امام الرب حسب قوله يخرجون و حسب قوله يدخلون هو و كل بني اسرائيل معه كل الجماعة
22 ففعل موسى كما امره الرب اخذ يشوع و اوقفه قدام العازار الكاهن و قدام كل الجماعة
23 و وضع يديه عليه و اوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى

عندما ادرك موسى ان يوم موته اقترب , تساءل فى نفسه عن من سيكون خليفته فى قيادة الشعب اليهودى وفى تبليغ وصايا الاله لهم , فاقترح على يهوه اقامة رجلا على الجماعة ليقودهم فى شتى امورهم .

ووافق الاله على هذا الاقتراح , وبالفعل اعلن يهوه ان هذا الرجل هو يشوع بن نون , فيشوع سيكون هو هذا القائد بعد موسى وهوالذى سيسمع له كل جماعة بنى اسرائيل !!

وبالفعل عندما تقرأ السفر المنسوب ليشوع ستجد ان نبوة موسى قد تحققت بحذافيرها فى يشوع بن نون


فهو ينطبق عليه كل تفاصيل النبوة فى سفر التثنيه

" يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون " تث 18 : 15

ويشوع اقامه يهوه نبيا من وسط اخوته وهو مثل موسى , وله سمع اليهود كما جاء بسفر يشوع ,

بل هناك نص صريح يؤكد على سماع بنى اسرائيل ليشوع , وكأن كاتب السفر يقول باعلى صوته ان يشوع تمت فيه النبؤة بحذافيرها :

"و يشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل و عملوا كما اوصى الرب موسى "تثنية 34 : 9
النبؤة تقول ان بنى اسرائيل سيسمعون للنبى الموعود , وفى اخر اسفار التثنية ياتى التأكيد على ان اليهود سمعوا ليشوع !!!


" اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به " تث 18 : 18

وبالفعل كان يشوع يكلم بنى اسرائيل بكل ما يوصيه يهوه حيث كان يهوه يجعل الكلام فى فمه

" و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه "

وكم من اليهود الذين عاقبهم يهوه او قتلهم لانهم خالفوا وصاياه التى تكلم بها على لسان يشوع مثل ما جاء عن عخان بن كرمى وبنيه وبناته الذين قتلهم يشوع واحرقهم بالنار لانهم لم يسمعوا كلام يهوه ( انظر التفاصيل فى يشوع الاصحاح السابع )


تؤكد نبوة موسى على ان النبى القادم مثله :

" يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي "

" اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك "

وبالفعل كان يشوع يشبه موسى فى كل شئ , كان مثله فى قيادة الشعب , وكان مثله فى تبليغ وصايا وأوامر يهوه للشعب , ومثله فى قسوته وهمجيته . فكلاهما ابادا بحسب ما جاء بالاسفار مئات وآلاف من شعوب المنطقة !!


ننتقل الان للعهد الجديد لنرى كيف استغل مؤسسي المسيحية هذه النبوة استغلالا تلفيقيا وقحا وجعلوا من يسوع المسيح هو ذلك النبى الذى ذكره موسى

يوحنا وضع على لسان المسيح ان موسى كتب عنه !!

وبطرس اقتبس تلك النبوة محرفا لحرفها ومعناها على هذا الشكل :

" فان موسى قال للاباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به

و يكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب "

يقول ان كل نفس لا تسمع لذلك النبى تباد من الشعب , بينما فى النص المقتبس منه :

" و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه "

هذا عن انطاق النص المقتبس منه ما لم يقله !!

اما عن مضمون النبوة , فلقد صار يسوع المسيح هو النبى الذى تنبأ عنه موسى !!

موسى كان يخاطب شعبه اليهودى ويحدثهم عن خليفة له فى جيلهم وزمنهم سيقودهم وسيخبرهم باوامر ووصايا يهوه وله يسمعون ومن لا يسمع سوف يطالب او يحاسب او يعاقب او يقتل , واهم من هذا ان هذا النبى مثله ولا يزيد عنه شيئا



بينما مؤسسى المسيحية تجاهلوا كل هذه الحقائق وجعلوا يسوع المسيح هو ذلك النبى رغما عن انف موسى واسفار العهد القديم !!

