Friday, January 14, 2011

الجنة الأسطوريّة بين سومر ومكّة

يقول نص الأسطورة عن جنّة دلمون السومريّة :

أرض دلمون مكان طاهر ,أرض دلمون مكان نظيف
أرض دلمون مكان نظيف , أرض دلمون مكان مضيء
في أرض دلمون لا تنعق الغربان
و لا تصرخ الشوحة صراخها المعروف
حيث الأسد لا يفترس أحدا
و لا الذّئب ينقضّ على الحمل
و لا الكلب المتوحّش على الجدي
ولا الخنزير البرّي يلتهم الزرع
و الطير في الأعالي لا].....[ صغارها
و الحمامة لا].....[ رأسها
حيث لا أحد يعرف رمد العين
و لا أحد يعرف آلام الرأس
حيث لا يشتكي الرجل من الشيخوخة
و لا تشتكي المرأة من العجز
حيث لا وجود لمنشد ينوح
ولا لجوّال يعول

]).....[ دلالة على وجود نقص في النص بسبب تشوّه اللّوح)

و يبدو جليّا من خلال هذا النص تصوّر السومريين للجنّة (انعدام المرض و الخلود الأبدي....إلخ)


وصف القرآن الجنّة في كثير من المواضع منها :
(25.وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار ُكُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ- البقرة)
(15.قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ – آل عمران)
(13.تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ – سورة النساء)


من خلال مقارنة بسيطة بين الأسطورة القرآنيّة والأسطورة السومريّة نجد تشابه كبير في صفات هذا الفردوس المزعوم ,مضافا إلية(بعض التوابل) أنهار الخمر والنساء, و حتى أنها متطابقة في بعضها وهذا يؤكد مقولة إن خمر الأديان القديمة يُصَبُّ في جِرار حديثة فتلك الأسطورة شكلت سابقا لدى السومريين اعتقادا دينيّا اعتنقوه لفترة طويلة من الزمن ,إلى جانب مجموعة أساطير أخرى عن التكوين و الطوفان و الجحيم . . .إلخ, جاء نتيجة لظروف الحياة القاسيّة فجاء هذا الاعتقاد ليحرّر الإنسان من واقعه المؤلم وحمل معه الكثير من الأفكار التحرّرية و لكن ما لبث أن أصبح مقيّدا بصيغة معيَّنة للعبادة وطقوس مستمدّة من طقوس وثنيّة قديما(تذاكر الدخول للجنة المفترضة)و بمجموعة من الأفكار(الاختبار الإلهي للإنسان-العقاب و الثواب)، كانت محرِّرة في السابق، لكنها تحجَّرت وتحوَّلت إلى أدوات تقييد. (كلُّ رسالة دينية محرِّرة؛ ثم تدريجيًّا تتقوقع عندما يسيطر عليها الفقهاءُ والمشرِّعون - فراس السوّاح).
بالنهاية لم تكن تصوّرات محمد عن الجنة و الحياة ما بعد الموت إلا نقلا و استمراراً لمعتقدات الشعوب التي سبقته.


ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يسعى البشر إلى تأكيد وجود جنة أو جحيم بعد الموت أو وجود اختبار إلهي يجب اجتيازه لدخولها و لماذا يعتقد الإنسان بالأساس أن وجوده في هذه الحياة له هدف ما و أنه محور هام لإله خلقه و يراقبه باستمرار و يطلب عبادته ,باختصار ما هي الحكمة من وجود الإنسان بعيدا عن التخريفات و التخيلات التي يروّجها دعاة الله!!!

النص الاصلي
Godzela بقلم

No comments:

Post a Comment