Saturday, January 8, 2011

الله ممارسا العنف ضد المؤمنين, من بقرة الهند الى حجر مكة !

الله ممارسا العنف ضد المؤمنين, من بقرة الهند الى حجر مكة !


بقلم : abu yasaar


هذا موضوع قديم كنت قد كتبته في منتدى اللادينيين العرب واذا انقله الى هنا فاني امل أن أقرأ اعتراضاتكم 

تم التعرض كثيرا لقضية العنف الذي يمارسه اتباع الدين أو المؤمنين ضد الاخر. أو العنف الذي يدعو اليه الله ضد الكفار والمشركين. ما أود التحدث عنه الان هو عنف من نوع اخر, هو ذلك العنف الذي يمارسه الله ( عندما اقول الله اعني الفاعل لا يهمني ان كان الله أو محمد أو ايا كان) على " المؤمنيين" ويقدم نفسه بشكل خفي لامرئي. تحت ستار الشرعية, فماهي هذه الشرعية ؟ انها شرعية الاله الصانع والخالق...الخ, أو كما يقول المؤمنون بلغتهم " الله حر أن يفعل بعباده مايشاء لا احد يستطيع ان يحاسبه " هذا العنف اذا يتم بالتراضي والموافقة حيث لا يبقى امام الضحية الا ان تشكر وتحمد جلادها على نعمه!! انه العنف الرمزي الذي يتحدث عنه بيير بورديو " انه ذلك الشكل من العنف الذي يمارس على عامل اجتماعي بالتواطؤ معه " .

" عنف الثقة واضفاء القيمة والالتزام والولاء " ( بيير بورديو) 

هذه الخطوة الاولى التي يبدأ بها الله في ممارسة عمله, كسب الثقة واضفاء القيمة أو الشرعية, والتي من دونها لن يكون هذا العنف رمزيا. ولن يمكنه تمريره بالتضامن مع الضحية, وهكذا ماهي الايات الاولى التي تلفظ بها محمد ؟

لفهم اهمية محمد لابد من معرفة فحوى الايات الأولى للقران, وهو ليس بالامر السهل كما يعتقد الكثيرون لا سيما المسلمون, القران لا يتبع تسلسلا زمنيا تاريخيا, بعض الدراسات الاوروبية حاولوا ان يقوموا بترتيبه زمنيا, وحاولوا ان يحددوا الايات الاولى , المحاولتين الاساسيتين كانتا من قبل تيودور نولدكه 1860, وريتشارد بيل , بين عامي 1037 و 1939, لهذا وحسب نولدكه ستكون الايات الاولى هي كالتالي ,

1_
سَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى
والذي قدر فهدى

سورة الاعلى من 1 الى 3

وايضا :

من اي شئ خلقه
من نطفة خلقه فقدره
ثم السبيل يسره
ثم اماته فأقبره
ثم اذا شاء انشره
سورة عبس 80

اذا المقصود هنا هو قدرة الله وجبروته , وقدرته هذه تتجلى بالظواهر الطبيعية ولاسيما بخلق الانسان, الاية التي يعتقد انها كانت الاولى تتحث عن خلق الانسان. قدرة الله تتجلى ايضا في كل الايات الاخرى :

افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت
والى السماء كيف رفعت
والى الجبال كيف نصبت
والى الارض كيف سطحت
سورة الغاشية من الاية 17 حتى 20

والاهم من كل هذا هي رغبة الله بفرض هيمنته على كل مخلوقاته:

انا صببنا الماء صبا
ثم شققنا الارض شقا
فأنبتنا فيها حبا
وعنبا وقضيا
وزيتونا ونخلا
وحدائقا غلبا
وفاكهة وابا
سورة عبس من الاية 25 الى 31

والان سلطة الله ورغبته تتركز على مكة :

ماودعك ربك وما قلى
والاخرة خير لك من الاولى
ولسوف يعطيك ربك فترضى
ووجدك ضالا فهدى
ووجدك عائلا فأغنى

لماذا كانت الايات الاولى للقران تعطي كل تلك الاهمية لقدرة الله وسلطانه؟ انها الثقة واضفاء القيمة الخطوة الاولى.

"العنف هو كل فعل يمثل تدخلا خطيرا في حرية الاخر وحرمانه من التفكير والرأي والتقرير, وتحويل الاخر الى وسيلة أو أداة لتحقيق أهدافه دون أن يعامله كعضو حر وكؤ" ( ريمون ارون) 

التفكيروالرأي : 
التفكير في القران هو عبارة عن تأمل في " عجائب الله في خلقه " للوصول اليه, لاحظ انك في حال لم تصب اليه فستعتبر من الضالين والذين أضاعوا الطريق المستقيم!! أي أن التفكير هو للوصول اليه, كل شئ مربوط فيه لوتتبعنا الحبل الذي يربط الناقة لوصلنا الى "العمود", أو لو ربطناها فانها لن تهرب!