كيف يعقل ان يطلب موسى من قومه المعاصرين له انتظار نبيا يقودهم فى الدخول للارض الموعودة ويكلمهم بكلام الاله بعد أكثر من الف وخمسمائة سنة عندما جاء المسيح , وبعد ان يكونوا ماتوا واكلهم دود الارض ؟؟

كيف يوفق المسيحيون بين كون النبى الذى تحدث عنه موسى هو مثله بينما المسيح فى العقيدة المسيحية هو الله نفسه ؟

كيف يوفق المسيحيون بين نبوة موسى التى تقرر ان من لا يسمع لذلك النبى يباد ويقتل , بينما من لم يسمع ليسوع لم يباد من شعبه ولم يقتل ؟؟

نبوة موسى تجعل النبى مجرد انسان مثله مثل موسى سيقيمه يهوه من بين اليهود كقائد عسكرى وكوسيلة لتوصيل وصايا الاله للامة اليهودية , بينما فى المسيحية المسيح هو الاله المتجسد الذى جاء ليفدى جميع البشر وليس اليهود فقط

نبوة موسى لا يمكن استخلاص ألوهية النبى منها باى حال من الاحوال , بل ان هذه الفكرة لم تطرأ على موسى صاحب النبوة نفسه الذى أكد على ان النبى الموعود مثله لا اكثر ولا اقل !!

وخلاصة الامر ان موسى تنبأ فى زمنه لاخوانه من اليهود ان بعد موته سيقيم الاله لهم خليفة يخلفه ليقودهم وليبلغهم وصايا الاله لانهم طلبوا الا يكلمهم الالة مباشرة خشية ان يموتوا , واستجاب يهوه لطلبهم فاقام لهم يشوع بن نون تلميذ موسى ليكون نبيا وقائدا ومتحدثا بكلام الاله لهم .

فجاءت المسيحية واستغلت هذه النبوة استغلال انتهازى تلفيقى فزعمت ان النبوة كانت عن يسوع بالرغم من التناقضات الكبيرة التى تنتج عن اعتبار النبى الذى تكلم عنه موسى هو الاله المتجسد يسوع

فلا توفيق بين هذه المتناقضات الا بالتلفيق !!

ويجدر الاشارة ان هناك من علماء المسلمين الذين يصطادون فى المياه العكرة , كما فعل مؤسسى المسيحية , من يزعم ان نبوة موسى عن النبى الذى سيقيمه يهوه من بين اخوته ومثله هو نبى الاسلام محمد !!

وهم بدورهم يقوموا بنفس الاستغلال التلفيقى ويقتطعون النص من سياقه لاثبات نبوة محمد !!



واخيرا اختم هذه النبوة ببعض الاعتراضات التى وجهت الىّ عقب نشرها وردودى عليها

ملخص هذه الاعتراضات ان النبؤة عن النبى الذى تنبأ به موسى لا تنطبق على يشوع بن نون وانما تنطبق على يسوع !!

وكان ردى على الصديق المسيحى الذى قدم هذا الاعتراض :


ماذا تقول النبؤة عن النبى الموعود تحديدا بدون لف او دوران فى نقاط محددة ؟
انها تقول :
1- ان الرب سيقيم لليهود نبيا : " يقيم لك الرب الهك نبيا "
2 - هذا النبى من وسط اليهود : " من وسطك "
3 - من اخوة اليهود : " من اخوتك "
4 - مثل موسى : " مثلك "
5 - له يسمع اليهود : " له تسمعون "
6 - هذا النبى سيضع يهوه الكلام فى فمه فيكلمهم بما يوصيه يهوه : " اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به "
7 - هذا الوعد بالنبى جاء بناء على اقتراح او طلب اليهود انفسهم فى حوريب حيث يفضلون الا يكلمهم الاله بنفسه وانما يكلمهم مجرد انسان مثلهم من اخوتهم ومن وسطهم مثل موسى : " حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت "
8 - يهوه وافقهم على اقتراحهم ورأى وجاهته : " قد احسنوا في ما تكلموا "

