Tuesday, January 18, 2011

إذ قال موسى

إذ قال موسى

بقلم : أمير ( أزرق )

إذ قال موسى
 في سورة ( المائدة – 20) :
"و إذ قال موسـى لقومه يا قوم اذكـروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم  أنبياء و جعلكم ملوكاً و آتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين" .
من التوراة نعرف أن بني  إسرائيل لم يدخلوا أ رض فلسـطين علــى زمـــن موسى و إنما كانوا يعا نون من الفاقة و التشرد على زمانه ( حوالـي  1250 ق . م) وكانوا يتمنون الرجوع إلى مصر بسبب ذلك .أمـا الأنبياء  الذين جاءوا قبل موسى مثل إبراهيــم واسحق و يعقوب فلا يعتبرهم القرآن من أنبياء اليهود و إنما حنفاء مسلمين على ملة إبراهيم, و كذلك تعتبرهم التوراة آباءً لبني إسرائيل و ليس أنبياء .
أما بعد موسى فقد بقي بنو إسرائيل حوالي قرنين بدون أنبيــاء أو ملـوك حيث كان يسوسهم القضاة ( أو شيوخ القبائل) و جــاء أول ملوكـهم حوالي سنة 1035 ق. م و هو شاؤل و معه أول أنبيائهم صموئيل ثم تبعه داود ثم سليمان ثم باقي ملوك و أنبياء بني إسرائيل . إذاً كيف يمنن موسى على قومه بالأنبيـاء و المـلوك و النعمة و هو ما لـن يحدث إلا بـعد موته بقرنين ؟  .
في سـورة ( الأعراف) نجد شـيئاً مماثلاً , ففي هذه السـورة يورد الـقـرآن قصة موسى و بني إسـرائيل و عند ما يصل إلى حـا دثـة نزول موسى من الجبل بعد تلقيه أولى فقرات التوراة يـذكرها كما يلي :
ينزل موسى من الجبل و بيده ألواح التوراة الحجرية ( طبعاً التوراة لــم تـكن قد نـزلت بعد و إنما كتب  موسـى أول ما نـزل منها عـلـى الجبــل و هو ما يـملأ لوحي حجر و هي  الوصايا العشر) .
عندها يكتشـف موسـى أن قومــه قد صنعـوا أثناء غيابه عجلاً من ذهب  و أخذوا يعبدونه فيغضب موسـى و يلقي لـوحي الحجر على الأرض فتتكسر ثم يقوم بالاعتذار لربه عما فعل السـفهاء من قومـه و يـطلب منه الصفح. فيجيبه الله :
إني أعذب من أشاء و سأكتب رحمتي  للمتقين الذين يتبعون الرسـول
النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة و الإنجيل.
كيف يجدون ذلك مكتوباً في التوراة و هي لم تنزل بعد و لا حتى قـد سمعوا بها و كيف يـجدونه في الإنجيـل و الإنجيل سـينزل بعد 1250 سنة. أما النبي الأمي فلن يظهر إلا بعد 2000 سنة.
اقرأ الآن كيف نزلت في سورة الأعراف:
 155 – "و اختـار موسـى قومه ( من قومه و التفسير من الجلالين ) سـبعين رجلاً لميقاتنا ( للوقت الذي حددناه للاعتذار) فلما أخذتهــم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبـل و إياي . أتهلكنا بما فعـــل السفهاء منا . إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء أنت ولينا فأغفر لنا و ارحمنا و أنت خير الغافرين" .
156 – و اكـتب لنا في هـذه الدنيا حسـنة و في الآخـرة . إنّّا هـدنا ( تبنا) إليك . قـال عـذابي أصيب بـه من أشاء و رحمتي وسـعت كـل شـيء فسـأكتبها للذيــن يتقـون و يؤتون الزكاة و الذيـن هـم بآياتنا يؤمنـون .
157 – الـذين يتبعون الرسـول النبي الأمي الــذي يـجدونه مكتوبـاً عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكـر و يحـل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهــم
و الأغـــلال التي كانت عليهم . فالذيــن آمنوا به وعزروه  (وقروه) و نـصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون" .
ثم تعود الآيات ثانية للحديث عن بني إسرائيل .
و الإعتقاد الصحيح أن الآية 157 مقحمة على النص الــذي يـجري الحوار فيه على زمن موسى وأن موقعها يجب أن يكون في مكــان آخر من القرآن الكريم بحيث يكون  الحوار فيه مع اليهود على زمــــن الرسول و ليس على زمن موسى .   و هذا التغييب الزمني نراه أيضاً في سورة البقرة ــ 61 : "و إذ قلتم يا موسى ... و يقتلون النبيين بغير الحق." فلم يكونوا قد قتلوا نبيين بعد .
ـــــــــــــــ
أزرق




الموضوع الذي نتحاور فيه يطرح تساؤلاً عن اربعة نقاط:
1- أنبياء بني إسرائيل قبل موسى.
2- النعمة (رغد العيش) التي عاشها بنو إسرائيل قبل موسى.
3- ملوك بني إسرائيل قبل موسى.
4- ورود ذكر الرسول في التوراة و الإنجيل قبل نزولهما.