التقرير 

ان الخلاف الذي استعر بين الفقهاء في الاسلام يعود الى غموض هذه الفكرة برايي وهو غموض مقصود وليس عفوي, بشكل مشابه لنصائح جان جاك روسو للمعلمين( حيث انه كان يعتقد ان المعلميين طيبين ويريدون مصلحة التلاميذ دائما ):

" دع الطفل يعتقد دائما انه المتحكم, مع انك انت اي المعلم الذي يحفظ مظهر الحرية, لان المرء بتلك الطريقة يأسر الارادة نفسها , فالطفل المسكين لايعرف شيئا , ولا يستطيع عمل شئ, ولم يتعلم شئ, اليس هو تحت رحمتك؟ الا يمكنك ان ترتب كل شئ في العالم الذي يحيط به؟ اليس بمقدورك التأثير عليه كما تشتهي؟ اليس عمله ولعبه, وافراحه, واتراحه, كلها في يديك وبدون ان يعرف ؟ مافي شك انه يجب ان لا يعمل الا مايريد, ولكن ينبغي ان لا يريد الا ماتريد انت ان يعمل, ينبغي ان لا يتخذ اي خطوة لا تتوقعها انت, وينبغي الا يفتح فمه دون ان تكون على علم بما سيقول ".

صدق الله العظيم!!

تحويل الاخر الى وسيلة أو أداة لتحقيق اغراضه : 

ان الله يحول المؤمنين الى وسيلة لتحقيق مصالحه وأغراضه, وهي نشر الرسالة, لكي يرضي غروره برؤية حفلات الهوس الجماعية , لتقديم طقوس الولاء والطاعة .

المؤمن بالنسبة له ما هو الا وسيلة من أجل " الجهاد في سبيل الله" . انه السلاح الذي يستخدمه من أجل القضاء على اولئك الذين لا يقدمون له القرابين أو طقوس الولاء والطاعة.

لا يعامله كعضو حر انما كعبد : 

هو عبد , وليس له أي حقوق , الحقوق فقط للحر والحر الوحيد, لا وجود للاحرار لانه شرك, فقط هو الحر انها " حقوق الله على العباد " اما العباد فليس لهم اي حقوق على الله. يفعل بهم مايشاء وماعليهم الا ان يشكروه ويحمدوه, ممارسة سادية للحب !!يرسل له قنبلة وماعليهم الا ان يرددو كالببغاوات " الحمد لله" !!

العنف الرمزي هو المسلمات التي لو انتبهنا اليها قليلا وفكرنا فيها لتهاوت : 

تنكشف هذه الحالة بملاحظة أنه بمجرد أن يبدأ " المؤمن" بالتعامل مع معتقدات أو مسلمات اخرى يبدأ بالتحرر من الخضوع لذلك العنف " العنف الرمزي الممارس عليه" ويبدأ بطرح سؤال من طبيعة" هل من المعقول أن يكون للله ابن؟, هل من المعقول أن تكون البقرة مقدسة . او مياه نهر الغانج مقدسة ؟ " استخدام جديد للعقل لا يمكن ان يستخدمه على مسلماته أو معتقداته, التي بمجرد ان يعود لها يعود للخضوع لذلك العنف ويعود الى العقل البدوي, عقل الناقة. لان هذا العنف الممارس عليه لا يسمح له بأكثر من ذلك.

كيف اذن تصبح مسلمات ؟ ماهي الادوات التي يعتمد عليها الله في تمرير عنفه بطريقة خفية؟

لا شك انها كثيرة ويمكن ان نقول الكثير بدأ من شن حرب ايديولوجية شعواء ضد الجاهلية وكل من يدخل فيما يسمى راس المال الرمزي السابق على الاسلام , بهدف تدميره كخطوة اولى وهنا مثلا نجد كيف ان القبلة في البداية لم تكن باتجاه الكعبة لاسباب عديدة ايضا لها علاقة بتحالفات محمد السياسية ورهانه على اهل الكتاب, ولكن ايضا تدخل في اطار تهديم رأس المال الرمزي السابق الذي كانت تمتلكه الكعبة, كخطوة اولى والتي سيتلوها فرض رأس مال رمزي جديد على الكعبة في مرحلة لاحقة وربطه بالتوحيد, وكذلك مثلا هناك اداة الثواب والعقاب والتي ايضا من الممتع دراستها من خلال السيكولوجي او سيكولوجيا العقاب, ( ولكن كل هذا سيكون في مرحلة لاحقة على الثقة واضفاء المشروعية التي كنت قد تحدثت عنها في كلامي عن الايات الاولى في القران)ولكن ما اتعرض له هنا هو التالي :

la conformidad en los grupos أو الامتثال : 