سبق ان اثبتنا فى الدراسة ان هذه الامور لا تنطبق على يسوع المسيحية , وانما هى تنطبق على يشوع بن نون ودليلنا من النص ذاته ومن نفس الاصحاح .
انك لو قرأت الايات السابقة لهذه النبؤة لوضح لك بكل جلاء ان اليهود الذين تخاطبهم هذه النبؤة هم انفسهم الذين قيل فيهم ما جاء بالايات التى قبل النبؤة مباشرة :

9 متى دخلت الارض التي يعطيك الرب الهك لا تتعلم ان تفعل مثل رجس اولئك الامم
10 لا يوجد فيك من يجيز ابنه او ابنته في النار و لا من يعرف عرافة و لا عائف و لا متفائل و لا ساحر
11 و لا من يرقي رقية و لا من يسال جانا او تابعة و لا من يستشير الموتى
12 لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب و بسبب هذه الارجاس الرب الهك طاردهم من امامك
13 تكون كاملا لدى الرب الهك
14 ان هؤلاء الامم الذين تخلفهم يسمعون للعائفين و العرافين و اما انت فلم يسمح لك الرب الهك هكذا

انهم هم الذين سيدخلون الارض التى وعد يهوه باعطائها لهم ولنسلهم من بعدهم , وفى هذه الارض سيعيشون مع شعوب تعمل ما يغضب يهوه مثل من يجيز ابنه او ابنته فى النار ومثل من يعرف عرافة او عائف او متفائل او ساحر ومثل من يرقى رقية ومن يسأل جانا او تابعة ومثل من يستشير الموتى , هذه الامور رجس فى عين يهوه وبسببها سيطرد يهوه هذه الشعوب من امام اسرائيل ويعطيهم ارضهم
واضح ان النص يتحدث عن امور وشيكة , يتحدث عن سنين معدودة قادمة وليس مئات او الاف السنين , وبعدها يدخل اليهود الارض التى وعدها يهوه لهم ولنسلهم , ومعلوم ان اليهود قضوا اربعين سنة فى صحبة موسى فى التيه , وبعدها بدأوا الدخول او احتلال اراضى الممالك المجاورة التى تفشى فيها الرجس الذى يذكره النص


لذلك بعد هذه الايات ( من 9 - 14 ) مباشرة تاتى النبؤة عن النبى الذى سيقيمه يهوه لنفس هؤلاء اليهود ( فى زمنهم او بحد اقصى فى الجيل التالى الذى سيدخل الارض ) والذى هو مثل موسى والذى سيسمع له اليهود بعد ان يكون موسى قد مات فيقودهم ويبلغهم بوصايا الاله واوامره فى تلك البلاد التى سيستولون عليها ويذكرهم بالا يفعلوا الرجس الذى يقوم به اصحاب البلاد المحتلة , اى ان النبؤة لا معنى لها لو تأخر مجئ ذلك النبى الموعود عن زمن غزو الاراضى التى وعدها يهوه لليهود

هذا هو ما يقدمه النص ( الاصحاح كاملا ) من مفهوم كلى , فالنبؤة يجب ان تقرأ فى سياقها بما قبلها وما بعدها من آيات

اما بتر النبؤة من سياقها لجعلها تنطبق على يسوع فهذا لا يؤيده نص الاصحاح ولا تفاصيل النبؤة ( الثمانى نقاط )

النص يشير الى ان النبى الموعود سيكون فى زمن دخول اليهود للاراضى التى وعدهم يهوه وسيكون دور هذا النبى انه سيبلغ اليهود الفاتحين وصايا الاله , تلك الوصايا التى تنهى عن الرجس الشائع بين الشعوب التى سيتعامل معها اليهود
فما علاقة هذا بيسوع المسيحية الذى جاء بعد حوالى الف وخمسمائة سنة من دخول اليهود لاراضى المنطقة واحتلالها وابادة شعوبها ؟