أولاً: بالنسبة لأنبياء بني إسرائيل فقد يكون ورودهم مقبولاً إسلامياً. إلا أن التوراة لا ترى ذلك, فهي تسمي شخصيات بني إسرائيل قبل موسى بالآباء. أما الأنبياء، فكلمة نبي في العبرية تعني: متنبيء، رائي، مبصًر. أي الذي يتنبأ عن المستقبل (ما سيحدث لبني إسرائيل من خير أو شر) و هذا المفهوم لكلمة نبي يختلف عما تعنيه إسلامياً. فالأنبياء لديهم كانوا في بعض الأحيان يتواجدون معاً في زمن واحد، و كان لهم أحياناً رئيس  يسمى رئيس الانبياء. و قد و صل إلى حولي 400 نبي على زمن أحد ملوكهم كما تروي التوراة.
و لذلك قلت إن أول أنبيائهم جاء بعد موسى بقرنين و هو صموئيل.

ثانياً: بالنسبة للنعمة التي تمنن بها موسى على قومه، نفهمها رغد العيش و هذا ما لم يحصل قبل موسى. فقد إرتحل يعقوب مع أولاده إلى مصر بسبب الجفاف و شظف العيش الذي ساد المنطقة. و في مصر عاشوا 400 سنة حياة كفاف أشبه بالعبودية حتى ظهور موسى.
و انت طبعاً لم تجد حلاً لهذا الإشكال.

ثالثاً: بالنسبة للملوك. فقد وجدت أنت حلاً لدى إبن عباس، و نحن لا نعرف مصدرك لقوله و لا السياق الذي جرى فيه. و لا أعتقد بأن احداً يمكن أن يقتنع بمثل هذا التحوير للغة و لو جاء عن إبن عباس.
على كل حال فقد هيأت لي انت نفسك الرد على مقولة إبن عباس، عندما قلت: ".... و لا يمكن ان يكون الشعب كله ملوكاً (بعنى الملك على البلاد)". فارتأيت ان اكمل لك الجملة: و لا يمكن أيضاً أن يكون الشعب كله يملك زوجة و خادماً و بيتاً في وضع بني إسرائيل التعيس في مصر، و إنما كانوا هم أنفسهم خداماً للمصريين.
 بالنسبة لي فقد قرأت مقولة إبن عباس قراءة أخرى، فقد اظهرت لي بأن من عاصروا الوحي لم يكونوا أغبياء جاهليين، لقد اثاروا نفس التساؤلات التي نثيرها الآن، فاخترع لهم إبن عباس هذا التفسير.
و بذلك أقول لم تجد أيضاً حلاً لهذا الإشكال.

رابعاً: ورود ذكر الرسول في التوراة و الإنجيل قبل نزولهما.
و هذا الإشكال لم تتعرض له و لا يزال قائماً.
و تحياتي لكل الزملاء المشاركين.



الموضوع الأصلي

2 comments:

  1. أولا الأنبياء حسب المفهوم اليهودي للكلمة كانوا يتنبأون و لكن ليس هذا فقط هو دورهم فدورهم أشبه بدور الأنبياء في المفهوم الإسلامي أي أنهم يتكلمون نيابة عن الله
    http://www.jewfaq.org/prophet.htm
    يذكر التلمود عددا من الأنبياء الذين ينسبونهم لبني إسرائيل يبدأون بإبراهيم و إسحق و طبعا إبراهيم ليس من بني إسرائيل بالمفهوم الصحيح للكلمة، فإسرائيل هو سيدنا يعقوب و الذي هو نفسه نبي عندهم.
    يذكر التلمود أيضا أيضا أن عدد أنبياء أمتهم هو ضعف عدد الذين فروا من مصر مع سيدنا موسى و لكن لم تسجل أسماء الذين لم يأتوا برسالة للأجيال اللاحقة لهم فبعض أنبيائهم كانت رسالتهم لأبناء جيلهم فقط.
    من هنا نجد أن إنكار وجود أنبياء في بني إسرائيل قبل موسى لا سند له على الإطلاق إلا إن كان جهل الكاتب بشيء يكفي كحجة لنفي وجوده.
    التوراة التي نعرفها اليوم لم تكن قد كتبت في عهد موسى إلا أن اليهود يزعمون أن موسى هو كاتبها و ذلك برغم أنها تروي عن موت موسى نفسه و لا يعقل أنه كتب بعضها من قبره..
    هذا لا يعني أنه لم تكن توجد توراة في عهد موسى و كلمة توراة تعني قانون في العبرية و القانون هو ما جاء به موسى في الألواح التي نزل بها من الجبل، أما التوراة الحالية فقد كتبها عزرا بعد أن تحرر اليهود من الأسر البابلي من ذاكرته و مما جمعه من مخطوطات و لم يتعاملوا مع الكتاب على أنه كتاب جديد بل إفترضوا أنه هو نفس التوراة الأصلية..
    نتفق معهم أن كتابهم يضم بعضا من التوراة و لكنه أيضا يضم قصصا غيرها مثل قصة أستر التي نسبوا لها النبوة و كتبوا قصتها بأيديهم ثم قالوا هذا من عند الله، كما ظلوا يضيفون في التوراة كلما جاءهم نبي بعد موسى..
    مما سبق يتضح أن عهد موسى كانت فيه توراة و كان قبله أنبياء أي أن القرآن لا يناقض الواقع فيما ذكر..

    ReplyDelete
    Replies
    1. ملحق رابط يذكر ما قاله التلمود عن الأنبياء
      http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Judaism/The_List_of_Prophets.html

      Delete