في عام 1952 قام الباحث solomon asch سولومون استش بأبحاث مهمة جدا في هذا المجال . اعتمد على مجموعة طلاب , كان البحث على الشكل التالي:

قبل ان يبدأ التجارب, في كل مجوعة كان هناك مجموعة من الاعضاء المتواطئين معه, وكان عندهم علم بالهدف الحقيقي للبحث, والذي هو قياس اثرالضغط الذي تحدثه الجماعة على اجابات الطلاب الغير متواطئين معه.

قام بتوزيع بطاقتين على الطلاب, في واحدة منها يظهر خط مستقيم ذو طول محدد, وفي الثانية يظهر ثلاثة خطوط مستقيمة ذات أطوال مختلفة. وسأل الطلاب والذين كان عليهم ان يجيبوا بصوت عالي وبالتتابع, واحد تلو الاخر. اي خط في البطاقة الثانية مساوي في الطول للخط في البطاقة الاولى ( اذا نظرنا الى البطاقتين سنجد أن الخط الاول في البطاقة الثانية هي الاجابة الصحيحة.

البطاقة الاولى

__________________________

البطاقة الثانية

__________________________

________________________

______________________


في المرة الاولى الجميع اعطى الاجابة الصحيحة.

وفي المرة الثانية عندما بدأ الطلاب المتواطئين باعطاء اجابة خاطئة, اصبح بالامكان ملاحظة كيف أن الطالب الذي يخضع للتجربة بدأ بالارتباك.

في المرة الثالثة وبعد ان اصر الطلاب المتواطئين على اعطاء اجابة خاطئة, قام الطلاب الغير متواطئين والموجودين في كل مجموعة بتقديم نفس الاجابة التي اعطاها الطلاب المتواطئين, اي الاجابة الخاطئة.

ما علاقة هذا بموضوعنا؟

لماذا يصر القران دائما على ممارسة الطقوس الشعائرية بشكل جماعي؟ لماذا يد الله مع الجماعة؟ لماذا تم تثبيت صلاة الجمعة كصلاة جماعية؟ لماذا التوجه عند الصلاة الى نفس الجهة( القبلة الواحدة)؟ ...والخ

حتى عند الوفاة لا يجوز الصلاة على احد منهم او حتى الوقوف على قبره, لان الصلاة على الميت او بالاحرى دفن الميت وما تنطوي عليه من عمل علني جماعي, يتضمن عضوية هذا الشخص ضمن الجماعة.

حتى الزكاة أو الصدقة يتغيير اسمها وتصبح " جزية " عندما تدفع عن طريق احد ما خارج الجماعة وترتبط بالتصغير " عن يد وهم صاغرون" .

علاقة الجسد بطقوس العبادة من صلاة وصيام وغيرها : 

لماذا على المؤمن ان يقوم بحركات معينة جسدية عندما يصلي, او يحج؟ لماذا الصيام؟

يقول باسكال المؤمن " حرك شفتيك في الصلاة, وستؤمن " قام التوسير في احد مقالاته المهمة بعنوان الدولة واجهزتها الايديولوجية باستخدام هذا القول لكي يقول بان الشعور المتخيل بالذاتية, ياتي بفعل الاجهزة الايديولوجية . نحن نقوم بما هو مطلوب منا ان نقوم به ثم " نؤمن" ( في حالتنا هذه) .

محمد اركون يقوم باستخدام مهم لاحد المفاهيم الاساسية عند بيير بورديو في الحس العقلي, تضئ لنا هذه النقطة بشكل جيد .

" ان المسلم اذ يقوم في الفرائض الدينية من صلاة وصيام وحج, مع كل الحركات الجسدية والاشارات المرفقة لها , يستوعب عمليا طريقة محددة من التصرف والسلوك وكل ردود الفعل حتى كأنها جزء لا يتجزأ من جسده "

الحس العملي عند بورديو هو المنطق العملي العفوي المتجه فورا نحو الممارسة والعمل.

ان الايمان يرتبط بالحس العملي وهو ما يجعل " المؤمن " وكأنه مقاد غير قادر على ان يفكر بتلك المسلمات التي لو تأمل فيها قليلا لتهاوت.



ابو يسار

No comments:

Post a Comment