واذا نظرنا للنقاط الثمانية التى تتحدث عن النبى الموعود نجد انها جميعا تنطبق على يشوع بن نون بدون تأويل او تلفيق
واتمنى من سيادتكم ان تبين لنا عدم انطباق ولو نقطة واحدة
1- ان الرب سيقيم لليهود نبيا : " يقيم لك الرب الهك نبيا "
اليس يشوع نبى ؟
اليس هو الذى كان عليه " روح الله " , وهو الذى اختاره يهوه تحديدا ليخلف موسى ليقوم بالدور الذى كان يقوم به موسى ؟
اقرأ :العدد 27
18 فقال الرب لموسى خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح و ضع يدك عليه
19 و اوقفه قدام العازار الكاهن و قدام كل الجماعة و اوصه امام اعينهم
20 و اجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كل جماعة بني اسرائيل
21 فيقف امام العازار الكاهن فيسال له بقضاء الاوريم امام الرب حسب قوله يخرجون و حسب قوله يدخلون هو و كل بني اسرائيل معه كل الجماعة
22 ففعل موسى كما امره الرب اخذ يشوع و اوقفه قدام العازار الكاهن و قدام كل الجماعة
23 و وضع يديه عليه و اوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى

قد تعترض قائلا ان يشوع ليس من زمرة الانبياء العبرانيين وانما هو مجرد قائد وخليفة لموسى
حينئذ اقول لك ان العهد القديم اعتبر بعض النساء نبيات مع العلم انهن لم يتنبأن بأى نبؤة , فاذا كان هذا هو الحال مع مجرد نساء وصفتهن التوراة بانهن نبيات , فبالاولى ان يكون خليفة موسى نبيا , وهو ( يشوع ) كما وضحت لك قد اختاره يهوه ووضع روحه فيه وكان يتلقى وصايا واوامر يهوه ليبلغها لليهود

2 - هذا النبى من وسط اليهود : " من وسطك "
ألم يكن يشوع من وسط اليهود ؟


3 - من اخوة اليهود : " من اخوتك "
ألم يكن يشوع من أخوة اليهود؟

4 - مثل موسى : " مثلك "
ألم يكن يشوع مثل موسى ؟
موسى ولد من رجل وامرأة وكذلك يشوع
موسى اختاره يهوه ليقود اليهود فى خروجهم من مصر , ويشوع اختاره يهوه ووضع عليه روحه ليقود اليهود الى الارض الموعودة
موسى حارب وقتل مئات البشر من الامم التى زعم اليهود ان يهوه وعدهم ارضهم
ويشوع فعل نفس الشئ بل اباد - بحسب رواية السفر المنسوب له - وقتل الاف مؤلفة
ان القول بان النبى الموعود هو مثل موسى لا يمكن ان ينطبق على يسوع المسيحية لسبب بسيط جدا الا وهو ان يسوع ليس مثل موسى
ليس مثله
فموسى ولد من أب وأم بينما ولد يسوع من ام بلا اب بشرى كما زعم كاتب انجيل متى
وموسى تزوج اكثر من زوجة بينما يسوع لم يكن مثله فلم يتزوج مطلقا
وموسى كان له نسل بينما يسوع لم يكن له نسل
وموسى كان مجرد بشر فانى , بينما يسوع هو الكلمة او الاله بحسب العقيدة المسيحية
وموسى مات ودفن ولم يقوم من بين الاموات , من التراب جاء واليها عاد , بينما يسوع مات لكنه قام من بين الاموات
وموسى كان مقاتلا ومحاربا سفك بيديه الكريميتين دماء مئات البشر , بينما يسوع لم يسفك قطرة دم واحدة ولم يدعو للحرب او القتال
كان يسوع مسالما حريصا على حياة الاخرين فلم يقتل احدا , بينما موسى كان دمويا فقتل مصريا بريئا لتعصبة الاعمى لبنى جنسه , وامر بقتل آلاف البشر من شعوب المنطقة , بل امر بقتل الاطفال والرضع وشق بطون الحوامل , بل وامر بقتل الحيوان و بحرق الاخضر واليابس
بحسب روايات الاناجيل قام يسوع بصنع المعجزات فاقام الموتى وفتح اعين العمى واخرج الشياطين , بينما موسى لم يقيم ميتا ولا فتح عين اعمى ولا اخرج شيطانا
فهل بعد كل هذه الاختلافات الجوهرية يمكن ان يقال ان يسوع كان مثل موسى ؟
هل تقول الاية :
" يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك اعظم منى له تسمعون "
أم انها تقول
" يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلى له تسمعون " ؟؟
هل يسوع مثل موسى فى عقيدتك ام انه اعظم من موسى ؟
انه اعظم من موسى ومن جميع الانبياء لانه هو الله نفسه , فكيف يقول موسى ان النبى الموعود مثله ؟

5 - له يسمع اليهود : " له تسمعون "
ألا تنطبق هذه على يشوع بن نون ؟

اقرأ :العدد 27
18 فقال الرب لموسى خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح و ضع يدك عليه
19 و اوقفه قدام العازار الكاهن و قدام كل الجماعة و اوصه امام اعينهم
20 و اجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كل جماعة بني اسرائيل
فهذا نص صريح يبين ان الهدف من اقامة يهوه ليشوع هو ليسمع له اليهود

6 - هذا النبى سيضع يهوه الكلام فى فمه فيكلمهم بما يوصيه يهوه : "اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به "
ألم يضع يهوه الكلام فى فم يشوع وقام يشوع بتوصيل اوامر يهوه ووصاياه الى اليهود ؟
وكم من اليهود الذين عاقبهم يهوه او قتلهم لانهم خالفوا وصاياه التى تكلم بها على لسان يشوع مثل ما جاء عن عخان بن كرمى وبنيه وبناته الذين قتلهم يشوع واحرقهم بالنار لانهم لم يسمعوا كلام يهوه ( انظر التفاصيل فى يشوع الاصحاح السابع )

7 - هذا الوعد بالنبى جاء بناء على اقتراح او طلب اليهود انفسهم فى حوريب حيث يفضلون الا يكلمهم الاله بنفسه وانما يكلمهم مجرد انسان مثلهم من اخوتهم ومن وسطهم مثل موسى : " حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت "
الا ينطبق ذلك على يشوع بن نون ؟
8 - يهوه وافقهم على اقتراحهم ورأى وجاهته : " قد احسنوا في ما تكلموا "
انهم ( اليهود ) اقترحوا وطلبوا ان يقيم الاله لهم رجلا يكلمهم باوامره مثل موسى ولا يكلمهم هو نفسه لئلا يموتوا
فكان رد يهوه ان اقتراحهم حسن ولا غبار عليه , وضمنيا يفهم ان يقيم الرب لهم انسان مثل موسى وهو يشوع , وليس ان يقيم عليهم نفسه كما يسعى التاويل المسيحى الذى يؤمن ان يسوع هو الله متجسدا !!

عزيزى الفاضل قدمت لك انطباق كل جزئية فى النبؤة على يشوع بن نون
وعليك ان تثبت عكس ذلك ولو فى جزئية واحدة

اما قولك :
------------
ما المقصود بكلمة ( مثلك ) : في رأيي أهم عنصرين أراد الله أن يعبر عنهم بالنبؤة هو ان النبي القادم سيتلقى وصايا كما تلقى النبي موسى
الوصايا العشر و العهد من الله على جبل حوريب .
و أنه سيكون وسيطا لعهد يقطعه الله مع شعبه .

هل تحقق ذلك في يشوع بن نون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بالطبع لا
------------
انك جعلت وجه التشابه بين موسى ويسوع فى امرين على هواك
فانت تقول " فى رأيى أهم عنصرين ...الخ "
ومع احترامى لرأيك , فما تقوله مجرد رأى من عندياتك , ما تراه هو تأويل مسيحى للنص اليهودى
وانا لن ادخل فى نقاش معك فى ارائك وتأويلاتك الخاصة
وما يعنينى هو ما جاء فى النبؤة ذاتها
ان النص لم يذكر ان النبى الموعود سيتلقى وصايا كما تلقى النبي موسى
الوصايا العشر و العهد من الله على جبل حوريب
ولم يذكر أنه سيكون وسيطا لعهد يقطعه الله مع شعبه
فهذا تاويل وتحميل للنص بما ليس فيه
انننا نتناقش حول النص وليس حول رأيك الخاص !!
النص يذكر ثمان نقاط بخصوص النبى الموعود , فاذ بك تتجاهلها جميعا وتستبدلها بنقطتين هما من رأى سيادتكم الخاص !!
تقول :
----
الغرض الرئيسي من النبؤة أن الشخص القادم سيأتي بعهد و شريعة
من الله و يتوسط بين الله و الشعب لغفران خطاياهم و هو ما لم يتحقق في يشوع أو أي من الأنبياء
الصغار أو الكبار .
-----

تزعم ان هذا هو الغرض الرئيسى من النبؤة
ارجوك استخرج لى من نص النبؤة هذه المزاعم المسيحية واكون شاكر جدا لك
النبؤة تقول :
15 يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون
16 حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت
17 قال لي الرب قد احسنوا في ما تكلموا
18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به
19 و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه

فاين بالنص " أن الشخص القادم سيأتي بعهد و شريعة من الله "؟؟
اين من النص انه " يتوسط بين الله و الشعب لغفران خطاياهم " ؟؟



لقد بذلت مجهودا رائعا لتثبت من نصوص الانجيل التى لن يأخذ بها الا مسيحى مثلك ان يسوع أتى بعهد وشريعة من الله مثله مثل موسى
وان يسوع وسيط وشفيع مثله مثل موسى
لكن
ما علاقة هذا بالنبؤة التى لا تتكلم عن هاتين النقطتين اللتين هما مجرد رايك الخاص فى تفسيرك للنبؤة ؟؟


ان اوجه الاختلاف بين موسى ويسوع اكثر من اوجه الاتفاق


وان انطباق تفاصيل النبؤة ( الثمان نقاط ) على يشوع بن نون اكبر بكثير من انطباقها على يسوع المسيحية

اما عن ردودك على اسئلتى فللاسف لم تقدم اجابات موضوعية تلزمنا منطقيا وعقليا بالتسليم لك فيها وانما مجرد ردود ايمانية !!
فكان سؤالى الاول :
-------
كيف يعقل ان يطلب موسى من قومه انتظار نبيا يقودهم فى الدخول للارض الموعودة ويكلمهم بكلام الاله بعد أكثر من الف وخمسمائة سنة عندما جاء المسيح ؟؟
----------
وكان ردك :
---------
لأن مملكة السيد المسيح ليست من هذا العالم و الأرض الموعودة ما هي ألا رمز للأرض الجديدة و الحياة الجديدة التي سيعطيها الله في ملكوت السيد المسيح لكل المؤمنين به
--------
ما علاقة السؤال بالجواب ؟
ان موسى كان يكلم اليهود ويتنبأ لهم عن اقامة يهوه لنبى مثله سيبلغهم اوامر ووصايا الاله فى الارض الموعودة , وهى الارض التى وعدهم بها , وهى ارض مادية وليست روحية او معنوية واقرأ اسفار العهد القديم لتعلم انها اراضى الكنعانيين والحثيين واليبوسيين الخ
اما نص النبؤة فلا يتكلم عن ارض رمزية ولا مملكة معنوية فى عالم آخر غير عالمنا كما تفضلتم بذكره !!

وسألنا :
----
كيف يوفق المسيحيون بين نبوة موسى التى تقرر ان من لا يسمع لذلك النبى يباد ويقتل , بينما من لم يسمع ليسوع لم يباد من شعبه ولم يقتل ؟؟
------
وكان رد سيادتكم :
------
عزيزي الفاضل سواح , الموت الجسدي عندنا لا قيمة له , الموت الروحي بالأنفصال عن الله
و رفض الله للأنسان هو الأهم , الانسان الذي لا يسمع كلام السيد المسيح و يرفضه يموت
روحيا و لا يجد مغفرة او تعزية و بالتالي فهو ميت روحيا حتى و ان كان حي جسديا
-------
عزيزى لا يهمنى مفهوم الموت عندكم ولم اسألكم عنه حتى تقدم لى هذه الاجابة
انما كان سؤالى عن نبؤة التثنية والتى تقرر ان من لا يسمع للنبى الموعود سيباد وسيقتل , وهى تتكلم عن موت وقتل فعلى وليس معنوى او روحى
انظر كيف امر يشوع بقتل عخان لانه لم يسمع وصايا واوامر الاله على لسانه ( يشوع ) , ان عخان قتل فعليا وليس روحيا او معنويا !!
واخيرا عزيزى
قدمت لك الادلة العقلية المدعمة بسياق نص النبؤة والتى تشير الى اقامة نبى مثل موسى بعد موت موسى ليقود الشعب اليهودى فى الارض التى وعدها يهوه لليهود , واثبت لك انطباق ذلك على يشوع بن نون كما اثبت عدم انطباقها على يسوع المسيحية ووضحت لك ان يسوع لم يكن ابدا مثل موسى
واعلم مقدما انك فى النهاية لن تقبل غير الخيار الوحيد والتاويل المسيحى الوحيد على ان موسى كان يتنبأ عن يسوع

وصدقنى ساحاول ان التمس لك العذر فى ذلك لانك مضطر لذلك اضطرارا ايمانيا يمنعك من قبول خيارات اخرى غير خيار الايمان



وتلقينا توضيح من زميل يسأل عن براهين اضافية تجعل النبؤة تتنبأ عن يشوع , علما بان اخر اصحاح من سفر التثنية يعلن انه لم يقم نبيا مثل موسى وهذا قد يشير الى ان يشوع لم يكن المقصود بالنبؤة

وكان ردنا :



الاصحاح الاخير من التثنية يزيد من رصيد يشوع بن نون على انه هو النبى الموعود الذى تنبأ عنه موسى
كيف ؟
دعنى اوضح لك ذلك
وهذا هو نص الاصحاح الاخير من سفر التثنية واطلب من سيادتكم اعادة قرائته بعمق


الأصحاح رقم 34

1 و صعد موسى من عربات مواب الى جبل نبو الى راس الفسجة الذي قبالة اريحا فاراه الرب جميع الارض من جلعاد الى دان
2 و جميع نفتالي و ارض افرايم و منسى و جميع ارض يهوذا الى البحر الغربي
3 و الجنوب و الدائرة بقعة اريحا مدينة النخل الى صوغر
4 و قال له الرب هذه هي الارض التي اقسمت لابراهيم و اسحق و يعقوب قائلا لنسلك اعطيها قد اريتك اياها بعينيك و لكنك الى هناك لا تعبر
5 فمات هناك موسى عبد الرب في ارض مواب حسب قول الرب
6 و دفنه في الجواء في ارض مواب مقابل بيت فغور و لم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم
7 و كان موسى ابن مئة و عشرين سنة حين مات و لم تكل عينه و لا ذهبت نضارته
8 فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات مواب ثلاثين يوما فكملت ايام بكاء مناحة موسى
9 و يشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل و عملوا كما اوصى الرب موسى
10 و لم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه
11 في جميع الايات و العجائب التي ارسله الرب ليعملها في ارض مصر بفرعون و بجميع عبيده و كل ارضه
12 و في كل اليد الشديدة و كل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى امام اعين جميع اسرائيل

واضح من الاصحاح كاملا ان هدف كاتبه وموضوعه الاساسى هو خبر موت موسى والتأكيد على مكانته العظيمة فى الديانة اليهودية حيث كان هو المؤسس الاول وصاحب الفضل فى قيادتهم فى خروجهم من مصر , وهو الذى على يديه شهد اليهود العجائب والايات الخارقة للطبيعة بحسب روايات سفر الخروج
لذلك من هذه الزاوية فهو يعتبر اعظم شخصية يهودية فى الفكر اليهودى
ولا يمكن مقارنته باى شخصية يهودية اخرى على هذا الاساس

لذلك عندما يقول كاتب الاصحاح
10 و لم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه
11 في جميع الايات و العجائب التي ارسله الرب ليعملها في ارض مصر بفرعون و بجميع عبيده و كل ارضه
12 و في كل اليد الشديدة و كل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى امام اعين جميع اسرائيل

فالكاتب يتكلم عند نقطة زمنية محددة وهى وقت موت موسى
فعندما مات لم يقم بعد ( لاحظ كلمة " بعد " اى حتى هذه اللحظة ) نبى فى اسرائيل مثل موسى , والكاتب يحدد ان لا نبى مثل موسى قد ظهر فى هذه الفترة وحدد اوجه التشابه فى القيام بالايات والعجائب . ( ليس مثله فى الايات والعجائب , بينما النبؤة فى تثنية 18 تتكلم عن نقاط تشابه اخرى تجعل النبى مثل موسى فى هذه النقاط تحديدا وليس غيرها كما هو الحال فى هذا الاصحاح )
اى لم يوجد نبى مثل موسى فى الايات والعجائب حتى هذه اللحظة ( موت موسى )
الكاتب لم يبدأ الحديث عن دور يشوع بن نون بعد , فالحديث عنه يبدأ من السفر التالى ( سفر يشوع ) وفيه يبدأ فى الانجازات الكبيرة التى قام بها يشوع والتى لا تقل عن انجازات موسى
فموسى كان المخطط للحلم اليهودى , بينما يشوع هو الذى حقق تلك الاحلام ونفذها على ارض الواقع
لذلك لا تعارض بين قول كاتب التثنية فى نهاية السفر بانه لم يقم بعد نبى مثل موسى وبين ان يكون يشوع فى مكانة موسى ومثله فى الفترة الزمنية التالية لموت موسى
المسألة مسألة وقت : يشوع لم يكن مثل موسى عندما كان موسى حيا يرزق وعندما مات , لكن بعد موت موسى وبعد ان امتلئ بالروح الالهى وبعد ان تولى يشوع قيادة اليهود وبعد ان فتح وغزا البلاد واحتلها وجعلها وطنا مستقرا لليهود حينئذ بزغت اهميته ومكانته فصار شخصية قومية لا تقل عن شخصية موسى
من ناحية اخرى ان هذا الاصحاح الاخير من سفر التثنية به اشارات صريحة تجعل من نبؤة النبى الموعود تنطبق على يشوع تحديدا وليس على آخر

ففى الاية التاسعة نقرأ
"و يشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل و عملوا كما اوصى الرب موسى "
فالكاتب بعد ان ذكر موت موسى اذ به يشير الى خليفته يشوع فيذكر ان يشوع حصل على روح الحكمة وهذا يدل على بدء التكليف الالهى له ليأخذ الدور الذى كان يقوم به موسى
كما ان الكاتب يقول عبارة قصيرة لكنها فى غاية الاهمية :
فسمع له بنو اسرائيل و عملوا كما اوصى الرب موسى
ان الكاتب يريد ان يحيلنا الى الى نبؤة النبى الموعود ويريد ان يوحى لنا بتحققها فى يشوع بن نون
النبؤة نصت على ان النبى الموعود سيسمع له اليهود :
" يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون "
ويقول ايضا
" فيكلمهم بكل ما اوصيه به و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه"
فاذ بالكاتب عقب موت موسى يؤكد على ان اليهود سمعوا ليشوع بن نون . ويعلق قائلا ان اليهود هكذا قد عملوا كما اوصى الرب موسى .
وكان الكاتب يقول ها هى النبؤة تحققت بحرفها ومعناها فى يشوع .

النبؤة تشترط ان يسمع اليهود لهذا النبى الموعود , ويشوع بن نون سمع له اليهود !!

واهم شئ اريد ان اقوله وكان هذا هو الهدف الرئيسى من دراستى لهذه النبؤة :
حتى لو افترضنا جدلا ان النبى الموعود ليس هو يشوع بن نون بالرغم من انطباق معظم جزئيات النبؤة عليه , فان النبؤة لا يمكن ان تنطبق على يسوع المسيحية للاعتبارات التى سقناها فى الدراسة.
وان نسبة امكانية انطباقها على يسوع المسيحية ضئيلة جدا بالمقارنة بنسبة انطباقها على شخصية مثل يشوع بن نون


- نهاية الجزء الثانى -


سواح الأربعاء 27 أكتوبر, 2004

tafili بقلم

No comments:

Post a Comment